إدخال السجائر لغزة.. مهربون يستغلون شاحنات المساعدات ويجنون مبالغ طائلة
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على عائق جديد وكبير أمام إيصال المساعدات للمتضررين من الحرب في قطاع غزة، وهو تهريب السجائر، والذي زادت وتيرته لاسيما في ظل ارتفاع أسعار التبغ.
وأشارت إلى أن تهريب السجائر يعد أحدث مظاهر انهيار القانون والنظام في القطاع، ما يتسبب في عرقلة تقديم المساعدات اللازمة لإنقاذ حياة المواطنين الفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة أن شاحنات المساعدات ومستودعات التخزين أصبحت أهدافا لتهريب السجائر في الشحنات، كما يقول مسؤولون في الأمم المتحدة وإسرائيل. ويضيفون أنه تتم أيضا مهاجمة المركبات التي يشتبه في أنها تحتوي على سجائر مخبأة.
ووفقا للصحيفة، تباع السجائر بمبلغ يصل إلى 25 دولارا للعلبة الواحدة في غزة، ما يجعل تداولها وبيعها أمرا مربحا للغاية.
وأشارت الصحيفة إلى حادث وقع، الأسبوع الماضي، عندما اقترب عدد من الرجال الفلسطينيين من مستودع تابع للأمم المتحدة في وسط غزة، وطالبوا بالوصول إلى المساعدات المخزنة بداخله، وليس من أجل الطعام أو الوقود أو الدواء، بل السجائر المهربة وسط البضائع الإنسانية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين في الأمم المتحدة قوله إن ثلاثة رجال مسلحين وصلوا، الثلاثاء، إلى مستودع آخر للأمم المتحدة في وسط غزة مطالبين بتفتيش المساعدات، وعثروا على السجائر التي كانوا يبحثون عنها في صندوق المساعدات. وأضاف: "أصبحت السجائر مثل الذهب الجديد في غزة".
وذكرت "وول ستريت جورنال" أنها شاهدت صورة للصندوق الذي يحمل شعار الأمم المتحدة وهو مفتوح، ما يكشف عن علب سجائر كاريليا بداخله.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم عثروا على سجائر يتم تهريبها بين المساعدات أو يحملها السائقون.
وقال فلسطيني مُطلع على عمليات التهريب للصحيفة إن المهربين يقومون في بعض الأحيان بوضع علبة أو اثنتين في البطيخ المجوف أو حشوها في كيس أو كرتونة من البضائع.
وأضاف: "يجري الإسرائيليون عمليات تفتيش دقيقة على عدد قليل من الصناديق المختارة، لكنهم لا يستطيعون تفتيش كل علبة أو صندوق أو كرتونة".
وقال رجل فلسطيني في دير البلح للصحيفة إنه رأى رجالا مسلحين على متن شاحنات مساعدات يفتحون ثلاثة أكياس طحين سقطت من إحدى الشاحنات لفحصها بعناية. وعندما لم يجدوا شيئًا، قفزوا مرة أخرى إلى الشاحنة وواصلوا طريقهم.
وأضاف الرجل: "لو كانت تلك الحقائب تحتوي على سجائر، لقتل هؤلاء الرجال أي شخص يلمسها".
وأشارت الصحيفة إلى أن أسعار الدخان ارتفعت منذ أن اقتصرت إسرائيل الواردات إلى غزة على السلع الأساسية، والتي لا تشمل السجائر، وذلك بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، وفقا للسلطات الإسرائيلية. وقُتل أكثر من 37 ألف فلسطيني في الحرب التي تلت ذلك، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة أن تجارة السجائر استمرت لأشهر، حيث كان الدخان يمر خلسة عبر معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، والذي كانت تسيطر عليه السلطات المدعومة من حماس. لكن عندما سيطرت القوات الإسرائيلية على ذلك المعبر في 6 مايو، أُغلق الباب أمام شحنات السجائر.
