أثير – ريما الشيخ

في زمن يشهد تغيرات مناخية قاسية وتحديات بيئية وصحية متنوعة، تبرز شجرة تتحمل الجفاف وتتميز بقدرتها الاستثنائية على النمو في البيئات القاحلة، إلا وهي شجرة المورينجا والتي تستحق لقب ”شجرة الحياة“، عُدت رمزًا للحياة وأملاً لعلاج المرضى، بفوائدها العديدة التي تتنوع من حيث التغذية إلى العلاج.

فما هذه الشجرة وبماذا تتميز؟

يقول يوسف بن سليمان القرشوبي، باحث في النباتات والأشجار العمانية، لـ ”أثير“: تُعرف شجرة المورينجا، والتي تُسمى أيضًا “بان زيتوني” (باللاتينية: Moringa oleifera)، بأنها “شجرة المعجزة” أو “شجرة الحياة“، تتميز بسرعة نموها المدهشة، إذ يمكن أن يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين في أقل من شهرين من زراعة البذور، وقد تصل إلى ما بين 9 و12 مترًا خلال ثلاث سنوات فقط.

وأضاف: تتميز أوراقها بكونها ريشية مرتبة في أزواج من 2-3، مع وريقة طرفية أطول قليلاً وبيضية مقلوبة ذات لون أخضر باهت، وتبدأ الأشجار في الإزهار على هيئة نورات دالية ذات رائحة زكية وجذابة، وتتكون الزهرة من خمس بتلات متحدة تشكل مظهرًا جميلًا.

وأشار إلى أن ثمار وبذور المورينجا عبارة عن قرون مثلثة الشكل في مقطعها العرضي، وتتنوع في الطول بين 25-90 سم حسب الصنف والنوع والموقع، وتمتلك هذه القرون زوايا عديدة (مضلعة)، ويمكن أن يصل طولها عند النضج إلى حوالي 30 – 120 سم، وتحتوي هذه القرون على حوالي 20 بذرة، مما يجعلها مصدراً غنياً لإنتاج البذور واستمرار زراعة الشجرة.

وعن طرق زراعتها، فذكر بأن أشجار المورينجا تُزرع عن طريق البذور والعقل، ويفضل زراعتها في الأراضي جيدة الصرف لضمان نمو صحي، حيث تتميز هذه الشجرة بقدرتها العالية على تحمل الجفاف، مما يجعلها مثالية للمناطق القاحلة.

وقال: في السنوات الأخيرة، ازداد الإقبال على زراعة المورينجا بشكل كبير للاستفادة من فوائدها الصحية والغذائية العديدة. تحتوي جميع أجزاء الشجرة على مواد غذائية عالية القيمة، مما يجعلها مصدرًا ممتازًا للتغذية والدواء، حيث تُطبخ أوراق المورينجا مثل السبانخ وتتميز بنسبة عالية من الحديد، كما يُصنع من أوراقها شاي وشوربة لذيذة وصحية، وتُضاف ثمارها قبل النضج إلى بعض الأكلات لإضفاء نكهة مميزة، كما يُستخدم مغلي أوراق المورينجا بشكل فعال للتخلص من الحموضة، وعسر الهضم، والإمساك، كما يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، بشرط المحافظة على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.

وذكر يوسف القرشوبي في ختام حديثه مع ”أثير“ بأنه يمكن أن يُستخرج من بذور المورينجا زيت يتميز بفوائد عديدة لصحة الجسم، حيث يُستخدم لترطيب البشرة ويساعد على التخلص من جفاف الجلد والإكزيما وتشقق الأقدام. هذا الزيت الطبيعي يُعد علاجًا ممتازًا لمشاكل الجلد المختلفة ويضفي نضارة ونعومة للبشرة، كما تُستخدم في العديد من المجالات الأخرى، مثل مكافحة الآفات، تغذية الحيوانات، وتربية النحل، حيث تعتبر مرعى مفضلًا للنحل.

(صور الموضوع من الشبكة العنكبوتية)

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

محللون: ميليشيات أبو شباب تتحول إلى “عبء أمني” على الاحتلال

#سواليف

تتصاعد في الفترة الأخيرة مؤشرات فشل مشروع #الاحتلال_الإسرائيلي الهادف إلى صناعة قوى مسلّحة محلية تعمل كأدوات بديلة داخل قطاع #غزة، بعد الضربة التي تلقّتها هذه المجموعات بمقتل أبرز قادتها وتصاعد #الانقسامات في صفوفها.

وبينما كانت “إسرائيل” تعوّل على دور محوري لهذه التشكيلات في المرحلة الثانية من العمليات، تكشف المعطيات الميدانية والسياسية أن بنيتها هشة، وأنها تتحول تدريجيا إلى #عبء على #مخططات_الاحتلال لا رافعة لها.

وقال المحلل السياسي إياد القرا إن #الجماعات_المسلحة التي ظهرت في مناطق سيطرة الاحتلال داخل قطاع غزة ستتأثر بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة، معتبرًا أن نجاح المقاومة في الوصول إلى قائد هذه المجموعات ومؤسسها يمثّل “ضربة قاصمة” للمشروع “الإسرائيلي” القائم على توظيف هذه الفصائل لخدمة مخططاته في المرحلة الثانية من الحرب.

