حزب الله يواجه الخماسي بشروط مستحيلة؟
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": المؤشرات السياسية في ظل تسارع التوترات الأمنية الداخلية وانكشاف التوظيف الإقليمي لها على ما شهده مخيم عين الحلوة، والتطورات الخارجية التي تدفع الدول الى تحذير رعاياها بضرورة المغادرة، لا تعكس جهوزية لدى الأطراف لكسر الحواجز والانفتاح على مناقشة خريطة طريق للحل، خصوصاً لدى محور الممانعة.
ويبرز موقف "حزب الله" التصعيدي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، حين قال رعد "إن هناك أشخاصاً لا نقبل بأن يكونوا حكّاماً في هذا البلد لأن تجربتنا معهم كانت مرّة، وكانوا جنباً الى جنب مع العدوّ الإسرائيلي في غزو بلدنا وفي هتك كرامة مواطنينا. نحن ندرك تماماً ماذا نريد، وإلى أين سنصل؟". ويعني ذلك وفق المصدر السياسي نسفاً للتشاور الثنائي كما في ضوء رسالتي الكونغرس الأميركي ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إلى الرئيس جو بايدن، اللتين تدعوان إلى فرض عقوبات على لبنان وتصوّبان على رئيس مجلس النواب نبيه بري، علماً بأن الإدارة الأميركية وفق المصدر ليست في وارد فرض عقوبات على بري خصوصاً بعد التواصل الرئيسي معه في ملف النفط بعد ترسيم الحدود البحرية، وهي لا تضعه في خانة "حزب الله"، لكن الرسالتين تزيدان الضغوط وتفتحان على احتمالات عدة في الوضع اللبناني.
كل هذه التطورات ستنعكس على مهمة لودريان في أيلول المقبل، وهي تُعقّد إمكان الوصول إلى حل أو اجتراح تسوية للملف الرئاسي، خصوصاً أن المعلومات تشير إلى تغيّر التحالفات السياسية بين القوى الحزبية، على وقع تمسّك "حزب الله" بمرشحه سليمان فرنجية للرئاسة والخطوط المفتوحة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يبدو أنه غيّر أولوياته، إضافة إلى اشتداد الأزمة السورية التي باتت تنعكس على لبنان بقوة في الشأنين السياسي والمالي. وبناءً على ذلك تُطرح تساؤلات عما إن كان لودريان سيستمر في مهمته وفق ما كرّسته الخماسية في الدوحة، خصوصاً مع اشتداد الضغوط الإقليمية، ومعرفته المسبقة بالشروط التي ارتفعت بعد جولته الأخيرة في لبنان، حيث ستصعب إمكان الوصول إلى تسوية.
هذه التطورات تطرح تساؤلات حول المرحلة المقبلة، وما إذا كانت ستفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، فيما الواقع يشير إلى استمرار الفراغ وعجز قوى المحاصصة عن الاتفاق على انتخاب رئيس. وتبقى المشكلة الأساسية وفق المصدر في أن "حزب الله" يقيّد مسار الاستحقاق والحل، وإذا استمر في سياسته القائمة على رهن لبنان لمشاريع إقليمية، ما دام الطرف القادر على قلب موازين القوى والمتحكم بقرار البلد، فإن الأمور ذاهبة إلى مزيد من المواجهة يعقبها انهيار شامل على كل المستويات.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
التوزيع المجالي للماء بإقليم الحوز: أزمة بين حق الساكنة وأرباب الفيلات الفاخرة :
تحرير :زكرياء عبد الله
يشهد إقليم الحوز أزمة حقيقية في توزيع المياه الصالحة للشرب، حيث يعاني العديد من السكان، خصوصاً في دواوير مثل أغمات، أوريكة، تمزوزت، سيدي عبد الله غيات وتمصلوحت، من نقص حاد في هذه المادة الحيوية، في ظل استهلاك مفرط وغير عادل للمياه من طرف فيلات فاخرة مجاورة لبعض الدواوير .
فبينمانجد دوارا يضم مئات العائلات، يعتمد بشكل كامل على بئر وحيد كمصدر رئيسي للتزود بالماء الصالح للشرب. في المقابل، تقبع فيلات فاخرة في الجوار تستعمل كميات هائلة من المياه لملإ المسابح الخاصة بها، والتي قد تصل أطناناً من الماء لأفراد قليلين لا يتجاوز عددهم ثلاثة أشخاص، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
هذا الوضع يطرح تساؤلات جدية حول التوزيع العادل للماء لضمان حقوق الساكنة في الحصول على مياه الشرب الضرورية مستقبلا، خصوصاً في ظل ازدياد الطلب وتراجع الموارد المائية بفعل سنوات الجفاف المتعاقبة.
وطالب العديد من سكان الدواوير بضرورة وضع استراتيجية محكمة من قبل السلطات الإقليمية والجهوية لوضع خطط لحد لهذه الظاهرة، وتنظيم استعمال المياه وترشيد استهلاكها بشكل يضمن حق الجميع، خصوصاً الفئات السكانية الهشة التي تعتمد على هذه الموارد للبقاء.
وتأتي هذه المطالب في سياق عام يتطلب تضافر الجهود لترشيد استهلاك الماء، وتحسين بنيات التوزيع، بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي حول أهمية المحافظة على هذه الثروة الحيوية.