مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.. الناخبون المسلمون يرسلون رسالة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
ناقشت صحيفة ذا نيشن الأمريكية، أصوات الناخبين المسلمين، وتأثيرهم على مسار الانتخابات التي جرت في بريطانيا، ودورهم في الولايات المتحدة الأمريكية، مع اقتراب السباق الرئاسي الأمريكي.
نشرت صحيفة "ذا نيشن" الأمريكية تقريرًا تحدثت فيه عن المسلمين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الذين وجهوا رسالة من خلال الانتخابات، موضحة أن المسلمين البريطانيين، الذين يشكلون حوالي 6 بالمائة من إجمالي عدد السكان، خرجوا بأعداد كبيرة لتحدي التيار السياسي والتصويت ضد الحزب الذي كان من المقرر أن يشكل الحكومة، لتصبح نتيجة الانتخابات غير متوقّعة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه أصبح من الواضح، في الساعات الأولى من صباح يوم الاقتراع، أن حزب المحافظين قد انزلق إلى أسوأ هزيمة له على الإطلاق بواقع 121 مقعدًا من إجمالي 650 مقعدًا. في المقابل، فاز حزب العمال بأغلبية ساحقة، على الرغم من حصوله على عدد أقل من الأصوات مقارنة بالهزيمة الكارثية في سنة 2019.
في تطور مثير للسخرية، كانت النتائج الأكثر إثارة في الانتخابات في الدوائر الانتخابية التي خسرها حزب العمال. ففي الأسبوع الماضي، هزّ خمسة من المستقلين المؤيدين للفلسطينيين، الذين ترشحوا في مناطق ذات كثافة سكانية مسلمة كبيرة، المؤسسة السياسية بفوزهم بمقاعدهم. ومن بين هؤلاء الخمسة، كان زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين الوحيد الذي يتمتع بشعبية على المستوى الوطني.
وأضافت الصحيفة أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات العامة، وللمرة الأولى في التاريخ، بدأت الجالية المسلمة في المملكة المتحدة تنظيم نفسها في كتلة تصويتية يمكنها تحدي الوضع الراهن. وقد تكاتفت المساجد والمراكز المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني لإنشاء حركة سياسية ملتزمة بوضع أزمة غزة في قلب الانتخابات.
وذكرت الصحيفة أن الحزبين الرئيسيين في ويستمنستر توصلاا، بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلى إجماع على أن الردّ العسكري الإسرائيلي يشكل شكلًا مشروعًا من أشكال الدفاع عن النفس. وفي تشرين الأول/ أكتوبر، قال زعيم المعارضة آنذاك، كير ستارمر، إن لإسرائيل الحق في قطع المياه والكهرباء عن السكان المدنيين في غزة. وبعد شهر، دفع أعضاءه في البرلمان للتصويت ضد اقتراح وقف إطلاق النار، مما أثار غضب المسلمين البريطانيين الذين دعموا حزب العمال تاريخيًا.
وقد تم تحفيز هؤلاء الناخبين من قبل منظمة تدعى "صوت المسلمين"، التي حددت حوالي 75 دائرة انتخابية يشكل المسلمون فيها جزءًا كبيرًا بما يكفي من الناخبين للتأثير على النتيجة، وأيدت المرشحين المستقلين الذين خاضوا الانتخابات على أساس برنامج مؤيد لغزة. وإلى جانب المرشحين الخمسة الذين فازوا، كان هناك العديد من المرشحين الذين خسروا بفارق ضئيل وتمكنوا من بناء صورة عامة.
ونظرًا لطبيعة السياسة الأمريكية التي غالبًا ما تكون ضيقة الأفق، من غير المرجح أن يكون صدى موجات الصدمة من هذه النتائج قد تردد في البيت الأبيض. ولكن إذا اتخذ المسلمون الأمريكيون إجراءات مماثلة لنظرائهم البريطانيين في تشرين الثاني/ نوفمبر، فيجب أن يكون الرئيس جو بايدن قلقًا للغاية بالفعل. فمن بين المليون أو نحو ذلك من المسلمين الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية لسنة 2020، اختار ما يقارب 80 بالمائة منهم التصويت للرئيس بايدن. أما اليوم، فقد انخفضت النسبة المؤيدة له إلى حوالي 5 بالمائة، وذلك وفقًا لاستطلاع للرأي أجرته منظمة إمجاج، وهي منظمة تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية في المجتمعات المسلمة في أمريكا.
وأوضحت الصحيفة أنه يمكن أن يكون هذا الانخفاض كارثيًا في ولايات مثل ميشيغان وبنسلفانيا حيث تعد أغلبية بايدن أقل من إجمالي عدد السكان المسلمين. لقد أثبت نجاح الحركة غير الملتزمة بالفعل أن الناخبين المسلمين، وكذلك اليسار المناهض للحرب، قادرون على تنظيم أنفسهم في كتلة واحدة.
