قبل افتتاح مسجدها.. لماذا أحب المصريون السيدة نفسية وكيف خضع لها نهرالنيل؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
السيدة نفسية، جدها الأكبر الحسن بن علي بن أبي طالب ولقبت بنفيسة العلوم ونفيسة الدارين، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤية إلى زوجها قائلاًً له "اترك نفيسة لـ أهل مصر فإن البركات تتنزل عليهم ببركتها".
أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل بيته، وأحب المصريون أهل البيت، ويعتبر حبهم وسطيا وحقيقيا بعيدا عن المغالاة والتشدد، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم “قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى”.
جاءت السيدة نفسية إلى مصر عام 193 هجرية، وأمدت الأمام الشافعي بعلمها وعاونته في مواجهة ما تعرض له من اضطهاد ومحن، كما حفرت قبرها بيدها وختمت فيه القرآن 190 مرة باكية، وحجت 30 مرة.
عندما شح نهر النيل اشتكى لها المصريون فطلبت منهم أن يلقوا بردائها فيه ففاض النيل ببركة الله سبحانه وتعالى وببركة السيدة نفسية الطاهرة، ورؤيا للرسول صلى الله عليه وسلم وراء بقائها ودفنها في مصر بدلا من نقلها إلى البقيع.
السيدة نفسية، هي بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبى طالب، فهي حسينية بمعنى أن جدها الأكبر هو الإمام الحسن ولقبت بنفيسة العلوم لكثرة علومها ومعارفها ولأنها أمدت الإمام الشافعي بعلمها ونفيسة الدارين لأنها عملت للدنيا والآخرة بعلومها ومعارفها والنفيسة الطاهرة الفريدة العفيفة الزاهدة العابدة الساجدة الراكعة، ونفيسة المصريين لأنها كانت تحب أهل مصر، وكانوا يحبونها كل هذه ألقاب للسيدة نفيسة رضى الله عنها، والعلوم التي اكتسبتها السيدة نفيسة هي العلوم التي لا تكتسب عن طريق الاطلاع وإنما التي تكتسب من الله عز وجل كفيض وهبة ومنحة.
كيف جاءت السيدة نفيسة إلى مصر؟السيدة نفيسة ولدت في مكة المكرمة عام 145هـ وجاءت مع عائلتها عام 193 هـ إلى مصر، وقضت السيدة نفيسة في مصر 15 عاما، وجاء الإمام الشافعي إلى مصر عام 198 هجرية، والتقت به في مصر، وعندما جاء الشافعي إلى مصر تعرض إلى محنة مع العلماء فقالوا عليه هذا فقيه جاء من العراق وجاء إلى مصر ويقول إنه فقيه وتعلم العلم ومن تلاميذ الإمام مالك وحدث (وقتها) بينه وبين العلماء مشادات ومناظرات والبعض لجأ إلى اضطهاده، لكن السيدة نفيسة كانت وقتها العون والسند له وكان لها الفضل عليه لأنه تعلم منها كثيرًا.
ما قصة السيدة نفيسة مع نيل مصر؟كان وجود السيدة نفيسة في مصر إيجابيا، فأهل مصر عندما شح عليهم نهر النيل وجف منسوبه جاءوا إليها وقالوا لها إن منسوب النيل انخفض، وما لبثت أن أظهرت كرامة من كراماتها، فخلعت حجابها وطلبت من أهل مصر أن يلقوا به في ماء النيل ففاض النيل ببركة ربنا وببركة نفيسة العلوم، وهذه إضافة إلى أهل مصر الذين تعلقوا تعلقا شديدا بها.
يقصده العوام والخواص والأولياء العلماء والمثقفون ورجال الأعمال مسجد السيدة نفيسة، ويسألون الله ويبتغون الوسيلة ببركة السيدة نفيسة، لأنه ورد أن هذا المكان يستجاب فيه الدعاء.
هل حفرت السيدة نفيسة قبرها بيدها؟عُرف عن السيدة نفيسة حسن عبادتها وعدلها، فيروى أنها لما كانت بالمدينة كانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد، وتروي زينب ابنة أخيها يحيى المتوج “خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامت بليل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعهن إلا الفائزون؟ وكانت تقول: كانت عمتي تحفظ القرآن وتفسره، وكانت تقرأ القرآن وتَبكي”، وقيل أنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف 190 مرة وهي تبكي بكاء شديدا.
منزلة آل البيتلكل آل البيت منزلة كبيرة عند المصريين، لكن تظل السيدة نفيسة في مكانة مختلفة؛ لأنها عاشت 15 عاما بمصر، كما دفنت بها بناء على رغبة المصريين أنفسهم، وهو أمر ليس محل شك على عكس مسجد الحسين، الذي ما زالت الآراء مختلفة حول حقيقة دفن رأس الحسين في المسجد الذي يحمل اسمه.
كانت السيدة نفيسة عالمة وفقيهة وقريبة من المصريين، ولها مواقف كثيرة دعمتهم فيها ضد حكامهم، إضافة لمكانتها التي تحدث عنها الإمام الشافعي، الذي كان يعتبر نفسه أحد تلاميذها، وهي الأسباب التي اجتمعت لتجعل ارتباط المصريين بالمسجد، هو في الأساس لارتباطهم بحفيدة النبي صلى الله عليه وسلم.
