واجهت الأسهم العالمية تحديات كبيرة، اليوم الجمعة، إذ أدى خلل كبير في خوادم شركة الأمن السيبراني "كراود سترايك" إلى توقف أنظمة الحاسوب على نطاق واسع، وتعطيل السفر والتداول وخدمات الدعم، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في أسهم التكنولوجيا.

وذكرت وكالة بلومبيرغ أن أسهم شركة "كراود سترايك" انخفضت بنسبة تصل إلى 21% في تداولات ما قبل السوق في الولايات المتحدة الأميركية بعد الإعلان عن أن برنامجها كان يتسبب في تعطل النظام.

وأضافت الوكالة أنه على الرغم من تأكيد الرئيس التنفيذي للشركة أن المشكلة قد تم تحديدها وهي قيد المعالجة، فإن الضرر الذي لحق بثقة المستثمرين كان واضحا.

تأثير ممتد

كما واجهت شركة مايكروسوفت انتكاسة هي الأخرى، إذ انخفضت أسهمها بنسبة 2% في تداول ما قبل السوق بسبب انقطاع الخدمات السحابية، مما أثر على الرحلات الجوية والبنوك في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، أعلنت الشركة لاحقا أن المشكلة قد تم حلها.

أسهم مايكروسوفت انخفضت بنسبة 2% في تداول ما قبل السوق بسبب انقطاع الخدمات السحابية (الفرنسية)

وعلى الرغم من هذه الاضطرابات، تمكنت العقود على "مؤشر ناسداك 100″ و"ستاندرد آند بورز 500" من الثبات، ما عمل على تقليص الخسائر السابقة.

وفي أوروبا، قالت بلومبيرغ إن مؤشر "ستوكس 600" انخفض بنسبة 0.6%، متراجعا لليوم الخامس على التوالي.

وشهدت شركات الطيران الكبرى مثل الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية "ريان" انخفاضا كبيرا، إذ تأخرت الرحلات الجوية أو توقفت، وإضافة إلى ذلك، واجهت مجموعة بورصة لندن مشكلات فنية حالت دون نشر الأخبار، على الرغم من أنها استردت بعض خسائرها لاحقا.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن مؤشر ناسداك للتكنولوجيا شهد انخفاضا بأكثر من 3% هذا الأسبوع، مع تحول المستثمرين من أسهم التكنولوجيا الكبيرة إلى الشركات الصغرى. وقد أفاد هذا التناوب "مؤشر راسل 2000″، الذي ارتفع بنسبة 2.3% خلال الفترة نفسها.

وأشار راجيف دي ميلو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "غاما أسيت مانجمنت" في حديث لبلومبيرغ، إلى أن خسائر السوق الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي من غير المرجح أن تكون طويلة الأمد.

وقال دي ميلو "يمكن للمستثمرين الاستفادة من عمليات البيع هذه، خاصة في التعاملات الصيفية ذات السيولة المنخفضة، ويوم الجمعة، لشراء المخاطر". وأشار أيضا إلى أن التناوب في قطاع الأسهم قد يستمر لبعض الوقت.

شعار شركة كراود سترايك (مواقع التواصل الاجتماعي)

وقال إليوت هنتوف، رئيس قسم أبحاث السياسات الكلية في شركة "ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز" في حديث لبلومبيرغ إن حالات الفشل نتجت عن مشكلات تتعلق ببرنامج الأمن السيبراني التابع لشركة "كراود سترايك" والخدمات السحابية من مايكروسوفت.

كما أثرت على ديناميكيات السوق التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي في سبتمبر/أيلول، إلى جانب ارتفاع مطالبات البطالة وإمكانية اتباع المزيد من السياسات الحمائية في حال تولي دونالد ترامب رئاسة أميركا.

ماذا تعرف عن "كراود سترايك"؟

وكراود سترايك هي شركة رائدة في مجال الأمن السيبراني تشتهر بمنصة حماية نقاط النهاية السحابية الخاصة بها والمسماة "فالكون"، وهي منصة توفر معلومات استباقية للتهديدات التكنولوجية، كما تعمل في إنتاج برامج مكافحة الفيروسات.

تأسست الشركة عام 2011 على يد كل من جورج كورتز وديمتري ألبيروفيتش وغريغ مارستون، وتعمل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمنع التهديدات السيبرانية المتطورة واكتشافها والاستجابة لها، مما يوفر للشركات حلولا أمنية شاملة.

