حكومة مصر الجديدة.. تغييرات مهمة وأزمات مشتعلة بانتظارها
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
حمل التغيير الوزاري في مصر، تساؤلات بين كثير من المصريين بشأن برنامج عمل حكومة مصطفى مدبولي الجديدة مع التحديات الراهنة، وخاصة الخارجية منها، في خضم أزمات إقليمية ودولية جمّة تُلقي بتداعياتها داخليا، وفي وقت تتصاعد المطالب بضرورة إحداث طفرة حقيقية في الشأن الاقتصادي.
وأدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، (3 تموز 2024) بعد شهر من تقديم حكومة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السابقة استقالتها.
وفي تكليفه لمدبولي بإعادة تشكيل حكومة جديدة في يونيو حزيران الماضي، حدد السيسي عددا من الأهداف على رأسها ضرورة الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ضوء التحديات الإقليمية والدولية، ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية وملفات الأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب، بما يعزز ما تم إنجازه فيها، جنبا إلى جنب مع تطوير ملفات الثقافة والوعي الوطني.
وإزاء التعامل مع الملفات الأمنية والخارجية، قرر السيسي ترقية اللواء أركان حرب عبد المجيد صقر إلى رتبة الفريق أول، مع تعيينه وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي، بدلا من الوزير السابق محمد زكي.
في حين شهدت الحكومة تعيين السفير بدر عبدالعاطي وزيرا للخارجية والهجرة بدلا من الوزير السابق سامح شكري.
واعتبر المركز المصري للفكر والدراسات، أن ملف الأمن القومي يأتي على رأس التحديات التي تواجهها الحكومة الجديدة، إذ تظل القاهرة ملتزمة بالحفاظ على أمنها القومي في ضوء التحديات الإقليمية والدولية، مع التركيز على مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار.
وأوضح المركز في دراسة نشرها اليوم، أن من شأن الحكومة الجديدة أن تواصل الاشتباك في الملفات التي كانت تنخرط عبرها الحكومة السابقة، ويأتي آخرها ملف حرب غزة، التي لعبت مصر خلاله دورا مفصليا كطرف موثوق في المفاوضات بين كافة الأطراف، عبر آلياتها الدبلوماسية وأجهزة الدولة المعنية.
ماذا يمكن أن تقدم الحكومة؟
بدوره قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، اللواء أحمد العوضي، في تصريح صحفي، إن الحفاظ على الأمن القومي المصري سيكون على رأس أولويات عمل الحكومة الجديدة، موضحا أن "جهود الدولة تتركز على هذا الاتجاه وهذه مسؤولية كبرى".
وكشف العوضي أن مصطفى مدبولي سيلقي بيان الحكومة الجديدة وبرنامجها أمام البرلمان، الإثنين المقبل، وحينها يُحدد بالتفصيل المحاور المختلفة لعمل الحكومة، ومنها التعامل مع قضايا الأمن القومي والملفات الخارجية.
وشدد على أن الحكومة والمؤسسات المصرية تبذل جهودًا واسعة للتعامل مع الأزمات الإقليمية الراهنة، خاصة فيما يتعلق بالوضع بقطاع غزة، إذ تكثف القاهرة جهودها للتوصل إلى هدنة تحقن دماء الفلسطينيين، في حين تسعى جاهدة لوقف القتال الدائر بالسودان.
ومع ذلك، أضاف العوضي أن التحديات الداخلية ستكون حاضرة برمتها على محاور عمل الحكومة الجديدة، وخاصة "الاهتمام ببناء الإنسان المصري من حيث الصحة والتعليم، وتطوير الأداء الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية".
مواجهة أزمات الإقليم
وفي السياق ذاته، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، إن وزير الخارجية الجديد بدر عبدالعاطي سيواجه نفس التحديات التي كان يتعامل معها شكري؛ خاصة أن مصر محاطة بمجموعة من الأزمات المشتعلة "ففي الجنوب السودان، والغرب حيث الانقسام الليبي، وما يحدث في الشرق بقطاع غزة والضفة الغربية".
ما الذي ينتظره المصريون من الحكومة الجديدة؟
وشدد حسن على أن هذه الأزمات المعقدة تحتاج إلى مجهود لاستكمال حلحلتها مع الأطراف العربية والدولية.
ولفت أن وزير الخارجية الجديد سيبدأ العمل مع هذه الملفات سريعا، خاصة مع احتضان القاهرة لمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية يوم السادس من يوليو الجاري "ونأمل أن تكون بداية لحل الأزمة السودانية بدلًا من حالة الجمود التي أصابتها".
وبشأن الحرب في غزة، أوضح الدبلوماسي المصري أن "هناك جمود في محاولات التوصل لوقف لإطلاق النار، ونأمل أن يحدث اختراق للتعنت الإسرائيلي".
