نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، للصحفيين، ماثيو دالتون، ونويمي بيسيربي، قالا فيه إن "سيرغي كلارسفلد هو صياد للنازيين مشهور عالميا، ومؤرخ للهولوكوست وسلطة أخلاقية في فرنسا، دفع البلاد إلى محاسبة تاريخها المظلم في معاداة السامية".

وتابع التقرير: "لهذا السبب، أصيب كثيرون في فرنسا بالصدمة هذا الأسبوع عندما دافع كلارسفلد عن حزب مارين لوبان اليميني المتطرف، والذي يعتبر من بين مؤسسيه جنديا نازيا شبه عسكري سابق".



ووفق المصدر نفسه، قال كلارسفلد، وهو أحد الناجين من المحرقة يبلغ من العمر 88 عاما، إن التهديد الرئيسي ليهود فرنسا يأتي الآن من أقصى اليسار، وأنه لن يتردّد في التصويت لصالح حزب لوبان، التجمع الوطني، في الانتخابات البرلمانية المقبلة إذا كان البديل هو ائتلاف من الأحزاب اليسارية، الجبهة الشعبية الجديدة.

وأوضح كلارسفلد على شاشة التلفزيون الوطني: "إن التجمع الوطني يدعم اليهود، ويدعم إسرائيل. عندما يكون هناك حزب مناهض لليهود وحزب مؤيد لليهود، سأصوت للحزب المؤيد لليهود".

تعليقات كلارسفلد هي ثمرة التقارب بين اليهود الفرنسيين واليمين المتطرف، الذي يعيد ترتيب السياسة الفرنسية ويساعد في دفع حزب التجمع الوطني إلى عتبة السلطة. إن الماضي المعادي للسامية للتجمع الوطني جعله لفترة طويلة غير مرغوب به للناخبين اليهود والكثير من الناخبين الفرنسيين؛ وقد أدين مؤسس الحزب، والد لوبان، جان ماري، عدة مرات بمعاداة السامية، لأنه وصف غرف الغاز النازية بأنها "تفصيل" من تاريخ الحرب العالمية الثانية.

والآن بدأ التحريم يتلاشى. إن تواصل حزب التجمع الوطني مع اليهود الفرنسيين، خاصة عقب يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر في دولة الاحتلال الإسرائيلي، عزّز مكانة الحزب في التيار الرئيسي للسياسة الفرنسية، مما ساعد على وضعه على المسار الصحيح للفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، التي تتم الشهر القادم. 

دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد أن تغلب حزب التجمع الوطني على حزبه الوسطي في الانتخابات الأوروبية هذا الشهر. فيما تظهر استطلاعات الرأي تقدم حزب التجمع الوطني، في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية المقرر إجراؤها في 30 حزيران/ يونيو المقبل، يليه حزب الجبهة الشعبية الجديدة.

ومن غير الواضح ما إذا كان مرشحي التجمع الوطني سوف يحصلون على الدعم الكافي للفوز بأغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية بعد الجولة الثانية من الانتخابات في 7 تموز/ يوليو المقبل.

كذلك، كان ليوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تأثير عميق في فرنسا، مما أدى إلى تعميق الانقسامات السياسية في موطن أكبر جالية يهودية في أوروبا وواحدة من أكبر المجتمعات الإسلامية.

ولم يقم قادة حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف بإدانة عملية "طوفان الأقصى" على الفور، ثم انتقدوا دولة الاحتلال الإسرائيلي بشدة. وتقول الجماعات اليهودية وحكومة ماكرون إن خطاب الحزب أدّى إلى زيادة معاداة السامية في فرنسا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وتفاقمت هذه المخاوف بعد الاعتداء والاغتصاب المزعوم لفتاة يهودية تبلغ من العمر 12 عاما، نهاية الأسبوع الماضي، في كوربفوا، إحدى ضواحي باريس. ووجّهت السلطات الفرنسية اتهامات أولية لثلاثة مراهقين بارتكاب الجريمة.


وقد اغتنم حزب التجمع الوطني الفرصة لمهاجمة أقصى اليسار وإظهار نبذه أمام الجمهور لمعاداة السامية. وشارك جوردان بارديلا، رئيس الحزب، في مسيرة ضد معاداة السامية بعد الهجوم ودافع بقوة عن دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أوليفييه كوستا، وهو أستاذ الأبحاث في جامعة ساينس بو ومقرها باريس والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي: "لقد أتاحت فرصة للتجمع الوطني لتخليص نفسه". مضيفا بأن "خطاب التجمع الوطني المناهض للمسلمين يلقى صدى أيضا لدى جزء من الناخبين اليهود المحافظين".

