مجلس كركوك:الخلافات ما زالت مستمرة في تشكيل الحكومة المحلية للمحافظة
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
آخر تحديث: 23 يونيو 2024 - 10:48 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال عضو مجلس محافظة كركوك عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني حسن مجيد، الاحد، إن “اي تبليغ رسمي لم يصلنا لغرض عقد جلسة لمجلس محافظة كركوك بعد انتهاء عطلة عيد الاضحى”، مضيفاً “تواصلنا مع باقي أعضاء مجلس محافظة كركوك ولم يتم تحديد هذا الأسبوع لعقد الجلسة”.
وأكد مجيد أن “الحوارات التي يقودها رئيس مجلس الوزراء في ائتلاف ادارة الدولة مع قادة الكتل الفائزة تأتي لحلحلة المشاكل وتجاوزها للوصول الى اتفاق مشترك لتسمية المحافظ وتقسيم السلطات بين جميع مكونات كركوك”.وتابع أن “كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مجلس محافظة كركوك تعمل مع باقي الأعضاء على تجاوز الخلافات والوصول لصيغة مشتركة ترضي جميع الأطراف وتساهم في تشكيل حكومة كركوك المحلية لتكون ادارة قوية توفر الخدمات وتبني المشاريع لجميع اهالي كركوك دون تمييز”.وفي السياق نفسه؛ قال عضو مجلس محافظة كركوك احمد رمزي، إن “أي اتفاق لعقد جلسة مجلس محافظة كركوك لا يوجد وهذا كلام غير صحيح”. وأضاف أن “الجلسة الرابعة المقرر عقدها بعد عطلة عيد الاضحى برئاسة رئيس الوزراء مع قادة الكتل الرئيسية الفائزة بعضوية مجلس محافظة كركوك يمكن لها أن ترسم ملامح تشكيل ادارة كركوك وموعد عقد جلسة رسمية لمجلس محافظة كركوك”.ومنذ أكثر من خمسة أشهر فشلت الكتل الفائزة في انتخابات مجلس محافظة كركوك، في الاتفاق على اقتراح مشترك لتشكيل الحكومة المحلية في ظل إصرار كل واحدة على تسنم منصب المحافظ.وفي 21 شباط من العام الحالي، أشرف رئيس الوزراء، على اجتماع ضم جميع الكتل الفائزة وحدد مهلة حتى 3 آذار الماضي لإعداد المقترحات المتعلقة بتشكيل إدارة جديدة للمحافظة وتشكيل حكومة محلية مشتركة.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: مجلس محافظة کرکوک
إقرأ أيضاً:
تشكيل الحكومة.. وصفات جاهزة لقتل الكفاءة
تشكيل الحكومة.. وصفات جاهزة لقتل الكفاءة
محمد الحسن محمد نور
نحن نعيش حرباً قذرة وواقعاً مريراً ومحزناً، لا يحتاج إلى توصيف بقدر ما يحتاج إلى التركيز الجاد على البحث عن مخرج. لا خيارات حقيقية أمام الشعب السوداني سوى اغتنام الفرصة التي برزت، ودعم مسار ملء الفراغ السياسي بتشكيل حكومة مدنية من ذوي الكفاءات، قادرة على التفكير والتخطيط بهدوء، وبمنأى عن ميادين القتال.
الطرح الذي أُعلن مؤخرًا، بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء ومنحه كامل الصلاحيات لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، يمثل بارقة أمل وسط هذه العتمة، ويُعد في جوهره خطوة موضوعية ومبشّرة. لكن بما أنه تعيين فوقي لا يستند إلى عملية انتخابية، فإنه يظل عرضة لمخاطر كبيرة يجب التحسب لها، خاصة في ظل واقع سياسي هش ومنقسم.
ومن منطلق واقعنا المفعم بالانقسامات والخطاب المتشظي، وتحسباً لتحوُّل الفراغ السياسي إلى صراع نفوذ وتقاسم غنائم، علينا أن نعمل بهمة وصبر على ترسيخ وعي جماهيري ونخبوي يدفع باتجاه التنافس على الأفكار والبناء، لا على التكالب على المناصب والمحاصصة. فغياب الوعي يفسح المجال لتسيد وصفات جاهزة، غامضة المنشأ، لكنها أصبحت راسخة في وعينا وكأنها من المسلمات.
تأتي هذه الوصفات في قوالب براقة تُقدَّم بأشكال ومسميات مختلفة مثل: “تمثيل الشباب بنسب مقدرة لأنهم هم المستقبل”، أو “تمكين المرأة لأنها نصف المجتمع”، أو “العدالة الجغرافية والارتقاء بالهامش”، وغيرها. ومع أنها تُطرح في شكل شعارات نبيلة، إلا أنها تُستخدم في كثير من الأحيان، عمداً أو جهلاً، كأدوات لاستبعاد المؤهلين وإحلال عناصر فقيرة مكانهم، عبر تعيينات تُبنى على الانتماء لا على الجدارة.
تتولى الترويج لهذه القوالب جهات محلية ذات مصالح ضيقة، غالباً ما تجد الدعم والتوجيه من قوى خارجية لها أجنداتها الخاصة.
فإذا كانت قوى الاستعمار والصهيونية، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني، تمارس التصفية الجسدية للقادة الوطنيين – الذين يعارضونها – دون مواربة ودون أي قانون، فهل يصعب عليها استخدام التصفية المعنوية بإقصاء القيادات الكفؤة من المشهد عندنا في السودان؟
لا أحد يريد أن يرى مؤسسات الدولة تُقسم في شكل غنائم، أو تُوزع السلطة وكأنها أسهم في شركة مساهمة. فتتحول الحكومة إلى كيان عاجز تتنازعه الولاءات والانتماءات. إن مثل هذا الواقع لا يولّد سوى الفشل والاستقطاب، حيث يشعر كل كيان بأنه مظلوم، وكل مكسب يُرى ويُصوّر كانتصار لفئة دون الآخرين، وكل تنازل يُعد ضعفاً. ويتكرس الانقسام ويتناسل ليصبح بنية معقدة يصعب تفكيكها.
ومن خلف هذا المشهد، تقف أيادٍ خفية: محلية أنانية لا ترى أبعد من مصالحها الضيقة، وخارجية متحكمة بالخيوط ومتربصة تسعى للنفاذ من بوابات الفوضى. وهكذا تُسرق العدالة الحقيقية: عدالة الكفاءة، وتُستبدل بعدالة هدامة.
التاريخ يعلمنا أن المجتمعات التي نهضت لم تنهض إلا على أيدي الأكفأ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فهل نغتنم الفرصة هذه المرة؟ أم نعيد إنتاج أخطائنا تحت مسميات جديدة؟
الوطن ليس غنيمةً توزّع، بل شجرةٌ تُروى، وتحميها الكفاءة لا الحصص.
الوسومأمريكا إسرائيل السودان الفراغ السياسي حكومة كفاءات رئيس الوزراء كامل إدريس محاصصة