سودانايل:
2025-12-15@05:49:41 GMT

لو أفاق المتآمر لسلم الوطن

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

لمّا لم يستوعب تحالف فرعون ، هامان وقارون حتمية فسادهم انتهت بهم الأزمة إلى مواجهة عقوبات من الأرض والسماء. (ربنا اطمس على أموالهم و اشدد على قلوبهم) لعل التيجاني عبدالقادر وصّف ثالوثا لفساد الإنقاذ دون لعنهم.تلك هي حتمية جدلية الصراع على السلطة والثروة والاصطراع داخلها. فوفق الحتمية التاريخية كل نمط اقتصاد ينتج الظروف المادية لإنتاج آليات تدميره .

تلك ليست فضيلة ماركسية. بل هي رؤية فلسفية تضرب جذورها في أثينا ؛ منذ ارسطو وهيراقلطيس إذ الثابت الوحيد لدى الأخير هو التغيير. لكن زبانية احتكار السلطة والثروة يكابرون التاريخ مثلما يرفضون كل منهج علمي . حتى المتسربلين منهم بالإسلام يتغافلون عمداً عن قوله تعالى( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض). تلك واحدة من سنن الكون و وقوانين حركة المجتمع.
*****
هي كذلك أحد شروط انبثاق الثورات. فلاشيء يتوالد خارج نواميس المجتمع ،لاشيءيحدث عشوائيا.أفلا يردد أؤلئك الزبانية (كل شيء بقضاء وقدر مكتوب) أو محتوم. لكن تقديس السلطة والثروة يعمي القلوب والبصائر وحتى الأبصار. فمنذ رجم اليهود أرمياء بغية إخماد ثورته على الكهنة والأحبار بتهمة التآمر والعمالة ظل سدنة كل الانظمة الفاشية يعزفون المزامير ذاتها في وجه كل ثائر ضد الظلم والفساد وكل إصلاحي ينادي بالعدالة ،الحرية والمساواة. لا استثناء بينهم في الخرطوم ،دمشق ،بغداد ،صنعاء كابول ، اسلام اباد و سانتياغو .
*****
كما انتهى ماركس في رؤيته المادية للتاريخ إلى حتمية الصراع الطبقي على السلطة فإن الإصطراع داخلها يفضي حتما إلى انتصار طرف على آخر أو فنائهما أو إحداث تحوّل ثوري جذري. تسربل الاخوان بالدين لم يكبح شهوات احتكار السلطة واكتناز الثروة. ماقيمة تفحير انبوب النفط في ظل سوء استثمار العائد، استفحال التصخم مع تراكم الديون،ارتفاع منسوب الفقر إلى جانب اتساع رقعة البطالة، ووتدمير البنى التحتية .النظام لم يغفل فقط مهام بناء برنامج اقتصادي يفضي ألى قدر من الاستقرار،بل ذهب بعيدا في تخليق أزمات اقتصادية اجتماعية مركبة مبنية على القبضة الأمنية الباطشة،الممارسات الريعية الظالمة، المحسوبية الداعمة لأشكال الفساد السافرة.
*****
هذه سياسات لم ينجم عنها فقط تاءكل الطبقة الوسطى ، طليعة الحراك الجماهيري ،صانع التقدم الاجتماعي . بل أقعدت المجتمع برمته عن الرضا العام والسقوط في جُب القنوط لكنها لم تخمد فيه جذوة الأمل في التغيير .فهذه كذلك من سنن الكون. لو أفلح الاخوان في الاهتداء بمنهج سيساسي قويم ،دع عنك الإيمان بالحتمية التاريخية، لأدركوا مبكرا جدوى حتمية الإعتذار للشعب .فتحت حمى تلك الشهوات ارتكبوا أخطاء فادحة في حقهم وحقوق الوطن. فربما من شأن ذلك الإيمان بث الصبر على مراكمة انتصارهم المفصلي في انتخابات ١٩٨٦. اذ أمسى لديهم الكتلة البرلمانية الثالثة .ذلك لم يكن بفعل الثقة فيهم او الرهان عليهم بقدر ما هو موقف استياء شعبي عام تجاه الحزبين التقليديين.لكن الديمقراطية لم تكن منهجاً يغريهم بالصبر فهدموا معبد تداول السلطة واجهضوا فرص توسيع قاعدتهم الشعبية سلماً.
*****
لو قناعاتهم راسخة بسيروة الأشياء لصبروا على اتفاق كوكا دام ومبادرة الميرغني -غرنغ ولما خسرنا ثلث الوطن وثلثي الثروة المتاحة بين أيدينا وقتذاك. لكن شهوة السلطة المتمكنة منهم وجدت في الاتفاق زريعة بحجة حماية بيضة الشريعة لتسويق الانقلاب شعبيا فاجهضوا فرص تأمين الوحدة الوطنية. هي الشهوة نفسها دفعتهم لقطع الطريق أمام حكومة حمدوك.فلو صبروا على مافي تلك الحكومة من عللٍ لتفادينا هذه الكارثة ولتجنبوا خوض معاركهم الماحقة مع الجنجويد.فمن مهام المرحلة الإنتقالية إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية ببناء جيش وطني واحد.لكن شهوة السلطة أثارت فيهم كالعادة قطع الطريق امام الحراك الجماهيري وحكومته بانقلاب أخرق.هكذا واجهوا مجددا حتمية اصطراع الأجنحة المفرودة على السلطة. ففي ظل غياب المنهج العقلاني لم يستوعبوا دروس (المفاصلة) وتداعياتها .
*****
هذا اخفاق فاضح لن يفلح المتبجحون من صنيعتهم ؛الطبقة الثقافية الطفيلية وفقهاء الزيف والتزييف والبلهاء الاستراتيجيون الجدد من تزويقه وسط القوى السياسية أو تسويقه على المنابر الفكرية أو بيعه عبر المجموعات الشعبية مدفوعات الأجرأو تعويمه من خلال القنوات الفضائيةالمفتوحة على المجهول.الآن يدفعون كلفة فاتورة الاسراف الذميم في احتكار السلطة واكتناز الثروة...خسران مبين. إنها كلفة باهظة....ففيها تبديد السلطة والثروة...انفراط عقدي التنظيم و المشروع ... اندثار جهد الماضي و حلم المستقبل.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

