مهما كان الموقف من مؤتمري القاهرة وأديس للحوار بين القوى السياسية السودانية، هناك أمر واحد مؤكد وهو أن هناك مسار سياسي بدأ يتشكل بمعزل عن المسار التفاوضي بين الجيش والمليشيا.

ماذا يعني ذلك؟
إنفصال المسار السياسي عن التفاوض العسكري يعني عزل المليشيا واختزالها في البعد العسكري فقط. لقد سعت المليشيا بكل السبل إلى إدخال أطراف سياسية في منبر جدة وكانت تريد إدخال حلفاءها تحت لافتة القوى المدنية وقوى الثورة وذلك على أساس أنها تقاتل من أجل استعادة المسار الإنتقالي والديمقراطية.

كل ذلك انتهى، وأصبحت المليشيا عبارة عن مجموعات مسلحة تحارب الشعب السوداني بلا هدف وليس لها أي مشروع سياسي.
سيمضي المسار السياسي كيفما مضى، وإن شارك فيه حلفاء المليشيا بصفتهم الذاتية كقوى سياسية تعبر عن نفسها لا عن تحالفها مع المليشيا. وفي النهاية ستعمل مجموعات قحت من أجل مصالحها هي وليس لمصالح عيال دقلو. وأكثر من ذلك، عملاء قحت وحمدوك هم المطية الجديدة التي يراد لها أن تكون بديلا للدعم السىريع الذي يفقد مبررات وجوده مع أول بداية لأي مسار سياسي. هو كان مجرد أداة للتخريب والهدم أريد لها أن تكون معولا لهدم الدولة وإخضاع الجيش، ولا قيمة لها في أي مسار سياسي.

الدعم السريع لن يشارك في حوار مع الأحزاب فهو ليس حزبا سياسا. ولا وجود له في أي معادلة سياسية مهما كانت. كل رهان عيال دقلو هو ولاء ووفاء حلفاءهم في قحت، وهو رهان خاسر وفاشل لأن قحت نفسها ضعيفة ولا تملك من أمرها شيء. المسار السياسي يفصل قحت عن الدعم السريع ويفقد بالتالي كل منهما مصدر قوته.

وكلما تقدم المسار السياسي خطوات قبل الجلوس إلى المفاوضات (وهي مفاوضات في رأينا يجب أن تكون على استسلام المليشيا لا غير) كلما ما ازدادت عزلة المليشيا وانفصالها عن حلفاءها. ولذلك، لا نستغرب موقف يوسف عزت مستشار حميدتي الذي أصبح فجأة لينا تجاه الحركة الإسلامية. أفضل ما يمكن أن تحصل عليه المليشيا هو صفقة مع الكيزان. ولكن لماذا يرتكب الكيزان حماقة كهذه؟ لماذا يمدون أيديهم لمليشيا خسرت كل شيء حتى لو جاءتهم راكعة؟

مليشيا الدعم السريع بتجريدها من البعد السياسي تصبح مجرد هم أمني يشغل أجهزة المخابرات في السودان والدول المجاورة. لا توجد قضية سياسية؛ هناك تحديات أمنية وسيتم التعامل معها على هذا الأساس.

الآلاف من أبناء قبائل عرب دارفور ماتوا من أجل لا شيء. شعارات جوفاء عن الديمقراطية ودولة 56 مع كم هائل مع الجرائم والانتهاكات والعار. لا توجد قيادة، لا يوجد كيان منظم، ولا يوجد مشروع سياسي. بعضهم قد يكتشف هذه الحقيقة المرة والبعض الآخر قد لا يكتشفها ولا حتى يوم القيامة فهو أعمى في هذه الدنيا وفي الآخرة.

جليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المسار السیاسی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

سعيد الزغبي: إحنا مبنتغيرش مش مجرد كلام.. بل هي عقيدة سياسية ثابتة ضد التهجير والتوطين

في خطاب حاسم ومباشر، جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي تأكيده على ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا بعبارته اللافتة “إحنا مبنتغيرش” على أن مصر لن تحيد عن دورها المحوري والنبيل كوسيط شريف في أزمة غزة.