ثم قرر الحزبان الاشتراكي والخضر في فرنسا تشكيل تحالف مع حزب فرنسا الأبية قبل الانتخابات المبكرة. ويدين برنامج التحالف عملية حماس، وأحد قادته هو العضو الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، رافائيل غلوكسمان، وهو من أصل يهودي. لكن معظم اليهود الفرنسيين يقولون إنهم لا يستطيعون التصويت لصالح التحالف بسبب وجود فرنسا الأبية.

بدوره، قال يوناثان عرفي، وهو رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية، أو CRIF، وهي مظلة شاملة للجمعيات اليهودية: "ليس لدينا ثقة في فرنسا الأبية، إنه تحول حقيقي في علاقتنا مع أجزاء من اليسار".

ومع ذلك، فإن العديد من اليهود الفرنسيين يشعرون بالقلق من التجمع الوطني. وعلى الرغم من الخطاب المؤيد لليهود والمؤيد لدولة الاحتلال الإسرائيلي لقادة الحزب، فإن اليهود يخشون من أن المشاعر المعادية للسامية لا تزال قوية بين قواعد الحزب. وهناك أيضا مخاوف من أن تؤدي سياسات التجمع الوطني إلى الإضرار بالاقتصاد الفرنسي.

قال جوناثان بيهار، رجل الأعمال البالغ من العمر 42 عاما: "إن الحزب ليس جيّد؛ بل أقل سوءا فقط". حيث يخطط التجمع الوطني لتقييد حقوق المقيمين الأجانب الذين يعيشون بشكل قانوني في فرنسا، وتشديد فرص الحصول على الجنسية والرعاية الاجتماعية والسكن.


تريد لوبان أيضا، زيادة الحد الأدنى للعقوبات وإنشاء افتراض الدفاع المشروع لقوات الأمن. وسعت إلى بناء ائتلاف مع حزب الجمهوريين المحافظ في فرنسا، قبل الانتخابات. لكن معظم المشرعين في حزب "الجمهوريين" رفضوا ذلك، قائلين إنهم لن يبنوا أبدا تحالفات مع اليمين المتطرف.

وأمضت لوبان سنوات في محاولة إبعاد حزبها عن مؤسسيه المثيرين للجدل، بما في ذلك والدها وبيير بوسكيت، الذي كان عضوا في الفرقة الفرنسية التابعة لفافن إس إس خلال الحرب العالمية الثانية. تم نبذ الحزب الذي كان يُسمى آنذاك بالجبهة الوطنية، من قبل التيار السياسي الفرنسي الرئيسي، حيث كانت البلاد تكافح للتعامل مع دورها في ترحيل عشرات الآلاف من اليهود الفرنسيين إلى معسكرات الموت النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وغيرت لوبان اسم الحزب إلى التجمع الوطني في عام 2018. كما غيرت بعض مواقفها، مثل خطة لسحب فرنسا من اليورو، والتي لم تحظى بشعبية خاصة لدى الجمهور الفرنسي. وساعدتها هذه التحركات على الفوز بأكثر من 40 في المئة من الأصوات في جولة الإعادة الرئاسية لعام 2022 ضد ماكرون، وهو أفضل أداء لليمين المتطرف في تاريخ فرنسا الحديثة.

وبعد عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر، التقت لوبان عدة مرات مع كلارسفلد، كان آخرها في شباط/ فبراير في شقته في الدائرة الثامنة بباريس. وقال كلارسفلد في المقابلة هذا الأسبوع: "لقد نضج التجمع الوطني".

وابتهجت لوبان بعد بث تصريحات كلارسفلد، واصفة إياه بأنه "ضمير عظيم وحارس لذكرى المحرقة". لكن الحزب لم يتنصل تماما من شخصيات ماضيه المثير للجدل.

وبعد يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، سأل أحد المذيعين التلفزيونيين بارديلا، البالغ من العمر 28 عاما، عما إذا كان جان ماري لوبان معاديا للسامية.


وقال بارديلا: "لقد ولدت عام 1995، أنت تتحدث معي عن حقبة لم أعشها"، قبل أن يضيف: "لا أعتقد أن جان ماري لوبان معاد للسامية. الآن، من الواضح أنني لن أدلي بالتعليقات التي أدلى بها حول التفاصيل، لأنه بالنسبة لي، فظائع المحرقة ليست تفاصيل التاريخ".

كل هذا جعل يهود فرنسا يفكرون في معضلة التصويت لحزب كان في يوم من الأيام مرادفا لمعاداة السامية الفرنسية.

وقال الكاتب آلان فينكيلكروت لمجلة "لوبوان" الفرنسية، هذا الشهر: "لم أكن أتخيل أبدا التصويت لصالح التجمع الوطني للحماية من معاداة السامية؛ الوضع الحالي مفجع بالنسبة ليهود فرنسا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فرنسا يهود فرنسا فرنسا يهود فرنسا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی حزب التجمع الوطنی معاداة السامیة فرنسا الأبیة تشرین الأول من العمر فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

ما مصير المتهمين بالاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة فى منطقة التجمع؟

اقتربت نيابة الطفل من إصدار قرارها في قضية التعدي على الطالبة كارما من قبل زملائها داخل مدرسة خاصة في التجمع، بعد ورود تقرير الطب الشرعي الثاني للنيابة العامة والذي أثبت وجود عاهة مستديمة للطالبة من جراء الاعتداء.

