تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدّم القس سهيل سعود راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية في بيروت، محاضرة بعنوان: "القدس في الفكر المسيحي" وذلك في المدرسة الإنجيلية الوطنية في صيدا، والتي فيها شدّد على مسيحية القدس وأهميتها بالنسبة للإيمان المسيحي، كون أن أرض فلسطين استضافت، حدثَ تجسُّد يسوع المسيح. إذ وُلِدَ المسيح في بيت لحم، نشأ في الناصرة، وتعمّد في نهر الأردن.

وعاش، معظم حياته في الجليل. وصُلِبَ، وماتَ، وقام، وصعد إلى السماء، وحدث كلّ ذلك في مدينة القدس. ومن القدس انطلق شهود المسيح إلى أقاصي الأرض. مما ذكره، أنّ بعض نصوص الكتاب المقدَّس، أطلقت على مدينة أورشليم إسم، "المدينة المقدَّسة"، كما يَذكر البشير متّى في إنجيله: " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ" (متى 4: 5). مما ذكره، أنه في كلمة للمفكِّر المسيحيّ المطران جورج خضر، ألقاها في مؤتمر "القدس الآن"، الذي انعقد في بيروت عام 1999، قال المطران خضر: " القدس ليست فقط مدينة تاريخيَّة، لكنّها إلهيَّة، لكونها المكان الذي خاطب الله فيه الإنسان بالأنبياء القدامى. ولكونها موطىء قدمي المسيح" . كما ذكر خضر: "إنَّ الحضور المسيحي في القُدس هو أساسيٌّ لاكتمال اللوحة الروحية الثقافية في المدينة المقدَّسة".

ثم قدّم القس سعود تفسيرا جديدا ومعاصرا لموضوع أرض الميعاد فلسطين، وموضوع إعادة بناء الهيكل الثالث، وهو بالحقيقة ليس جديدا، لكونه تفسير المصلح الإنجيلي الفرنسي جون كلفن منذ خمسة قرون خلت، إذ فسّر نبوءات العهد القديم، حول عودة الشعب اليهودي إلى أرض الميعاد فلسطين، وإعادة بناء الهيكل الثالث، بشكل مجازي، وليس بشكل حرفي. وأنّ كل وعود الله لشعب إسرإئيل قد إنتهت وتمّت في مجيء المسيح وموته وقيامته وصعوده إلى السماء . مما ذكره القس سعود، أنّ بعض المفسِّرين الحرفيّين وبعض المسيحيين والإنجيليين، يميلون إلى تعظيم نبؤات العهد القديم حول الأرض على حساب توجُّهات لاهوت العهد الجديد. في كتابه "الأمور الأخيرة، قال اللاهوتي الهولندي المصلح هيرمان ﭘاﭬينك : "إن تفسير نبؤات العهد القديم حرفيًّا، يعني انشقاقنا عن المسيحية والعودة إلى اليهودية، لأن تفسير المملكة المسيانيَّة بمملكة أرضيَّة، هو رجاء اليهود." 

وأضاف: "ينظر العهد الجديد إلى نفسه على أنه السلطة الروحية الوحيدة التي تحدِّد، فهم العهد القديم." فالكنيسة المسيحية آمنت عبر التاريخ بأن تفسير العهد القديم يجب أن ينطلق من التوجهات اللاهوتية للعهد الجديد. وأنّ مدرسة الإصلاح والمصلحين، نظرت إلى أرض الموعد في فلسطين، على أنها كانت نموذجا أوّليا ومملكة مؤقّتة، للنموذج الأصلي الدائم التي هي المملكة السماوية الأبدية. طبّق المصلح جون كلفن، ما عرف بالتفسير التيبولوجي، على أرض الموعد، ومملكة داود، وهيكل سليمان. لأنه آمن أنّ أنبياء العهد القديم تكلّموا في معظم الأحيان عن بركات العصر القادم، من خلال رموز وصور ومنافع أرضيَّة وجسديَّة مؤقَّتة، أوحى بها الله لهم. وهي مجرّد نماذج مؤقّتة في العهد القديم، للنموذج الأصلي الذي تحقّق من خلال شخص يسوع المسيح والكنيسة في العهد الجديد. وأنه لم يعد هناك سوى وعد واحد تنتظر الكنيسة تحقّقه هو مجيء المسيح ثانية في المجد. فظلال الأمور في العهد القديم، يجب أن تفسَّر في ضوء رسالة الإنجيل الأوضح والأكمل في العهد الجديد. فالعهد الجديد ليس خروجًا عن خط العهد القديم، ولكنه الاستمراريّة المباشرة له والتحقيق العملي الروحي لنبؤات العهد القديم. وقد أتى المسيح ليكمِّل العهد القديم من خلال تفسيره الجديد له.