فقد أدلى أكثر من 13 بالمئة من الذين صوتوا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغان بأصواتهم على أنهم "غير مهتمين". وبلغت هذه النسبة حوالي 19 بالمائة في مينيسوتا، أي حوالي 46,000 ناخب، وهو ما يفوق هامش فوز هيلاري كلينتون هناك في سنة 2016. وفي ولاية أريزونا، وهي الولاية التي فاز بها بايدن بحوالي 10,000 صوت في سنة 2020، صوّت ما يقارب 16,000 ديمقراطي لصالح ماريان ويليامسون بعد أن دعت إلى وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا، إلا أن ما قد ينتهي به الأمر إلى إنقاذ بايدن هو ضراوة دونالد ترامب. ويبدو أنه من المشكوك فيه أن يكون الناخبون المسلمون في الولايات المتحدة على استعداد - سواء من خلال اللامبالاة أو الاحتجاج - لرسم مسارٍ ما لسياسي غاضب من الإسلام لاستعادة البيت الأبيض حيث يمكنه استئناف هذا النوع من السياسات التي دفعتهم إلى التصويت لصالح الرئيس بايدن.
وخلافًا للانتخابات العامة البريطانية، حيث كان من الواضح مسبقًا أن المحافظين لن يفوزوا، من المتوقع أن تكون النتيجة في تشرين الثاني/ نوفمبر متقاربة، وبالتأكيد لا يوجد سبب للاعتقاد بأن ولاية ترامب الثانية ستكون أفضل للمسلمين من الأولى.
وأضافت الصحيفة أن ترامب، الذي أصدر قرار حظر المسلمين سيئ السمعة، أظهر باستمرار ازدراءه للشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً. فهو الرئيس الذي اعترف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، والمرشح الذي استخدم مصطلح "فلسطيني" كإهانة لمنافسه خلال مناظرة تلفزيونية في حزيران/ يونيو الماضي. كما وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين وهدّد بترحيل الطلاب الأجانب الذين يتظاهرون في حرم الجامعات.
ومع وجود اثنين من المرشحين المؤيدين لوقف إطلاق النار على بطاقة الاقتراع - جيل ستاين وكورنيل ويست - يبدو أن بطاقة بايدن/هاريس وضعت نفسها في موقف يُطلب فيه من آلاف الناخبين المسلمين إعادة انتخابهم بالتصويت ضد ضمائرهم. وسيحدد الوقت كيف سيختارون الرد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بريطانيا بايدن بريطانيا امريكا بايدن ترامب انتخابات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الصحیفة أن أن یکون
إقرأ أيضاً:
مصادر لرويترز: أميركا حجبت معلومات مخابرات عن إسرائيل خلال عهد بايدن
ذكرت 6 مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في قطاع غزة.
وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيّرة أميركية فوق غزة، كان يستخدمها الجيش الإسرائيلي في ملاحقة الأسرى الإسرائيليين ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال 5 من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل، بينما ذكر اثنان من المصادر أن الولايات المتحدة قيّدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة. ورفض المصدران تحديد متى اتُّخذ هذا القرار.
وجاء القرار مع تزايد مخاوف مجتمع المخابرات الأميركية بشأن عدد المدنيين الذين قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأفادت مصادر بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) للأسرى الفلسطينيين.
وقال 3 من المصادر إن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وذكر مصدران أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
وأفادت المصادر بأن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية، وفقا لقانون الحرب.
إعلانوقال مصدر مطلع إن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
وذكر مصدر آخر مطلع أن أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدامها لمعلومات المخابرات الأميركية تتطلب تقديم ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
تبادل واسع للمعلومات المخابراتيةوأفاد مصدران بأن بايدن وقّع -بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- مذكرة توجّه أجهزة الأمن القومي الأميركية بتوسيع نطاق تبادل معلومات المخابرات مع إسرائيل.
وقالت 3 مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة شكلت في الأيام اللاحقة فريقا من مسؤولي المخابرات ومحللين بقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) والمخابرات المركزية (سي آي إيه) التي أطلقت طائرات مسيّرة فوق غزة وقدمت بثا مباشرا لإسرائيل لمساعدتها في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم. وساعد البث أيضا في جهود إطلاق أسرى إسرائيليين، حسب قولهم.
وجاء قرار وقف تبادل معلومات المخابرات بعدما قررت إدارة بايدن أن إرسال الولايات المتحدة لأسلحة ومعلومات مخابراتية لإسرائيل لا يزال قانونيا، رغم تزايد مخاوف بعض المسؤولين من أن الجيش الإسرائيلي انتهك القانون الدولي خلال عملياته في غزة.
وذكر عدد من المسؤولين السابقين أن محامي إدارة بايدن ظلوا يرددون أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي رغم تصاعد تلك المخاوف.
وقال مصدران مطلعان إن كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض اجتمعوا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة بايدن في الأسابيع الأخيرة من ولايته بعد أشهر من قطع معلومات المخابرات واستئنافها.
واقترح مسؤولو المخابرات خلال الاجتماع أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض معلومات المخابرات التي كانت تقدم لإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف المصدران أنه كان من المقرر أن تنتهي شراكة تبادل معلومات المخابرات، وقال مسؤولو المخابرات إن مخاوفهم بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة زادت.
وذكر المصدران أن بايدن اختار رغم ذلك عدم قطع تبادل معلومات المخابرات، قائلا إن إدارة الرئيس المقبل -آنذاك- دونالد ترامب ستجدد الشراكة على الأرجح، وإن محامي الإدارة خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي.
وذكرت وكالة رويترز أن كل المصادر اشترطت عدم نشر أسمائها للحديث عن معلومات المخابرات الأميركية.