قديما قيل إن مصر تقع في قلب العالم القديم، لموقعها المتوسط بين قارات أسيا وأفريقيا وأوروبا، وذلك قبل اكتشاف العالم الجديد بشقيه الغربي "الأمريكتين" والشرقي "أستراليا" و"نيوزيلندا"، ونستطيع أن نقول أن موقع مصر الجغرافي يتوسط العالم القديم والعالم الحديث بأكمله.
وتتوسط مصر الشرق الأوسط، الذي هو بأكمله وسط العالم، فمصر منتصف منتصف العالم، سواء جغرافيًا أو اقتصاديًا، فالشرق الأوسط أغنى منطقة في العالم من حيث الموارد الإقتصادية، ورغم ذلك الغني إلا أن أفقر دول العالم تقع في الشرق الأوسط، وكذلك أكثر من تسعين بالمائة من الصراعات والحروب بالعالم تجري في منطقة الشرق الأوسط فقط دون غيره.
وتشاء الأقدر أن تقع مصر في قلب هذه الصراعات، تحوطها من كل جانب، من جنوبها حيث الحرب الأهلية في السودان، وفي غربها، حيث الصراعات الداخلية والحربية في ليبيا غير المستقرة، وفي شمالها الشرقي، حيث الأراضي الفلسطينية المحتلة، والصراع العربي الصهيوني المستمر، بين الفلسطيينين وقوات الإحتلال، وفي شرقها حيث البحر الأحمر وصراعات السيطرة الحوثية المدعومة من إيران على البحر الأحمر، حيث تحاول قوات عالمية إطفاء ذلك الصراع لإزالة أي تهديد للملاحة العالمية.
وفي الشمال القوات الأمريكية، وقوات حلف الناتو، وقوات الدول العالمية الكبرى، ترتكز في البحر المتوسط، تراقب الصراع الفلسطيني الصهيوني المحتدم، بعضها ينتظر لدعم الصهيونية، وبعضها يقف مراقبا.
إن الشرق الأوسط يحترق، مصر كبيت يتوسط بيوت كثيرة تشتعل فيه الشجارات والحرائق، وأي بيت في هذه الحالة إما أن يناله الشجارات المختلفة وتنتقل إليه من البيوت حوله، فإذا لم يناله شجار، ناله شرار لهيب البيوت المحترقة.
وقد أُريد لمصر أن تكون هذا البيت المحترق، الذي اهترأ قبل احتراقه من شجارات أهله، وقد كان من المفترض أن يحدث هذا وفقًا للقوانين والقواعد السياسة ووفق أي قوانين تحكم العالم.
إلا أن ذلك لم يحدث، في مخالفة واضحة وجلية لكل القوانين والقواعد العالمية، وفي مخالفة لإرادة دول عالمية أرادت احتراق مصر، فلماذا؟
الإجابة على هذا السؤال أدعي أنها تحتاج إلى دراسات كثيرة، ورسائل للحصول على الماجستير والدكتوراة، وأدعى أن ذلك يحدث فعلًا، لا سيما في الدول العالمية التي أرادت ذلك المصير لمصر، سواء في جامعات هذه الدول أو سواء في مراكزها البحثية المرتبطة بسلطتها التنفيذية، على أعلى مستوى، بما في ذلك السلطات العسكرية، فلا يخفي أن بعض المراكز البحثية الهامة في العالم يُنشأها ويمولها جيوش هذه الدول؟
لماذًا نجت مصر من هذا المصير الأسود الذي كان محتومًا؟!، بل ونتجاوز إن قلنا إن الأمر تجاوز سلامتها ونجاتها إلى كونها أصبحت مرفأ أمان ترسو فيه كل السفن الهاربة من مصير الاحتراب والاحتراق الأسود.
أصبح البيت المصري، الذي يقع في منتصف بيوت تحترق، ملجأ أمان لا لأهله فقط، بل لأهالي جميع البيوت المحترقة، وجدوا أمانهم وحياتهم في البيت المصري.
الجنسيات العربية الملاصقة جغرافيًا لنا أو التي إلى جوارنا دون أن يكون لها حدود ملاصقة لنا، وجدت ملاذها في مصر، لا يمكن الحديث عن عددهم لكثرتهم، وليس هنا مجال للحديث عن أمر واضح كشمس ظهيرة في منتصف نهار صيفي.
لماذا؟! إجابة من الصعوبة حتى أن دول كثيرة خصصت ملايين لدراسة مثل هذه الظاهرة المصرية الفريدة التي لم تتكرر في التاريخ ولن تتكرر إلا لمصر؟!
رغم صعوبة الإجابة، فإنها للمصريين ولغيرهم من الأمنين فيها سهلة ميسرة، لأنها تخرج من منبع مصري أصيل هو الوطنية المصرية.
لقد قيد الله لهذه البلد من جعل من المستحيل ممكنًا ومن الصعب يسيرًا، قيد الله لهذه البلاد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حما مصر فحماه الله حماه الله.
