أشاد الكاتب الصحفي ضياء السبيري، باستضافة مصر مؤتمر القوى السياسية السودانية على مدار 3 أيام في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك تحت عنوان «معا لوقف الحرب»، حيث أن المؤتمر هام للغاية، مشيرا إلى أن مصر هدفها الرئيسي هو وقف القتال والحرب في السودان.

معاناة الشعب السوداني

وأضاف «السبيري»، خلال حواره ببرنامج «8 الصبح» تقديم الإعلاميتين أية جمال الدين وأسماء يوسف عبر فضائية dmc، أن الشعب السوداني يعاني أزمة كبيرة على مدار الشهور الماضية، ومصر طوال الوقت تدعم وحدة السودان وتوقف الحرب من خلال عدة مسارات، إذ أن الأشقاء السودانيين في مصر وصل عددهم ما لا يقل عن 5 ملايين سوادني حسب تصريحات وزير الخارجية السفير بدر عبد العاطي في المؤتمر، مؤكدا أن مصر تدعم السودان وتسعى لوقف الحرب.

تعيين 2 من مجلس أمناء الحوار الوطني

وفي نفس السياق، أكد، أن تعيين 2 من مجلس أمناء الحوار الوطني في الحكومة بحقائب مهمة، وهما: وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي، وزارة التضامن الاجتماعي، يعد له دلائل مهمة للغاية، إذ يشير إلى اهتمام الدولة المصرية والقيادة السياسية بالحوار الوطني وتقدره، وتتعامل معه بشكل جاد، كما يؤكد أنه سيتم التعامل مع توصيات الحوار بشكل جاد وسريع، كما أن الحكومة ستعمل على تنفيذها على أرض الواقع.

وأوضح، أن الحوار الوطني يتناول قضايا تهم كل الشعب المصري بدون خطوط حمراء، كالحبس الاحتياطي والثانوية العامة والدعم النقدي، لافتا إلى أن يوم السبت المقبل سيكون نقطة فاصلة في هذه الملفات الهامة، إذ سيكون هناك قرار بشأن تلك الملفات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحوار الوطني السودان مصر الثانوية العامة الحوار الوطنی

إقرأ أيضاً:

الجيش الوطني والفيدرالية الديمقراطية

لولا وجود مؤسسة الجيش السوداني، ومهنيته واحترافيته المشهودة، ورسوخ عقيدة الإنتماء والولاء للوطن أولاً وأخيراً، لما بقيت في السودان طوبة واحدة، ولا مواطن واحد، ولأصبحت البلاد ضمن مناطق الاستعمار الاستيطاني، والوصاية الإدارية، والحماية الدولية، برعاية الأمم المتحدة، وتوابعها الإقليمية، وقوى الاستعمار الجديد المتربصة.

ما يحتاجه السودان اليوم، وبإلحاح واثق، هو إجراء تغيير شامل وكامل، في طبيعة وشكل الدولة التي فرضتها سلطة الغزو الاستعماري الخديوي التركي عام 1821م، ثم النسخة الاستعمارية التالية التي تمثلت في الغزو الثنائي الخديوي – الإنجليزي عام 1898م والذي دمر الدولة الوطنية في كرري. فألغى الحاكم العام الجنرال ريجنالد وينجيت الدستور الوطني، الذي ارتضاه وظل يُحكم به شعب السودان من لدن السلطنة الزرقاء، ومنذ أربعة قرون خلت، وبلا انقطاع، فأبدله المستعمر الغازي بالقوانين المستوردة: الإنجليزية – الهندية.. وتم ذلك وفقاً لإتفاقية “الحكم الثنائي” التي تم التوقيع عليها في 19 يناير 1899م من قبل اللورد كرومر، القنصل العام لإنجلترا بمصر، و وزير خارجية مصر الخديوية، بطرس غالي – وهو جد وزير خارجية مصر الأسبق والأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم المتحدة في أوائل التسعينيات.

والشاهد في الشكل والإخراج العام للإتفاقية ورسالتها لشعب السودان، ولكسب مباركة الصليبية الدولية الراعية للغزو، أن الموقّعَين عليها هما من غير المسلمين. فأقدما على فرض دستور مصنوع، تُحكم به بلاد أكثر من 90% من مواطنيها من المسلمين.
فاستتبع ذلك إلغاء كافة قوانين الشريعة الإسلامية، واستبدالها بقوانين العقوبات الهندية – الإنجليزية، التي أقّرت شرب الخمر، وممارسة الدعارة، وصالات القمار، والمعاملات الربوية.

