ذكرى الهجرة.. مولد دولة وبناء أمة.. مركز عمليات تحت قيادة النبي.. المعجزات الربانية تحيط الرسول من مكة إلى المدينة.. و4 أفلام سينمائية تناولت الرحلة
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتفل جميع المسلمين في بقاع الأرض، غدًا الأحد، بحدث غيّر مسار الدعوة الإسلامية، وهو هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، من البلد الأحب إلى قلبه "مكة المكرمة"، متجهًا إلى المدينة المنورة، بعدما اشتد عليه إيذاء الكفار، وقال عليه السلام جملته الشهيرة: "والله إنكِ لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منكِ ما خرجت".
كما سبق بعثة الرسول الكريم، ودعوة قومه إلى الإسلام، ما يمكن أن نطلق عليه هجرة مؤقتة، كانت تستمر لأيام معدودة، وهي ذهابه إلى غار حراء للتعبد، ومن أجل ترك الناس والعيش وحيدًا بمفرده، حيث كان يتأمل عليه السلام منذ صغره ما كان عليه قومه من العبادات الباطلة والأوهام الزائفة، التي لم تجد سبيلا إلى قلبه، ولم تلق قبولًا في عقله، بسبب ما أحاطه الله به من رعاية وعناية لم تكن لغيره من البشر، فبقيت فطرته على صفائها، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه.
تلك الحال التي كان عليها صلى الله عليه وسلم دفعت به إلى اعتزال قومه وما يعبدون من دون الله، إلا في حق كمساعدة الضعيف، ونُصْرة المظلوم، وإكرام الضيف، وصلة الرحم، فكان يأخذ طعامه وشرابه ويذهب إلى غار حراء، كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (جاورت بحراء شهرا)، وحراء غار صغير في جبل النور على بعد ميلين من مكة، ولا ترى حول هذا الغار إلا جبالًا شامخة وسماءً صافية، تبعث على التأمل والتفكر.
وكان صلى الله عليه وسلم يقيم في غار حراء الأيام والليالي ذوات العدد، يقضي وقته في عبادة ربه والتفكُّر فيما حوله من مشاهد الكون، وهو غير مطمئن لما عليه قومه، ولكن ليس بين يديه طريق واضح ولا منهج محدد يطمئن إليه ويرضاه.
وكان أكثر ما يقيم فيه خلال شهر رمضان المبارك، فيترك أم المؤمنين خديجة، وينصرف عنها وينقطع بنفسه في هذا الغار للتفكر والالتجاء إلى الله جل وعلا.
ولم تأت الروايات بذكر صفات أو هيئات كان يتخذها النبي صلى الله عليه وسلم في تعبده في هذا الغار، بل كانت الغاية هي الابتعاد عما كان عليه قومه من الشرك، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض.
وكان اختياره لهذه العزلة من الأسباب التي هيأها الله تعالى له ليعدّه لما ينتظره من الأمر العظيم، والمهمة الكبيرة التي سيقوم بها، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين، ومن هنا اقتضت حكمة الله أن يكون أول ما نزل عليه من الوحي في هذا الغار.
وحظي ذلك الغار بذكرى مرحلة من مراحل هذه الأمة، قبل وعند البعثة النبوية، ومع ذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يزور الغار أو يعود إليه بعد ما تركه وبدأ دعوته إلى ربه، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم يزورنه أيضًا أو يصعدون إليه.
الهجرة إلى الحبشة
كما سبق الهجرة إلى يثرب، هجرة المسلمين إلى الحبشة، والتي هاجروا إليها مرتين، فكانت الهجرة الأولى في شهر رجب سنة خمس من البعثة، وكانت الهجرة الثانية في العام السابع من البعثة، حيث طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض المسلمين أن يهاجروا بعد أنْ اشتدّ أذى مشركي قريش على المسلمين في مكة طلب النبي منهم الهجرة من مكة فرارًا بدينهم؛ لتكون فترة يستريح بها الصحابة ممّا هم فيه، ويكملوا مسيرتهم في نَشر الإسلام، وذلك تنفيذا لأمر الله عز وجل (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ).