رأب الصدع الداخلي، وأعاد لمصر وحدتها الداخلية التي تفسخت في سنة واحدة فاتسع الرقع على الراتق، فأعاد النسيج المصري إلى وحدته الأصلية، فكسب حب المصريين ودينهم له في أمانهم وتمتعهم ببلادهم، وكسب احترام العالم.
ومن خلفه قوات مسلحة مصرية، يتجاوز عمرها عمر أي جيش في العالم، ممتدة بجذور قوية في التاريخ، حرص سيادته على تأهيل هذا الجيش العظيم وتسليحه حتى بز وضاهى أقوى جيوش العالم، فحقق السلام من المنطلق القرآني: "وأعدوا لهم من استطتعم من قوة"، فلا سبيل للردع الذي يحقق الأمان إلا بالقوة.
ومن خلفه الشرطة المصرية، حامية الداخل المصري، والمحافظة على وجوده، التي حققت الأمان الداخلي كما حقق الجيش المصري أمان الحدود وحفظها، تلك الشرطة العظيمة التي لها من عراقة ما للجيش المصري، الذي كان يحفظ حدود مصر منذ سبعة آلاف سنة أو أكثر، فهي بعراقتها تحفظ أمان مصر واستقرار مجتمعها منذ ذلك الحين.
ومن خلفهم "سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي - الجيش المصري الباسل - الشرطة المصرية العظيم" يصطف الشعب المصري في وطنيته تجمعه وتقر بأهمية ما يبذله الرئيس ومن خلفه الجيش والشرطة، الذين يبذلون كل نفيس ويجودون بكل غالٍ، ولا يبخلون بالدم قبل العرق.
إن في كل طفل يذهب إلى مدرسته أمنًا وفي كل أب يذهب إلى عمله مطمئنًا، وفي كل أم تذهب لشراء حاجات البيت، وفي كل سائر بشارع أو متسكع بنهار أو ليل، وفي كل ضيف حل بأرض مصر، يوجد في وجوههم قاسم مشترك، هو العرفان بالجميل للرئيس وللجيش وللشرطة.
ولا ننسى أبطالًا أخفياء.. أنقياء.. لا نعرفهم، ولا يعرفهم أحد حتى أقرب أقربائهم، أبطال رسموا لوحة شرف من روعتها لم يطلع عليها أحد، تضحياتهم وبطولاتهم أجّل من أن يعرفها أحد.. في الخارج البعيد والقريب وفي الداخل العميق.
عاش الرئيس عبد الفتاح السيسي.
عاش الجيش المصري.
عاشت الشرطة المصرية.
عاش الأخفياء الأنقياء.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السيسي مقالات الرئيس السيسي صبرة القاسمي الرئیس عبد الفتاح السیسی الشرق الأوسط وفی کل
إقرأ أيضاً:
برلماني: مصر تصدت بحزم لمحاولات تهجير الفلسطينيين بتوجيهات حاسمة من الرئيس السيسي
أكد النائب الصافي عبد العال عضو مجلس النواب، أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعبت دورًا محوريًا وتاريخيًا في إفشال مخططات تهجير الشعب الفلسطيني، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مشددًا على أن مصر لم تسمح على الإطلاق بتمرير أي سيناريو يمس الثوابت الوطنية والقومية.
وأوضح عبد العال، أن توجيهات الرئيس السيسي كانت واضحة وحاسمة منذ اللحظة الأولى، حيث أعلن ثلاث لاءات لا تقبل التأويل: "لا للتهجير، لا للتوطين، لا لتصفية القضية الفلسطينية"، وهي الرسائل التي شكلت خطًا أحمر أمام كل القوى الدولية والإقليمية التي كانت تراهن على تغيير الواقع الديموغرافي والسياسي في فلسطين.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء جسّد قمة المسؤولية الوطنية، مشيرًا إلى أن القيادة المصرية أكدت أن أمن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وأن سيناء أرض مصرية لا تقبل أن تكون بديلًا لأي جزء من الأرض الفلسطينية.
وأشار الصافي عبد العال، إلى أن الدولة المصرية، وبتوجيهات القيادة السياسية، تحركت دبلوماسيًا بقوة على الصعيدين العربي والدولي، وأجرت اتصالات مكثفة مع قادة العالم، وشاركت في قمم إقليمية ودولية، لنقل الرفض المصري القاطع لمخططات التهجير، مؤكدة أن أي مساعدات تقدم لغزة هي إنسانية بحتة ولا ترتبط بأي مقابل سياسي.
وشدّد نائب الاسكندرية، على أن مصر لم تدافع فقط عن الفلسطينيين، بل عن استقرار المنطقة بالكامل، مؤكدا أن الحل الحقيقي يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي محاولات للقفز على هذا الحق أو فرض حلول بديلة تسقط حق العودة.
واختتم النائب الصافي عبد العال حديثه. مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال حصنًا عربيًا منيعًا، تدافع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي اعتبرتها دومًا قضية العرب المركزية، لافتًا إلى أن التاريخ سيُسجل للرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الدور الوطني العظيم الذي أنقذ الشعب الفلسطيني من نفق التهجير القسري وأعاد التوازن للمنطقة.