وسط تحذيرات دولية من أن انتشار المجاعة في غزة، يقول العديد من السكان، إن "المجاعة كما لو أنها وصلت بالفعل إلى هنا"، حيث تفتقر العائلات إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وهذا الأسبوع، حذرت مبادرة عالمية لمراقبة الجوع من أن خطر تفشي المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحاء قطاع غزة مع استمرار القتال بين إسرائيل وحماس.

ونقلت "نيويورك تايمز"، عن إيمان أبو جلجوم (23 عاما)، التي تعيش عائلتها في شمال غزة على البازلاء والفاصوليا المعلبة، قولها: "أقسم أن بطوننا تتآكل".

وفي تقرير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المعروفة بـ"I.P.C"، يقول خبراء إن ما يقرب من نصف مليون شخص في القطاع يواجهون المجاعة. لكنهم لم يصلوا إلى حد إعلان المجاعة، وهي تسمية تعتمد على استيفاء مجموعة متنوعة من المعايير، حسب الصحيفة.

ومع ذلك، تقول أبو جلجوم: "نحن نعيش في مجاعة أكثر حدة من أي وقت مضى".

مصدران لرويترز: إسرائيل تستعد لزيادة إمدادات المياه لغزة قال مسؤول أمني إسرائيلي ومسؤول غربي لرويترز الأربعاء إن إسرائيل تستعد لزيادة إمدادات الكهرباء إلى محطة لتحلية المياه بهدف زيادة إنتاجها الموجه لسكان قطاع غزة، فيما تتعرض لضغوط من حلفائها الغربيين لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في القطاع. "من يستطيع تحمل ذلك؟"

ووفق "نيويورك تايمز"، فإن الحرب في غزة تجلب كل يوم "صراعا جديدا للعثور على الطعام"، حيث إن الخضراوات الطازجة واللحوم نادرة، كما ارتفعت الأسعار بشكل كبير في أسواق المواد الغذائية التي لا تزال تعمل، بما في ذلك أسعار السلع الأساسية مثل الدقيق والأرز.

وكانت آخر مرة تمكن فيها، إياد السبتي (30 عاما)، من الحصول على كيس طحين قبل شهرين تقريبا، حيث يتطلب ذلك "الانتظار في الطابور لمدة 3 ساعات"، على حد قوله.

ويقول السبتي، وهو أب لستة أطفال من مدينة غزة، إن "سعر الفلفل الحلو يبلغ الآن أكثر من دولارين"، متسائلا: "من يستطيع تحمل ذلك؟".

ويشير إلى أن إحدى بناته طلبت ذات مرة البيض، لكن لم يتم العثور عليه، "وكنت أقول لها: أقسم أنني أتمنى أن أقدم لك البيض".

وتشير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن كمية الغذاء التي تصل إلى شمال غزة، زادت في الأشهر الأخيرة، حيث يتزامن هذا التغيير مع إعادة فتح إسرائيل للمعابر الحدودية للسماح بدخول المزيد من المساعدات.

ويعتمد التصنيف الدولي للمجاعة على مجموعة من العوامل، من بينها النسب المئوية للأسر التي تواجه نقصا حادا في الغذاء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والوفيات الناجمة عن الجوع أو سوء التغذية.

ومنذ أن تم تطوير معايير تصنيف "I.P.C" في عام 2004، تم استخدامه لتحديد مجاعتين فقط، واحدة في الصومال في عام 2011، حيث مات أكثر من 100 ألف شخص قبل إعلان المجاعة رسميا، وأخرى في جنوب السودان في عام 2017.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مبادرة تشمل منظمات من الأمم المتحدة وحكومات ومنظمات إغاثة تحدد المعيار العالمي لقياس الأزمات الغذائية.

وسط خطر المجاعة.. المساعدات "تتكدس" على رصيف غزة العائم بدأت عملية تسليم المساعدات إلى قطاع غزة عبر الرصيف العائم، تسير بوتيرة أكثر ثباتا بعد مجموعة من العقبات التي تسببت في توقفه عن العمل، لكن إلى الآن يبقى حجم المساعدات غير كاف لتخفيف تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المهدد بالمجاعة. "بالكاد يوجد أي شيء"

وعلى الرغم من أن القتال في غزة يتركز الآن إلى حد كبير في الجنوب، إلا أنه تم الإبلاغ عن نقص الغذاء في جميع أنحاء القطاع، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

وتقول أبو جلجوم: "في السابق كانت بعض الأشياء البسيطة متاحة، أما الآن بالكاد يوجد أي شيء تقريبا".