واختتم  القس سعود ، محاضرته بالقول، “إنَّ المأساة الروحية الكبرى، التي حدثت بعد خلق دولة إسرائيل في فلسطين، هي إدخال الكتاب المقدَّس، من قبل بعض الإنجيليين والمسيحيين، ليصير جزءًا محوريًّا في الصراع العربي الإسرائيلي. فقد استُخدم الكتاب المقدَّس، كسلاح فتّاك، يسبِّب الظلم والموت لبعض الناس، لا سيَّما الإخوة والأخوات الفلسطينيين منهم. وبالتالي، بدلاً من أن يكون الهدف من الكتاب المقدَّس تقديم رسالة رجاء وحياة للناس، فقد جَعَلَ منه البعض وللأسف ، رسالة دمار ويأس وموت، من خلال تفسيراتهم التي لا تتحسّس للآلام والظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني”.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القدس بيت لحم الناصرة نهر الأردن العهد القدیم العهد الجدید فی العهد من خلال

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة بين الحرية والمسؤولية… محاضرة في ثقافي حمص

حمص-سانا

نظمت مديرية الشؤون السياسية بحمص “مكتب التنمية السياسية” بالتعاون مع مديرية ثقافة حمص اليوم محاضرة بعنوان “سورية الجديدة بين الحرية والمسؤولية” للدكتور ياسر العيتي رئيس تيار سوريا الجديدة، تلتها جلسة حوارية حول مفهوم الحريات.

وتضمّنت المحاضرة عدة محاور منها الحرية كقيمة تأسيسية، ومسؤولية الفرد والمجتمع تجاه الحرية، والمجتمع القوي أساس الدولة القوية، والعلاقة بين الدولة والمواطن في سوريا الجديدة علاقة تكاملية.

وبيّن الدكتور ياسر العيتي في تصريح لمراسلة سانا أهمية تسليط الضوء على العلاقة بين الحرية والمسؤولية لافتاً إلى أن المحاضرة تناولت الحديث عن حرية التعبير، وحرية التنظيم المجتمعي، وحرية التنظيم السياسي، كما تم طرح مجموعة تساؤلات حول قدرة الشعب السوري على بناء دولة المؤسسات والقانون، وضرورة الابتعاد عن الاتهام والتخوين، وأن يكون النقد مبرراً بالحجة والمنطق بدلالة المصلحة الوطنية، والعمل على تقييم الفعل وليس الشخص.

بدوره أشار مدير مكتب التنمية السياسية بمديرية الشؤون السياسية بحمص حسين المحمد إلى أهمية محاور المحاضرة التي ركزت على مسؤولية الفرد والمجتمع تجاه الحرية التي تحققت بعد التحرير والنصر، وبناء الدولة القوية من خلال العلاقة بين الوطن والمواطن، إضافة إلى دور المرأة والشباب في بناء سوريا الجديدة.

من جهته أشار نائب رئيس تيار سوريا الجديدة للشؤون السياسية المهندس منير الفقير إلى أهمية انخراط السوريين ببناء دولتهم، وصيانة مساحات حرّة تهيىء المجتمع ليكون فاعلاً، وينظم نفسه بنفسه مجتمعياً وسياسياً.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • تقويم للمزاج المسيحي في ضوء الجولات الانتخابية الثلاث
  • من ذمار إلى صنعاء.. “التدخل السريع” تنفّذ مسيراً راجلاً يجسد الجهوزية لنصرة فلسطين والدفاع عن الوطن
  • عبد المسيح: آن الأوان لخطوة من حزب الله مماثلة لخطوة الرئيس الفلسطيني
  • رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر يشهد حفل تنصيب القس مينا جدعون راعيا للكنيسة الإنجيلية بدشنا
  • رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر يشهد رسامة قسوس وشيخ بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة
  • سوريا الجديدة بين الحرية والمسؤولية… محاضرة في ثقافي حمص
  • محاضرة للتوعية بأهمية التنوع الأحيائي بالمضيبي
  • النائب هالة الجراح: الفكر التربوي النهضوي أساس للنهوض الحضاري
  • أبناء جبل خضراء بحبيش يعلنون النفير العام ويجددون العهد مع فلسطين في لقاء قبلي حاشد بإب
  • «المرأة العاملة بين الألم والأمل».. محاضرة بقصر ثقافة المحلة الكبرى