الرئيس الغزواني يتصدر نتائج الانتخابات الرئاسية مبكرا في موريتانيا
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
أظهرت النتائج الأولية الصادرة عن اللجنة الوطنية للانتخابات في موريتانيا تقدما مبكرا للرئيس، محمد ولد الغزواني، مع بدء فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في وقت سابق السبت.
وقالت اللجنة الوطنية للانتخابات إنه بعد فرز حوالي 4.37 بالمئة من الأصوات في أكثر من 200 مركز اقتراع من أصل 4503 مراكز، تقدم ولد الغزواني بالحصول على 45.
وتوجه الموريتانيون إلى صناديق الاقتراع، السبت، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بها ولد الغزواني، مع تعهد بتعزيز الاستثمار في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا التي تتأهب لبدء إنتاج الغاز الطبيعي.
ووعد الغزواني (67 عاما)، وهو مسؤول أمني كبير سابق، بتطبيق سياسات جاذبة للمستثمرين لتحقيق طفرة في السلع الأولية بالدولة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة يعيش الكثير منهم في فقر على الرغم من ثروتها من الوقود الأحفوري والمعادن.
وقال الغزواني بعد التصويت في العاصمة: "الكلمة الأخيرة هي للناخبين الموريتانيين. أُلزم نفسي باحترام اختيارهم".
وبدأ التصويت في الساعة 0700 بتوقيت غرينتش، ومن المتوقع أن تصدر نتائج أولية بدءا من الأحد.
ويواجه الغزواني ستة مرشحين منهم الناشط المناهض للعبودية، أعبيد، الذي جاء في المركز الثاني في انتخابات عام 2019 بعد الغزواني بأكثر من 18 بالمئة من الأصوات. وكان الغزواني قد انتخب لولاية أولى في ذلك العام.
ومن بين منافسيه الستة الآخرين، المحامي العيد محمدن امبارك، والخبير الاقتصادي محمد الأمين المرتجي الوافي، وحمادي سيدي المختار من حزب تواصل الإسلامي.
وقال محمد الشيخ الحضرمي (39 عاما)، وهو خبير في علم الجغرافيا، لرويترز خلال إدلائه بصوته بعد وقت قصير من فتح مراكز الاقتراع في العاصمة، نواكشوط، إنه صوت لصالح مرشح "سيكون قادرا على تحقيق المصالحة بين الموريتانيين". وأحجم عن ذكر اسم المرشح الذي صوت له.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين للتصويت نحو مليوني شخص. وتتمثل القضايا الرئيسية بالنسبة لهم في مكافحة الفساد وتوفير فرص عمل للشبان.
وتعهد الغزواني في حالة فوزه بولاية جديدة بإنشاء محطة للطاقة تعمل بالغاز الطبيعي من مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز الذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج بحلول نهاية العام. كما تعهد بالاستثمار في الطاقة المتجددة والتوسع في مجال تعدين الذهب واليورانيوم وخام الحديد.
وشهدت موريتانيا حالة من الاستقرار النسبي منذ انتخاب الغزواني، في عام 2019، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه دول الساحل المجاورة لموريتانيا ومنها مالي حالات تمرد لجماعات متشددة مسلحة وهو ما أدى إلى حدوث انقلابات عسكرية.
ولم تسجل موريتانيا أي هجوم مسلح على أراضيها في السنوات القليلة الماضية، ووعد الغزواني الذي يرأس الاتحاد الأفريقي حاليا بالتعامل مع تهديدات المتشددين.
ويواجه الرئيس انتقادات من الناشط البارز اعبيد بشأن سجله في مجال حقوق الإنسان وتهميش السكان السود الأفارقة في موريتانيا في حين يحظى المختار بمتابعة بين الناخبين المحافظين والمتدينين.
وقال مجاهد دورماز، المحلل البارز في شؤون غرب أفريقيا لدى شركة فيريسك مابلكروفت لاستشارات المخاطر "من المرجح أن يفوز الرئيس الغزواني بالتصويت في الجولة الأولى".
وأضاف "انتخاب الرئيس لولاية جديدة يعززه الفوز الساحق الذي حققه الحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية العام الماضي".
وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، فسوف تجرى جولة ثانية.
ويعتقد أحد أنصار المعارضة في نواكشوط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الغزواني قد يواجه صعوبات للفوز بشكل مباشر "إذا أجريت الانتخابات بشفافية".
