في ظلال #طوفان_الأقصى “93”

الردُ الفلسطيني الفاعل على قرارِ #الكنيست الإسرائيلي الباطل

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لم يكن قرارهم صادماً للفلسطينيين ولا مفاجئاً لهم، ولم يشكل تطوراً سلبياً أو إشارةً غير إيجابية، ولم يعرض المشروع الفلسطيني العتيد للخطر أو يجهض حلمهم بالمستقبل، ولا يرى عموم الفلسطينيين أن له قيمة أو أثراً، فهو قرار سلطة احتلالٍ لا يختلف عن غيره من القرارات العسكرية والقوانين غير الشرعية التي اعتاد إصدارها، وقد كانوا يتوقعونه من كنيستٍ تحكمه أغلبية متطرفة، وتقوده مجموعاتٌ يمينيةٌ متشددة، ويطغى عليه غلاةُ المستوطنين والضالون باسم الدين، ويسيره رئيسُ حكومةٍ يرتبط مصيره به، وينعقد أمله في استمرار دورته وتأييده له، لئلا يحجب الثقة عنه ويسقطه وحكومته.

مقالات ذات صلة العنف والدين 2024/07/22

وهو قرارٌ لا يعنيهم أصلاً ولا يلقون له بالاً، إذ لا يؤثر على حقهم، ولا يبدل قناعاتهم، ولا يفرض نفسه على تطلعاتهم، ولا يستطيع أن يغير سنن الكون ولا جدليات التاريخ، ولا يظن المتطرفون المستعلون، المتشددون المغرورون، الثائرون كالثيران، والمتخبطون كالسكارى، أنهم يستطيعون شطب التاريخ، والانقلاب على سننه، وفرض خرافاتهم عليه، وإجبار العالم على القبول بهم والاستسلام لهم.

فالفلسطينيون هم أصحاب الأرض وأهل البلاد الأصليين والتاريخ على حقهم يشهد، وهم اليوم يفرضون بالمقاومة والصمود واقعهم، ويثبتون أنفسهم، ويصرون على حقهم، ولن تقوى جهةٌ أياً كانت قوتها على تجريدهم من حلمهم، أو حرمانهم من حقهم، ومنعهم من استعادة وطنهم وتأسيس دولتهم الحرة المستقلة، على كامل ترابهم الوطني، وعودة أهلها إليها من شتاتهم ومخيمات لجوئهم.

لكن عدم الاكتراث بالقرار لا يكفي، والاستهزاء به لا ينفع، والاستخفاف به لا يفيد، والادعاء بأنه لا يغير الواقع ولا يبدل الحقائق قد يضر بنا، ويوقعنا في دائرة الغرور التي تسقط صاحبها وتودي به، وإنما الذي يفيد وينفع أن نواجه القرار الإسرائيلي غير الشرعي، بقراراتٍ وطنيةٍ فلسطينيةٍ، تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني كله، وتحفظ حقوقه، وتصون أمانته، ولا تفرط في حقوق أجياله ولا في إرث أجداده، وتؤسس لمستقبل الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، فهو يستحق بما قدم، ويستأهل بما ضحى أن يستعيد وطنه، ويسترجع حقوقه، ويعوض شعبه عما أصابه ولحق به.

لعل المطلوب اليوم أكثر من أي يومٍ مضى، من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي تدعي أنها الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني، وأنها تمثل الفلسطينيين جميعاً بكل فئاتهم وانتماءاتهم وطوائفهم، أن ترد على قرار الكنيست الإسرائيلي، الذي هو أعلى هيئة تشريعية في الكيان، بقرارٍ من أعلى هيئة قيادية للشعب الفلسطيني، من لجنتها التنفيذية ورئيسها، ومن مجلسها الوطني والمركزي، تسحب فيه اعترافها بالكيان الصهيوني، وتلغي اتفاقية أوسلو التي أسست لهذا القرار وسهلت إصداره، وتعيد تصنيف الكيان الصهيوني بأنه كيانٌ عنصري احتلالي استئصالي استيطاني، وأنه عدوٌ للشعب الفلسطيني، يقتلهم ويحتل أرضهم، ويصادر حقوقهم ويستولي على ممتلكاتهم، ويهدم بيوتهم ويطردهم من ديارهم، وأن مقاومته بكل أشكال المقاومة والنضال واجبٌ شرعي ووطني، وهو حقٌ تكفله القوانين والشرائع الدولية.

