نحو إستراتيجية وطنية لتعزيز الهوية العُمانية
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
"المعتاد الذي درجت عليه الأحوال أن التربية العُمانية ترفض بطبعها كل عدوان على المواطن أو الوافد بسبب خلاف فكري أو مذهبي. وأن على الآباء ومؤسسات المجتمع أن يُحسِنوا التربية والتوجيه وغرس مبادئ العقيدة الصحيحة التي تعظم حرمات الإنسان، وأن يتعاون الجميع على تعزيز المودة والوئام" - سماحة الشيخ أحمد بن محمد الخليلي
------
بداية.
ومن الطَّبيعي أن تكون لكل حادثة دروس وعبر مهما كانت جسامتها، وبلا شك أنها لن تمر مرور الكرام وتعتبر حادثة نشاز، أو محض صدفة للجهات المختصة؛ سواء كانت الأمنية منها أو التربوية، أو تلك التي تُعنى بتعزيز الهوية العُمانية، وجعل حب الوطن فعلًا لا قولا، وانتماءنا متجذر لا شعارات براقة تُقال ويهتف بها.
ومن الضروري هنا معرفة مكامن الخطر وأساليب النفاذ لحماية أبنائنا من هكذا ملوثات عقلية؛ فالمجتمع العماني عرف عنه منذ الأزل أنه محيط متماسك كالبنيان المرصوص، وتميز بأنه مجتمع بعيد عن النعرات الطائفية والمذهبية والمشاكل السياسية، متمسك بدينه وبالعادات والتقاليد والقيم الأصيلة.
آن الأوان لصنع وتبنِّي إستراتيجية وطنية لتعزيز الهوية العُمانية، وترسيخها لدى النشء منذ الصغر عبر المدارس والملتقيات الصيفية وعبر الجامعات والكليات والمؤتمرات، بل وحتى لدى الكبار من الرجال والنساء عبر محاضرات وندوات توعوية في الأندية الرياضية والجمعيات النسائية، كما أنَّ للمساجد دورها الريادي في إطار نشر الوعي بأهمية الوطنية؛ وذلك من خلال خطب الجمعة ومحاضرات ودروس المساجد يرافق ذلك حملة إعلامية مُكثفة عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي الحكومي والخاص والاستعانة بنشطاء التواصل الاجتماعي للقيام بدورهم الوطني؛ كونهم يملكون قاعدة متابعين كبيرة.
ومما لا شك فيه أنَّ النسيج العماني عرف منذ الأزل بتماسكه وتسامحه والانسجام بين سكانه وشعائره المختلفة، وتعزيز الهوية العُمانية يبدأ من الأسرة حين يتشرب الأبناء الوطنية منذ الصغر من خلال تلقينهم النشيد الوطني معني وفهما، وتبيان دلالة علم بلادهم وتاريخها التليد، كما أنَّ من الضروري كذلك تعريف الأبناء بما لديهم من حقوق وعليهم من واجبات تجاه الوطن، وكيف يذودون ويكدحون من أجل تراب وطنهم الغالي.
في هذا العصر التقني، أصبح لا يخلو منزل من جهاز حاسوب بكافة أنواعه ومسمياته، بل بات الهاتف النقال بين يدي الصغار قبل الكبار، ونحن في عصر العولمة التي باتت فيها المعلومات والبيانات تتدفق بشكل غزير مما يشكل تهديدا حقيقيا على الأجيال القادمة، خصوصا لدى مواجهة أفكار بعض الثقافات المستوردة ذات الجانب المظلم والفكر الضال. ومن هنا، على الجميع التكاتف من الأسرة إلى المجتمع المدني بكل أطيافه والابتعاد عن الصدام وتقبل الحوار البناء والنقد الهادف لتعزيز قيم المواطنة، والتأكيد على أن الانتماء الوطني هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها نهضة الأوطان .
تعزيز الهوية العُمانية مسؤولية الجميع على هذا الوطن المعطاء، ويجب علينا جميعا أن نجعل عُمان كما كانت ولا تزال بلد السلام وقطر الوئام ومسرى الأمن والأمان.. حفظ الله عُمان من شر الأخطار، ورد عنها كيد الكائدين ودسائس الحاسدين والفاسدين، وجعلها يا رب تنعم بالسكينة والاستقرار.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"الغرفة": 15 علامة تجارية عُمانية تشارك في "معرض الامتيازات العراقية"
مسقط- الرؤية
تشارك غرفة تجارة وصناعة عُمان ممثلة في مركز الامتياز التجاري في معرض الامتيازات العراقية بنسخته الثانية، خلال الفترة من 28 ولغاية 30 مايو الجاري في معرض بغداد الدولي بجمهورية العراق الشقيقية، برئاسة المهندس حمود بن سالم السعدي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ورئيس لجنة مركز الامتياز التجاري، وبمشاركة 15 علامة تجارية عُمانية.