ووفقا للصحيفة، وجد مهربو السجائر طريقا آخر عبر معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة، لكنهم لم يتمكنوا من سحب الشاحنات جانبا لتفريغ حمولتها المهربة، كما حدث في رفح.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن الهجمات الإجرامية على قوافل المساعدات أصبحت كثيفة للغاية لدرجة أن أكثر من ألف شاحنة محملة بالمساعدات تُركت على جانب غزة عند معبر كرم أبو سالم الحدودي مع إسرائيل.
وحتى التوقف الإسرائيلي اليومي عن القتال على طول طريق الإمداد الحيوي لم يكن كافيا لدفع مجموعات الإغاثة إلى نقل الشحنات.
ونقلت الصحيفة عن جماعات الإغاثة، قولها إنه توجد تحديات أخرى إلى جانب تهريب السجائر تعرقل جهود توزيع المساعدات.
ووأضافت أن إسرائيل تفرض قيودا على تدفق المساعدات، كما أن القتال وغياب القانون والتدمير الواسع النطاق للطرق والبنية التحتية جعل من الصعب عليهم تسليمها وتوزيعها بأمان في جميع أنحاء قطاع غزة.
وتقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على كمية المساعدات التي يمكن أن تدخل غزة، وإنها أصلحت الطرق التي تستخدمها قوافل المساعدات، وإن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى لم تقم بزيادة قدرتها بما يكفي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إیصال المساعدات الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس حزب المؤتمر: إدخال المساعدات لغزة رسالة إنسانية تجسد ثوابت الدولة المصرية
ثمن اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، الجهود الكبيرة والمتواصلة التي تبذلها الدولة المصرية لإعادة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، مؤكدا أن ما تقوم به مصر يعكس التزاما راسخا بمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة جراء العدوان المتواصل، كما يعكس ثبات الموقف المصري التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية مركزية للأمن القومي العربي.
وقال فرحات إن دخول 166 شاحنة مساعدات خلال الساعات الماضية عبر معبري كرم أبو سالم وزكيم، بالإضافة إلى استعداد مصر لإدخال 180 شاحنة جديدة اليوم، منها 137 شاحنة دقيق، تعكس مستوى الاستجابة السريعة والفعالة من الدولة المصرية تجاه احتياجات الأشقاء الفلسطينيين في غزة، الذين يعانون من ظروف إنسانية قاسية في ظل الحصار ونقص المواد الأساسية من غذاء ودواء.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن ما يقوم به الهلال الأحمر المصري من رفع درجة الاستعداد وتنسيق الجهود الميدانية واللوجستية بالتعاون مع الأجهزة المعنية، هو تجسيد للدور الإنساني العميق لمصر، ولإيمانها بأن التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يجب أن يقتصر على البيانات، بل يجب أن يترجم إلى دعم حقيقي وملموس، وهو ما تقوم به مصر بكل إخلاص.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن مصر لا تدخر جهدا على المستوى السياسي والدبلوماسي من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، موضحا أن التحركات المصرية المستمرة مع الأطراف الإقليمية والدولية لتأمين تدفق المساعدات وضمان التهدئة، تعكس إدراك القيادة السياسية لأهمية التحرك المتوازن من أجل استعادة الهدوء، ووقف نزيف الدم، وإنقاذ الأرواح، خاصة من النساء والأطفال.
وأضاف أن ثوابت السياسة المصرية في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لم ولن تتغير، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن مصر كانت وستظل صوتا للحق، وداعما أساسيا لكل تحرك إقليمي أو دولي يهدف إلى نصرة فلسطين ورفع المعاناة عن شعبها.
ووجه الدكتور رضا فرحات التحية للجهود المصرية الرسمية والمجتمعية، مؤكدا أن ما تقوم به مصر اليوم ليس مجرد موقف سياسي، بل رسالة إنسانية وأخلاقية تعبر عن جوهر الدولة المصرية وقيمها تجاه قضايا العدل وحقوق الإنسان.