وفي شأن آخر، أشار حسن إلى أن وزير الخارجية سيعمل على تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية بالتعاون مع المجموعة الاقتصادية للحصول على استثمارات وقروض ميسرة، وبذلك يشارك في مواجهة التحديات الداخلية وخاصة الموقف الاقتصادي الراهن.
كما سيكون التعاون مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمات الهجرة غير الشرعية بارزا خلال فترة وزير الخارجية الجديد، وفق حسن، الذي وصفه بأنه "نشيط ولديه قدرات على التحرك السريع ونأمل في إحداث اختراق لكافة الأزمات".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحکومة الجدیدة وزیر الخارجیة الأمن القومی
إقرأ أيضاً:
تعزيز الصناعة المصرية.. الحكومة تكثف جهودها لإزالة التحديات وتقديم الحوافز
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، الاجتماع الأسبوعي لـ الحكومة بمقرها في العاصمة الإدارية الجديدة؛ لمناقشة عدد من الموضوعات والملفات.
واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم، حفل افتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية، وفعاليات موسم الحصاد بمحور الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (محور الضبعة سابقاً).
وفي هذا الإطار، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالمداخلات التي أجراها الرئيس حول التحديات التي تواجه استصلاح أراض جديدة وجعلها صالحة للزراعة؛ سواء من حيث البنية الأساسية المطلوبة، وكمية الطاقة اللازمة لذلك، بالإضافة إلى الطرق وشبكة الكهرباء وغيرها، فضلا عن حديث سيادته عن أهمية مشاركة القطاع الخاص في مجال الزراعة، علاوة على تأكيد الرئيس على أهمية استغلال الأراضي المتاحة في صعيد مصر، باعتبار أن هذه الأراضي تحمل قيمة تنموية واقتصادية عالية يجب أن يتم توظيفها لصالح مشروعات إنتاجية عديدة.
وفي الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء أن الدولة تعمل كما قال الرئيس على رفع كفاءة واستغلال كل شبر من الأراضي المتاحة، خاصة في المحافظات التي كانت تعاني من ضعف في الخدمات والاستثمارات، ولذا فستعمل الحكومة بكل أجهزتها والجهات المعنية على تكثيف ومضاعفة جهودها؛ من أجل تحقيق التنمية في كل مناطق الجمهورية.
وخلال الاجتماع، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الأيام الماضية شهدت مشاركة الرئيس في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الرابعة والثلاثين، التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد، مُثنيا على ما جاء في كلمته من رسائل قوية تحمل الإصرار على استمرار الدولة المصرية في جهودها الحثيثة من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة، ومشيرا لما ذكره فخامة الرئيس في كلمته من أن الأمانة الثقيلة التي نحملها جميعا واللحظة التاريخية التي نقف فيها اليوم، تلزمنا بأن نُعلي مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، وأن نعمل معا على تسوية النزاعات والقضايا المصيرية التي تعصف بالمنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما أشاد رئيس مجلس الوزراء بتأكيد الرئيس السيسي خلال كلمته بأنه حتى إذا نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وفيما يتعلق بالشأن المحلي، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى مواصلته الجولات الميدانية، مشيرا إلى قيامه أمس بافتتاح المصنع الجديد لشركة "إس إي وايرينج سيستمز إيجيبت ش.م.م"، إحدى شركات "سوميتومو إليكتريك وايرينج سيستمز يوروب"، التي تتبع "سوميتومو" العالمية، وهي واحدة من أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم، مؤكدا استمرار الجهود الحكومية؛ من أجل إتاحة المزيد من التيسيرات والمحفزات وإزالة أي تحديات من الممكن أن تواجه قطاع الصناعة، بما يسهم في توطين الصناعات المستهدفة، ومشيدا بما لمسه خلال جولته بالمصنع الجديد من حجم تطور كبير لإنتاج الضفائر الكهربائية للسيارات، والتي يتم فيها الاستعانة بأحدث التكنولوجيا والتقنيات المتبعة في هذا المجال.
كما أشار الدكتور مدبولي إلى قيامه مطلع الأسبوع الحالي بجولة ميدانية أخرى لمتابعة التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي BRT، الممتدة من محطة تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي وحتى محطة أكاديمية الشرطة، وتفقده أيضا مشروع حدائق تلال الفسطاط لمتابعة سير الأعمال به.
وفي هذا الإطار، شدد رئيس مجلس الوزراء على استمرار التحرك الميداني للحكومة في مختلف مواقع العمل بجميع مناطق الجمهورية؛ لمتابعة سير العمل بالمشروعات القومية والخدمية المختلفة، التي تقوم الدولة بتنفيذها؛ من أجل تحسين نوعية وجودة الحياة للمواطنين، والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة إليهم، مع السعي الجاد لإزالة أي عقبات أو تحديات تعوق تنفيذ تلك المشروعات بما يخدم المواطنين.