وتعددت أسباب الهجرة إلى الحبشة ومنها: الابتعاد عن الظلم الذي كانوا يعانون منه، وتجنُّب الوقوع في الردّة، وتنشيط الحركة التجارية، والعمل بالتجارة، وتأمين المساعدة في المجال العسكريّ من قِبل الأحباش.
ومن أسباب اختيار النبي صلى الله عليه وسلم أرض الحبشة لتكون الوجهة الأولى لهجرة المسلمين، عدم وجود أي قبائل عربية على أرض الحبشة، والنجاشي ملك الحبشة كان معروفًا بعَدله، والحبشة كانوا نصارى من أهل الكتاب وهم أقرب مودّة للذين آمنوا، والحبشة اشتهر عنها أنها أرض الأمان، والراحة، والطمأنينة.
وكان عدد من شاركوا في الهجرة الأولى إلى الحبشة 15 مسلما ينقسمون إلى أحد عشر رجلًا، وأربع نسوة منهم: عثمان بن عفان ومعه زوجته رقيّة بنت رسول الله عليه السلام، وأبو سلمة وزوجه أم سلمة، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن مظعون رضي الله عنهم وغيرهم.
وخرج المهاجرون من مكة إلى الحبشة مُشاةً على أقدامهم حتى وصلوا إلى البحر، وهناك استأجروا سفينة بنصف دينار نقلتهم إلى الحبشة لينقذهم الله من بطش قريش، وعندما وصلت أخبار إلى المسلمين وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا، فرجع ناس، فلم يجدوا ما أُخبروا به صحيحًا، فرجعوا إلى الحبشة لكن بعد انضمام عدد أكبر من المسلمين لتبدأ الهجرة الثانية إلى الحبشة، وكان عدد المشاركين في الهجرة الثانية اثنين وثمانين رجلًا، ومعهم ثمان عشرة امرأةً.
ولمّا أحسّت قريش أنّ وضع المسلمين يصير إلى الطمأنينة والاستقرار في الحبشة، واتّفقوا على جمع الكثير من الهدايا، وأرسلوها للنجاشي مع عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، ولم تقتصر الهدايا عليه فقط، بل شَمِلت حاشيته أيضًا، فلم يبقَ أحد إلّا وأهدوه هدية، وحرّضوهم ضدّ المسلمين الذين انتدبوا واحدا منهم للحديث مع النجاشي الذي رفض إعادة المسلمين إلى مكة.
وتحدث نيابة عن المسلمين أمام النجاشي جعفر بن أبي طالب، وأخبره بما كانوا عليه في الجاهلية من الفسوق، والعصيان، وما هم عليه الآن من توحيد الله، والصدق، والأمانة، وحُسن الجوار، وما تعرّضوا له من تعذيب قريش؛ كي يرتدّوا إلى عبادة الأصنام، وقال له إنّهم اختاروه على من سواه؛ طمعًا فيما عنده من العدل، وحُسن الجوار، فطلب منه النجاشيّ أن يقرأ عليه بعضًا ممّا أُنزِل على نبيّه، فقرأ عليه بعضًا من فواتح سورة مريم، فبكى حتى ابتلّت لحيته، وبكى معه قومه، وأخبر القرشيَّين أنّه لن يُسلّمهم إليهما أبدًا. وظل المسلمون في الحبشة إلى ما بعد غزوة خيبر، ولم تكن إقامتهم برغبة منهم، وإنّما بأمر من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
يوم الهجرة إلى المدينة
أما الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فتعتبر بوابة الدخول إلى مرحلة نشر الدعوة وقوة الإسلام، وهذا الحدث، ليس كما يتصوره بعض الناس أنه مجرد رحلة سفر من مكان إلى آخر فالحدث كان حدثا جللا تجسدت حوله الكثير من المعجزات الربانية التي أوجدها عز وجل لحماية نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وليس من السهل أن نحصر أسباب هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في سبب واحد، إذ أن الهجرة لها أوجه مختلفة، فهي لها أسباب تتعلق بالاضطهاد الذي تعرض له المسلمون في مكة، وأسباب أخرى لها علاقة بنشر الدعوة خارج مكة ذاتها.
