الجزيرة:
2025-05-29@05:23:12 GMT

هل يمكن وراثة الذكريات؟

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

هل يمكن وراثة الذكريات؟

يعد تكوين الذاكرة عملية معقدة تتطلب عدة عمليات داخل الخلايا العصبية، وهنا يطرح سؤال عما إذا كان ممكنا توارث الذكريات من الآباء إلى الأبناء؟

وفي تكوين الذاكرة تحدث عمليات تحول الخلايا العصبية من حالة ما قبل التعلم (pre-learning)، والتي تتميز بمستويات عالية من الجينات الكابتة للذاكرة إلى حالة تتميز بمستويات عالية من الجينات المعززة للذاكرة.

نشرت دراسة في مجلة نيتشر نيروساينس (Nature Neuroscience) في العام 2014 توضح الطريقة التي تتأثر بها سلوكيات الشخص بخبرات أجداده.

استفادت الدراسة التي أجريت في جامعة إيموري، جورجيا من حب الفئران للكرز وفقا لما وضحته مقالة نشرت في صحيفة الجارديان البريطانية (the Guardian) يوم 17 يونيو/حزيران الحالي.

وقام العلماء في هذه الدراسة بتعريض مجموعة من الفئران أولا لرائحة تشبه رائحة الكرز ثم عرضوّها على الفور لصدمة كهربائية خفيفة. وسرعان ما تعلمت الفئران أن تتجمد تحسبا في كل مرة تشم فيها رائحة الكرز خوفا من الصدمات.

أصبح لدى الفئران مواليد صغار، وتُركت صغارهم لتعيش حياة سعيدة دون صدمات كهربائية ولا رائحة كرز. كبر الصغار وأصبح لهم أبناء (جيل ثالث) وعند هذه النقطة، أجرى العلماء التجربة مرة أخرى.

ووجد العلماء أن الارتباط بين الرائحة الحلوة والصدمة انتقل إلى الجيل الثالث، أي أن الفئران كانت تتجمد تحسبا في كل مرة تشم فيها رائحة الكرز خوفا من الصدمات.

اكتشف الفريق البحثي أن شكل الحمض النووي الموجود في الحيوانات المنوية للفأر الجد قد تغير. أدى هذا بدوره إلى تغيير الطريقة التي تم بها وضع الدائرة العصبية في صغاره وصغارهم، مما أدى إلى إعادة توجيه بعض الخلايا العصبية من الأنف بعيدا عن دوائر المتعة والمكافأة وربطها باللوزة الدماغية، المسؤولة عن الخوف.

من خلال مزيج من التغييرات، تتالي الذكريات المؤلمة عبر الأجيال للتأكد من أن الفئران الصغيرة سوف تكتسب الحكمة التي اكتسبها الأجداد الأوائل بشق الأنفس بأن رائحة الكرز قد تكون لذيذة، ولكنها ترتبط بأشياء سيئة.

التقليد

أراد مؤلفو الدراسة استبعاد احتمال أن يكون التعلم عن طريق التقليد قد لعب دورا. فأخذوا بعضا من نسل الفئران وربوهم بعيدا عن آبائهم وأمهاتهم واستخدموا الحيوانات المنوية لبعض هذه الفئران لإنجاب فئران بعيدا عن آبائهم البيولوجيين.

أظهرت النتائج أن الفئران الصغيرة المحتضنة والمولودة عن طريق التلقيح الصناعي لا تزال تتمتع بحساسية متزايدة ودوائر عصبية مختلفة لإدراك تلك الرائحة المعينة.

أراد الباحثون التحقق فيما إذا كان من الممكن عكس هذا التأثير وتجنيب الأحفاد ذكريات الصدمة البيولوجية. فأخذوا الأجداد وأعادوا تعريضهم للرائحة دون أي صدمات مصاحبة. وبعد فترة معينة من تكرار التجربة الخالية من الألم، توقفت الفئران عن الخوف من الرائحة.

