وسائل التواصل الاجتماعي والحرب الناعمة.. من أداة للتواصل إلى سلاح للتأثير
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
في عالمٍ تتسارع فيه التقنية وتتزايد فيه ارتباطات البشر عبر الفضاء الرقمي، لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد أدوات للتعارف أو تبادل الأخبار، بل تحولت إلى ساحات معارك غير مرئية تخوضها الدول والشعوب فيما يُعرف بـ»الحرب الناعمة».
الحرب الناعمة ليست إطلاق الصواريخ ولا زحف الدبابات، لكنها زحف من نوع آخر؛ زحف في العقول والقلوب، يهدف إلى إعادة تشكيل الوعي، وإضعاف الخصم من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة.
في هذا السياق، ظهرت منصات التواصل الاجتماعي كأخطر أدوات هذه الحرب. فقد ألغت الحدود، وتجاوزت الرقابة، وساوت بين المؤثر والدولة، وأصبحت المنبر الأول لتوجيه الرأي العام. ومن خلال هذه المنصات، يُضخ كمٌّ هائل من المعلومات المضللة، والأفكار الهدامة، والمحتويات المشوهة للهوية، والتي تستهدف القيم الوطنية والدينية والثقافية للشعوب.
لم يعد المواطن محصنًا وهو يطالع هاتفه المحمول. فكل نقرة قد تقوده إلى حملات موجهة، وكل منشور قد يحمل خلفه أجهزة استخبارات، وكل «ترند» ربما صيغ بعناية في غرف الحرب الإعلامية. إن ما يُبث عبر «الناعم» من الصور والأخبار والمقاطع القصيرة، أخطر أحيانًا من الرصاص، لأنه يصيب العقل ويغير القناعات.
وتكمن الخطورة الأكبر في أن الحرب الناعمة لا تُشهر نفسها كعدو، بل تتسلل في زيّ المحتوى الترفيهي، أو الرأي «الحر»، أو الدفاع عن «حقوق الإنسان»، لكنها في جوهرها قد تكون أدوات اختراق ثقافي وأخلاقي، وتجريف للهُوية.
إن مسؤولية التصدي لهذه الحرب الناعمة لا تقع فقط على عاتق الحكومات، بل هي معركة وعي جماعي، تحتاج إلى إعلام وطني ذكي، وتربية إعلامية للأجيال، واستثمار إيجابي لوسائل التواصل ذاتها في بناء الوعي وتعزيز الانتماء، بدلاً من تركها لقوى الاستلاب والتفكيك.
وإذا كانت الدول قد بنت جيوشًا للحروب التقليدية، فقد آن الأوان لبناء جيوش الوعي، التي تحرس العقول من التضليل، وتحمي القيم من التشويه، وتواجه الحرب الناعمة بإعلام صادق، وفكر أصيل، وثقافة مقاومة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تجديد حبس أم سجدة بتهمة إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
قررت النيابة العامة بالمقطم، تجديد حبس البلوجر " أم سجدة " 15 يوما على زمة التحقيقات، بتهمة نشر مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء والخروج عن الآداب العامة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت وزارة الداخلية تفاصيل القبض على أم سجدة وأم مكة، في بيان لها، عن أنه عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المذكورتين ربتا منزل - مقيمتان بالقاهرة والقليوبية، وبمواجهتهما اعترفتا بنشر مقاطع الفيديو المشار إليها لزيادة نسب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.