سلطنة عمان ودورها المحوري في أمن الملاحة البحرية
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
لا يحتاج صوت سلطنة عُمان أن يرتفع عاليا في مجلس الأمن ليعرف العالم دورها في دعم أمن وسلامة الملاحة البحرية والإقليمية والدولية، فالوقائع عبر العقود الماضية، بل وعبر التاريخ، تثبت هذا الدور بالأدلة والبراهين. ولذلك كانت كلمتها في الجلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن الدولي حول «تعزيز أمن الملاحة البحرية من خلال التعاون الدولي من أجل الاستقرار العالمي» والتي عقدت في نيويورك أقرب إلى استراتيجية تعكس فهما عميقا لطبيعة التهديدات المركبة التي تواجه البحار المفتوحة، من الإرهاب البحري وتهريب البشر، إلى الاستخدام السياسي للهجمات على خطوط الشحن البحري.
لا تنبع خبرة سلطنة عُمان في إدارة الأمن البحري من موقعها الجغرافي الحساس فقط، بل من عقود من التفاعل العملي مع التحديات الجيوسياسية التي تحيط بمضيق هرمز وبحر العرب وبحر عُمان، وجميعها مسارح لاضطرابات عابرة للحدود.
الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر، والتي كادت أن تتحول إلى حرب إقليمية بالوكالة، كشفت عن محدودية المقاربة الأمنية التقليدية، ومع ذلك، نجحت سلطنة عمان في الوساطة التي أفضت إلى وقف إطلاق النار في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مؤكدة بذلك على ما يعرف في أدبيات العلاقات الدولية بـ«القوة الهادئة» وهي استراتيجية لا تسعى إلى الهيمنة، بل إلى خلق توازنات جديدة عبر الحوار والتدخل الوقائي.
بحسب تقرير مركز مارشال الألماني، فإن أمن البحر الأحمر لم يعد شأنا إقليميا محصورا، بل أصبح مصلحة استراتيجية للقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، ومجالاً تتقاطع فيه خطوط الطاقة والغذاء والسلاح.
لكن سلطنة عُمان لا ترى البحر فقط بوصفه مسرحا أمنيا، بل تنظر له عبر تاريخها الطويل باعتباره رافعة مهمة للتنمية. وخلال استضافتها لمؤتمر المحيط الهندي الثامن، طرحت سلطنة عُمان رؤية متكاملة تقوم على التكامل الإقليمي، والحوكمة البحرية، والاستثمار في البنى التحتية الزرقاء. هذه الرؤية تتقاطع مع دعوات الأمم المتحدة لتطوير استراتيجيات بحرية متكاملة تربط بين الأمن، والتغير المناخي، وحماية البيئة البحرية، وهو ما يؤكد وعي سلطنة عُمان بالتحديات المتداخلة التي تواجه البحار، لا سيما تلك المتصلة بالتدهور البيئي والاحترار العالمي.
ويشير تقرير الأمم المتحدة الأخير إلى أن التغير المناخي ـ من ارتفاع مستويات البحار إلى اشتداد العواصف وتآكل الشواطئ ـ بات يمثل خطرا مضاعفا للأمن البحري، إذ يعطل الموانئ، ويعرض البنية التحتية البحرية للهجمات والانهيار. ورؤية عُمان تأخذ هذا البُعد في الحسبان وتدعو إلى دمج الاستجابة المناخية في استراتيجيات الأمن البحري.
إن التحدي الأكبر في الخليج والبحر الأحمر ليس غياب القوة العسكرية، بل غياب الثقة، وندرة الآليات الإقليمية الجماعية، وهنا تحديدا يبرز دور عُمان بوصفها «الدولة الجسر» القادرة على التوسط بين الخصوم، والمقبولة من جميع الأطراف. ولا يخفى أن استقرار الملاحة في مضيق هرمز هو شرط أساسي لبقاء الاقتصاد العالمي، حيث يمر عبره أكثر من 20% من النفط العالمي.
لا تنطلق رؤية سلطنة عُمان في إدارة الأمن البحري عبر استراتيجية الردع وحده ولكن عبر الشراكة والتمكين وبناء المؤسسات.. في هذا السياق، تمثل سلطنة عمان، كما تشير تحليلات معهد واشنطن، حالة فريدة في المنطقة: دولة ذات موقع استراتيجي بالغ الحساسية، لكنها ترفض توظيفه في لعبة المحاور. وإذا كانت البحار مرآة لصراعات العالم، فإن مضيق هرمز، بفضل عُمان، قد يتحول إلى مرآة للأمل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البحر الأحمر أمن البحر
إقرأ أيضاً:
رياضة الغربية تنظم ندوة عن القيم الدينية والأخلاقية ودورها في بناء المجتمع
نظمت مديرية الشباب والرياضة بالغربية بالتعاون مع منطقة الوعظ بالغربية ندوة بعنوان "القيم الدينية والأخلاقية ودورها في بناء المجتمع" بهدف توعية الشباب بأهمية القيم الدينية والأخلاقية في بناء مجتمع سليم ومتماسك وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة واللواء أشرف الجندي محافظ الغربية .
جهود محافظ الغربيةشهد فعاليات الندوة اللواء حسين حنفي وكيل وزارة الشباب والرياضة بالغربية، بقاعة المؤتمرات بديوان عام المديرية بحضور ١٢٠ شاب وفتاة وذلك بحضور الشيخ محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية.
ووجه اللواء حسين حنفي الشكر للقائمين علي تنفيذ تلك الندوة مشيراً إلي دور الشباب والرياضة في تفعيل دورها المجتمعي من خلال عقد اللقاءات والندوات التي تهدف إلي تعزيز الوعي لدي الشباب ونشر قيم التسامح والاعتدال .
دعم الأسرةوأوضح الشيخ محمود الهواري أهمية الندوة أيضا في بناء مجتمع قوي من خلال التأكيد على أن القيم الدينية والأخلاقية هي أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك، يعتمد على التراحم والتعاون والاحترام المتبادل والمحبه التي أصبحت صعبة في مفهومها لدي المجتمع ذاكراً "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وهذا الحديث معناه أن كمال الإيمان لا يتحقق في المسلم حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره له ما يكرهه لنفسه.
مواجهه التحدياتكما تناول كيفية مواجهة التحديات من حيث توضيح دور القيم الدينية والأخلاقية في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع، مثل انتشار الفساد والانحرافات السلوكية، وترسيخ قيم الانتماء للوطن والولاء له من خلال الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد سعفان مدير الإدارة العامة للشباب والشيخ محمد نبيل مدير منطقة الوعظ بالغربية .