كما ينبغي على قادة الشعب الفلسطيني، قوىً وحركات ومنظمات وجبهاتٍ وفعالياتٍ وسلطة، أن تتقي الله سبحانه وتعالى في شعبها، وأن تكون صادقة معه ومخلصةً له، وألا تغدر به أو تخونه، أو تفرط في حقوقه وتتخلى عن أي جزءٍ من وطنه، وأن تتداعى إلى لقاءٍ وطنيٍ جامعٍ ومسؤول، على قاعدة الثوابت الوطنية، والبرامج المشتركة، والميثاق الأول، وأن تغلق على نفسها الأبواب، وتمنع أي طرفٍ من الخروج قبل الاتفاق، وأن تحول دون الخروج عن الإجماع الوطني، أو شق الصف الوطني برأيٍ يضر بالشعب الفلسطيني ويخالف ثوابته، وأن تتفق كلمتها وتتحد إرادتها في إطارٍ وطنيٍ واحدٍ، هو منظمة التحرير الأولى التي تضم الجميع، وتعبر عن الكل، وتنطق باسم الشعب وتمثله، ولكن بعد استعادة ميثاقها، وصيانة مؤسساتها، والتحاق الكل الوطني بها.

قرار الكنيست الإسرائيلي برفض الدولة الفلسطينية، هو إعلان نعيٍ واضحٍ وصريحٍ بموت مشروع حل الدولتين، وإن كان هذا النعي معروفاً سابقاً، لكن كنيست العدو يجدده اليوم ويلقي به في وجه المراهنين عليه والمتأملين فيه، الأمر الذي يفرض على كل المراهنين على حل الدولتين مواجهة الحقيقة، والاعتراف بالواقع، والكف عن خداع الشعب الفلسطيني وزرع الوهم في وعيه، والعودة إلى خيارات الشعب الفلسطيني الأصيلة، وإلا فإنهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الأوبة والتوبة والعودة إلى الشعب وثوابته التي قاتل في سبيلها، وضحى من أجلها، وهذا شرفٌ لهم يرفع قدرهم ويخلد ذكرهم، ويحققون به ما عجزوا عن تحقيقه سنين طويلة، وقد أثبت شعبهم أنه أصدق وأصبر، وأوعى وأفهم، وأدرى وأذرب.

أو التنحي والاستقالة، والنأي بالنفس عن كل منصبٍ ومركزٍ يخص الشعب، وتؤثر قراراته عليه وعلى مستقبله وأجياله في أرضه ووطنه، وليتركوا لهذا الشعب الذي اعتلوا ظهره عقوداً، وتحدثوا باسمه طويلاً، وشهدوا على مذابحه كثيراً، وأنتجوا الفشل تلو الفشل مراراً، واستمروا في مناصبهم بدعوى أنهم الأفضل والأقدر، وأنهم القيادة الملهمة الحكيمة الرشيدة.

ليتركوه يقرر مصيره بنفسه، ويختار قيادته بإرادته الحرة، ويغير الوجوه التي فقدت رصيدها وخسرت احترامها، ويستبدلها بآخرين صدقوا وضحوا، وأعطوا وأخلصوا، وليكفوا عن تضييع وقته، والاستخفاف بحقوقه والمقامرة بممتلكاته، ولينهوا مهزلة الحوارات واللقاءات التافهة التي أصبحت بلا معنى ولا قيمة، اللهم إلا السياحة والتجوال، والمكافئات والمشتريات، والتنقل بين العواصم والبلدان، بلا نتائج مرجوة، ولا قراراتٍ مسؤولة، أو خواتيم إيجابية مأمولة.

بيروت في 22/7/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الكنيست الکنیست الإسرائیلی الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

16 مسيرة حاشدة في مأرب تأكيدا على النفير لنصرة الأقصى والشعب الفلسطيني

الثورة نت/..

شهدت محافظة مأرب  نصرة ووفاءً لرسول الله صلوات الله عليه وآله ونصرة للأقصى وغزة، تحت شعار “لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان”.

وأُقيمت بساحة الجوبة مسيرة حاشدة لأبناء المربع الجنوبي، ردد المشاركون خلالها هتافات منددة باستمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتدنيس الأقصى الشريف من قبل قطعان الصهاينة المستوطنين.