ومن الناحية التشريحية، عادت دوائرهم العصبية إلى شكلها الأصلي. والأهم من ذلك، أن الذاكرة المؤلمة لم تعد تنتقل في سلوك وبنية الدماغ للأجيال الجديدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مستشفيات الأمراض العصبية والنفسية ووجراحة المسالك بجامعة أسيوط يحتفلان باليوم العالمي لغسيل الأيدي

شاركت مستشفى الأمراض العصبية والنفسية وجراحة المخ والأعصاب ومستشفى جراحة المسالك البولية بجامعة أسيوط  بأنشطة توعوية مكثفة حول أهمية غسيل الأيدي. وذلك في إطار الفعاليات التي تنظمها إدارة مكافحة العدوى بالمستشفيات الجامعية احتفالا باليوم العالمي لغسيل الأيدي، تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة، والدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية

وقامت مستشفى الأمراض العصبية والنفسية وجراحة المخ والأعصاب تحت إشراف  الدكتور محمد عبد الباسط خلاف مدير المستشفى، بتنفيذ مجموعة من الأنشطة التفاعلية الهادفة إلى توعية المرضى والزوار والعاملين بأهمية غسيل الأيدي للحد من انتشار العدوى، حيث تضمنت عروضا توضيحية لخطوات غسيل الأيدي الصحيحة باستخدام تقنيات محاكاة متطورة، بالإضافة إلى توزيع مواد توعوية تثقيفية، كما تم تنظيم جلسات حوار مفتوحة للإجابة على استفسارات الحضور حول ممارسات النظافة الشخصية وأثرها على الصحة العامة

 وفي ختام الفعاليات قام  الدكتور محمد عبد الباسط خلاف بحضور  الدكتورة هبة راشد، بتوزيع شهادات التقدير على عددا من هيئة التمريض لتميزهم خلال فعاليات غسيل الأيدي

وكما قامت مستشفى جراحة المسالك تحت إشراف الدكتور ضياء عبد الحميد مدير المستشفى، بوضع لافتات إرشادية متعددة،  تسلط الضوء على المخاطر الصحية المترتبة على إهمال غسيل الأيدي، وتقدم شرحا مبسطا ومصورا للخطوات الصحيحة لغسيل الأيدي بالماء والصابون أو باستخدام المطهرات الكحولية.

وتأتي هذه الفعاليات ضمن خطة شاملة لإدارة مكافحة العدوى بمختلف مستشفيات جامعة أسيوط، والتي تشرف عليها الدكتورة أسماء الدروي مدير إدارة مكافحة العدوى بالمستشفيات الجامعية، والدكتور إيهاب عبد الراضي نائب مدير إدارة مكافحة العدوى، لضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والنظافة الصحية في مختلف مستشفيات جامعة أسيوط.

مقالات مشابهة

  • رائحة الموت لم تفارقنا.. سكان غزة في ذكرى مرور 600 يوم على الحرب
  • مستشفيات الأمراض العصبية والنفسية ووجراحة المسالك بجامعة أسيوط يحتفلان باليوم العالمي لغسيل الأيدي
  • أمير الشرقية يفتتح المؤتمر السعودي الدولي الثاني للتصلب المتعدد والأمراض العصبية المناعية
  • تيم هاورد.. من الاضطرابات العصبية إلى كتابة التاريخ في كأس العالم
  • علامات اللحوم المغشوشة في عيد الأضحى .. احذر هذه الإشارات
  • رائحة العيد تبدأ من مطبخك.. حضّري خلطة الحواوشي السرّية
  • علي جمعة يكشف عن محظورات الإحرام.. فاحذر فعلها
  • مختصة تحذر من الأجواء الحارة: تزيد معدل العصبية
  • أسامة قابيل للحجاج: العصبية والخلق الضيق والجدال تُضيّع أجر الحج
  • بعيداً عن اجترار البحوث والمراجع القديمة في التربية ، هل نطمع في طرح جديد مسنودا بالفهم العميق والتجربة ينير لنا طريق المستقبل ويضعنا جميعا علي اختلاف التأهيل بأننا كنا سبب الحريق !!..