يقع مقرها الرئيسي في سانيفيل بولاية كاليفورنيا الأميركية، ويشتغل فيها نحو 6 آلاف موظف، وبلغ صافي إيراداتها للعام المالي 2023 ما قدره 2.241 مليار دولار، وفقا لموقع "ياهو فاينانس"، كما بلغت القيمة السوقية للشركة في يوليو/تموز 2024 حوالي 33 مليار دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کراود سترایک

إقرأ أيضاً:

كيف تقود HMD عودة الهواتف الأساسية عالمياً

تشهد سوق الهواتف المحمولة تحولًا متسارعًا يعيد الهواتف الأساسية إلى الواجهة، ليس بوصفها أجهزة من زمن مضى، بل كأدوات أصبحت ضرورة حياتية لمستخدمين يبحثون عن اتصال موثوق وخالٍ من المشتتات في زمن طغت فيه الشاشات على تفاصيل اليوم.

وتتصدّر HMD، الشركة الأوروبية المطوّرة لهواتف نوكيا، هذا التحول العالمي من خلال إعادة تقديم الهواتف الأساسية بأسلوب يناسب احتياجات العصر، وبتصاميم تجمع بين البساطة، والاعتمادية، والوظائف اليومية الضرورية.

تقنية بأقل قدر من التشتيت

تشير بيانات وتقارير CNN إلى أن حركة “الاستخدام الرقمي المتزن” تنمو عالميًا، حيث يبحث المستخدمون — ومن بينهم جيل الشباب — عن خيارات تتيح لهم البقاء على اتصال دون الغرق في دوامة التطبيقات والتنبيهات المستمرة.

وفي هذا السياق، حققت أجهزة HMD Skyline وHMD Touch 4G حضورًا قويًا بفضل تركيزها على الوظائف الأساسية مثل المكالمات والرسائل والموسيقى، مع ميزات تساعد على الحد من التشتت الرقمي مثل أوضاع تقليل الإشعارات وإدارة الوقت على الجهاز.

كما حظي الإصدار الخاص HMD Barbie Phone باهتمام عالمي خلال 2024، ليعيد تقديم الهواتف القابلة للطي بلمسة عصرية ترتبط بالهوية الشخصية للمستخدمين بدلًا من الضغوط الرقمية المعتادة.

اتجاه عالمي مدعوم بالتقارير

وفقًا لتقارير CNN، ما تزال الهواتف الأساسية تمثل نحو 15% من مبيعات الهواتف حول العالم — أي نحو 210 ملايين جهاز سنويًا — مع ارتفاع ملحوظ في أسواق الخليج التي تتجه نحو تعزيز الصحة الرقمية وتقليل الاعتماد على الشاشات.

وتعكس هذه المؤشرات رغبة واضحة لدى المستخدمين في إعادة النظر في علاقتهم مع التكنولوجيا، سواء من خلال توفير هاتف أول آمن للأطفال، أو عبر اعتماد أسلوب “الجهازين” لدى المهنيين الذين يفصلون بين العمل ووقتهم الشخصي.

قيمة تعتمد على الإرث… وتخدم الحاضر

ورغم دخول شركات منافسة إلى سوق الأجهزة البسيطة، تبقى قوة HMD في مزيج يجمع بين إرث هواتف نوكيا المتينة وبين تصاميم حديثة تلائم متطلبات اليوم. فقد أعادت الشركة إطلاق أجهزة كلاسيكية مثل Nokia 2660 Flip وNokia 3210 (إصدار 2024) التي حققت مبيعات لافتة في عدة أسواق.

عودة مدروسة… ومستقبل يعيد تعريف علاقتنا بالهاتف

يصف خبراء التقنية هذا التوجه بـ“البساطة الذكية”، وهي مرحلة جديدة لا تقاس فيها قيمة الهاتف بعدد الميزات، بل بقدرته على تعزيز جودة حياة المستخدم.
وتؤكد HMD أن هدفها ليس زيادة درجة الاتصال، بل تحسين نوعيته، وتقديم أجهزة تساعد الناس على استعادة تركيزهم ووقتهم، دون التخلي عن احتياجاتهم الأساسية


مقالات مشابهة

  • تراجع جماعي للأسواق الأوروبية بفعل التوترات الروسية الأوكرانية وتحذيرات الناتو
  • الأسهم العالمية تصل إلى مستويات قياسية بعد خفض الفائدة الأميركية
  • كيف تقود HMD عودة الهواتف الأساسية عالمياً
  • البورصة المصرية تختتم جلسة اليوم الخميس على تراجع جماعي
  • بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض بنسبة 0.21%
  • أسهم أوروبا تنخفض والآسيوية تتباين بضغط من تراجع أسهم شركات التكنولوجيا
  • أسهم أوراكل تتراجع ومخاوف الفقاعة تعود وتضغط على قطاع التكنولوجيا الأوسع نطاقا
  • تراجع واسع في أسهم آسيا بقيادة التكنولوجيا رغم خفض الفيدرالي للفائدة
  • ماذا فعلت البورصة المصرية خلال جلسة الأربعاء ؟
  • تراجع المؤشر الرئيس للنشاط الاقتصادي في أمريكا خلال سبتمبر