قالت مجلة نيوزويك الأميركية إن هناك حربا تدور رحاها حاليا داخل إسرائيل بين العلمانيين والمتدينين، على خلفية قرار المحكمة العليا الذي يقضي بإلزام اليهود المتدينين (الحريديم) بالانضمام إلى صفوف جيش الاحتلال.

كما ينص القرار أيضا على أن الذكور من طائفة الحريديم لن يحصلوا، بعد اليوم، على أي تمويل حكومي لدراسة النصوص اليهودية بالمدارس الدينية وقاعات الدراسة للبالغين التي تسمى "كوليل" والتي يُقصد بها في اللغة العبرية "التجمع" أو "المجموعة" من العلماء، وهو معهد للدراسة المتقدمة للتلمود والأدب الحاخامي بدوام كامل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: نشر غسيل إسرائيل المتسخ في الخارج أملنا الكبيرlist 2 of 2لوموند: هكذا عُذب صحفيون فلسطينيون في صحراء النقبend of list

وذكرت نيوزويك -في مقال لجيسون فيلدز نائب رئيس تحرير صفحة الرأي بالمجلة- أن قرار المحكمة، الذي سرعان ما تعهد بعض اليهود الحريديم بتحديه، يكشف حجم الصراع الداخلي المحتدم بين القوى العلمانية ونظيرتها الدينية بإسرائيل التي تخوض حربا على قطاع غزة منذ نحو 9 أشهر، وتواجه صراعا تزداد وتيرته حدة مع حزب الله اللبناني في الشمال.

غضب

وصرح الحاخام هيشي غروسمان لمجلة نيوزويك عبر تطبيق واتساب بعد صدور الحكم "هناك شيء واحد مؤكد: ما من طالب من طلاب المدرسة الدينية سيترك دراسته للانضمام إلى الجيش عندما يُكره على القيام بذلك". وأعرب عن اعتقاده أن "المحكمة العليا قد تجاوزت صلاحياتها ولا ينبغي لها أن تتولى السلطة في شؤون الحياة الدينية".

ويعود تاريخ الصراع بين تلك القوى إلى ما قبل قيام دولة الاحتلال، في 14 مايو/أيار 1948، عندما أُعفي بعض ذكور طائفة الحريديم من التجنيد الإجباري.

وصدر قرار المحكمة العليا، الثلاثاء، بإجماع القضاة، حيث قال عوزي فوغيلمان نائب رئيس المحكمة بالوكالة إنه "في خضم حرب مضنية، أصبح عدم المساواة (بين أطياف الشعب الإسرائيلي) عبئا أثقل من أي وقت مضى ويتطلب حلا".

وأدلى الحاخام غروسمان بتصريح خطير داخل المدرسة الدينية التي يوجد فيها مكتبه، حيث نقل عنه فيلدز قوله "نحن حتما لسنا إسرائيليين، ولا نعتقد تلقائيا أن إسرائيل على حق".

تصدعات

ويبدو أن العديد من الإسرائيليين يتفقون مع أن إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية يميزهم عن غيرهم.

وأشار فيلدز في مقاله إلى أن عائلات الرهائن الذين ما زالوا أسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أدانت الحريديم على عدم انخراطهم في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وعلق يوسف جوخا إنغل، جد الأسير أوفير إنغل، على استثناء الحريديم من الجندية قائلا "ما فائدة صلاتهم، وأين كان إلههم في 7 أكتوبر/تشرين الأول" يوم هاجمت حماس إسرائيل؟

ومن بين كل الجماعات اليهودية الدينية، فإن الحريديم، الذين يشكلون 12.5% من سكان إسرائيل، هم وحدهم المستثنون من الخدمة العسكرية، على الرغم من أن معدل الولادات بينهم يبلغ 7 أطفال لكل امرأة، وهو ما يعده كاتب المقال نموا سريعا.

ويقول غروسمان إن الحريديم لا يستطيعون ببساطة تغيير وضعية إعفائهم من التجنيد، وهو الشيء الوحيد الذي تريده الدولة العلمانية، مضيفا "دعونا نربي أطفالنا، أعطونا مدارسنا الدينية".

ضد الإعفاء

ووفق نيوزويك، فإن استطلاعات الرأي تظهر أن بقية الإسرائيليين لا يؤيدون إعفاء هذه الطائفة من التجنيد، بل ويتحدثون عن أن جيشهم أصبح هشا وبحاجة لمزيد من الجنود، مؤكدين أن ارتفاع أعداد الحريديم يشكل استنزافا لموارد الدولة.

وتعتقد المجلة الأميركية أن قرار السماح لعدد صغير من الذكور بقضاء كل حياتهم في دراسة التوراة جاء بعد سنوات قليلة من المحرقة (الهولوكوست) التي تعرض لها اليهود على يد ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية.

وتعمل زوجات الحريديم في مهن كثيرة ومتنوعة من أجل زيادة المداخيل. أما الذكور المشتغلون بالمدارس الدينية ومعاهد الكوليل، فلا يعرفون كيف يتصرفون في العالم المادي فهم ليسوا مؤهلين لذلك، بل هي لأشخاص آخرين، كما يقول حاخامهم غروسمان.

ومضى غروسمان في تصريحاته المثيرة إلى القول "نحن الحريديم لدينا عقلية الحصار.. ولا توجد ثقة بيننا" وبين بقية المجتمع الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية

وصف الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها إبادة جماعية، في مقابلة نشرت اليوم الجمعة في صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية.

وقال غروسمان "رفضت لسنوات استخدام هذا المصطلح… لكن الآن لم أعد أستطيع منع نفسي من استخدامه، بعد ما قرأته في الصحف والصور التي رأيتها، فضلا عن حديثي مع أشخاص كانوا هناك".

وأضاف غروسمان الذي تُرجمت أعماله إلى لغات عدة منها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية "بألم بالغ وقلب محطم، أضطر الآن للاعتراف بما يحدث أمام عيني.. إبادة جماعية".

وأكد تمسكه "بشدة" بحل الدولتين، لعدم وجود بديل عنه، مشيدا في هذا السياق بنية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 147 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • الهيمنة على المسجد الإبراهيمي: الاحتلال يكافئ الصهيونية الدينية بالسيطرة على المقدسات
  • «عضو الوطني الفلسطيني»: ترامب يواجه تحديات داخلية تؤثر على موقفه من دعم إسرائيل
  • رئيس الشؤون الدينية: سنقرأ دعاء “للحماية من الحرائق”
  • كاتب إسرائيلي: ما تفعله إسرائيل في غزة إبادة جماعية
  • الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • القيادات الدينية الفلسطينية يتضامنون مع مصر في وجه الحملة المغرضة
  • تحذير إسرائيلي من التردد في حسم معضلات الحريديم وإيران وغزة
  • الجيش الإسرائيلي يستدعي 54 ألف شاب من الحريديم ويفاقم أزمة داخلية
  • جيش الاحتلال ينهي إرسال 54 ألف استدعاء تجنيد إضافي للشبان الحريديم
  • حسام الغمري: حماس وكيل إسرائيل.. والإخوان يديرون حربا نفسية ضد مصر