«ندا و نهى» شقيقتان يطلقان مبادرة إنسانية لإطعام الحيوانات في شوارع الإسكندرية
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
على أنغام فجرٍ جديد، تُشرق شمس الإسكندرية حاملةً معها حكايةً استثنائية تُجسد أسمى معاني الإنسانية والرحمة حكاية شقيقتان أطلقوا مبادرة لإطعام حيوانات الشارع و المعروفتان بـ «بتوع الكلاب»، اللتان نسجا من خيوط العطاء قصةً تُلامس القلوب و تُلهب المشاعر مع كل خيطٍ من ضوء الشمس، تبدأ رحلتهم حاملتين أكياس الطعام والماء، وقلوبهما عامرةٌ بالعطف والحنان خطواتهما تتبعها كوكبةٌ من الكلاب والقطط، تُشاركها رحلة الأمل اليومية رحلةٌ لا تقتصر على شارعٍ أو حيٍّ واحد، بل تشمل أرجاء الإسكندرية، حاملةً رسالةً سامية تُنادي بحقوق الحيوان ورعايته.
تقول ندي قاسم طالبة بكلية لغات شرقية قسم عبري مؤسسة المبادرة في تصريح لموقع "الأسبوع"، أن رحلتها بدأت مع إطعام الحيوانات منذ حوالي أربع سنوات، عندما صادفت كلبين في حالة يرثى لها، فاتخذت قرارًا بتقديم المساعدة لهما ومع مرور الوقت، توسعت مهمتها لتشمل المزيد من الحيوانات، لتنضم إليها شقيقتها نهى، لتُصبحا معًا رمزًا للرحمة في شوارع الإسكندرية حيث يبدأ يومهما مع شروق الشمس، محملتين بأكياس الطعام والماء، ومرتديتين القفازات ونفس الملابس يوميًا وقد تذكرت انها ذاته مرة أنقذت كلبًا تعرض للضرب من قبل بعض الأطفال، حيث أجرت له عملية جراحية فورية لإنقاذ حياته.
واضافت أنهم واجه انتقاداتٍ من بعض الأشخاص الذين لم يُقدّروا حجم العطاء الذي تقدمه. إلا أن إيمانهما الراسخ بضرورة مساعدة هذه الكائنات، وعزمهما على تغيير واقعها، كانا دافعًا لهما للاستمرار في طريقهما دون كللٍ أو ملل مؤكده أن رحمة الله وسعت كل شيء، وأن الإحسان لا يقتصر على البشر فقط، بل يشمل الحيوانات أيضًا. فالحيوانات مخلوقات حية تستحق العيش بكرامة، وتقديم الرعاية لها يُعد واجبًا أخلاقيًا لا يمكن التغاضي عنه.
واكدت أنهم ولم تكتفِوا بتقديم الطعام والماء للحيوانات، بل قاموا بتوفير ملاجئ آمنة للجراوي، وتعقيم الإناث للحد من تزايد أعدادها خطواتٌ عملية تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الحيوانات الضالة، وتُساهم في تخفيف معاناتها.
ودعت جميع المواطنين في المشاركة في رحلة العطاء هذه، و أنّ كلّ فردٍ منّا يستطيع أن يُحدث فرقًا في حياة الحيوانات الضالة فالتبرّع للملاجئ، وتقديم الطعام والماء للحيوانات في الشوارع، والتطوّع في رعايتها، كلّها خطواتٌ تُساهمُ في بناءِ عالمٍ أكثر رحمةً وإنسانية.
من جانبها، أشارت نهي قاسم خريجة كلية اداب انجلش أنها عندما وجدت شقيتها تطعم الحيوانات في الشارع قررت أن تلحق بها بتلك المبادرة التي وجدت نفسها تقوم بعمل انساني في حماية الحيوانات كالكلاب و القطط التي لم يجدوا أي رحمه من البشرية، مشيرة إلى أنها تواجه أحيانًا اعتراضات من الناس الذين يرفضون وجود الكلاب في الشوارع. تتعامل نهى مع هذه الاعتراضات بالحوار، موضحة أن الحيوانات خُلقت لحكمة وأن الإزعاج لا يقتصر على نباح الكلاب فقط.
وأكدت نهى أن هناك العديد من المواطنين الذين عرضوا المساعدة، وأن الردود تختلف من شخص لآخر. تستمر هي وشقيقتها في مهمتهما، حيث قامتا بتوفير ملاجئ للجراوي وتعقيم الإناث للحد من تزايد أعدادها وأختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية التنوع في أعمال الخير، مشيرة إلى أن الإحسان لا يقتصر على البشر فقط، بل يشمل الحيوانات أيضًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية شوارع الإسكندرية
إقرأ أيضاً:
الحكومة تصادق على مشروع قانون لحماية المواطنين من مخاطر الحيوانات الضالة
صادق مجلس الحكومة، في اجتماعه المنعقد اليوم الخميس، على مشروع القانون رقم 19.25 المتعلق بحماية الحيوانات الضالة والوقاية من أخطارها، والذي قدمه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري.
ويأتي هذا المشروع استجابة لتنامي ظاهرة الحيوانات الضالة، التي أصبحت في السنوات الأخيرة من أبرز التحديات التي تواجهها السلطات العمومية، خاصة بسبب ما تشكله من تهديد مباشر للصحة والسلامة العامة. فهذه الحيوانات، التي تتكاثر خصوصًا في الأماكن العشوائية، أصبحت مصدرًا رئيسيًا لانتقال الأمراض المعدية والخطيرة، كما تسببت في حوادث سير واعتداءات جسدية على المواطنين.
ويروم المشروع إرساء حماية فعالة لهذه الحيوانات، من خلال ضمان رعايتها في ظروف إنسانية ملائمة، بما يحد من أخطارها دون الإضرار بها. كما يسعى إلى وضع إطار قانوني متوازن يضمن من جهة أمن وسلامة المواطنين، ومن جهة أخرى يوفر الرعاية والحماية اللازمة للحيوانات، لا سيما الكلاب الضالة.
ويستند مشروع القانون إلى مقاربات وتجارب مقارنة وتوصيات منظمة الصحة الحيوانية العالمية، مستهدفًا تحقيق التوازن بين متطلبات الصحة العامة، واحترام معايير الرفق بالحيوان.
كلمات دلالية الحيوانات الضالة الكلاب