يثير الغموض حول تمويل "مؤسسة غزة الإنسانية" تساؤلات في إسرائيل، وسط تكتم رسمي واتهامات من معارضين، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية بالقطاع وتفشل الخطط الجديدة في احتواء المجاعة. اعلان

تُثير "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تأسست مؤخراً وتُشرف على توزيع مساعدات في قطاع غزة، موجة تساؤلات داخل إسرائيل بشأن الجهة التي تموّل عملياتها، في ظل غياب أي شفافية حول مصادر تمويلها أو آليات عملها.

ورغم الدعم المعلن للمؤسسة من قبل أطراف أميركية وإسرائيلية، إلا أن الغموض يلفّ هويتها وطريقة إدارتها، ما دفع صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى وصف الملف بأنه "لغز يحير شركات التسويق الكبرى في إسرائيل".

وتُقدَّر عمليات المؤسسة بعشرات ملايين الدولارات شهرياً، وتشير صور المساعدات المُوزعة حديثاً إلى أن محتوياتها مصدرها شركات إسرائيلية، ما يعزز الشكوك حول تمويل حكومي مباشر أو غير مباشر.

وبحسب الصحيفة، تُدار المبادرة من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، وهي شركة أميركية مسجلة في جنيف – سويسرا، وتنفذ العمليات اللوجستية عبر شركة "سيف ريتش سوليوشنز" (SRS) الأميركية. غير أن مصادر إسرائيلية أكدت عجزها عن التواصل مع الشركة الأميركية، فيما صرّح أحد التنفيذيين في شركة إسرائيلية كبرى بأن ممثلين عن GHF أعربوا عن نيتهم تكليف شركته بإدارة توزيع الغذاء إلى غزة، لكنهم لم يمتلكوا التمويل اللازم للبدء.

وقدّرت المؤسسة تكلفة الوجبة الواحدة بـ1.30 دولار، وتهدف لإطعام 1.2 مليون شخص، ما يرفع قيمة المشروع الشهرية إلى نحو 143 مليون دولار. وتشمل التكاليف المستلزمات الغذائية، ومواد النظافة، والإمدادات الطبية، إضافة إلى مصاريف التعبئة والنقل، ما يجعل القيمة الحقيقية أعلى بكثير، وفق الصحيفة.

Relatedما هي بنود وقف إطلاق النار المحتمل في غزة؟اليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو جُرحوا في غزة منذ 7 أكتوبر... والأهوال تتجاوز الوصفتصعيد دامٍ في غزة: عشرات القتلى والجرحى وأوامر إخلاء جديدةصمت رسمي

في المقابل، رفضت وزارتا الدفاع والمالية الإسرائيليتان، إضافة إلى الخارجية الأميركية، الإفصاح عن أي معلومات تتعلق بتمويل المشروع، أو تقديم ضمانات مالية لتغطية المساعدات، الأمر الذي عمّق الشكوك داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية.

زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الدفاع الأسبق، أفيغدور ليبرمان، ذهب أبعد من ذلك، قائلاً في منشور على منصة "إكس" إن "أموال المساعدات تأتي من الموساد ووزارة الدفاع الإسرائيلية"، متهماً الحكومة بتمويل المساعدات على حساب المواطنين.

وقال ليبرمان في تصريح لصحيفة هآرتس: "ليست لدي أدلة قاطعة، لكنني أعرف هذه الأنظمة جيداً. يبدو واضحاً أن إسرائيل، أو جهات تابعة لها، هي التي دفعت بهذا المشروع، مستخدمة كيانات مسجلة في الخارج لتغطية دورها المباشر".

واعتبر ليبرمان أن "إسرائيل أصبحت تموّل المساعدات التي كانت تغطيها جهات دولية سابقاً"، في ما وصفه بأنه "إجراء فوضوي وغير احترافي"، متسائلاً عن الهدف الحقيقي من استبعاد الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية من العملية.

فشل ميداني ومجاعة مستمرة

وعلى الأرض، تزايدت مؤشرات فشل النموذج الإسرائيلي الجديد لتوزيع المساعدات، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. فقد شهد أحد مراكز توزيع المساعدات في جنوب القطاع تدافعاً واسعاً من قبل سكان جائعين، ما أدى إلى إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الحشود، وإصابة عدد منهم، بحسب ما أفاد به المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وتأسست "مؤسسة غزة الإنسانية" في فبراير/شباط 2025، معلنة أن هدفها هو "تخفيف الجوع في غزة" مع ضمان "عدم وقوع المساعدات في يد حركة حماس"، وبدأت أنشطتها الميدانية فعلياً في مايو/أيار.