وفي خان يونس، جنوب مدينة غزة، حيث يعيش، نزار حماد (30 عاما)، مع عائلته في خيمة، فإن العثور على الطعام يمكن أن يكون أقل صعوبة من طهيه.

ويقول حماد للصحيفة: "المعاناة الأكبر هي تحضير الطعام نفسه، لأنه لا يوجد لدينا غاز الطبخ".

ومن الصعب العثور على الحطب، الذي أصبح باهظ الثمن، لكن حماد يقول إن الخبز والدقيق والمعكرونة والأرز والعدس متوفرة وبأسعار معقولة نسبيا في منطقته، وإنه يستطيع شراء كيسين من الدقيق بحوالي 2.60 دولار، "أما الدجاج ولحم البقر والفواكه والخضراوات فهي قصة أخرى".

ويضيف حماد: "المشكلة الآن هي نقص الأموال والعمل والدخل".

أما في الشمال، أصبح الخبز متاحا بشكل أكبر حيث أعادت بعض المخابز في مدينة غزة فتح أبوابها، كما يقول السبتي، والذي يضيف: "لقد ساعدنا إعادة فتح المخابز كثيرا".

وأعلنت إسرائيل في مايو الماضي، فتح معبر بيت حانون "إيريز"، وهو نقطة تفتيش رئيسية بين إسرائيل وشمال غزة، لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

لكن السبتي يشعر بالقلق من أن المخابز قد ينفد بها الوقود قريبا، إذ يقول "آمل حقا أن تظل المخابر مفتوحة".

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

حرب غزة.. "4 سيناريوهات" لما بعد "المعارك العنيفة" Teaser Description ناقشت الحرة الليلة تطورات الحرب على غزة، وخطر المجاعة في القطاع، وقرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإلزام اليهود المتدينين بأداء الخدمة العسكرية، وتزايد وجود الجماعات المتطرفة بإفريقيا، والأسباب وراء تصاعد الجدل في مصر بشأن اللاجئين السودانيين، ومخاطر الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: نیویورک تایمز فی القطاع قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 54 ألف شهيد

أفادت قناة القاهرة الإخبارية نقلًا عن وزارة الصحة الفلسطينية، بأن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 54,677 شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى 125,530 مصابًا حتى الآن.

الأوقاف في اليوم العالمي لضحايا العدوان على الأطفال: غزة شاهد حي على وحشية الاحتلالمصادر طبية فلسطينية: 23 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليومإعلام فلسطيني: 3 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال لمنزل بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة تواصل القصف الإسرائيلي المكثف

وأوضحت الوزارة أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، في ظل تواصل القصف الإسرائيلي المكثف واستهداف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الإيواء.

في المقابل، تتصاعد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار الفوري وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات إلى القطاع، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية شاملة إذا استمر التصعيد العسكري خلال الفترة المقبلة.

طباعة شارك قناة القاهرة الإخبارية وزارة الصحة الفلسطينية قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • مؤسسة "غزة الإنسانية" تتوقف عن توزيع المساعدات في القطاع حتى أجل غير مسمى
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 54 ألف شهيد
  • قصة جبل عرفات لها 4 روايات.. لا يعرفها الكثيرون
  • الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم بعد وقف برنامج الأغذية العالمي شحنات الغذاء
  • الأمم المتحدة: استمرار النزوح وتفشي الكوليرا يفاقمان الأزمة الإنسانية في السودان
  • المؤتمر الدولى للأطباء الجزائرين: استهداف المستشفيات فى غزة جريمة ضد الإنسانية
  • مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.. «مصائد قاتلة» للمدنيين بغزة
  • إسرائيل: "يهدوت هتوراه" يُهدّد بإسقاط حكومة نتنياهو ودعوات لحل الكنيست
  • مؤسسة غزة الإنسانية تعين رئيسا إنجيليا دعم مقترح السيطرة على القطاع
  • تعز اليمنية.. أكثر مدن العالم شحة في المياه والحصار يفاقم الأزمة