هل يقود طارق صالح المعركة القادمة ضد الحوثيين؟.. مباحثات يمنية أمريكية لتعزيز دعم قوات خفر السواحل
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
هل يقود طارق صالح المعركة القادمة ضد الحوثيين؟.. مباحثات يمنية أمريكية لتعزيز دعم قوات خفر السواحل.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
في قلب المعركة المقدسة .. الإسناد اليمني لغزة بين صمت إسلامي مخز وتواطؤ عربي مذل
بينما كانت غزة تُقصف على مدار الساعة، وبيوتها تُهدم فوق رؤوس سكانها، والمساجد تُستهدف دون تمييز، وقف العالم الإسلامي في معظمه صامتًا، مكتفيًا ببيانات تنديد خجولة أو صمت مطبق وصفه كثيرون بالعار التاريخي، لكن من بين هذا الصمت، برز صوت صنعاء مختلفًا، إذ لم يكتف بالموقف السياسي أو الإعلامي، بل تحوّل إلى إسناد ميداني مباشر للمقاومة الفلسطينية، مستهدفًا السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي أو الداعمة له في البحر الأحمر، واستهدافه بالصواريخ والطائرات المسيرة في العمق ، في سابقة أربكت الحسابات الإقليمية والدولية.
يمانيون / تقرير / خاص
في قلب المعركة
منذ الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، أعلن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن غزة وأبناء غزة لن يكونوا وحدهم، معلناً الاستعداد التام للإسناد على كافة المستويات في إطار الواجب الشرعي والإنساني.
وتصاعد موقف الاسناد اليمني، بتنفيذ هجمات نوعية استهدفت سفنًا تجارية وتحركات بحرية في البحر الأحمر وباب المندب، تابعة للعدو الإسرائيلي، ورغم الحصار الطويل والحرب الممتدة منذ سنوات، استطاع القوات المسلحة اليمنية إيصال رسائل نارية، أعادت رسم خارطة الردع في واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم.
استطاعت تلك الهجمات أن تتسبب في إرباك استراتيجي لحركة التجارة العالمية، ودفعت شركات عملاقة لتغيير مساراتها التجارية، وهو ما كبّد إسرائيل وحلفاءها خسائر اقتصادية باهظة.
مأزق التحالف الغربي
أمام فاعلية الهجمات اليمنية، وجدت الولايات المتحدة وبريطانيا نفسيهما مضطرتين إلى التدخل عسكريًا، عبر تشكيل ما سُمّي بتحالف حماية الملاحة، الذي لم يُفلح فعليًا في تحجيم العمليات اليمنية، بل تسبب بتصعيد جديد.
القصف الأمريكي البريطاني على صنعاء وصعدة وموانئ اليمن، لم يُثنِ القوات المسلحة اليمنية عن مواصلة عملياتها، بل دفعها لتوسيع بنك أهدافها، ما جعل اليمن يتحول إلى جبهة مشتعلة متصلة بجغرافيا الصراع في غزة، ومثالًا حيًا على أن معركة فلسطين لم تعد محصورة داخل حدودها الجغرافية.
صمت إسلامي مريب وموقف مخزٍ
في المقابل، لم يُسجَّل أي تحرّك عملي من معظم الدول الإسلامية تجاه المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، فقد غابت الجيوش، وغيّبت المؤسسات الرسمية، واكتفت بعض الأنظمة ببيانات ديبلوماسية ضبابية لا تلامس عمق الجريمة ولا تُشير بوضوح إلى هوية المعتدي.
بل إن دولًا إسلامية كبيرى مثل تركيا وباكستان وإندونيسيا، لم تتجاوز تصريحاتها السقوف الديبلوماسية المعتادة، دون اتخاذ إجراءات ملموسة، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي.
أما بعض الأنظمة العربية، فذهبت إلى حد التطبيع العلني واستقبال مسؤولين إسرائيليين خلال الحرب على غزة، في مشهد فُسّر شعبيًا بأنه تواطؤ سياسي وأخلاقي، وانفصال كامل عن نبض الشارع العربي والإسلامي.
اليمن وصناعة التحول في قواعد الاشتباك
الإسناد اليمني لم يكن مجرد دعم رمزي أو معنوي، بل كان تحديًا مباشرًا للهيمنة الغربية، ورسالة بأن الصراع مع العدو الإسرائيلي لم يعد معزولًا عن محور يمتلك الإرادة والقدرة على التفاعل والرد.
إن ما فعله اليمن، برغم جراحه، هو كسر حالة الجمود، وتجاوز حواجز الجغرافيا والإمكانات، ليؤكد أن فلسطين ليست وحدها، وأن من خارج دائرة الدول الكبرى، يمكن لقوى تملك الإرادة أن تخلق معادلات جديدة.
وقد عبّر قادة المقاومة الفلسطينية أكثر من مرة عن تقديرهم العميق للدور اليمني، مؤكدين أن هذه المواقف تركت أثرًا كبيرًا في الميدان، وفي الروح المعنوية للفلسطينيين تحت القصف والحصار.
ما بين الصمت والخيانة .. من يصنع المعركة؟
في ذكرى طوفان الأقصى، يتكشف المشهد العربي والإسلامي على حقيقته، شعوب تتحرك، وأنظمة تصمت أو تهادن، ومحور مقاومة يواجه منفردًا، لكنه يكسب المعركة بالمعنى الرمزي والاستراتيجي.
الإسناد اليمني لغزة ليس مجرد حدث طارئ في لحظة تاريخية، بل هو تحوّل في منطق المواجهة، ورسالة بأن المعركة المقدسة يمكن أن تجد من يحمل رايتها بصدق، خارج حسابات المصالح والتحالفات.
وفي زمن يتحدث فيه البعض عن التطبيع الواقعي والسلام الإبراهيمي، يأتي اليمن الجريح ليُعيد رسم خارطة الشرف، ويُذكّر الجميع أن القدس لا تُحرر بالبيانات، بل بالمواقف والدماء.