احتمالات مصير قحطان تفضح مصداقية الحوثيين وتؤكد إفلاسهم الأخلاقي
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
أثارت أولى اتفاقات مشاورات مسقط، التي تجمع الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، بشأن السياسي محمد قحطان المعتقل لدى الأخيرة، غضب اليمنيين واستياءهم.
الاتفاق بحسب الوفدين ينص على مبادلة قحطان المخفي منذ عشر سنوات مقابل 50 أسيرا حوثيا، وفي حال كان ميتا يتم مبادلته بخمسين جثة حوثية.
سياسيون اعتبروا هذا التصريح انحطاطا أخلاقيا للمليشيا ودليلاً على عدم مصداقيتها، كونها تحاول استخدام هذا الملف للابتزاز السياسي، ويؤكد إفلاسها أخلاقيا.
معيب أخلاقياً
نائب رئيس لجنة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي، قال في تدوينة على منصة إكس، "لا يجوز تحت ذريعة الواقعية السياسية تحويل حياة وحرية شخصية سياسية كالقيادي المختطف المناضل "محمد قحطان"، إلى مجرد احتمالات بعد عشر سنوات من إخفائه قسريا".
وأضاف "كما لا يجوز بناء اتفاقات عن مصيره على احتمالات من المعيب أخلاقيا الترويج لها، ومن الخطأ قانونيا التسليم بها، ومن غير المقبول سياسيا الموافقة عليها في تفاوض مع طرف هو الذي اختطف وأخفى قحطان ويعرف تماما أين هو!"
الإفصاح عن مصيره أولاً
وشدد المخلافي على ضرورة أن يكون الاتفاق أولا الإفصاح عن مكان وجوده والسماح بزيارة أسرته له، رافضا تأجيل ذلك إلى اتفاق يقبل احتمالات تتضمن احتمال قتله وعودته "جثة"!
واستطرد "الإفصاح عن مكان قحطان لا يحتمل التأجيل، ويسبق أي اتفاق للتبادل، كما أن من الخطأ الذهاب لتحديد مقابل الإفراج عنه بتلك الطريقة المفتقدة الحصافة والأخلاق والمنتهكة لحقوقه الإنسانية ولحقوق أسرته بل لحقوق المجتمع كله وحقوق الإنسان".
وجدد التأكيد على أن إفصاح الحوثي عن مكان قحطان -بعد عشر سنوات- يجب أن يكون أساسا وبداية الاتفاق للكل مقابل الكل، ودليلا على مصداقية مليشيا الحوثي المسؤولة عن جريمة خطفه وإخفائه القسري.
منتهى الإفلاس
بدوره وزير حقوق الإنسان السابق، محمد عسكر، قال "تحويل ملف قحطان إلى ابتزاز سياسي وهو ليس بالرجل العسكري ممن ينسحب عليه تقاليد الحروب في التبادل ما بين الأسرى أو الموقوفين على ذمة النزاع، بل هو رمز مدني وسياسي، ومحاولة مقايضته بعسكريين أو حتى جثث هو منتهى الإفلاس الأخلاقي والوطني".
وأشار عسكر إلى أن قحطان تم توقيفه من قبل مليشيا الحوثي، وحمايته مسؤوليتها وإن عجزت عن ذلك، سلمت جثته لذويه بلا قيد أو شرط، باعتبار ذلك ليس دونه ذرة من أخلاق.
وأضاف "أما اختطافه وعدم حمايته فإخفاء مصيره ثم مقايضة جثته فهذا لعمري خارج أي إطار أخلاقي أو ديني، وسابقة سيدفع ثمنها فاعلوها لا محالة".
كل سجين ميت
المعتقل السابق لدى المليشيا يونس عبدالسلام، لفت إلى أن كل سجين لدى مليشيا الحوثي يعتبر في عِداد الموتى، مضيفا إن "يوما واحدا يكفيك لتخرج شخصا آخر وليس بسهولة تعود بعده طبيعيا ذات الإنسان الذي كان قبل السجن، كيف عندما يتعلق الأمر بسنوات وأهوال"!
واعتبر يونس تصريح المليشيا بشأن مصير قحطان المختطف منذ تسعة أعوام تأكيداً على قبح صورة وما يحدث لك من تغييب هناك.
وتساءل في منشور على حسابه في فيسبوك، "هل حدث في تاريخ الحروب كلها أن انحدرت عصابة إلى هكذا أخلاق! هل فعلتها أقذر الأنظمة في العالم"!
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
حماس توافق على الإفراج عن 10 أسرى صهاينة وتؤكد: لا اتفاق دون وقف العدوان وانسحاب شامل
يمانيون |
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الأربعاء، موافقتها على إطلاق سراح عشرة أسرى صهاينة محتجزين في قطاع غزة، وذلك في إطار جهود إنسانية تهدف لضمان تدفق المساعدات الإغاثية، ووقف العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأكد القيادي في الحركة، طاهر النونو، في تصريحات أدلى بها لموقع “الجزيرة نت”، أن هذه الخطوة تأتي في سياق المساعي الجارية لإنجاح المفاوضات الجارية، لكنها لا تمثل تراجعاً عن الثوابت الأساسية التي تطرحها الحركة في كل جولة، وفي مقدمتها الانسحاب الكامل من قطاع غزة، ووقف شامل للعدوان الصهيوني.
وأوضح النونو أن الجولة الحالية من المحادثات، التي تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة، تواجه تحديات كبيرة، لكنها تُعد استمراراً للمسار التفاوضي غير المباشر، مشيراً إلى أن الحركة تُدير الملف بوعي سياسي يستند إلى معاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للمساومة.
وشدد على أهمية الدور الدولي في الضغط على كيان الاحتلال، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك مفاتيح الضغط الأساسية على العدو، لكنها حتى الآن لم تُظهر الإرادة السياسية الكافية لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يستمر فيه الحصار والقصف الصهيوني على مختلف مناطق القطاع، وسط تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية، وازدياد المطالب الدولية بضرورة التوصل إلى هدنة دائمة تحفظ الأرواح، وتُمهّد لمسار سياسي يضع حداً للعدوان.