بوابة الوفد:
2025-07-05@00:12:53 GMT

خرافة عروس النيل!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

قدماء المصريين كانوا يعتبرون نهر النيل مصدر الحياة، لعب النيل دورا حيويا فى تاريخ البلاد وثقافتها الغنية، كان أيضا عاملا مهما جدا فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية ونجاح مصر القديمة، وبدون نهر النيل ربما لم تكن الحضارة القديمة العظيمة موجودة على الإطلاق لأن هطول الأمطار كان بنسبة معدومة على مصر.

فقد ساهم نهر النيل فى ازدهار مدن كانت تقع فى وسط الصحراء، كما كان لنهر النيل دور عظيم فى استقرار المصرى القديم على ضفافه وعمله بالزراعة حيث أصبح قادرا على إنتاج قوت يومه، ثم انطلق إلى ميادين العلم والمعرفة والتقدم الهائل ولقب المصريون القدماء نهر النيل بعدة ألقاب منها: رب الأسماك، وواهب الحياة، وجالب الخيرات، وخالق الكائنات، ورب الرزق العظيم.

نظر المصريون القدماء إلى النيل بعين القداسة واستخدموا مياه النهر للتطهر ولأداء الطقوس الدينية وغسل المتوفى، كان الاغتسال بماء النيل ضرورة حياتية مصرية كنوع من النظافة والتطهر البدنى والروحى، وهى عملية تحمل معنيين فعليا ورمزيا فى وجدان المصرى، أما الفعلى فهو يشمل نظافة الجسد والملبس والمأكل والمسكن فضلا عن التطهر كضرورة لتأدية الطقوس الدينية، أما الرمزى فيشمل طهارة النفس روحيا من كل شائبة، وبرز تقديس النيل من خلال حرص المصرى على طهارة ماء النهر من كل دنس كواجب مقدس، ومن يلوث الماء يتعرض لعقوبة انتهاكه غضب الآلهة فى يوم الحساب.

وأكد المصرى فى اعترافاته الإنكارية فى العالم الآخر ما يفيد عدم منعه جريان الماء درءاً للخير: «لم أمنع الماء فى موسمه، لم أقم عائقا أمام الماء المتدفق، أعطيت الخبز للجوعى، وأعطيت الماء للعطشى».

ظهر النيل بقوة فى مشاهد أدبية كثيرة سجلها الأدب المصرى بأنواعه لا سيما أشعار الغزل التى ظهرت بدءا من 1400 قبل الميلاد، وهى فترة تحررت فيها العادات وبعد عصر «الرعامسة» على وجه التحديد العصر الذى انطلق فيه الشعر الشخصى متحررا من كل قيد، وساعد النيل خيال المصرى على أن يخلق شراكة تجمع بين المرأة والطبيعة، تمتزج امتزاجا تاما تشكل عنصرى الخصوبة فى الكون، فالمرأة والزهور والثمار لا تختلف من حيث الجوهر إنها جميعها النموذج والشاهد على الحياة المتجددة، البشرية والنباتية على حد سواء.

وجاء ذكر أسطورة «عروس النيل» فى كتاب الأديب العربى عبدالرحمن بن عبدالحكم وتتلخص القصة فى أن مصريين جاءوا إلى عمرو بن العاص، وطلبوا منه السماح بإلقاء فتاة بكر فى مياه نهر النيل كعادتهم كل عام، وتقديمها قربانا للنهر ليفيض بالخير، وإن لم يفعلوا سيحل الجفاف، فرفض عمروبن العاص وقال لهم: «هذا لا يكون فى الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله»، وأرسل عمرو رسالة إلى الخليفة عمر بن الخطاب يستشيره فى الأمر، فأرسل «عمر» رسالة جاء فيها: «من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد فإن كنت تجرى من قبلك فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار هو الذى يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك»، فألقى عمرو بن العاص الرسالة فى النيل، وكان أهل مصر قد تهيأوا إلى الجلاء والخروج منها، لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، وأصبحوا وقد أجراه الله تعالى 16 ذراعا فى ليلة واحدة وقطع تلك السنة السوء عن أهل مصر.

ترسخت الأسطورة فى الأذهان وتناقلتها الأجيال كموروث شفهى عن ابن الحكم فى مؤلفه، على الرغم من عدم ذكر النصوص المصرية القديمة من قريب أو بعيد لها، فالثابت فى المعتقد الدينى المصرى عدم تقديم قرابين بشرية إلى معبود مهما علا شأنه، كما توجد لوحات وبرديات تصف أحوال النيل وفيضانه وأزماته، ولم يرد فيها أى ذكر لـ«عروس النيل» العذراء التى تقدم كقربان للنيل.