ودعا الرئيس، في كلمة متلفزة، المجتمع الدولي بكافة أطرافه من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الأشقاء العرب لبذل أقصى الجهود لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن موقف مصر لا تحكمه المصالح المتقلبة، بل تحركه القيم، والضمير، والالتزام التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني ورفض أي حلول تفرض بالقوة أو التهجير.

سعيد الزغبي: "إحنا مبنتغيرش” ليست مجرد عبارة.. بل إعلان سيادي عن ثوابت مصر تجاه فلسطين

قال أستاذ السياسة سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن عبارة الرئيس عبدالفتاح السيسي “إحنا مبنتغيرش”، والتي جاءت في خطابه الأخير، لم تكن مجرد جملة عابرة، بل رسالة قوية تعكس ثبات الموقف المصري في وجه أي ضغوط داخلية أو خارجية، وتجدد التأكيد على المبادئ الراسخة للسياسة الخارجية المصرية تجاه القضية الفلسطينية.

 وأكد الزغبي أن هذه العبارة تمثل تكثيفًا دلاليًا لقيم السياسة المصرية، وترسخ صورة مصر كوسيط محترم وفاعل في المنطقة، لا يغير مواقفه حسب تغير الظروف أو المواقف الدولية.

 وأضاف: “الرئيس السيسي وجه رسالة مزدوجة، من ناحية يطمئن الداخل بأن مصر لن تفرط في ثوابتها ولا في دعمها للشعب الفلسطيني، ومن ناحية أخرى يوجه تحذيرًا دبلوماسيًا إلى الأطراف الدولية الراهنة بعدم السعي لفرض حلول بديلة مثل التوطين أو التهجير، وهي حلول ترفضها مصر بشكل قاطع.”

 وأشار الزغبي إلى أن الرئيس المصري أكد بوضوح على موقف بلاده الثابت من ضرورة وقف الحرب على غزة، ورفض التهجير القسري، والسعي الجاد لإدخال المساعدات، وتحقيق حل الدولتين، موضحًا أن هذه المواقف ليست جديدة بل تتكرر بثبات في كافة تصريحات الدولة منذ بداية العدوان.

 وقال: “في زمن تتقلب فيه مواقف بعض القادة تحت ضغط التحولات أو المصالح، يأتي خطاب السيسي ليقول ببساطة ووضوح: نحن لا نساوم، ولا نتخلى عن مبادئنا.”

وشدد الزغبي على أن كلمات الرئيس تحمل أبعادًا سياسية وأخلاقية، وهي بمثابة إعادة رسم لحدود السيادة الوطنية، مضيفًا: “حين قال الرئيس (إحنا مبنتغيرش)، كان يحدد معالم مصر كما نعرفها: الدولة التي لا تساوم على دماء الأشقاء ولا تفرط في إنسانية الموقف.”

 واختتم سعيد الزغبي تصريحاته بالقول: “من القاهرة إلى رفح، ومن منابر العروبة إلى ضمير الإنسانية، تظل مصر كما عهدناها صوت الحكمة وقت الانفعال، وسند المظلوم وقت الصمت. لقد علمنا الرئيس أن الثوابت لا تباع ، وأن مصر لا تنحني.”



 

طباعة شارك القضية الفلسطينية الرئيس عبدالفتاح السيسي إحنا مبنتغيرش أزمة غزة الاتحاد الأوروبي

مقالات مشابهة

  • سعيد الزغبي: إحنا مبنتغيرش مش مجرد كلام.. بل هي عقيدة سياسية ثابتة ضد التهجير والتوطين
  • حزب المودة النسوي ولادة سياسية تهز كيان الأحزاب التقليدية
  • مليشيا الدعم السريع استخدمت الغام محرمة دوليا في غابة السنط بولاية الخرطوم
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • السودان.. تحالف «تأسيس» يعلن تشكيل حكومة موازية والجيش يصفها بـ«حكومة المليشيا»
  • وزارة الخارجية تدين ما ذهبت إليه مليشيا الدعم السريع الإرهابية بإعلان حكومة وهمية
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان
  • أطباء السودان: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على غرب كردفان إلى 27
  • “مجرد حفنة من القتلة”.. دبلوماسي أمريكي يصف فصيل عسكري في السودان