موقف حكومي غير واضح من مفاوضات مسقط القادمة
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
لا يزال موقف الشرعية اليمنية من المفاوضات التي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط الأسبوع القادم، غير واضح، خاصة بعد تسرعها في رفض المشاركة وإعلان ذلك على لسان وزير حقوق الإنسان والشؤون القانونية أحمد عرمان.
هذا الرفض أعقبه إعلان سعودي صريح بشأن انعقاد المفاوضات في مسقط ومشاركة الشرعية يوم الأحد القادم لمناقشة الملفين الاقتصادي والإنساني.
وقالت الحكومة اليمنية، إنها رفضت دعوة من الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن هانس غروندبرغ للمشاركة في مفاوضات نهاية شهر يونيو الجاري في مسقط بشأن ملف الأسرى والمعتقلين.
واتهمت مصادر سياسية جناح الإخوان في الشرعية بالوقوف وراء هذا الرفض المتسرع من قبل الحكومة والذي أظهرها بمظهر المعرقل لعمليات السلام.
ونقلت جريدة العرب عن تلك المصادر "أنّ الحكومة لم تراع الاهتمام الأممي الكبير بجولة مفاوضات مسقط من منطلق الحرص على إحراز تقدّم في ملف الأسرى وفقا للمنهج الذي يتبعه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غرونبرغ في معالجة ملف الصراع اليمني والقائم على جعل الملفين الإنساني والاقتصادي أرضية للتقدّم نحو إطلاق مسار للحل السياسي الشامل والنهائي للصراع اليمني".
لكنّ المأخذ الأكبر، وفق المصادر ذاتها، على قرار الحكومة اليمنية عَدَمَ المشاركة في المفاوضات المرتقبة يتمثّل في عدم ملاءمته للموقف السعودي المعروف بشأن المفاوضات مع جماعة الحوثي، وما يتمّيز به من مرونة كبيرة أظهرتها المملكة إزاء الجماعة في أكثر من مناسبة، وصولا إلى القبول بالجلوس إلى طاولة التفاوض المباشر معها على الرغم مما أظهرته من تشدّد إزاءها وما قامت به من اعتداءات على حرمة أراضيها ومنشآتها الحيوية.
وبات معروفاً لدى الجميع مدى الحرص السعودي على التهدئة في اليمن والدفع نحو حلّ سلمي للصراع فيه، وذلك في نطاق سياسة سعودية أشمل قطعت الرياض أشواطاً في تطبيقها وتقوم على تهدئة جميع الصراعات في المنطقة وتصفير المشكلات مع مختلف بلدانها وقواها، بهدف خلق الأرضية الآمنة والمستقّرة لتنفيذ المخطط التنموي الضخم للمملكة والمعروف برؤية 2030.
وعلى هذه الخلفية بدا قرار الشرعية بشأن مفاوضات الأسرى في مسقط خارجا عن سياق التعاطي السعودي مع الملف اليمني، الأمر الذي جعل مطلعين على الشأن اليمني يعتبرون القرار مجرّد خطأ ناجم عن سوء تقدير متوقّعين أن يتمّ تداركه سريعا.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
مفاوضات إيران وأمريكا تعود من بوابة روما
مايو 22, 2025آخر تحديث: مايو 22, 2025
المستقلة/- في خطوة قد تمهد الطريق أمام تقدم جديد في الملف النووي الإيراني، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية موافقة طهران رسميًا على مقترح سلطنة عمان بعقد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والتي من المقرر أن تُعقد في العاصمة الإيطالية روما في 23 مايو الجاري.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن بلاده تدخل هذه المفاوضات بـ”نية صادقة” للدفاع عن حقوقها المشروعة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشددًا على أن وفد طهران يرفض أي مساس بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، ويعتبر رفع العقوبات مطلبًا أساسيًا لأي اتفاق محتمل.
خلفية المفاوضاتتأتي هذه الجولة بعد أربع جولات سابقة جرت بوساطة سلطنة عمان، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018. وقد وصفت الجولة الأخيرة، التي عُقدت في مسقط في 11 مايو، بأنها “بناءة” و”إيجابية”، ما فتح الباب أمام إمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي جديد في روما.
الموقف الأمريكيمن جانبها، لا تزال واشنطن تتمسك بموقفها الداعي إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وتعتبر وقف تخصيب اليورانيوم أحد الشروط الجوهرية للتوصل إلى اتفاق. غير أن هذا الشرط قوبل برفض إيراني قاطع، إذ تصر طهران على أن أنشطتها النووية تقع ضمن إطار الاستخدامات السلمية التي يكفلها القانون الدولي.
دور عمان.. وسيط موثوقمرة أخرى، تلعب سلطنة عمان دور الوسيط الهادئ في واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في المنطقة. ويُنظر إلى مسقط على أنها طرف محايد يحظى بثقة الطرفين، الأمر الذي ساهم في استئناف الاتصالات بعد فترات من الجمود والتوتر.
ما المتوقع من جولة روما؟رغم الأجواء “الإيجابية”، تبقى الخلافات الجوهرية قائمة، خصوصًا بشأن حدود تخصيب اليورانيوم، وسبل رفع العقوبات الأمريكية، وضمانات عدم الانسحاب من الاتفاق مجددًا. ومع ذلك، فإن مجرد الاتفاق على عقد جولة جديدة يعد مؤشرًا على وجود إرادة سياسية لدى الطرفين للمضي قدمًا.
خلاصةفي ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، تُعد جولة روما اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية واشنطن وطهران في كسر حلقة الجمود. وفي حال تحقيق تقدم ملموس، قد تفتح هذه المفاوضات نافذة أمل جديدة أمام تسوية شاملة تُجنب المنطقة سيناريوهات التصعيد والمواجهة.