جبهات قيس سعيّد المنتظرة
"العبرة لا تكمن في تغيير الأشخاص وإنما تكمن في تغيير الاستراتيجيات والسياسات".
فتح سعيّد النار على الجميع وحدد جبهات حربه الجديدة. فوجّه رسائل جلية للاتحاد العام التونسي للشغل والإعلام التونسي، والقضاء التونسي، وحتى للخارج.
تابع مراقبون عملية استبعاد قضاة تحقيق من بعض الدوائر، لأنهم لم ينصاعوا فيما يبدو لما ينتظره الرئيس منهم في قضايا سياسية، وفق ما يتردد في كواليس القضاء.
فتح سعيّد النار بقوة على الإعلام التونسي، وكشف انزعاجه حتى من نشرة الأخبار، ما يؤكد أنها جبهة جديدة سيفتحها في قادم الأيام وسيصعّد هرسلته للإعلام العمومي.
جاءت بودن في صمت ورحلت في صمت، ولم يُسمع لها شيء على مدى عامين تقريبا ويرجح أن يتواصل الصمت مع الوزير الأول الجديد، فلا أحد يُسمح له بالحديث غير سعيّد.
الرئيس منزعج من الجميع فلا شيء يعجبه أي أنها جبهات جديدة سيفتحها ويدفع ثمنها تونسيون صامتون في طوابير الخبز وراضون بانقطاع الماء واختفاء الدواء والبطالة واليأس.
* * *
أقدم الرئيس التونسي قيس سعيّد، الأسبوع الماضي، على إقالة الوزيرة الأولى الصامتة رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وتعيين أحمد الحشاني بديلاً لها.
جاءت بودن في صمت ورحلت في صمت، ولم يُسمع لها شيء على مدى عامين تقريباً يكشف موقفها مما حولها أو يعرفنا بما تفكر فيه، وهذه حالة غريبة في دنيا السياسة، لم تحدث إلا في تونس. ومن المرجح أن تتواصل مع الوزير الأول الجديد، لأن أحداً لا يُسمح له بالحديث غير سعيّد.
وخلال الأيام الماضية، فتح سعيّد النار على الجميع، وحدد الجبهات التي سيُحارب فيها خلال المرحلة الجديدة. وجّه رسائل لا غبار عليها، للاتحاد العام التونسي للشغل وللإعلام، وللقضاء طبعاً، وحتى للخارج.
قال سعيّد بوضوح إنه يضيق بالاضرابات وتعدد المطالب التي تعطل الإنتاج. وهذا يعني أنه بعدما شلّ الأحزاب، سيتفرغ لاتحاد الشغل، ولقد سجّل في الفترة الأخيرة انتصارا واضحا على حساب النقابيين، عندما حجز أجور أكثر من 17 ألف مدرس، إلى أن أذعنت النقابة وسلّمت أعداد التلاميذ للإدارة بعد امتناعها عن ذلك لأشهر، ويبدو أن ذلك سيكون سلاح الحكومة الجديد في أي خلاف مع النقابات.
ولم يرد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على هذا التهديد مباشرة، وإنما قال السبت الماضي، من مدينة صفاقس، في لقاء نقابي، تعليقاً على تعيين الحشاني إن "العبرة لا تكمن في تغيير الأشخاص وإنما تكمن في تغيير الاستراتيجيات والسياسات".
وفتح سعيّد النار بقوة على الإعلام، وكشف انزعاجه حتى من نشرة الأخبار، في اجتماع مع مديرة التلفزيون الرسمي عواطف الدالي، ما يؤكد أنها جبهة جديدة سيفتحها في قادم الأيام، وسيصعّد من هرسلته للإعلام العمومي.
وفي تسليمه لأوراق اعتماد سفراء جدد لبلاده في عواصم متعددة، دعاهم سعيّد، الجمعة الماضي، إلى "التصدي لحملات التشويه التي تطاول البلاد التونسية من دوائر الاستعمار التي لا تقبل أبداً بوجود أي نظام وطني". وقال إن تونس "تعمل من أجل نظام عالمي إنساني جديد".
وتابع مراقبون عملية استبعاد قضاة تحقيق من بعض الدوائر، لأنهم لم ينصاعوا فيما يبدو لما ينتظره الرئيس منهم في قضايا سياسية، وفق ما يتردد في كواليس القضاء.
ويكشف كل هذا أن الرئيس منزعج من الجميع، في الداخل والخارج، لا شيء يعجبه، وهو ما يعني أنها جبهات جديدة سيفتحها، وسيدفع ثمنها تونسيون، صامتون على طوابير الخبز وراضون بانقطاع الماء واختفاء الدواء وكثرة البطالة وقلة الأمل، ولكنه خيارهم، الآن على الأقل.
*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تونس الصمت البطالة جبهات قيس سعيد القضاء التونسي الإعلام التونسي طوابير الخبز الاتحاد العام التونسي للشغل فی صمت
إقرأ أيضاً:
زيت الزيتون التونسي يحقق تتويجًا عالميًا جديدًا في مسابقة دولية بأمريكا
أكدت نسرين رمضاني، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية، أن التتويج العالمي الأخير لزيت الزيتون التونسي ليس الأول من نوعه، لكنه يحمل رمزية وأهمية كبيرة لتونس، نظرًا لمكانة هذا المنتج في الاقتصاد الوطني.
وأوضحت «رمضاني» خلال مداخلة لها على شاشة القاهرة الإخبارية ، أن زيت الزيتون التونسي يُعد أحد أبرز روافد الاقتصاد المحلي، حيث يساهم بشكل كبير في دعم ميزانية الدولة من خلال التمويلات والعائدات المالية التي يوفرها قطاع الزيتون.
وأضافت أن تونس تُصنَّف كثاني أكبر منتج عالميًا لزيت الزيتون بعد إسبانيا، كما أنها من بين الدول الأوائل في تصدير هذا المنتج على مستوى العالم.
جودة عالية ومكانة مرموقة
وأشارت «رمضاني»، إلى أن ما يميز زيت الزيتون التونسي هو جودته الفائقة مقارنة بأنواع الزيوت المنتجة في دول أخرى، وهو ما يجعل حضوره قويًا في المسابقات الدولية ويحظى بتقدير كبير في الأسواق العالمية.
احتفاء واسع في تونس ووسائل الإعلام
كما لفتت أن تونس شهدت احتفاءً واسعًا بهذا التتويج الجديد، حيث تناولت مختلف وسائل الإعلام المحلية هذا الخبر بفخر واعتزاز، معتبرة أن هذا الإنجاز يسلط الضوء على منتج تونسي خالص يمثل الهوية الوطنية ويدعم صورتها الإيجابية عالميًا.
وقالت نسرين رمضاني إنه جديرا بالذكر أن المسابقة التي شهدت هذا التتويج جرت في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 14 دولة من الدول العربية والأوروبية.