بوابة الوفد:
2025-12-13@20:50:43 GMT

من نكون إنْ عشنا بدون أعداء؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

الفيلسوف والروائى الإيطالى أمبرتو إيكو (1932-2016)، والذى اشتهر بروايته «اسم الوردة» nome il della rosa (1980)؛ كان فى زيارة إلى نيويورك عندما سأله سائق التاكسى الباكستانى من أين هو. أجابه إيكو أنه جاء من إيطاليا، سأله السائق: من هم أعداء إيطاليا؟ أجابه إيكو أنهم ليسوا فى حالة حرب مع أحد فى الوقت الحاضر، فسأله السائق بنفاد صبر أنه يقصد الأعداء التاريخيين لإيطاليا.

فأجابه الفيلسوف أنهم خاضوا حربهم الأخيرة منذ أكثر من نصف قرن وليس لهم أعداء الآن.

لم يكن السائق راضيًا عن الإجابة، فكيف لا يكون لدولة أعداء؟ وقبل النزول من السيارة، أعطى الفيلسوف السائق بقشيشًا محترمًا لتعويضه عن إحساسه بخيبة الأمل فى روح المسالمة المفرطة عند أهل إيطاليا وفشلهم الذريع والمؤسف فى خلق أعداء لهم.

قرأت هذه الحكاية فى كتاب إيكو «اختراع الأعداء» Inventing the Enemy (2013)، وجعلتنى أتساءل: من نحن عندما نكون وحدنا؟ يبدو أننا لا يمكننا التعرف على أنفسنا إلا فى حضور الآخر المختلف. ولكن التحدى الذى سيواجهنا هو أننا ربما لن نتسامح مع هذا الآخر المختلف لأنه «ليس نحن»، «ليْسَنا»، كيف نتعايش مع من هو «ليْسَنا»؟ وكيف نبنى قواعد الحياة المشتركة فى المجتمع الواحد أو التعايش السلمى بيننا وبين الدول الأخرى المختلفة عنّا؟

هنا يأتى دور التعليم والتربية والتثقيف.

فكيف نتعامل مع أشخاص من خلفية مختلفة، سواء أكانت عرقية أو لغوية أو دينية أو ثقافية؟ كثير من الشعوب، نحن المصريين لسنا استثناء، يميلون إلى الاحتراس من الاندماج فى الثقافة الغريبة ويحذرون مما يسميه البعض فى بلادنا فيروسات «الغزو الثقافي».

ليس جديدًا أن نسأل: كيف يتعامل الناس من خلفيات ثقافية مختلفة ببعضهم البعض دون أن يفقد الواحد منهم هويته الأصلية؟ فقد طُرِحَ هذا السؤال من قبل، طَرَحَه عباس محمود العقاد (1889-1964) وسلامة موسى (1887-1958) فى مناظرة فى أبريل 1930 فى الجامعة المصرية حديثة الإنشاء. تناولت المناظرة مقولة كيبلنج (1865-1936) عن الشرق والغرب وكيف أنهما الصنوان اللذان لن يلتقيا أبدًا. واتفق العقاد مع كيبلنج بحجة أن السجل التاريخى يتساوى مع مقولة كيبلنج. لا، ردّ سلامة موسى، يمكن للشرق والغرب أن يجدا أرضية مشتركة للتفاهم لأن كليهما ينتمى إلى عائلة بشرية واحدة ومصير بشرى واحد. أكد موسى أن الأمل الوحيد للشرق لتخليص نفسه من تخلفه هو أن يتبنى القيم والممارسات الغربية. لكن العقاد ذكّره أنّ الصدام بين «روحانية الشرق» و»مادية الغرب» يحول دون أى لقاء. وفاز العقاد فى المناظرة بـ228 صوتًا مقابل 132.

أعتقد أنّ على المرء أن يحافظ على ملامح أصالته وثقافته، ولكن فى الوقت نفسه، عليه أن يقرأ ويدرس ويتعرّف على ثقافات الآخرين ولا يعتبر المختلف عنه عدوًا له.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من نكون

إقرأ أيضاً:

ضبط 3 متهمين اعتدوا على سائق تاكسي وسلبوه في الدقي

تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من كشف ملابسات حادث تعدٍ على سائق سيارة أجرة، بعد تلقي قسم شرطة الدقي بلاغاً من إحدى المستشفيات باستقبالها السائق مصاباً بجروح قطعية، مُدّعياً تعرضه للضرب.

 

الداخلية تكشف ملابسات سرقة وسحل سائق أجرة بالجيزة

وأكد السائق أنه أثناء توقفه بسيارته بإحدى المناطق بدائرة القسم، فوجئ بثلاثة أشخاص، أقدم أحدهم على إشهار سلاح أبيض والتعدي عليه، ما أسفر عن إصابته، واستيلوا على مبلغ مالي منه كرهاً عنه قبل أن يلوذوا بالفرار.

وبعد إجراء التحريات وجمع المعلومات، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد وضبط مرتكبي الواقعة وهم ثلاثة عاطلين، اثنان منهم لهم معلومات جنائية، ومقيمون بالجيزة، وبحوزتهم المبلغ المالي المسلوب والسلاح الأبيض المستخدم في الاعتداء.

وأقر المتهمون بارتكاب الواقعة كما وردت أقوال المجني عليه. وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة العامة التحقيق في الحادث.

 




مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: البعض تحدث بدون علم عن تأثير الأمطار على المتحف المصري الكبير
  • ضبط 3 متهمين اعتدوا على سائق تاكسي وسلبوه في الدقي
  • الداخلية تضبط السائق المتهم بالسير عكس الاتجاه في القاهرة
  • فيديو تصادم المينى باص بالقاهرة.. السائق اعترف بالسير عكس الاتجاه
  • تسلم كأس «الفورمولا-1».. نوريس يعيش «حلم الطفولة»!
  • أزمة بدون لازمة| القصة الكاملة لفيديو محمد صبحي.. ونجل السائق: والدي لا يرافق الفنان في المناسبات
  • محمد صبحي ينهار أمام الزحام بعد تكريمه
  • محمد العدل يدافع عن محمد صبحي: السائق هو اللي غلطان مش صبحي
  • محافظ أسوان يتابع اللجان الانتخابية بلجنة العقاد الثانوية في جولة الإعادة لمجلس النواب
  • البعض لا يتغير.. أول تعليق من محمد صبحي بعد أزمتة مع السائق