ومع ذلك يمكن أن نوجز أهم الأسباب التي دعت إلى هجرة الرسول والمسلمين من مكة إلى المدينة المنورة في اضطهاد قريش للمسلمين في مكة، فبعدما بدأ عدد المسلمين في مكة وما حولها في الازدياد بدأت قريش تشعر بأن الميزان سوف يميل لصالح الإسلام، وذلك بالطبع ضد العديد من مصالحها الدينية والاقتصادية والاجتماعية، لأن الإسلام جاء ليهدم أسس النظام الاجتماعي القائم على العداوة والبغضاء والظلم، ويساوي بين السادة والعبيد في الحقوق والواجبات، وما كان ذلك ليرضي سادة قريش، لذا كلما كان يزداد عدد الأفراد الذين يدخلون يوميًا في الإسلام كلما اشتد إيذاء الكفار لهم، وقد وصل الإيذاء لدرجة الاعتداء على رسول الله وصحابته حتى يردوه ويردوهم عن الدعوة والإيمان بالله وحده لا شريك له، وليس أشد مما حدث في يوم الطائف عندما ذهب الرسول ليدعو أهلها إلى الإسلام فرفضوا ورأى منهم أشد أنواع الرفض والاعتداء.
وكذلك نشر الدعوة الإسلامية خارج مكة، فالإسلام لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي ينذر أمة واحدة، لكنه أنزل عليه ليكون رسالة لكل الأمم ولكل البلدان ألا تعبد إلا الله وحده ولا تشرك به شيئًا، لذا كان لابد للإسلام أن يبني لنفسه جسورا ينطلق من خلالها إلى العالم كله، لذا كانت المدينة من أهم المراكز التي من الممكن أن تكون هي المركز الأساسي لنشر الدعوة، وقد بايع الأنصار في المدينة رسول الله قبل دخوله، وفيها وجد منهم الطاعة وحب الإسلام، فكانت الهجرة إلى المدينة أمرا ضروريا حتى يجمع المسلمون قوتهم ويبدأوا في نشرها إلى العالم كله.
ولم يكن قرار الهجرة النبوية مجرد قرار انفرادي حماسي غير مدروس، ولم يكن قرارا يقع تحت طائلة غضب من فئة ما، أو رغبة في تغيير وضع ما، كما لم يكن يتحكم في قرار الهجرة عنصرا واحدا، وإنما ساهمت العديد من العناصر في صناعة قرار الهجرة الذي شكل نوعا من القرار الاستراتيجي في عصرنا الحالي، فلم تكن الهجرة نفسها هي المغزى والهدف، وإنما تبين أن عدة ظروف وملابسات وأهداف هي التي تحكمت في الإعداد لهذا القرار المهم في تاريخ الإسلام، ومن ثم التخطيط لاتخاذه في الزمان والمكان المناسبين. ولأن محور اتخاذ قرار الهجرة لم يكن شخصا عاديا، بل كان خير البشر أجمعين نبي الله ورسوله إلى العالمين، صادق أمين وقائد عظيم ومعلم وقدوة وصاحب معجزات وإلهامات، لأن المسئول الأول عن صناعة القرار واتخاذه هو هذا الرجل.
وكانت العملية أشبه ما تكون بمركز عمليات حربية تحت القيادة العامة لنبيّ الرسالة البشرية المتكاملة دينيا وحياتيا، الذي رسم الخطط وحدد الخرائط ووضع المسارات وأعد العدة التي شكلت الخطوات الرئيسية لعملية الهجرة: أولا السرية، فقرار الهجرة كان قرارا سريا إلى أقصى حد، ودقيقا إلى أبعد مدى اختيار الوقت المناسب للهجرة بعد تحليل البيئة الداخلية، والمشاركة والتشاور في وضع الخطة، فلم ينفرد الرسول صلى الله عليه وسلم باتخاذ قرار الهجرة بل أشرك الجميع في صناعة القرار واتخاذه، وتجهيز المكان المُراد الهجرة إليه (المدينة المنورة) من خلال تحليل البيئة الخارجية من كل الجوانب دينيا وأمنيا واقتصاديا.
