من طرف المسيد: حديث عن النخيل (6)
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
من طرف المسيد: حديث عن النخيل (6).
يرويها الأستاذ محمد سيد أحمد الحسن
حررها عادل سيد أحمد
وكما ذكرنا فان التمر هو المحصول النقدي الرئيسي للناس.
ومن اغرب الاشياء ان الناس ياخذوا التمر ويصنعوا منه مريسة احتفاءًا بالمناسبات المختلفة، ومن بينها حصاد القمح، ولكن لا احد يحتفي بحصاد التمر وهذا اغرب شيء.
لا احد يقيم له احتفالا، ولكن ينتظرونه، من يريد ان يختن انجاله، من يريد الزواج، من يريد شراء بقرة، هو ينتظر التمر.
وكما قلت لك التمر هو القيمة الاجتماعية للانسان، فقيمته في المجتمع تحددها كمية التمور التي يملكها، وتمور الناس ليست شيئا واحدا، ليست متساوية، فهناك من يحصد مائة جوال وهناك من يحصد جوالين، يتفاوت الناس في التمور.
التمور طبعا (ستة شهور خلي وستة شهور ملي) كما يقولون، تبدا من شهر فبراير الى سبتمبر، شايل، مجبد، وفقش، ودفيق، وهرود، وصفوري وحموري، وام راس الى ان يصل زمن الحصاد في شهر 9، ويحصد الناس تمورهم في شهر 9.
وكل شخص يحدد يوم حش (حصاد) تمره.وفي العادة يقفز (يلقح) التمر اولاد البيت اذا كانوا يقدرون على طلوع النخل، وليس كل الناس يعرفون طلوع النخل، وانا كنت من الناس الذين يقفزون التمر، ويسمى الشخص الذي يقفز التمر بالقفّاز، وعنده سبيطة من المحصول، اول بسم الله الرحمن الرحيم تقطع سبيطة القفاز، وتجدع بعيدا، وتجمع سبائط القفاز.
بعد سبيطة القفاز يبدا الحش.
بعد ذلك ياتي اللقاطون، ويلقطوا منذ الصباح بداية اليوم وحتى الظهر حوالي الساعة الثانية عشر او الواحدة.
بعد ذلك يعطى الاولاد او الناس الذين شاركوا في اللقيط كميات من التمور، وكل منهم عنده وعاء: قفة، طبق او صحن يملا له.
وفي هذه الاثناء تتجول بائعة الترمس، تكب وتتحرك بين الناس، وتعطى الأولاد ترمسا فياكلوه مع التمر الاصفر.
ويجيء الناس الكبار، ويعقدوا مجلسا كالندوة، يجلسون ويتآنسون، ويتضاحكون.
ثم يعرض التمر للشمس مدة اربعة او خمسة ايام، حتى يجف ويصير وزنه ثابتا وطبيعيا، ثم يعباه فيبيعه المحتاجون، وغير المحتاجين يخزنوه وينتظرون حتى يبيعونه بطريقتهم الخاصة، ولكن لا يوجد احتفال بحصاد التمر.
اما القمح فيحصد باحتفالات، وفزع القمح. والقمح فيه خاصية غريبة جدا، في هبوب (هواء) اسمه جاد الخال، انت تترك قمحك قش اخضر في العصر، فتهب جاد الخال ليصبح القمح في اليوم الثاني ناشفا (جافا) وناضج، كانما له سنين، فجاد الخال هي الهبوب التي تنشف القمح مثل امشير، امشير تنشف الشعير.
واحتفال الناس بالقمح اكبر من احتفالهم باي محصول آخر، وبداية احتفالات الناس بالقمح انه يحصدوا (حوض) يحشوه ويطحنوه ويدقوه فياكل منه ناس البيت والجيران، يذوقوا القمح، ويهدوا منه للناس الذين ليس لهم قمحا وللاقارب، والبنات، كلهم يهدوا لهم القمح.
