جريدة زمان التركية:
2025-06-04@12:32:50 GMT

غنائم الحرب

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

بقلم: ماهر المهدى

القاهرة (زمان التركية)ــ هل الاستيلاء على الأرصدة البنكية للعدو أو الأعداء سلاح مباح أم كسر لمصداقية النظم النقدية وتنكر للأخلاق والمبادئ وللاتفاقات المحصنة بغليظ الثقة من أجل التعامل مع مشكلة راهنة؟ ولماذا لا يؤثر الخطاب الدينى فى مضمون الخيارات والقرارات السياسية فى دول كبيرة لا تفتأ ولا تكف عن التأكيد على الالتزام الدينى -مع الاحترام لكل الأديان طبعا-، ولا يظهر هذا العامل الدينى حتى فيما يتعلق بالمسائل ذات الطابع الأخلاقي والديني؟ وبعد ذلك، قد يجد المرء اشخاصا مهمين وذوى مكانة رفيعة -فى مجتمعاتهم وعلى المستوى الدولى- ليعلنوا على الناس انقضاضهم على أرصدة الغير من المال فى بنوكهم، عقابا له على ما اقترفه فى حق الغير وتعويضا للغير المتضرر عما أصابه من جراء اعتداء صاحب الأرصدة.

العداء عداء ويقطع كثيرا من الروابط ويحل للاعداء حتى قتل بعضهم البعض فى ساحة القتال، وهذا مسلم به كجزء من طبيعة الحياة وأسس بقائها. ولكن تبقى هناك ثلاث نقاط هامة تطرح فى نفسها على طاولة البحث والرفض والنقد والنفور والقلق من المستقبل اذا كان البشر يأملون فى حياة أكثر أمنا للجميع.

وهذه النقاط الثلاث تشمل ما يلى: 

حصانة الأرصدة المالية التى تؤتمن عليها البنوك من كل اعتداء، حتى فى ظروف العداء والحروب. لأن هذه الأرصدة وضعت فى البنوك -على سبيل الأمانة المهنية والشخصية- التى حتى اذا جاز تعرضها للخطر، فلا يعقل أن يكون هذا الخطر من المؤتمن على الأرصدة وبمحض ارادته وقراره العاقل الرشيد.

وقوع الخطر من المؤتمن على الأرصدة -فى أى موقع حول العالم- هو خيانة للأمانة وقد يهدر مصداقية الخائن على المستويين الشخصى والمهنى. فلا يعقل – بحال من الأحوال – أن يتنكر الإنسان لكل المبادىء ويلقى كل القواعد الى الطريق ويدهس كل الأحاسيس الملزمة اخلاقيا ومهنيا وقانونا عند الوقوع فى عداء مع أحد.

فهذا التنكر المشار اليه لم تقبله البشرية يوما ما ولم تقره يوما – علنا على الأقل – والا لما شغل العالم نفسه بالاجتماع والنقاش والجدل والاتفاق والاحتفال بإقرار الاتفاقات والمعاهدات والقوانين والمبادىء ، ولما شغل العالم نفسه بما يسمى جريمة حرب ومطاردة أشخاص لعقود من السنين باسم جرائم الحرب . * لو كان التنكر لكل شىء مقبولا حسنا قابلا للحياة ، لما شغل العالم نفسه بدراسة الفلسفة وحفظ التاريخ وتطوير القوانين وتشديد العقوبات ، ولكن التنكر عمل غير كريم غير مقبول ولا يرعاه الا لئيم وهو عمل لا يعود على أحد بنفع.

لا شك أن مفاجآت الحياة كثيرة ، ولكنها تصبح صعبة – على وجه الخصوص – اذا لم تصادف استعدادا مسبقا لمواجهتها . ولا تعفى المفاجآت أحدا حول العالم من قسوتها ، اذا لم نستعد لها بشكل ما مناسب ودائم . و

عدم الاستعداد يورث ارتباكا فى التفكير وفى التصرف -فى حال مواجهة المفاجاة- وقد يؤدى إلى قرارات غريبة، وهذا هو الأمر الذى ربما يشاهده العالم الآن على ساحات متقدمة مشهود لها بالرقى والتقدم. والقرارات الغريبة قد تعنى رغبة فى التخلص من المسؤولية بشكل فورى أو عاجل، وإنتاج حل سريع وغير مكلف لأحد مسؤول وغير مكلف للمجتمع -ولو فى الظاهر- وليأت الغد بما يأتى به.