وتم إعداد وسائل ومتطلبات الهجرة من موارد بشرية ومادية ومعنوية تحديد آليات الهجرة في الخروج من مكة إلى المدينة، وما أحاطها من ظروف المغامرة في سبيل الحق والعقيدة والإيمان. تحديد الهدف الأسمى للهجرة، إذ لم يُقرر الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة بين ليلة وضحاها، وإنما كانت هناك محاولات للإصلاح والتكيف مع الوضع في مكة، ورسم خارطة طريق الهجرة من خلال دراسة مسبقة شملت كل النواحي لعملية انتقال سلس دون مخاطر أو مضاعفات، وتوزيع الأدوار على الصحابة والتابعين وفق قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب (مثل: عبد الله بن أبي بكر في الاستطلاع وتقصي الأخبار، عامر بن فهيرة للتمويه ومحو الآثار، أسماء بنت أبي بكر للمؤونة والإطعام، عبد الله بن أريقط الليثي وهو غير مسلم كدليل طريق)، وفي مسار عملية الهجرة كما في ما قبلها وما بعدها، اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الشفافية والواقعية والمرونة والوضوح، الأمر الذي سهل إلى حد كبير من مهمته وساهم في نجاحها.
وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في اليوم السابع والعشرين من صفر من السنة الثالثة عشر للبعثة، والذي يوافق اليوم الثالث عشر من الشهر التاسع من عام ستمئة واثنين وعشرين من السنة الميلادية، في ليلة الجمعة، ولبث في غار ثور ليالي الجمعة والسبت والأحد، ومن ثمَّ انطلق ليلة الإثنين في الأول من الشهر الثالث من السَّنة الرَّابعة عشر من البعثة، الموافق لليوم السادس عشر من الشهر التاسع لعام ستمئةٍ واثنين وعشرين ميلادية إلى المدينة المنوَّرة، ووصل إلى قباء في يوم الإثنين، الثامن من الشهر الثالث للعام الرابع عشر من البعثة، الموافق الثالث والعشرين من الشهر التاسع لعام ستمئةٍ واثنين وعشرين ميلادية، كما وصل المدينة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأوَّل.
مسار الهجرة النبوية
ويعتبر مسار الهجرة النبوية هو المسار الذي سلكه النبي محمد وصحبه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة تجنبا لأذى زعماء قريش وكيدهم، بدءًا من دار السيدة خديجة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وفترة الاختباء في غار ثور ثلاثة أيام حتى منطقة قباء بالمدينة المنورة آخر محطات الركب النبوي، وانتهى بالمبيت في منزل أبي أيوب الأنصاري بالمدينة المنورة، وبعد اجتياز جبل حمراء الأسد، ثم طريق الظبي الموصل إلى حي العصبة ثم ديار بني أنيف ثم إلى قباء وهي المحطة النهائية في مسار الهجرة النبوية.
ويقدّر طريق الهجرة النبوية بـ 380 كيلومترا قطعها الركب النبوي في ثمانية أيام. وذكرت الروايات التي وصفت المعالم المكانية لطريق الهجرة النبوية 29 معلما متفق عليها وتختلف في تعدادها من راوٍ إلى آخر، ووردت في كتب ابن اسحاق وابن سعد وابن خرداذبة والطبري وابن حبان والأزهري والإدريسي والحاكم وابن حزم وابن عبد البر والبكري وابن الأثير، والحموي وابن منظور والنويري وابن كثير والذهبي والعصامي والأنصاري والبلادي.
الهجرة في السينما المصرية والعربية
4 أفلام تناولت الرحلة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة
رصدت السينما المصرية والعربية، الهجرة، من خلال 5 أفلام تناولت رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وهي أفلام: "هجرة الرسول، والرسالة، وخالد بن الوليد، والشيماء، وبيت الله الحرام".