سبب دفن السيدة نفيسة في مصروهناك رواية محققة في سبب دفن السيدة نفيسة في مصر، فبعد وفاتها عام 208هجرية، أراد زوجها دفنها بالبقيع في المدينة المنورة، لكن المصريين رفضوا وتجمعوا حول منزلها، ووسطوا الوالي لإقناع زوجها بدفنها في مصر، وجمعوا له أموالا، إلا أن زوجها أصر على نقلها للمدينة، وهو ما قابله المصريون بإصرار أشد على بقائها بينهم، وفي اليوم التالي للوفاة فاجأهم بموافقته على دفنها بمصر، وعندما سُئل عن سبب عدوله عن موقفه، أخبرهم بأنه "رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه وطلب منه أن يرد على المصريين أموالهم وأن يدفنها بينهم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المصريون آل البيت نهر النيل اهل مصر السیدة نفیسة فی مصر صلى الله علیه وسلم إلى مصر أهل مصر
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
اهتمت صحف عالمية بالتطورات المتلاحقة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل تقارير متزايدة تتحدث عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وحاولت مجلة إيكونوميست البريطانية تفسير "أسباب فشل إسرائيل في تحقيق نصر في غزة، في وقت انتصرت فيه على إيران وحزب الله بسرعة ووضوح رغم أن قوتهما أكبر".
وذكرت المجلة في تحليلها أن إسرائيل تعاني من غموض أهدافها في غزة، وباتت عاجزة حتى عن تحديد شكل نهاية الحرب.
ووفق المجلة، فإن الحرب "قد تكون مجرد حلقة أخرى في صراع بين اليهود والفلسطينيين عمره أكثر من قرن، ولن ينتهي بوقف إطلاق نار".
ومنذ بداية الحرب على غزة، رفعت إسرائيل شعار "النصر المطلق" وضرورة تحقيق أهداف الحرب، وهي: القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة الأسرى المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا.
وكثفت فصائل المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة نشر مشاهد مصورة لعملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية شمالي القطاع وجنوبيه، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، قبل أيام، أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا بالقطاع، بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة، منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
بدورها، خصصت لوتون السويسرية افتتاحيتها لمراكز توزيع المساعدات في غزة وما تشهده من قتل دائم للفلسطينيين، مستندة إلى تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن أهم ما يميّز هذا التحقيق أنه منح الكلمة لجنود مارسوا القتل في نقاط التوزيع بشكل ممنهج ومتعمد في غياب أي خطر عليهم، واصفة غزة بأنها أصبحت منطقة "لا قيمة فيها لحياة الناس، وفضاء موازيا لا قانون فيه ولا يهم أحدا".
بدوره، وصف أحمد النجار، وهو كاتب ومؤلف من غزة، تفاصيل قصف إسرائيلي أودى بحياة ابنة أخيه (6 أعوام) وابن أخته (16 عاما) وآخرين في مقال بصحيفة غارديان البريطانية.
إعلانوحسب النجار، فإن جوري وعلي كانا فقط يجلسان في الخارج هربا من حرارة خيمة النزوح، عندما مزقت قذيفة جسديهما إلى نصفين، حقيقة لا مجازا.
ومع ذلك -يضيف الكاتب بحسرة- لم تذكرهما الأخبار، ولم يُغضب موتهما أحدا، ولم تُضأ لهما الشموع.
حرب إسرائيل وإيرانوفي وقت وضعت فيه حرب الصواريخ والمسيّرات بين إسرائيل وإيران أوزارها، قالت لوفيغارو الفرنسية إن حربا أخرى تستمر بينهما في الخفاء، وسمتها "حرب الجواسيس".
ويكشف ما يتسرب من جهازي الشرطة والأمن الداخلي في إسرائيل عن جهود إيرانية حثيثة لتجنيد عملاء واختراق المجتمع الإسرائيلي، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى حملة اعتقالات لشبان إسرائيليين بشبهة التعاون مع إيران.
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت وجود اعتقالات داخل إسرائيل تستهدف مشتبها بتعاونهم مع إيران.
وكشفت الصحيفة عن اعتقال إسرائيلي لدى نزوله بمطار بن غوريون في تل أبيب للاشتباه في تجسسه لمصلحة إيران طوال العام ونصف العام الماضيين، لافتة إلى أن هذا الاعتقال يرفع عدد الموقوفين خلال اليومين الماضيين إلى 6 أشخاص.
وفي ملف آخر، كشفت حربا أوكرانيا وإسرائيل أن التكنولوجيا الدقيقة ضرورية لتحقيق التفوق، لكنه يحتاج أيضا إلى الأدوات القديمة وأبرزها الإنسان، حسب مقال في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
ورأى المقال أن تجارب أوكرانيا وإسرائيل يجب أن تكون جرس إنذار للدول الغربية، إذ إن الحروب المقبلة لا تُحسَم فقط بالتقنيات العلمية، بل بالجيوش التي تعرف استعمال هذه التقنيات والمزج بينها.