نيويورك تايمز: رغم الضربات المُتلاحقة.. مصير محمد الضيف لا يزال مجهولًا لإسرائيل
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، أنه رغم الضربات المُتلاحقة الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة لاستهداف القيادي في حركة حماس محمد الضيف وغيره من القيادات البارزة، إلا أن مصير الضيف لا يزال مجهولًا بالنسبة لها حتى الآن.
وقالت الصحيفة في مستهل مقال تحليلي إن إسرائيل ظلت طوال أسابيع تراقب فيلا مليئة بأشجار النخيل في جنوب غزة، حيث اعتقدت أن أحد كبار مسئولي حماس يُقيم هناك مع عائلته، لكنها أحجمت عن توجيه ضربة، وفقًا لثلاثة من كبار مسئولي الدفاع الإسرائيليين، لهدف أكبر في ذهنها وهو استهداف الضيف نفسه، زعيم الجناح العسكري لحماس.
وبحسب هؤلاء المسئولون الذين تحدثت إليهم الصحيفة من دون ذكر اسمائهم، فإن الحكومة الإسرائيلية أرسلت، بعد أن علمت أن الضيف موجودًا في الفيلا، طائرات مقاتلة دمرت المكان وقتلت عشرات الفلسطينيين في المنطقة المحيطة به.
وقال الجيش الإسرائيلي ووكالة الأمن الداخلي "الشاباك" إن الغارة أسفرت عن مقتل القيادي رافع سلامة. لكن مصير الضيف، الذي يعد الرجل الثاني في حماس ويُعتبر مهندس هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، ظل غير واضح.
ودافعت الحكومة الإسرائيلية أيضًا عن قرار الأمر بالضربة، التي قال مسئولون لديها إنها استخدمت ما لا يقل عن خمس قنابل دقيقة التوجيه أمريكية الصنع، في منطقة خصصتها إسرائيل نفسها منطقة إنسانية للفلسطينيين الذين طُردوا من منازلهم بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس..
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الموافقة على الضربة تمت بالفعل بعد مراقبة مطولة للفيلا، التي تعد أحد مراكز القيادة السرية لرافع سلامة، وفقًا لثلاثة مسئولين إسرائيليين بارزين. وتقع الفيلا في منطقة تعرف بالمواصي غرب مدينة خان يونس بالقرب من البحر الأبيض المتوسط وقال اثنان من المسئولين إنها مملوكة لعائلة سلامة الذي بدأ يقضي المزيد من الوقت هناك في الأشهر الأخيرة بعد أن اجتاحت القوات الإسرائيلية العديد من معاقله الأخرى في خان يونس فوق وتحت الأرض.
وأضاف المسئولون أن سلامة كان يقضي معظم وقته في شبكة الأنفاق التابعة لحماس، لكنه كان يقيم بانتظام في الفيلا، مع عائلته ومسلحين آخرين، هربًا من الظروف الخانقة في الأنفاق، وأكدوا أن ضباطًا من وحدة إسرائيلية تشرف على تحديد الأهداف ذات القيمة العالية ويعمل بها عملاء من المخابرات العسكرية والشاباك اكتشفوا وجود سلامة قبل عدة أسابيع، لكنهم أضافوا أن القادة الإسرائيليين قرروا تأجيل أي محاولات لقتله لمعرفة ما إذا كان الضيف سينضم إليه في وقت ما.
وتابعت الصحيفة الأمريكية تقول إنه يُعتقد أن محاولات اغتيال سابقة تعرض لها الضيف قد تكون أدت إلى إصابته بالإعاقة، وربما فقد إحدى عينيه أو أحد أطرافه بينما قال مسئولون إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الضيف يعاني من مشاكل صحية تجبره على قضاء وقت أطول مما يقضيه قادة حماس الآخرون فوق الأرض وبالتحديد خارج شبكة الأنفاق.
وقال المسئولون أن ضباط المخابرات الإسرائيلية تلقوا يوم الجمعة معلومات تشير إلى أن الضيف ظهر في الفيلا وبعدما تلقى الجيش مؤشرات أخرى على وجوده بعد الساعة العاشرة من صباح أمس الأول، تم ارسال الطائرات، مع ذلك، أكدت "نيويورك تايمز" أنه لم يتضح على الفور كيف يمكن أن تؤثر الغارة على محادثات وقف إطلاق النار التي تهدف إلى وقف القتال في غزة وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، خاصة وأنه قد استؤنفت المحادثات في الأيام الأخيرة بعد أسابيع من الجمود.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنه في حين قد يحدث بعض الانقطاع في المفاوضات، إلا أن مصلحة حماس الأساسية في مثل هذه الصفقة لا تزال قائمة. وقال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، التابعة لفتح، المنافس السياسي الفلسطيني الرئيسي لحماس، إن حماس ليس أمامها خيار سوى العودة إلى طاولة المفاوضات.. وأضاف:" أن حماس في وضع سيء للغاية. لقد تم دفعها إلى الزاوية عسكريًا، ولا شك في أنها ضعفت بعد تسعة أشهر".