هجرة الرسول.. أحداث ما قبل بدء الدعوة
أنتج عام 1964 من بطولة ماجدة وإيهاب نافع وهدى عيسى ومحمد أباظة، إخراج إبراهيم عمارة، وهو تاريخي عن حياة العرب في مكة في العصر الجاهلي وظهور الدعوة الإسلامية.
تدور الأحداث في فترة ما قبل دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حول الراقصة (سارة) والتي تكسب من أموال الحجاج الوثنيين، والعبد (فارس) والعبدة (حبيبة) واللذان يتعرضان لمعاملة قاسية من أسيادهما، قبل أن تبدأ الدعوة للإسلام ويقرر فارس وحبيبة الدفاع عن النبي ودعوته، وتتوالى الأحداث.
الرسالة.. قصة البعث
تدور أحداثه في القرن السادس الميلادي في مكة، حيث يُبعث محمد صلى الله عليه وسلم رسولً،ا وبعد ثلاث سنوات من البعثة، يتلو ما يوحى إليه فيقرر أبو سفيان وزوجته هند الوقوف ضد سيدنا مُحمد، لكن الرسول لا يكف عن دعوته، يتم تعذيب المسلمين مثل سيدنا بلال وعمار ابن ياسر، كما يقف سيدنا حمزة بن عبد المطلب إلى جوار عمه ويُعلن إسلامه.
فيلم الرسالة عرض عام 1976، بطولة عبد الله غيث، ومنى واصف، وأحمد مرعي، ومحمد العربي، وعلي أحمد سالم، ومحمود سعيد، وإخراج مصطفى العقاد.
خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول
أنتج عام 1958 بطولة حسين صدقي، ومديحة يسري، ومريم فخر الدين، وزكي طليمات، وعباس فارس، وعمر الحريري.
رصد الفيلم في قالب تاريخي قصة حياة الصحابي خالد بن الوليد، والذي لقب بعد دخول اﻹسلام بسيف الله المسلول منذ أن كان مشركًا في مكة ومحاربته للدعوة الإسلامية، وإسلامه بعد عمرة القضاء، ثم الانتقال لقتال المرتدين الذين كان آخرهم مسيلمة الكذاب، كما يتطرق لمرحلة قتاله للفرس ثم للروم وهزيمتهم في اليرموك ودمشق وحمص.
الشيماء.. شقيقة أشرف الخلق
أنتج عام 1972، والشيماء هي شقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة، وآمنت مع أسرتها بدعوة محمد، إلا "بجاد" زوج الشيماء العنيد الذي يكن للرسول محمد صلى الله عليه وسلم كرهًا وحقدًا دفينًا، تنتشر أخبار الدعوة الإسلامية، ويتحالف بجاد مع أعداء النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل القضاء على دعوته سواء في مكة أو في المدينة.
العمل بطولة سميرة أحمد، أحمد مظهر، وتوفيق الدقن، وعبد الله غيث، وأمينة رزق، وغسان مطر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هجرة الرسول راس السنة الهجرية الرسول صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم محمد صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه وسلم فی إلى المدینة المنورة من مکة إلى المدینة الدعوة الإسلامیة الهجرة النبویة قرار الهجرة هجرة الرسول الهجرة إلى هذا الغار رسول الله من البعثة عبد الله من الشهر من خلال رسول ا عشر من فی مکة ما کان لم یکن
إقرأ أيضاً:
ما هو مسجد نمرة .. ولماذا نهى النبي عن الوقوف في وادي عرنة؟ الأزهر يحذر
ما هو مسجد نمرة وأين يقع وادي عرنة؟ نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، عن الوقوف على وادي عرنة لأنه ليس من عرفة، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَشِعَابُ مِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ».
ويؤدي الحجاج اليوم ركن الحج الأعظم بـ الوقوف بعرفة، ويؤدوي ضيوف الرحمن، صلاتي الظهر والعصر في عرفة جمعًا وقصرًا في مسجد نمرة اقتداء بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن المعلوم أنه يوجد جزء في هذا المسجد بوادى عرنة فمن وقف فيه طيلة اليوم بطل حجه.