ووفق تقرير سابق لصحيفة نيويورك تايمز، فإن فكرة تسليم إدارة المساعدات إلى شركات مدنية غير خاضعة للرقابة جاءت من دوائر إسرائيلية، سعياً لتجاوز قنوات الأمم المتحدة، والاعتماد على مؤسسات لا تُلزمها الشفافية المالية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس قطاع غزة إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس قطاع غزة حركة حماس غزة إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس قطاع غزة سوريا قطر الأمم المتحدة الصين فرنسا بنيامين نتنياهو مؤسسة غزة الإنسانیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الفلسطينيون يتضورون جوعا.. نائبة بالبرلمان الأوروبي: مؤسسة غزة الإنسانية فخ للموت

أكدت نائبة بالبرلمان الأوروبي ورئيسة لجنة العلاقات مع فلسطين لين بويلان، أن الصور التي تأتي من الفلسطينيين الذين يتضورون جوعًا وأصبحوا هياكل عظمية أمر مروع، والخطوة الأولى هي طبعًا الاعتراف بدولة فلسطين، مستدركة: "ولكن أعتقد أن كل هذا مجرد كلام عندما يكون هنالك إبادة جماعية تحدث، وبالطبع نحن بحاجة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية ولكننا بحاجة إلى أن نرى الفلسطينيين يعيشون في هذه الدولة".

الرئيس السيسي لـ ستارمر: يجب بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة في أقرب وقتمصطفى بكري: الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية حملت إسرائيل مسئولية الأزمة الغذائية في غزةمحلل سياسي فلسطيني: مخطط متعمد لإفشال وصول المساعدات إلى غزةمبعوث ترامب إلى المنطقة يزور غزة للتأكد من وجود مجاعة

وقالت في مداخلة هاتفية على قناة “ القاهرة الإخبارية”، :"  الاتحاد الأوروبي وهو شريك تجاري مهم لإسرائيل فيجب أن يصر الاتحاد الأوروبي على أن مؤسسة غزة الإنسانية لن تلعب أي دور في توزيع المساعدات في غزة، إنها فخ للموت ونحن نعلم ذلك وآلاف الفلسطينيين قد قتلوا في محاولتهم للحصول على الطعام والمساعدة من أجل أسرهم، أكثرهم كانوا من الفتيان والشباب لأنهم هم من يذهبون للحصول على المساعدة، مشددةً، على أنّه ملزم بأن يوقف فورًا التعامل مع هذه المؤسسة، .



وأوضحت: "الكلام لا يكفي ولكننا بحاجة إلى أن نرى إجراءات وأفعال، وأعتقد أن التعليقات اليوم من الحكومة السويدية التي تدعو إلى تعليق التجارة، وفي بلجيكا رأينا حزب سياسي يهدد بإسقاط الحكومة إذا لم تتخذ أي إجراءات، لذلك أنا أدعو الناس بممارسة المزيد من الضغط لأنهم يضغطون على السياسيين وبهذه الطريقة سنرى إجراءات وأفعال وكلما شعر السياسيون بالضغط فسيتخذون إجراءات بشكل أسرع".
 

طباعة شارك غزة قطاع غزة الاتحاد الاوروبي أوروبا اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • سلوفينيا تستدعي سفيرة الكيان الإسرائيلي للاحتجاج على الكارثة الإنسانية في غزة
  • الفلسطينيون يتضورون جوعا.. نائبة بالبرلمان الأوروبي: مؤسسة غزة الإنسانية فخ للموت
  • مصائد موت إسرائيلية للتنصل من تجويع غزة
  • 93 نائبا ديمقراطيا يطالبون بتحقيق عاجل في عمل مؤسسة غزة الإنسانية
  • 93 نائبا ديمقراطيا يطالبون بتحقيق عاجل في عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"
  • مننظمات بغزة تدعو لمحاكمة "غزة الإنسانية" وملاحقتها قضائيًا
  • مشرّعون أميركيون يطلبون تحقيقا بشأن عمل مؤسسة غزة الإنسانية
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • أحمد موسى: الإخوان أداة بيد إسرائيل لنشر الشائعات ضد مصر.. والخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في غزة غير كافية ونعمل على زيادتها | أخبار التوك شو
  • نواب أميركيون يصفون الوضع في القطاع بالكارثي ويؤكدون فشل مؤسسة غزة الإنسانية