ثم تم تغيير شكل الدولة الوطنية، التي كانت عبارة عن إتحاد سلس بين الفيدرالية والكونفيدرالية الإدارية، وتمارس السلطة عبر قيادات محلية، وتحالفات توافقية بين مكوناتها الأهلية، كمشيخات البجة، وملوك المحس، والميرفاب، والشايقية، والجعليين، ومملكة تقلي، وسلطنة دارفور، وهلم جرا.. فاقتضت المخططات السلطوية الاستعمارية الشمولية الإدارية، وتكريساً للقبضة الأمنية، تجميع كافة السلطات تحت حاكم مركزي قابض، وحاكم بأمره، دون مساءلة ولا رقابة ولا محاسبة. ويعمل تحت إدارته المباشرة المآمير والمفتشون المُعَيّنون بأمره. فليس هناك انتخابات، ولا برلمان، ولا ديمقراطية، ولا يحزنون..

فالحل الشامل المتاح، لتحقيق الإستقلال الإداري والسيادي، والانعتاق من الإرث الإداري الاستعماري الموروث، يتأتى فقط عبر تغيير شكل وطبيعة الدولة المفروضين؛ والتطهر الكامل من ثقافة واستراتيجية الغزو الخديوي العميل، ومبادئ الحكم الثنائي الإدارية، التي أقعدت الدولة الوطنية، ومنذ قرنين، عن النمو والتطور والمواكبة. فبذرت فيها القنابل الجهوية الموقوتة، التي أنتجت حركات التمرد الدموي المتناسلة، والانتفاضات المسلحة المتتالية، والإنقلابات العسكرية. فاستشرى من جراء ذلكم النموذج الاستعماري البغيض التهميش التنموي المستدام، والإستبداد العسكري، والتناحرات العقائدية التي تؤججها الأفكار الإستلابية الوافدة، والممولة من دول الاستعمار الجديد ومن أوليائه الإقليميين.

وتحقيقاً للإرادة الوطنية الجمعية، ولتأكيد وتعزيز سلطة وحكم وإرادة الشعب، يتعين إتخاذ تدابير إجرائية حاسمة، تفضي لبناء سودان جديد، ضمن دولة فيدرالية ديمقراطية وإتحادية، لتدار البلاد عبر التشاور الشعبي الشامل، وبالتراضي العام، وبالمشاركة الشمولية الواسعة، لتأسيس ممارسة سياسية راشدة تقوم على قاعدة وحقوق المواطنة، وتمكين سلطة وسيادة الشعب، لمخاطبة قضايا التنوع الناشزة، وتحقيق العدالة الإجتماعية والاقتصادية، وعبر التوزيع المبصر والعادل للثروة الوطنية، والشراكة في استثمار الموارد القومية، وعبر الشراكة الذكية في ممارسة السلطة، وبعدالة توزيع الثروة، ورفض العمالة، ورفض التدخل الأجنبي في شئون البلاد بكافة صوره وأشكاله .

د. حسن عيسى الطالب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في اجتماع وزراء الثقافة لمنظمة التعاون الإسلامي .. السودان يؤكد اهمية الحوار الثقافي في بناء المجتمعات
  • ترامب: هدفنا إنهاء الحرب في غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني
  • نقابة الصحفيين السودانيين تدين اعتداءً عنيفاً على أحد أعضائها في القاهرة 
  • الجيش الوطني والفيدرالية الديمقراطية
  • هجوم بالمسيرات يقطع الكهرباء في الخرطوم
  • الحرب سوف تقضي على أكبر آلة كذب ونفاق يشهدها تاريخ السودان الحديث
  • الرئيس الشرع: قرار الرئيس ترامب رفع العقوبات تاريخي أزال به معاناة الشعب وأرسى أسس استقرار المنطقة
  • المصالحة أو الانهيار التام… الخيار لكم
  • شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يدعوان إلى وقف الحرب في غزة وأوكرانيا والسودان
  • طارق صالح: الخلافات ستطيل معاناة الشعب مع الإرهاب الحوثي