دعاء يوم عرفة .. أفضل 17 كلمة نبوية جامعة للخيرات و310 أدعية تحقق الأمنيات
أفضل دعاء يوم عرفة.. احرص عليه تكن من العتقاء والمجبورين
دعاء يوم عرفة مستجاب.. احرص عليه حتى غروب الشمس
أفضل دعاء يوم عرفة 2025.. 8 كلمات أوصى بها النبي رددها الآن
متى يبدأ الدعاء يوم عرفة ومتى ينتهي؟.. الآن ويستجاب في 7 أوقات
دعاء يوم عرفة المستجاب بـ 10 صيغ مجربة لزيادة الرزق وفك الكرب
دعاء يوم عرفة .. 8 كلمات فيها سر عجيب فى تيسير الزواج والرزق
هل دعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج؟.. الإفتاء تكشف الحقيقة
أدعية يوم عرفة .. ردد أفضل 200 دعاء جامع شامل للنفس والأهل والأحبة
أدعية يوم عرفة .. ردد أفضل 200 دعاء جامع شامل للنفس والأهل والأحبة
يقع مسجد نمرة إلى الغرب من مشعر عرفات، ويوجد جزء من غرب المسجد في وادي عرنة، وهو وادي من أودية مكة المكرمة ونهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الوقوف فيه حيث قال صلى الله عليه وسلم: «وقفت ها هنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة لكنه قريب منه».
ويعتبر مسجد نمرة علامة فارقة في جبين مشعر عرفات، حيث يمكن الاستدلال عليه من كل أطراف عرفات، وفي يوم الوقوف بعرفات يوم التاسع من شهر ذي الحجة يؤدي أكثر من 400 ألف مصل صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة بمشعر عرفات، يعرف مسجد نمرة العريق بعدة أسماء حيث تطلق عليه أيضا مسميات مسجد إبراهيم الخليل ومسجد عرفة ومسجد عرنة.
وشيّد مسجد نمرة في المرة الأولى في منتصف القرن الثاني الهجري، وحظي بناؤه وعمارته باهتمام خلفاء وسلاطين وأمراء المسلمين، حيث عمره الجواد الأصفهاني في عام 559 هـ، وأجريت له في العصر المملوكي عمارتان مهمتان الأولى بأمر الملك المظفر سيف الدين قطز في عام 843 هـ والثانية بأمر السلطان قايتباي في عام 884 هـ وتعتبر الأفخم والأكثر جمالا واتقانا في ذلك الحين، ثم جددت عمارته في العهد العثماني في عام 1272 هـ.
وشهد مسجد نمرة أكبر توسعة له في التاريخ في العهد السعودي، حيث بلغت تكلفة إعادة بنائه 237 مليون ريال، وصار طوله من الشرق إلى الغرب 340 مترًا وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 مترًا، وأصبحت مساحته تبلغ أكثر من 110 آلاف متر مربع، وتوجد خلف المسجد مساحة مظللة تقدر مساحتها بحوالي 8000 متر مربع، ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصل، وللمسجد ست مآذن ارتفاع كل منها 60 مترًا، وله ثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 بابًا، وفيه غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية.
يعد وادي عرنة أحد أودية مكة المكرمة الكبيرة حيث يخترق أرض المغمس، ويمر بطرف عرفة من جهة الغرب عند مسجد نمرة، ثم يجتمع مع وادي نعمان غير البعيد عن عرفة، ويمر جنوب مكة على حدود الحرم.
ويعتبر وادي عرنة من الأودية الكبيرة ذات السيول الجارفة، أما الزراعة فيه فهي قليلة، وذكر المؤرخون أن هذا المكان له قصة تاريخية لما شهده من تحسر فيلة أبرهة الحبشي، حينما قدم مكة المكرمة ينوي هدم الكعبة المشرفة، حينها صدع عبدالمطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله في مواجهة عزم أبرهة الحبشي هدم الكعبة «أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه»، حتى أصبح هذا الوادي من الأودية المعروفة في مكة المكرمة، وهو يفصل بين مشعر مزدلفة ومشعر عرفة، حيث نهى الرسول صلى الله عليه وسلم الحاج عن الوقوف به لأنه ليس جزءا من عرفة، لما حدد الإسلام حدود عرفة أنها موقف إلا بطن عرنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوقوف به وقال «عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة».