وكان ما لا يقل عن 90 شخصًا لقوا حتفهم، نصفهم تقريبًا من النساء والأطفال، في حين أُصيب 300 آخرون، وفقا لوزارة الصحة في غزة وقد وصفت التقارير الواردة من القطاع حال المستشفيات بأنها مكتظة بالجرحى الفلسطينيين كما أنه من بين الضحايا عدد من الأطفال، بعضهم إما مشلول أو بحاجة إلى بتر أطراف، وفقا لسكوت أندرسون، المسئول الكبير في الأمم المتحدة والذي تفقد مستشفى قريب بعد الهجوم وقال إنه رأى عشرات الأشخاص المصابين جراء الانفجار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل الضربات غزة نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن قراءة تصريحات ترامب بشأن وقف الضربات على الحوثيين في اليمن؟ (رصد)
لاقت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المفاجئة بشأن إيقاف الضربات على جماعة الحوثي في اليمن، تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين.
وقال ترامب في تصريحات إعلامية "سنتوقف فورا عن الضربات الجوية في اليمن، بعد زعمه إعلان جماعة الحوثي البارحة بأنها لم تعد تريد القتال"، واصفا تلك المزاعم بأنها "أخبار جيدة".
وذكر ترامب أن الحوثيين أبلغوا الولايات المتحدة بأنهم "لم يعودوا يريدون القتال". وقال: "سنوقف القصف. لقد استسلموا، لكن الأهم من ذلك أننا سنأخذهم على كلمتهم. يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن".
وأضاف: "أقبل كلمة الحوثيين بأنهم سيوقفون هجماتهم وقررنا وقف قصفنا بشكل فوري"، مشيرا إلى أن الحوثيين لا يريدون القتال بعد الآن
وأردف ترامب: "الحوثيون قالوا لنا رجاء توقفوا عن قصفنا ونحن سنتوقف عن استهداف السفن" مضيفا: "لم نتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين لكنهم طلبوا وقف القصف".
وتأتي تصريحات ترامب المفاجئة، في الوقت الذي يواصل فيه الطيران الأمريكي غاراته العنيفة ضد جماعة الحوثي في اليمن منذ منتصف مارس الماضي.
وفي السياق كشفت شبكة سي إن إن الأمريكية، عن تلقي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)تعليمات بوقف هجماتها ضد الحوثيين في اليمن، بعد وساطة عمانية بين واشنطن والحوثيين الأسبوع الماضي.
ونقلت الشبكة عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله إن الجيش الأمريكي تلقى تعليمات بوقف الضربات ضد الحوثيين، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار جاء نتيجة محادثات بين واشنطن والحوثيين بوساطة عمانية الأسبوع الماضي بقيادة المبعوث الأمريكي "ويتكوف".
بدورها وزارة الخارجية العمانية أكدت عقد اتفاق بين واشنطن وجماعة الحوثي على وقف إطلاق النار "بما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي" في البحر الأحمر وباب المندب، وفي المستقبل لن يستهدف أي منها الأخر".
وفي أول تعليق لجماعة الحوثي على تلك التصريحات قال عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي "ما رفضنا استمراره بفلسطين لن نقبل بتمريره في اليمن".
وأضاف "بإعلان ترمب وقف عدوان امريكا على اليمن سيتم تقييمه ميدانيا أولا، وهو انتصار يفصل الاسناد الامريكي للكيان المؤقت وفشل لنتنياهو وعليه أن يقدم استقالته".
الحوثي سيخرج أقوى
وفي الشأن ذاته يقول الكاتب الصحافي عامر الدميني " إذا خرج الحوثي من هذه معافى، ونجا من حرب واشنطن، فلن يكون الأمر كما كان من قبل".
وأضاف "حرب أمريكا في اليمن ضد الحوثيين تمثل ذروة الفعل الدولي في وجههم، وإذا انتهت بدون نتيجة فهذا يعني مكسب لهم، وشرعنة لوجودهم".
وتساءل الدميني قائلا: بعد حرب أمريكا من سيحارب بمثل قوتها ونفوذها ووزنها؟ مضيفا "نحن ندخل منعطف جديد في الوضع باليمن، وسيكون له تأثيره الكبير على مختلف المسارات".
خطاب تكتيكي
الصحافي مارب الورد، يرى أن تصريحات ترامب أقرب إلى خطاب تكتيكي موجه لدوافع داخلية وخارجية، لا يستند إلى معطيات ميدانية حقيقية، خاصة في ظل استمرار الحوثيين في إظهار التحدي والإصرار على مواقفهم حتى الآن.
وعلى ضوء ذلك، طرح الورد عدة تفسيرات محتملة منها: غياب التأكيد الحوثي، وعدم وجود إعلان رسمي من الحوثيين يؤكد ما قاله ترامب، يقوّض مصداقية التصريح، وقد يشير إلى أن الرئيس الأميركي إمّا أساء تفسير قنوات تواصل خلفية، أو بالغ في التقدير لأهداف سياسية داخلية وخارجية.
