الثورة نت:
2025-08-04@02:56:22 GMT

الصهيونية تعبّر عن نفسها بقتل الأطفال جوعاً

تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT

 

بلغ عدد الشهداء الذين فقدوا حياتهم نتيجة التجويع الصهيوني الممنهج في قطاع غزة 175، بينهم 93 طفلا، بينما تهدد المجاعة أكثر من مليوني إنسان، بينهم 40 ألف رضيع مهددون بالموت الفوري، و60 ألف سيدة حامل، وهؤلاء يُسائلون الإنسانية جمعاء، والعرب والمسلمين على وجه الخصوص: أين هم من هذه الجريمة التي تجاوزت كل حد، ولم تعد الكلمات قادرة على وصف بشاعتها؟

ولعل النموذج الذي أستهل به هذه المادة يُفسر، ولا يُبرر، موقف الولايات المتحدة الأميركية من فكرة استخدام الغذاء والدواء كأداة للحرب، فالولايات المتحدة في النهاية هي شريان الحياة الوحيد لدولة الاحتلال، وهي الغطاء السياسي والمالي والعسكري لجيشه الوحشي في كل ممارساته، بما في ذلك التجويع.

إبان الحرب الأهلية الأميركية من 1861 إلى 1865، أقر الرئيس أبراهام لينكولن مبدأ «ليبر» Lieber Code الذي يجعل من المشروع للجيش الأميركي «تجويع العدو، سواء كان مسلحا أو غير مسلح»، حسب المادة 17 منه [It is lawful to starve the hostile belligerent, armed or unarmed]. ولم تتراجع أميركا عن هذه السياسة إلا بعد أكثر من 150 عاما على هذا التشريع اللاإنساني.

ولم تكن بريطانيا أقل وحشية في أحداث المجاعة الأيرلندية الكبرى (1845-1852) التي أودت بحياة أكثر من مليون شخص ودفعت مليونا آخرين إلى الهجرة. وكان الهدف واحدا، تسريع استسلام المقاومة وفرض الشروط الاستعمارية المُذلة، بعد انكسار المقاومين أمام مشاهد المدنيين والأطفال والمرضى وكبار السن، وهم يموتون جوعاً جراء الحصار ومنع الغذاء والدواء.

أمام مشهد الجوع الذي ينهش حرفياً أجساد الناس في غزة، يُطيح الاحتلال بكل الأطر القانونية والإنسانية والدولية التي جرّمت هذا الفعل، ونتساءل عن مصير وجدوى اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية، وعن اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر حرمان المدنيين من متطلبات حياتهم، وعن البروتوكول الأول لعام 1977 الذي يحظر التجويع خلال الحروب، وعن أحكام القانون الدولي العرفي، وقرار مجلس الأمن 2417 الذي يُدين استخدام تجويع المدنيين كسلاح حرب، وعن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 الذي يُعدّ التجويع جريمة حرب.

يريد الاحتلال وداعموه، بالأخص الولايات المتحدة، من خلال هذا المشهد الوحشي، هندسة جديدة للوعي الجمعي الفلسطيني، والعربي المحيط بفلسطين تحديداً، وتكريس معادلة تقول: على الجميع الرضوخ والاستسلام، وإلا فإن القوة القاهرة التي استُخدمت في غزة، والضربات التي طالت داعميها، ستكون غداً في ديار من يفكر بالوقوف أمام «ما يُسمى دولة الاحتلال».

الكيان الصهيوني يعرف جيداً أن كل أدوات تنظيف الكون لا تستطيع غسل عاره المتراكم منذ السابع من أكتوبر، ولم يكن ليصل إلى خوض حرب التجويع والحصار لو أنه نجح خلال أكثر من 660 يوما في كسر المقاومة أو تركيع المقاومين، أو لو أنه نجح في تحرير أسراه بالقوة، أو كسر إرادة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، لكنه بعد هذا العجز، ذهب إلى أسوأ ما يمكن أن يصل إليه الفكر الإجرامي المتجرد من كل القيم الإنسانية.

مشكلة الاحتلال وداعميه أنهم حتى الآن لم يستطيعوا قراءة النفس العربية المسلمة، ولا فهم طريقة تعاملها مع الأزمات، وموقفها من الاستسلام، وعزتها، وقيمة الكرامة عندها. وما زال مفكرو الاحتلال أعجز من أن يُدركوا معنى الانتماء للوطن.. وسيبقون كذلك.

– وهنا أكرر أبيات الشعر التي قالها الشهيد القائد محمد الضيف في تسجيله المصور:

كما أنت هنا، مزروعٌ أنا

ولي في هذه الأرض آلافُ البُذور

ومهما حاوَل الطُغاةُ قلعَنَا

ستنبتُ البذور

 

* عضو المكتب السياسي لحركة حماس

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي: الاحتلال يواصل هندسة التجويع ويمنع دخول 22 ألف شاحنة لغزة

غزة - صفا أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هناك أكثر من 22,000 شاحنة مساعدات إنسانية متوقفة حاليًا عند بوابات معابر قطاع غزة، غالبيتها تابعة لمنظمات أممية ودولية وجهات متعددة. وأوضح المكتب في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخالها عمدًا، ضمن سياسة ممنهجة لـ"هندسة التجويع والحصار والفوضى"، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة. وأدان بأشد العبارات استمرار الحصار وتجويع المدنيين واحتجاز المساعدات. واعتبره جريمة حرب مكتملة الأركان تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية. وحمّل الاحتلال والدول المنخرطة بالصمت أو التواطؤ المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية، وعن النتائج الكارثية المترتبة على حرمان السكان من الغذاء والدواء والوقود. وطالب بإدخال فوري وآمن ودائم لكافة الشاحنات المحتجزة، وفتح المعابر دون قيد أو شرط، وضمان تدفق المساعدات لإنقاذ أرواح المدنيين في قطاع غزة قبل فوات الأوان.

مقالات مشابهة

  • الإعلام الحكومي: الاحتلال يواصل هندسة التجويع ويمنع دخول 22 ألف شاحنة لغزة
  • طبيب أمريكي يتحدى ويتكوف ويدعوه لزيارة غزة ورؤية موت الأطفال جوعا
  • ماذا يعني دخول قطاع غزة المرحلة الثالثة من التجويع؟
  • الهيمنة على المسجد الإبراهيمي: الاحتلال يكافئ الصهيونية الدينية بالسيطرة على المقدسات
  • حماس: زيارة ويتكوف تهدف إلى منح الاحتلال غطاء سياسيا لإدارة التجويع
  • وفاة طفل جوعا بغزة وإصابة 900 ألف آخرين بسوء التغذية
  • نائب بالكنيست : حكومة الاحتلال بدعم أمريكي تقتـ.ل سكان غزة بالجوع
  • لأطفال أكثر سعادة.. 10 عادات نوم صحية