وبينت السعودية حدود عرفة بعلامات وكتابات توضح عرفة من غيرها، فمن كان داخل الحدود الموضحة فهو في عرفة، ومن كان خارجها فهو ليس في عرفة، وعلى كل حاج أن يتأكد من ذلك، وأن يتعرف على تلك الحدود ليتأكد من كونه في عرفة.
يستحب الصلاة في مسجد نمرةقالت دار الإفتاء المصرية، «إنه ينبغى على الحاج أن يصلي الظهر والعصر يوم التاسع مقصورتين «ركعتين لكل منهما» مجموعتين جمع تقديم، أي: صلِّهما -في وقت الظهر- مع الإمام في مسجد نمرة إذا استطاع، ولا يفصل بينهما بنافلة، وإلا فتجوز صلاتهما حيث كان الحاج في خيمته مثلًا: كلًّا منهما في وقتها، أو جَمعَ تقديم في وقت الظهر.
رأي الأزهر في وادي عرنةقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف، إن مسجد نمرة لا يقع بكامله في حدود أرض عرفات؛ بل يقع بعضه خارجها، منوهًا: لذا ينبغي على الحاج اتباع العلامات الإرشادية التي تبين له حدود عرفات داخل المسجد؛ لأنه لو وقف في جزئه الخارج عن عرفاتلم يصحَّ حجُّهُ.
وأوضح بر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أننَمِرَةُ هي ناحيةٌ بعرفة نزل بها النبي - صلى الله عليه وسلم-، وضُربت له بها قبةٌ، وصلى بالمسلمين الظهر والعصر في الموضع الذي اتُخذ مسجدًا فيما بعد، وما زال المسلمون يصلون به الظهر والعصر جمعًا يوم عرفة إلى يومِ الناس هذا.
وأضاف أنه قيل: نمرة هو الجبل الذي عليه نصاب الحرم عن يمينك إذا خرجت من المأزمين تريد الموقف، قال الأزرقي: حيث ضُرب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع وكذلك عائشة؛ ففي حديث جابر رضي الله عنه: « … فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ لَهُ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ … »، [أخرجه مُسلم].
وأوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، إنه يجوز الوقوف في أي مكان بعرفة لأن كله «موقف»، مشيرًا إلى أن العلماء يحذرون من البقاء فى مسجد سيدنا إبراهيم المعروف بمسجد «نمرة»، وكذلك المكوث في وادي عُرنة، لأنهما ليسا من وادي عرفة، ومن وقف بهما طيلة اليوم فسد حجه، لافتًا إلى أنه بعد توسعة الحرم دخل جزء من مسجد نمرة بوادي عرفة لكن اجتنابًا للشبهة فعلينا الابتعاد عنه.
وناشد المفتى السابق، الحجاج، الإكثار من الذكر والدعاء وقراءة القرآن في يوم عرفة، لافتًا إلى أنه يجوز الصلاة في أى مسجد آخر يوم عرفة غير مسجد نمرة.
المكوث في مسجد نمرة
أكد الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن مسجد نمرة يصلى فيه الحجاج يوم عرفة صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا اقتداء بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وأضاف «فخر» أن الجزء الأول من مسجد نمرة ليس من جبل عرفات بل إنه يقع في وادي عرنة ولا يصح الوقوف لأن ليست من عرفة، أما الجزء الأخير من المسجد فيقع في عرفة ويجوز الوقوف فيه.
واستدل على أن المنطقة التي تقع في وادى عرنة لا يجوز الوقوف فيها يوم عرفة، بما روي عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَشِعَابُ مِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ».
وأشار إلى أنه تكرر توسيع مسجد نمرة كثيرًا في عصرنا الحالي وفي داخل المسجد علامات تبين للحجاج الجزء الذي يقع في عرفات والآخر بوداى عرنة.