مقالات ذات صلة قفزة في أسعار الذهب محليا 2025/12/13

وأضاف ، أن إسرائيل كانت تعوّل على أن تتولى هذه العناصر السيطرة على “المنطقة الصفراء” باعتبارها نواة لقوات أمن فلسطينية يمكن إدماجها لاحقًا ضمن قوات استقرار دولية تعمل في هذه المناطق، غير أن الضربة الأخيرة أفشلت جانبًا مهمًا من هذا الرهان.

وأوضح القرا أن شخصية غسان الدهيني، التي طُرحت لقيادة هذه المجموعات، تعاني أصلًا من خلافات داخلية وانقسامات عميقة، خاصة أن أفراد هذه التشكيلات تحركهم مصالح متباينة؛ بعضها عائلي وبعضها نابع من خصومات مع حماس، فضلًا عن وجود عناصر متهمة بالعمالة للاحتلال.

ورجّح أن تتفاقم هذه الصراعات خلال الفترة المقبلة، بما يعمق حالة التشكيك داخل صفوفهم ويدفع بعضهم إلى الهروب أو التوقف عن التعاون.

ولفت إلى أن بعض العناصر بدأت تطلب أموالًا ومساعدات مقابل تنفيذ عمليات ضد مجموعات أخرى، ما يعكس هشاشة هذه البنية المسلحة وتفككها الداخلي.

من جهته، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري نضال أبو زيد إن المقطع المصوَّر الذي ظهر فيه غسان الدهيني وهو يتفقد عناصر مجموعته يثير علامات استفهام عديدة، إذ بدا واضحًا أن المنطقة التي ظهر فيها ليست مدينة رفح كما زُعم، بل موقع قريب من حدود غزة داخل مناطق “غلاف غزة” الإسرائيلي، حيث المنازل والأشجار سليمة وغير متضررة، وهو ما يشير —بحسب أبو زيد— إلى أن الاحتلال أنشأ جيبًا آمنًا لهذه المجموعات داخل الغلاف تحت حماية جيشه، وليس داخل القطاع.

واعتبر أن ذلك يكشف عن مستوى جديد من الحماية التي بات الاحتلال يوفرها لهذه الفصائل، “ليس فقط حماية زمنية، بل حماية مكانية” تضمن لها العمل بمعزل عن بيئة قطاع غزة الفعلية.

وفي قراءته لواقع هذه المجموعات، أوضح أبو زيد في حديث لـ”قدس برس”أن المقاومة نجحت في استعادة “الاتزان الاستراتيجي الداخلي”، عبر إعادة ترميم سلسلة القرار وضبط الأوضاع الأمنية وتعزيز بنية القيادة، وهي تعمل الآن على استكمال هذا الاتزان من خلال ترميم العلاقة مع محيطها الاجتماعي داخل القطاع.

ويضيف أن المقاومة لا ترغب في فتح مواجهة مباشرة مع هذه المجموعات في هذا التوقيت، لأن أي صدام الآن قد يعرقل جهود إعادة بناء تنظيمها ويمنح الاحتلال فرصة لاستثمار هذه الفصائل في إطار حروب الوكلاء التي يخطط لها في حال فشل المرحلة الثانية من عملياته.

وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال، في ظل حالة الاستنزاف الكبيرة التي يعاني منها، يسعى إلى تحويل هذه المجموعات إلى أدوات قتال بالنيابة عنه، لتجنب العودة إلى عمليات برية واسعة.

ولذلك فإن المقاومة —وفق تقديره— تؤجّل المواجهة معهم إلى ما بعد استكمال ترتيبات الاتزان الاستراتيجي، بحيث تتمكن لاحقًا من إنهاء هذا الملف بشكل حاسم.

وختم بالقول إن التقديرات المتداولة حول تضخم أعداد هذه المجموعات مبالغ فيها، وإن جزءًا كبيرًا مما يُروَّج يأتي ضمن ماكينة البروباغندا الإسرائيلية، في حين تشير مصادر أخرى إلى أن عددًا ملحوظًا من عناصر هذه التشكيلات قد سلّم نفسه للمقاومة بالفعل

مقالات مشابهة

  • وضع يصعب على تل أبيب تحمّله.. نتنياهو يخشى المواجهة مع ترامب بشأن بيع “إف-35” للسعودية وتركيا
  • النعيمات بغرفة التدريب: “بالروح الكأس ما بروح”
  • "إعلام الوزراء" يوضح الحقائق بشأن ما أثير مؤخرًا حول المتحف المصري الكبير
  • الوزراء يوضح الحقائق بشأن ما أثير مؤخرًا حول المتحف المصري الكبير
  • محللون: ميليشيات أبو شباب تتحول إلى “عبء أمني” على الاحتلال
  • «الإمارات للدواء» توقّع مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعة والتجارة الروسية
  • من وحي ” علم النفس “
  • كامل الوزير: قنا تتميز بالطرق والموقع الاستراتيجي المهم
  • كامل الوزير: محافظة قنا تتميز بالمناطق الاستراتيجية المهمة
  • الأردن يحتفل بإدراج شجرة الزيتون “المهراس” على قائمة التراث الثقافي