وقد شارك في افتتاح المعرض مالك خلف وادي مدير عام دائرة تطوير القطاع الخاص بوزارة التجارة العراقية، وسعادة السفير الشيخ محمود بن مهنا الخروصي القائم بأعمال سفارة سلطنة عُمان في جمهورية العراق.
وشهد المعرض في يومه الأول توقيع اتفاقيتين منح امتياز تجاري، الاتفاقية الأولى وقعها محمد صغير قاسم المعمري صاحب العلامة التجارية "الأخوة للفضيات"، أما الاتفاقية الثانية وقعها عيسى بن صالح الأغبري صاحب العلامة التجارية العُمانية "سفن فرايز".
وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود الغرفة لتعزيز حضور العلامات التجارية العُمانية في الأسواق الإقليمية والعالمية، وفتح آفاق واعدة للتعاون التجاري والاستثماري، لاسيما في قطاع الامتياز التجاري الذي يشهد نموا متسارعا في جمهورية العراق. وضم جناح الغرفة المشارك في المعرض أكثر من 15 علامة تجارية عُمانية رائدة في السوق العُماني، تسعى إلى استكشاف فرص منح الامتياز التجاري والدخول إلى السوق العراقي.
وتولي الغرفة اهتماما كبيرا بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب الأعمال، حيث تسعى من خلال مبادراتها إلى دعم العلامات التجارية العُمانية وتمكينها من المنافسة إقليميا ودوليا، والأخذ بيد رواد الأعمال للتوسع والوصول إلى العالمية.
وألقى المهندس حمود بن سالم السعدي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ورئيس لجنة مركز الامتياز التجاري كلمة خلال افتتاح فعاليات المعرض، قال فيها إن المشاركة في معرض الامتيازات العراقية تأتي انسجاما مع التوجهات الاستراتيجية للغرفة الرامية إلى تحسين بيئة الأعمال، وتعزيز التنويع الاقتصادي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، التي تركز على تنويع مصادر الدخل، وتشجيع الاستثمار، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توسيع حضور المنتجات والخدمات العُمانية في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأضاف: "نؤمن بأن السوق العراقي يشهد تحولا اقتصاديا ملحوظا تقوده مبادرات نشطة من القطاع الخاص، ويعد المعرض فرصة حقيقية لخلق شراكات استراتيجية من خلال جمع العلامات التجارية والمستثمرين في بيئة واحدة محفزة للتبادل التجاري والتعاون والاستثمار"، مشيرا إلى مركز الامتياز التجاري يسعى إلى دعم أصحاب العلامات التجارية العُمانية وتمكينهم من التوسع إقليميا عبر منح الامتياز التجاري، والتواصل مع شركاء جدد في الأسواق الخارجية. وتابع بالقول إن هذه الفعاليات تمثل فرصا واعدة لنقل التجارب الناجحة، وبناء شراكات تجارية جديدة تسهم في تطوير قطاع الامتياز التجاري.
وأكد المهندس حمود السعدي، أهمية تسجيل العلامات التجارية العُمانية خارج سلطنة عُمان، باعتباره عنصرا أساسيا لحماية الملكية الفكرية، وضمان استدامة الاستثمارات، وبناء الثقة مع الشركاء التجاريين في الأسواق الدولية.
وقالت نصرة بنت سلطان الحبسية المديرة العامة للتجارة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وعضو لجنة الامتياز التجاري بغرفة تجارة وصناعة عُمان: "في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها سلطنة عُمان لتعزيز حضورها الاقتصادي في المحافل الإقليمية والدولية، ودعم ريادة الأعمال وترويج العلامات التجارية الوطنية، تأتي مشاركة العلامات التجارية العُمانية في معرض الامتيازات العراقيّة الثاني تأكيدًا على هذا التوجه الاستراتيجي بتنظيم من غرفة تجارة وصناعة عُمان ممثلة في لجنة الامتياز التجاري".
وأضافت أنه من منطلق دور وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار كمنظم ومشرع للقطاع التجاري، فإننا نحرص على تهيئة بيئة قانونية محفزة وآمنة، تمكن رواد الأعمال العُمانيين من الانطلاق بثقة نحو الأسواق الإقليمية والدولية، مع توفير الممكنات والتشريعات التي تدعم نمو العلامة التجارية العُمانية. وأكدت الحبسية أن هذه المشاركة تأتي كفرصة استراتيجية لاستعراض جودة المنتج العُماني وتميز هويته التجارية، والتأكيد على قدرة العلامات الوطنية على المنافسة في المحافل الدولية. وأوضحت أن الوزارة تؤمن بأن المشاركة في المعارض الدولية تعد إحدى النوافذ المهمة للترويج للمنتج العُماني، مشيرة إلى مواصلة العمل على تمكين العلامات الوطنية من التوسع خارجيا من خلال برامج دعم متخصصة، وتسهيلات قانونية، وشراكات مثمرة محليا ودوليا.