وألمح إلى أن المكث بمسجد نمرة في الجزء الواقع في حدود عرفة من بعد الزوال -بعد الظهر- إلى الغروب وقوف صحيح، ولا يشترط الخروج خارج المسجد عند الجبل.
آراء القدماء في وادي عرنة
قال ابن قدامة في المغني: «وليس وادي عرنة من الموقف، ولا يجزئه الوقوف فيه». وقال ابن عبد البر: «أجمع العلماء على أن من وقف به لا يجزئه»، وحكي عن مالك أنه يهريق دمًا وحجه تام.
ونوه ابن قدامة: ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم «كل عرفة موقف وارفعوا عن بطن عرنة» ولأنه لم يقف بعرفة فلم يجزئه، كما لو وقف بمزدلفة قال الشافعي رحمه الله: «حيث وقف الناس من عرفات في جوانبها، ونواحيها، وجبالها، وسهلها، وبطاحتها، وأوديتها، وسوقتها المعروفة بذي المجاز أجزأه. إذا وقف في الموضع الذي يعرفه العرب بعرفة، فأما إذا وقف بغير عرفة من ورائها، أو دونها في عرفة عامدًا، أو ناسيًا، أو جاهلًا بها؛ لم يجزأ».
يوم عرفة له فضائل كثيرة منها:أولًا:أن يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- عز وجل- : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» [سورة التوبة : 39]. والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب ويوم عرفة من أيام ذي الحجة.
ثانيًا: يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل-: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ» (سورة البقرة: 197) وأشهر الحج هي: شوال، ذو القعدة ذو الحجة،ثالثًا: يوم عرفة هو أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل-: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ» (سورة الحج:28)، قال ابن عباس –رضي الله عنهما: الأيام المعلومات: عشر ذي الحجة.
فضل صيام يوم عرفة رابعًا: وأقسم لله تعالى بيوم عرفة لأنه أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبهًا على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله - عز وجل-: «وَلَيَالٍ عَشْرٍ» [سورة الفجر:2]، قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.
فضل صيام يوم عرفة خامسًا:يوم عرفة يتميز بأنه أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
فضل صيام يوم عرفة سادسًا:أكمل الله تعالى في يوم عرفة الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: إن رجلًا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا» (سورة المائدة:5)، قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
سابعًا: فضل صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر وخميسين»، كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة: يكفر السنة الماضية والسنة القابلة» رواه مسلم في الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
ثامنًا: يعد عرفة يوم العيد لأهل الموقف -الحجاج- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ يومَ عرفةَ ويومَ النَّحرِ وأيَّامَ التَّشريقِ عيدُنا أَهْلَ الإسلامِ، وَهيَ أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ» (رواه أبو داود).
تاسعًا: عظمّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- من فضل الدعاء يوم عرفة،كما روي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: «لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» رواه الترمذي (3585).
عاشرًا: إن الله تعالى يعتق الكثير من النار في يوم عرفة، فروت السيدةعَائِشَةُ -رضي الله عنها- أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ الله فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ». رواه مسلم (1348).
الحادي عشر: يباهي الله تعالى بأهل عرفة أهل السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ أهلَ السَّماءِ، فيقولُ لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا» (رواه أحمد).
الثاني عشر: إنه يشرع في يوم عرفة التكبير، وذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين: التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة قال ابن حجر –رحمه الله-: ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود -رضي الله عنهم- أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى»، وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما، والمقصود تذكير الناس ليكبروا فرادى لا جماعة.
الثالث عشرمن فضائل يوم عرفة أن فيه ركن الحج العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة» متفق عليه، ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو اسم للموقف الذي يقف فيه الحُجَّاج، وحدود عرفة مكانيًّا تكون من الجبل الذي يُطِلّ على بطن عُرَنَة، ويشمل الجبال المقابلة، ويمتدّ إلى ما يَلي حوائط بني عامر، ولا يتمّ الحَجّ إلّا بالوقوف فيه.