فحينما يدرك الناخبون معنى تلك القرارات الغريبة سيعرف الغضب طريقه إلى الناس جميعا، لأن الآثار السلبية لتلك القرارات قد تطبع وجهها على مستقبل التجارة وعلى مستقبل الحياة فى المجتمعات المعنية بهذه القرارات. وسيكون على كل من اتخذ قرارات كتلك الغريبة المستفزة ومؤيديهم تبرير تصرفاتهم وتفسير اعتداءهم على مسلمات بشرية ليس من صالح أحد الاعتداء عليها وخاصة فى أوقات العداء قبل أوقات السلم، لأن أوقات العداء تمثل نقطة الاختبار الأساسية للمصداقية والأمانة. فأعداء اليوم قد يصبحون أصدقاء الغد، وأصدقاء اليوم قد يصبحون أعداء الغد. وفى كل الأحوال نحن بشر، وهناك حدود لا ينبغى تجاوزها حتى فى ظل الحروب، والا فما معنى جريمة الحرب وما مغزى مطاردة من اعتدوا على كل القيم وانتهكوا كل المحرمات البشرية العالمية فى ظلال الحروب؟ الأمانات ليست من غنائم الحرب.

Tags: الاستيلاء على ارصدة العدوحصانة الأرصدة المالية

المصدر: جريدة زمان التركية

إقرأ أيضاً:

حاج مصري أمضى 15 عامًا محاولًا الوصول إلى الحج حتى تحقق حلمه ووجد نفسه بين الحجيج

حقق حاج مصري حلمه بالوصول إلى المملكة لأداء فريضة الحج بعد أن أمضى 15 عامًا محاولًا الوصول إلى الحج.

وقال الحاج المصري ياسر حجازي خلال حديثه مع "الإخبارية": "تقدمت لأفوز بنصيب في الحج منذ عام 2010 وتقدمت لمدة 15 مرة عبر الثلاث قنوات الشرعية لدينا في جمهورية مصر العربية للتقدم إلى الحج وهي قرعة وزارة الداخلية أو وزارة السياحة أو وزارة التضامن الاجتماعي".

وتابع:"وشاء الله أن أفوز بالحج في هذا العام بعد 15 محاولة، عندما علمت إنني سأحج هذا العام انا وزوجتي لم تسعنا الدنيا من الفرحة".

حاج مصري أمضى 15 عامًا محاولًا الوصول إلى الحج حتى تحقق حلمه ووجد نفسه بين الحجيج متلهفا وممتنا

عبر مراسل #الإخبارية طلال الحبشان#الحج_عبر_الإخبارية pic.twitter.com/DKGSzMD6Nu

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) June 1, 2025 أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • المبشر: الوطن يتسع للجميع ومن يضع نفسه فوق ليبيا يسقط دونها
  • انتخابات أم مسرحية؟
  • مقتل دبلوماسيين وتقرير عن الإخوان المسلمين.. هكذا غيّرت غزة الغرب إلى الأبد
  • نشرة أخبار العالم | إيران تكشف موقفها من الاتحاد الإقليمي للتخصيب.. وزلزال يضرب كريت.. ومباحثات بين روسيا وكوريا الشمالية.. وإحاطة أوكرانية أمام الشيوخ الأمريكي بشأن الحرب.. وعدوان إسرائيلي على سوريا
  • لماذا هجا الحطيئة نفسه؟ وما أحسن ما قيل في الشعر؟
  • هل يريد العرب وقف الحرب حقا؟
  • طفل ينقذ نفسه من هجوم الكلاب عن طريق الشهادتين .. فيديو
  • حاج مصري أمضى 15 عامًا محاولًا الوصول إلى الحج حتى تحقق حلمه ووجد نفسه بين الحجيج
  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • مدير الأمن العام: رجال الأمن بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن أو مخالفة الأنظمة