فحص ٦٩٣٧ رأس ماشية في قافلة بيطرية بالشرقية

أكد محافظ الشرقية على أهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية وزيادة إنتاجيتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء والألبان لتلبية احتياجات السوق المحلي وبأسعار مناسبة، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود وتوفير كافة أوجه الدعم والرعاية البيطرية للماشية لتحقيق النمو المطلوب وزيادة الثروة الحيوانية وللحفاظ على صحة وسلامة المواطنين.

ومن جانبه، أشار الدكتور محمد السيد بشار، وكيل الوزارة ومدير مديرية الطب البيطري، إلى أن "إدارتي التناسليات والتلقيح الاصطناعي بالمديرية وبالإدارات الخارجية" قامتا بإجراء المسح التناسلي الشامل لـ (٤٧٧٢) رأس ماشية وإجراء التلقيح الاصطناعي لـ (٢١٦٥) رأس ماشية، على مدار شهر نوفمبر الماضي ضمن المشروع القومي للتحسين الوراثي لتحسين السلالات المصرية.

وأضاف مدير مديرية الطب البيطري أن المشروع القومي للتحسين الوراثي للسلالات المصرية يتم من خلال التهجين مع السلالات الأجنبية المتأقلمة مع الظروف البيئية المصرية بهدف تحسين التراكيب الوراثية للسلالات المصرية من الماشية وتحسين المستويات الإنتاجية وإنتاج سلالات عالية الإدرار من الألبان واللحوم.

مقالات مشابهة

  • المنطقة الجنوبية العسكرية تطلق المرحلة الثانية من حملة " بشرة خير" لدعم الأسر الأولى بالرعاية‎
  • قرادة: توسيع الحوار يحد من احتكار السلطة وقد يضغط لإجراء الانتخابات
  • اتفاقية لتركيب أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية في 33 مستشفى حكومي
  • حجة .. وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية يتفقد معامل كلية الزراعة في عبس
  • فحص ٦٩٣٧ رأس ماشية في قافلة بيطرية بالشرقية
  • خسائر فادحة في الثروة الحيوانية بعد حرب إٍسرائيل على لبنان
  • برلماني: اتصال الرئيس السيسي وماكرون يعكس توافق مصري ـ فرنسي حول حتمية حل الدولتين
  • تعرّف على توزيع الدخل والثروة والتفاوتات في العالم
  • السيسي وملك البحرين يؤكدان حتمية إعادة إعمار غزة وتنفيذ اتفاق ترامب كاملا
  • بعد تصريحات عن “حرب حتمية على سوريا”.. الجيش الإسرائيلي يؤكد اعتقال “الخفاش” في درعا