وفي مديرية مجزر خرج أبناء المربع الشمالي في مسيرة حاشدة، أكد المشاركون فيها الجاهزية القتالية والنفير العام والتعبئة الشاملة لمواجهة العدو الصهيوني، واستهدافه بالمسيرات والصواريخ المجنحة وكل أشكال الاستهداف لإجباره على وقف عدوانه على غزة.

كما خرج أبناء مديرية صرواح في مسيرتين بساحتي سوق صرواح والمحجزة، جددّوا خلالها العهد والولاء والوفاء لرسول الله محمد صلوات الله عليه وآله بالسير على نهجه في نصرة المستضعفين والمقدسات الإسلامية، دون تراجع أو تخاذل أو تهاون مهما كانت التضحيات.

ونظم أبناء مديرية حريب القراميش، مسيرات بساحات باب حرة وشجاع والحزم وحرة واللواء وساحة الإمام علي، حثوا أبناء الشعب الفلسطيني على الصبر والثبات على الحق والجهاد في سبيل الله.

وخرج أبناء مديرية بدبدة في مسيرتين بساحتي التضامن والجريداء، دعوا فيها شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك نصرة للشعب الفلسطيني والدين والمقدسات الإسلامية ووقف المأساة الإنسانية في قطاع غزة.

وباركت الجماهير المحتشدة في ساحات قانية والعمود وجبل مراد ورحبة، العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية ونجاحها في فرض حصار جوي وبحري على كيان العدو.

وأكدت أن استهداف العدو الصهيوني للمرافق والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية لن يثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت في نصرة غزة.

وجدّد بيان صادر عن المسيرات الحاشدة، العهد والوفاء والولاء لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله، بأن الشعب اليمني لن يكتفي أمام إساءة اليهود المتكررة للنبي الكريم ولمسراه الأقصى الشريف ببيانات الإدانة، بل الرد بالنفير والخروج المليوني.

ودعا الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك مع أحفاد الأنصار في ذلك كلاً بما يستطيع، فلا أحد منهم أقل قدرة وأسوأ حالاً من غزة التي تقاوم أعتى إمبراطوريات الشر مدعومة بلا حدود من أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم ولم تستسلم.

وخاطب البيان، العدو الصهيوني المجرم “إن أفشل فكرة خطرت أو تخطر على بالك هو أنك ستتمكن من دفعنا للتراجع أو التوقف أو التنصل عن موقفنا الإنساني والإيماني والجهادي المساند لغزة مهما فعلت ولك في الأمريكي وهزيمته درس وعبرة”.

ودعا أبطال القوات المسلحة إلى تصعيد عملياتها ضد الكيان الصهيوني ما دامت غزة تحت العدوان والحصار .. مضيفًا “اضربوهم دون رحمة، واعملوا على تطوير قدراتكم، وتوسيع عملياتكم، والله معكم، ويعلمكم، وينصركم، ويسدد ضرباتكم، ونحن معكم بكل ما نملك”.

كما خاطب البيان الأشقاء في غزة وفلسطين بالقول “اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله، ولن يضيع الله صبركم وجهادكم؛ بل سيمن عليكم بالنصر القريب بإذنه تعالى ونحن معكم، ولن نترككم فجراحكم جراحنا، ودمكم دمنا، وأطفالكم أطفالنا، وبيوتكم بيوتنا، ونصركم المحتوم نصرنا، وما النصر إلا من عند الله”.

مقالات مشابهة

  • الهيئة النسائية في حجة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • «الوطني الفلسطيني» يثمن موقف مصر في التصدي لمخطط التهجير
  • مسيرة مليونية بالعاصمة صنعاء في يوم النفير والنصرة للمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني
  • 16 مسيرة حاشدة في مأرب تأكيدا على النفير لنصرة الأقصى والشعب الفلسطيني
  • تراجعه بدقة.. حماس تلقت الرد الإسرائيلي على مقترح ويتكوف
  • قيادي بحماس: الحركة تدرس بكل مسؤولية وطنية الرد على مقترح المبعوث الأمريكي
  • قيادي في “حماس”: الحركة تدرس بكل مسؤولية وطنية الرد على مقترح المبعوث الأمريكي
  • وقفة نسائية في الحديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • أحزاب إيطالية تنظم مظاهرة في روما الشهر المقبل تظامنا مع الشعب الفلسطيني
  • الأردن: إسرائيل تمعن في التعدي على حق الشعب الفلسطيني