وقال إن سياق التصريح وتوقيته: يؤكد أن التصريح جاء قبيل زيارة ترامب إلى الخليج، مما يوحي برسالة مزدوجة. داخليًا، يسعى إلى الظهور بمظهر الرئيس القوي الذي ينجح في نزع فتيل الأزمات دون الانخراط في حروب طويلة. وخارجيا، قد يكون التصريح محاولة للضغط على حلفاء واشنطن في المنطقة أو تحضير لمطالب سياسية أو مالية.
واعتبر الصحفي الورد ذلك ورقة تفاوضية ومناورة سياسية، وقال قد لا يكون التصريح مبنيا على وقائع، بل مجرد مناورة تهدف إلى فتح قنوات خلفية أو اختبار ردود الفعل، سواء من الحوثيين أو من خصوم الولايات المتحدة في المنطقة، ويعزز هذا الاحتمال الحديث عن "استسلام" غير موثق.
تقليل التصعيد لصالح أولويات أخرى: من المحتمل أن يكون هدف ترامب من هذا الإعلان هو تهدئة جبهة اليمن مؤقتا، للتركيز على ملفات استراتيجية أخرى، مثل المواجهة مع إيران أو التفرغ لصراعات كبرى كالصراع مع الصين، وفق الصحفي الورد.
الحوثي دمر اليمن وحافظ على بقائه
عضو هيئة التشاور عبدالملك المخلافي، كتب "بعد أن استكمل الحوثي تدمير البنية التحتية للشعب اليمني ومكتسباته باستجلاب العدوان عليها، قام بالاتفاق مع الأمريكي وهو مبتهج بما حققه، دمر اليمن وحافظ على بقائه".
وقال إن "لم تتضافر جهود الشعب وقواه مع قيادته للقضاء على هذا الوباء سيكون له أثر أكثر من أثر الطاعون والأوبئة الأخرى".
صفقة إقليمية ودولية
الباحث عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات، غرد بالقول "قبل الصفقة الكبيرة التي ستتزامن مع زيارته للمنطقة، ترامب يعلن إيقاف الهجمات على الحوثيين، بعد استسلامهم".
وقال "ستوكل المهمة لإسرائيل في حال قام الحوثيون بهجمات على سفن في البحر الأحمر، وهي المهمة القذرة التي لا تريد واشنطن القيام بها، لأنها ستستهدف مقدرات مدنية مثل المطارات والموانئ".
وتابع "ضمنت واشنطن إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، إضافة إلى أن الهجمات أعطت الأمريكان فرصة اختراق معلوماتي عن هيكلة وسلاح الجماعة وقدراتها العسكرية".
ويرى الباحث محمد أنه في حال كان هناك صفقة إقليمية ودولية، تحقق لواشنطن هدف إضعاف الدور الصيني المتنامي، لا يستبعد دعم الولايات المتحدة للعملية البرية، التي أصبحت ناضجة بعد إيقاف الإمدادات وإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، كما لا يستبعد أن تنتهي قصة الحوثيين بضربة على إيران يقابلها استسلام كامل من الحوثيين والخروج من السيطرة على الدولة اليمنية".
وقال "إلى ذلك الحين قد تشهد الحكومة المعترف بها دوليا تغيرات كبيرة في بنيتها وبنية قيادة المجلس الرئاسي الذي فشل فشلا ذريعا في استغلال الفرص المتاحة".
استعادة النفس القتالي
سيف مثنى مسؤول المناصرة في الكونغرس الأمريكي، فقد كتب "توقف الحوثي عن استهداف السفن الأمريكية ولو مؤقتا، ليس له إلا سببين لا ثالث لهما: الإضرار البالغة التي أصابت الجماعة من الضربات الأمريكية، استعادة النَفَس القتالي ومحاولة تحييد أمريكا".
حفظ ماء الوجه
أما الباحث معن دماج، فقال "الآن مع ما يمكن تسميته بوقف إطلاق النار، يكون الحوثي قد خسر بهذه المعركة خسائر لا يمكن تعويضها سياسيا وعسكريا واقتصاديا ودوليا خارجيا".
وأضاف "قبوله بإيقاف الحرب من دون أي مقابل وبعيدا عن كل الشعارات التي رفعها سيجعله يخسر خسائر لا يمكن تعويضها داخليا".
تعمد تدمير اليمن وبنيته التحتية
في حين تساءل الإعلامي بشير الحارثي بالقول: لماذا لم يتوقف الحوثي قبل أن تُدمَّر موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومصنع باجل واليوم مصنع عمران ومطار صنعاء ومحطات الكهرباء؟
وقال : أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن الحوثي تعمّد تدمير مقدرات اليمن وبنيتها التحتية عمداً لا لشيء إلا ليبيع وهْم محاربة أمريكا وإسرائيل؟
وأضاف "شعارٌ أجوف يتاجر به هو وجماعته القادمة من غبار التاريخ لا لرفع شأن الوطن بل لجره إلى الهاوية ومستنقع الدم والمقابر وتقديمه قرباناً لمشروع ظلامي كهنوتي امتهن الخراب والدمار نهجاً لتدمير اليمن وتاريخه وهويته".