وتقدم دفاع الطالبة كارما، المحامي ربيع الخلايلي بطلب للمحامي العام بتحريك شكوى الإهمال المتعلقة بالمدرسة الخاصة التي شهدت واقعة التعدي على الطالبة كارما من قبل طالبات داخل المدرسة.

وكانت أمرت نيابة القاهرة الجديدة، بإحالة المتهمين بالتعدي على الطالبة كارما داخل مدرسة خاصة بالتجمع، لنيابة الطفل لاستكمال التحقيقات في القضية.

وتسلمت النيابة العامة التقرير الثاني من الطب الشرعي للطالبة كارما.

وكشف المحامي ربيع الخلايلي، أن الطالبة كارما خضعت لكشف جديد للمرة الثانية أمام الطب الشرعي، بعد واقعة التعدي عليها  داخل مدرسة خاصة بالتجمع.

وكانت نيابة القاهرة الجديدة تسلمت تقرير الطب الشرعي الأولى، والذي أكد تعرض الطالبة كارما لإصابات وكسور نتيجة الاعتداء عليها، كما أوصى التقرير بإعادة فحصها طبيًا بعد ثلاثة أشهر لمتابعة تطورات حالتها الصحية.

النيابة العامة كانت انتهت من الاستماع لأقوال الطالبة "كارما" في واقعة التعدي عليها داخل مدرسة خاصة بالتجمع، وكشفت التحقيقات أن المجني عليها تعرضت للاعتداء من قبل الطالبات الثلاثة.

والد الطالبة كرمه  قال في تصريحات خاصة، إنه لن يتنازل عن حق ابنته، وأنهم يثقون في عدالة النيابة والقضاء المصري.

وكانت قررت نيابة القاهرة الجديدة، إخلاء سبيل 3 فتيات لتعديهن على الطالبة كارما داخل مدرسة شهيرة بالتجمع الخامس بضمان مالي على ذمة القضية.

استمعت نيابة القاهرة الجديدة، إلى أقوال الطالبة كارما المجني عليها في واقعة التعدي عليها داخل مدرسة شهيرة بالتجمع، واتهمت الطالبة التي حضرت إلى النيابة على كرسى متحرك مع والدها، الفتيات الثلاثة بالتنمر عليها والتعدي عليها داخل المدرسة.

وتمكن رجال المباحث من القبض على 3 فتيات لتعديهن على الطالبة كرمه داخل مدرسة شهيرة بالتجمع الخامس، تنفيذا لقرار ضبطهن من النيابة، ويتم التحقيق معهن فى الواقعة.

وانتهت نيابة القاهرة الجديدة، من الاستماع لأسرة الطالبة "كارما" المجني عليها في واقعة التعدي عليها بالضرب على يد 3 فتيات داخل مدرسة شهيرة بالتجمع الخامس، واطلعت النيابة على التقرير الطبي الخاص بالطالبة، كما اتهم والد الطالبة المدرسة بالتقصير والإهمال وتم إصدار قرار بضبط وإحضار 3 فتيات من المدرسة.

وكسرت طالبة أنف زميلتها فى مشاجرة بمدرسة فى القاهرة، وذلك حسب التقرير الطبى للطالبة الذى تم الاعتداء عليها، حيث شخص التقرير الطبى حالة الطالبة بوجود كسر فى عظام الأنف ورده وتركيب دعامة خارجية كما أوصى التقرير الطبى بحصول الطالب على راحة لمدة أسبوعين.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: ندعم جهود باكستان في مواجهة الفكر المتطرف
  • بعد اكتشاف عبارات معادية للسامية على جدرانها.. حريق بمدرسة في ليون
  • بنسعيد: دورة المجلس الوطني للبام محطة لتعزيز التواصل وتفعيل مبادرة “سنكتب تيفيناغ”
  • نظرية المجال الحيوي ودورها في سياسة العنف اليميني بأوروبا
  • ما مصير المتهمين بالاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة فى منطقة التجمع؟
  • الجزائر موّلت حزباً يسارياً فرنسياً في الستينيات والسبعينيات: وثائق استخباراتية تكشف المستور
  • حزب التجمع الوطني للأحرار بمراكش يعزز التحضيرات للاستحقاقات القادمة باستقطاب الكفاءات :
  • تحريض إسرائيلي على المقدسيين: وجودهم يقلص عدد اليهود في القدس
  • لوبان تلوّح بإمكانية سحب الثقة من الحكومة الفرنسية بسبب الضرائب
  • السلطات تقرر غلق أسواق الماشية لمدة أسبوعين