فالقمح هو صاحب الكلمة، ولكن التمر هو المحصول الرئيسي، والحقيقي هنا في الشمال، ونتحدث هنا عن الشمال الخاص بالشايقية، لان المحس يزرعون اشياء اخرى لا نزرعها نحن الشوايقة كالشمار والكبكبيه، الكسبرة، التوم، الفول هذه يزرعها الدناقلة والمحس، الشايقية لا يورعون هذه المنتجات، ويعتبرونه عمل لا قيمة له.
وبيع الخضروات عندنا عيب.
لو زرعت طماطم او بصل او ويكة وبعتها فان الناس يعتبرون ذلك عيبا: ان تبيع الملاح!
وهذه تقريبا الصورة العامة لهذه المسألة.
الارض هنا خصبة وتنتج كل شيء، المشكلة المياه، والمياه طبعا كانت بالسواقي والبقر، والسواقي ذاتها كانت شيئا عجيبا، فهي ترفع الماء بالقادوس (جرة)، وكان هناك الكسالى وهناك النشيطون، والسماد كان هو السماد البلدي.
وقد قال الشاعر:
- تلتين في البلد ساكت تعابى
خانقين البقار وماخدين حسابا
هي لا قيمة علوقها ولا تيرابا
وكما ذكرت لك الناس يتفاوتون هناك الحراثون قموحهم جميلة وجيدة وهناك الكسالى ليس عندهم شيء.
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أموريم: فرنانديز يريد البقاء مع مانشستر يونايتد
لندن (د ب أ)
يعتقد روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، أن برونو فرنانديز يريد البقاء مع الفريق وسط اهتمام من الهلال السعودي.
وفاز فرنانديز بجائزة لاعب العام بالفريق للمرة الرابعة، حيث كان هو الضوء الساطع في الفريق، الذي قدم أسوأ موسم لعب منذ تعرضه للهبوط في موسم 1973 -1974 .
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن خسارة نهائي الدوري الأوروبي الأسبوع الماضي أمام توتنهام زادت الأمور سوءاً، حيث كان للضربة المالية الناتجة عن عدم التأهل لدوري أبطال أوروبا - وغياب الفريق عن المنافسات الأوروبية بالكامل - أثر سلبي على إعادة بناء فريق أموريم.
وأكد فرنانديز عقب الخسارة في بلباو أن مانشستر قد ينتهي به الحالي ببيعه، حيث يضغط نادي الهلال السعودي للحصول على خدمات اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً، قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية.
وقاد اللاعب الدولي البرتغالي مانشستر يونايتد في نهاية رحلتهم في آسيا، حيث انتهت المباراة الودية أمام هونج كونج بالفوز 3 -1 .
وبسؤاله عما إذا كانت هذه هي آخر مباراة لفرنانديز مع الفريق، قال أموريم: «لا أعتقد هذا».
وأضاف: «لست متأكداً، لا أحد يعرف، ولكن لا أعتقد أنها ستكون الأخيرة، أعتقد أنه يشاهدنا نتخذ بعض الخطوات لتغيير كل الأمور، وأعتقد أن هذا كل ما يريده، أعتقد أنه يريد البقاء».
وقال: «يرفض الكثير من الأشياء، ولكن هذا يظهر أنه يريد الفوز وأعتقد أنه ما زال صغيراً، هو لاعب جيد للغاية، هو بحاجة لأن يكون في أفضل دوري في العالم». وذكرت تقارير أن فرنانديز يفكر جدياً في العرض المالي الكبير المعروض عليه، حيث يقال إن نادي الهلال مستعد لمضاعفة راتب قائد مانشستر يونايتد ثلاث مرات ودفع ما يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني (7. 134 مليون دولار) للنادي الإنجليزي.
وبسؤاله عما إذا كان يمكن لمانشستر يونايتد أن يرفض مثل هذا العرض، قال أموريم: «نعم، نعم، يمكننا إيجاد طريقة أخرى لجني الأموال».