وفي الانتخابات الماضية، شكك بعض مرشحي المعارضة في صحة التصويت مما أثار بعض الاحتجاجات على نطاق صغير.
وقال المختار بعد الإدلاء بصوته: "يشير كل شيء إلى أن الشعب يريد التغيير. لن تكون لدي مشكلة في الاعتراف بنتائج انتخابات نزيهة، لكن في حالة وجود تحايل، لن نتردد في وصفها بأنها انتخابات مزورة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
التهنئة الملكية لولد التاه الرئيس الجديد للبنك الأفريقي تلقى اهتماماً واسعاً في موريتانيا
زنقة20| علي التومي
بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى الموريتاني سيدي ولد التاه، على إثر انتخابه رئيسا لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، معبرا عن خالص تهانيه وأصدق تمنياته له بالتوفيق في أداء مهامه الجديدة.
وجاء في برقية جلالة الملك:
“إن انتخابكم في هذا المنصب الرفيع ليعبر عن تقدير أعضاء مجلس محافظي البنك لما تتمتعون به من خبرة غنية، وما أبنتم عنه من حنكة وكفاءة مهنية عالية في مختلف المهام الاقتصادية والمالية التي تقلدتموها، سواء في بلدكم الشقيق موريتانيا، أو على رأس مؤسسات بنكية متعددة الأطراف.”
وأضاف جلالته:
“واثق بأنكم، بفضل هذه المؤهلات، ستعطون دفعة قوية لعمل هذه المجموعة البنكية، وتعزيز مكانتها ودورها الريادي في دعم جهود التنمية المستدامة والشاملة في قارتنا الإفريقية.”
كما أكد جلالة الملك استعداد المملكة المغربية لمواكبة جهود الدكتور ولد التاه، قائلا:
“وفي هذا الصدد أود أن أؤكد لكم أن المملكة المغربية سوف لن تدخر جهدا لمؤازرتكم من أجل تحقيق ما تنشدونه من أهداف نبيلة، ودعم كافة المبادرات الإستراتيجية التي تعتمدونها لمرافقة الدول الأعضاء الإقليمية والدولية في تمويل مشاريعها البنيوية وتحقيق أهداف التنمية والاندماج الاقتصادي.”
وسائل إعلام موريتانية تحدثت عن تهنئة تجاوزت الإطار البروتوكولي المعتاد، لتشكّل إعلانًا سياسيًا واضحًا عن توجه استراتيجي للمملكة نحو توسيع وتعميق شراكاتها الإفريقية، لا سيما مع موريتانيا، في سياق إقليمي ودولي يتسم بتغيرات متسارعة وتنافس محموم على مواقع النفوذ داخل القارة.
و قالت صحيفة “أنباء إنفو” الموريتانية ، إن الملك محمد السادس لم يكتف بتهنئة ولد التاه على انتخابه، بل أكد بعبارات دقيقة على الكفاءة العالية التي يتمتع بها، وعلى الثقة التي يحظى بها من طرف المجتمع الدولي، مع الإشارة إلى أن “المملكة المغربية لن تدخر جهداً لمؤازرتكم” في مهامه. هذا الالتزام الصريح لا ينفصل عن رؤية المغرب لتعزيز التعاون جنوب–جنوب، وهو ما يجعل من الرسالة الملكية وثيقة دعم سياسي واقتصادي ذات بعد استراتيجي.
و سجلت الصحيفة أن الرسالة بالرغم من أنها تتوجه إلى شخصية موريتانية، فإنها تحمل في خلفيتها رسالة مضمّنة إلى الفاعلين في إفريقيا، مفادها أن المغرب مستعد للعمل الوثيق مع القيادات الإفريقية القادرة على الدفع بمسارات التنمية، بعيدًا عن الحسابات الضيقة أو الاصطفافات الإيديولوجية. وهو موقف يعزّز صورة المغرب كفاعل استباقي ومبادر في دعم الكفاءات الإفريقية وتفعيل التضامن القاري.
يأتي هذا الدعم وفق الصحيفة، في سياق دبلوماسي جديد بين المغرب وموريتانيا، عنوانه الأبرز هو التقارب المتزايد على المستويين الاقتصادي والسياسي. ويبدو أن المغرب ينظر إلى فوز شخصية موريتانية بهذا الوزن على رأس مؤسسة مالية كبرى كفرصة لتوطيد هذا التقارب من خلال تعاون ثلاثي الأبعاد: مغربي–موريتاني، مغاربي–إفريقي، وتمويلي–تنموي.