ويرى بعض خبراء الآثار المصريين أن ابن عبدالحكم كتب هذه القصة بعد دخول العرب مصر بنحو 230 عاما، فإما أن تكون هذه الحكاية برمتها من تأليفه هو، بقصد تنفير المصريين من مظاهر حضارتهم وعقائدهم القديمة والدعوة إلى الإسلام، كما يقولون إن قصة إلقاء فتاة فى النيل التى رواها المؤرخ العربى ابن عبدالحكم لا تعدو أن تكون أكذوبة من الأكاذيب المدعاة على مصر القديمة أو سوء فهم لبعض ما قام به المصريون عند الاحتفال بوفاء النيل فى قصة عروس النيل، فهى قصة غير معقولة.

آمن المصريون القدماء بالنيل، الضامن لحياتهم من مهالك القحط والضيعة واعتبروه الفيض السماوى الذى يهطل على أرضهم بالخير، ترنموا بأناشيده على آلاتهم الموسيقية ورسموا به صورة حياة شكلت معنى التاريخ فى مصر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قدماء المصريين التنمية الاجتماعية والاقتصادية نهر النیل

إقرأ أيضاً:

حلوى العاشوراء: حلى القمح والأرز

حلويات يوم عاشوراء هي حلى من القمح والأرز وسميت بالعاشورية لأنها تقدم يوم عاشوراء في شهر محرم حيث كانت ربات البيوت يحضرنها قبل عاشوراء بيومين أو ثلاثة وتوزع على الأهل والأصدقاء والجيران. 

اقرأ ايضاًتفسير حلم رؤية يوم عاشوراء في المنام

ويتم تحضير عاشوراء من خليط من القمح واللبن والسكر ثم تقديمه في أطباق، وهذه المواد الأساسية في صناعته، ولكن يُضفي عليه المصريون عند تحضيرهم له النشا إلى جانب "الزبيب، وجوز الهند، والمكسرات". 

حلوى العاشوراء: حلى القمح والأرزمقادير حلى القمح والأرز2 أكواب أو 400 غرام من القمح الكامل المغسول والمنقوع لمدّة ليلة كاملة12 كوب أو 3 لتر من الماء.½ كوب أو 75 غ من الفستق المقشّر .½ كوب أو 75 غ من الصنوبر.1 كوب أو 150 غ من الزبيب المنقوع في الماء.¾ كوب أو 150 غ من اللوز المقشّر.1 كوب أو 200 غرام من الأرز المصري.1 كوب أو 100 غرام من حليب مجفف كامل الدسم.¼ كوب أو 60 مل من ماء الورد.¼ كوب أو 60 مل من ماء كادي .2 أكواب أو 400 غ من السكر.طريقة تحضير حلى القمح والأرزأولا يُصفّى القمح ويوضع في قدر كبيرة. يُضاف إليه الماء ثم تُغطى القدر ويُغلى المزيج على حرارة خفيفة لمدّة ساعة كاملة.ثم يُضاف الأرز وتُغطى القدر ويُطهى المزيج على نار خفيفة لمدّة ½ ساعة إضافية أو حتّى ينضج الأرز والقمح تماماً. ويمكن إضافة المزيد من الماء إذا لزم الأمر.يُذوّب الحليب في ماء الورد وماء الكادي ثم يُسكب في خليط القمح.ثم يُضاف السكر ونصف كمية الفستق والصنوبر والزبيب واللوز، وتُحرّك المقادير جيداً.وأخيراً يُسكب المزيج في طبق للتقديم ويُزيّن بالكمية المتبقية من المكسّرات، وصحتين وعافية.

كلمات دالة:حلويات يوم عاشوراءحلى القمح والأرزحلوياتيوم عاشوراءحلوى العاشوراء تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند حلوى العاشوراء: حلى القمح والأرز حظك اليوم الجمعة 4 يوليو/تموز 2025‎‎‎‎‎‎‎ إدانة عربية واسعة لدعوة إسرائيل بـ "ضم" الضفة الغربية جهود مكثفة للوسطاء.. حماس تدرس مقترحات تفاوضية جديدة.. وهذا رد نتنياهو بعد برائته من بعض التهم.. كم سيقضي شون ديدي في السجن؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • مختص يوضح هل أزمة منتصف العمر حقيقة أم خرافة.. فيديو
  • أرواح في المدينة تستعيد ذكرى مرور ٧٠ عامًا على انتقال تمثال رمسيس الثانى إلى قلب القاهرة بالأوبرا
  • أسعار زيارة المتحف المصرى الكبير.. و10 فئات دخولها بالمجان
  • المصري يكثف مفاوضاته لضم توفيق محمد من بتروجت
  • حلوى العاشوراء: حلى القمح والأرز
  • الحزب المصرى الديمقراطى يصدر بيان بشان قانون الإيجار القديم
  • إعلام الفيوم يستضيف الكاتب الصحفى "محمود مسلم" فى الأحتفال بثورة ٣٠ يونية
  • رسالة من هالاند إلى الهلال السعودي.. ماذا جاء فيها؟
  • ذهبية في الشطرنج.. عبد الرحمن سامح يتوج ببطولة العالم تحت 12 عامًا في جورجيا
  • عرض لـثلاث عشرة مرة متُ فيها.. مجموعة قصصة بنكهة فيلية