من جانبه، تحدث عبدالله بن حمود المحروقي مؤسس شركة "تشين"، عن الحملة التسويقية التي تنفذها الشركة بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان للترويج للعلامات التجارية العُمانية، مؤكدا أن المشاركة في معرض الامتيازات العراقي تمثل فرصة واعدة لدعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من خلال تمكينهم من التوسع عبر نظام الامتياز التجاري في السوق العراقي. وأشار المحروقي إلى أهمية هذا المعرض في فتح آفاق جديدة لأصحاب العلامات التجارية العُمانية، بما في ذلك عقد شراكات استراتيجية، وتبادل الخبرات، والتعرف عن قرب على السوق العراقي، إلى جانب الاطلاع على التجارب الناجحة والعلامات التجارية العالمية المشاركة في المعرض.
وتحدث محمد آل إسماعيل، مؤسس العلامة التجارية "دار الكنافة"، عن أهمية المشاركة في معرض الامتيازات التجارية، مؤكدا أن المعرض يمثل فرصة قيمة للتعريف بالعلامة والترويج لها على نطاق إقليمي، واستكشاف فرص التوسع من خلال منح الامتياز التجاري في الأسواق الخارجية، خصوصا السوق العراقي الواعد. وأضاف: "نسعى من خلال هذه المشاركة إلى بناء شراكات استراتيجية، وتعزيز حضورنا في المنطقة، ونقل تجربتنا في قطاع الحلويات الشرقية إلى أسواق جديدة تسهم في نمو أعمالنا وتوسع علامتنا التجارية".
وقال سامي بن محمد المجيني مؤسس العلامة التجارية "ملك البيتزا"، إن مشاركة العلامة في معرض الامتيازات العراقية تهدف إلى تعزيز حضورها في الأسواق الإقليمية، واستكشاف فرص التوسع عبر منح الامتياز التجاري لشركاء محتملين. وأضاف: أن المشاركة تشكل فرصة لعرض جودة منتجات "ملك البيتزا" والنموذج التشغيلي الناجح الذي تتبعه العلامة أمام المستثمرين ورواد الأعمال الباحثين عن فرص استثمارية واعدة.
وقال محمد صغير قاسم المعمري، مدير عام شركة "الأخوة للفضيات" لفروع سلطنة عُمان: إن مشاركة الشركة في معرض الامتيازات العراقية تأتي بهدف تعزيز التجارة، والترويج للاستثمار، وتوسيع نطاق الامتياز التجاري "الفرنشايز" في السوق العراقي. وأضاف: كما نسعى من المشاركة إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع عدد من الشركات في جمهورية العراق، من بينها شركاء تجاريون محتملون يحملون أسماء تجارية قائمة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع الشركات التي سبق التعاون معها، والتواصل مع مندوبي الشركة المتواجدين في العراق.
ويُعد معرض الامتيازات العراقية من أبرز الفعاليات التي بين رواد الأعمال والمستثمرين وشركات الامتياز التجاري والوكالات المحلية والدولية، بهدف منح فرص استثنائية للتوسع والنمو في بيئة تجارية تنافسية في السوق العراقي. ويوفر المعرض فرصة لاستكشاف أسواق جديدة، مما يساعد الشركات على زيادة مبيعاتها وتوسيع قاعدة عملائها، كما يتيح المعرض تفاعلا مباشرا بين العلامات التجارية المشاركة وزوار المعرض، مما يسهم في تعريف الزوار بالمنتجات والخدمات المقدمة، وتعزيز الوعي بالعلامات التجارية.
ويهدف المعرض إلى ربط الامتيازات المحلية والدولية بالمستثمرين، بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوسيع نطاق الأعمال، كما يسعى المعرض إلى تسهيل التواصل وبناء العلاقات المهنية واستكشاف الفرص التسويقية الواعدة بما يمكن المشاركين من دخول أسواق جديدة وتحليل الاتجاهات الحالية لدعم استراتيجياتهم المستقبلية، ويسهم المعرض أيضا في تعزيز الحضور التجاري على المستويين المحلي والدولي، من خلال فتح المجال للقاءات المباشرة بين الشركات والعملاء والمستثمرين والشركاء المحتملين، بهدف إنشاء شراكات تجارية مثمرة ومستدامة.