قال الكاتب السياسي الأمريكي جاكوب هيلبرون، رئيس تحرير مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إن دونالد ترامب عندما كان مرشحا للرئاسة في عام 2016، قال إنه لن يوظف "سوى أفضل أشخاص في العالم" للعمل في إدارته، إلا أن الحقيقة، بالطبع، هي أن ترامب كان يوجه إشادات لمسؤولي حكومته كرئيس، ثم ينقلب عليهم خلال أشهر.
فقد وصف وزير خارجتيه السابق ريكس تيلرسون بأنه "في غاية الغباء" و"غير مستعد وغير مؤهل على الإطلاق ليكون وزير خارجية"، مما أثار السؤال عن السبب في تعيينه في هذا المنصب في المقام الأول.

كما وصف مستشار الأمن القومي جون بولتون بأنه "لم يعد لائقا" و"كاذب" في يونيو، بعدما ظهرت مذكراته. وقد تجاوزت نسبة التغيير فيما وصفته مؤسسة بروكينجز في "فريقه الأول" والذي لم يشمل مسؤولي الحكومة، 92% خلال فترة رئاسته.هل "جيه دي فانس" أحدث عضو سيتعرض للإبعاد.وتساءل هيلبرون الباحث البارز غير المقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي في تحليل نشرته مجلة ناشونال انتريست، عما إذا كان جيه دي فانس سيصبح أحدث عضو في إدارة ترامب يتعرض للإبعاد. وأشار إلى انتشار تقارير عن أن ترامب يعيد النظر بشأن فانس (39 عاما) عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو الذي اختاره ترامب ليمثل تغيير الأجيال في الحزب الجمهوري. وقال تيم ألبرتا على موقع "إكس": "الشيء الأكثر إثارة للاهتمام الذي سمعته من حلفاء ترامب أمس هو إعادة النظر في اختيار فانس، الذي اعترفوا أنه تم بدافع الغرور وكان الهدف منه زيادة قاعدة الناخبين وليس إقناع الناخبين المتأرجحين".
أخبار متعلقة عاجل ترامب يكشف.. ماذا فعلت الرصاصة في أذنه خلال محاولة اغتياله؟مقتل شخص وإصابة آخر في حادث إطلاق النار على ترامبشولتس ينتقد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيسورأى هيلبرون إنه قد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن ترامب لم يكن مستعدا لانسحاب الرئيس جو بايدن من السابق وهو الأمر الذي سمح لنائبة الرئيس كامالا هاريس بالفوز بأغلبية المندوبين الديمقراطيين يوم الاثنين. وأصبح ترامب الذي اختار فانس بناء على توصية من نجله دون الابن غير قادر على التعامل مع التطور الجديد.
وقال هيلبرون إن فانس كان من المفترض أن يعزز قاعدة الحزب الجمهوري في الانتخابات، إلا أنه لن يساعد ترامب في جذب الناخبين المتأرجحين والأمهات في الضواحي. وبدلا من ذلك، لقد تعرض للاستهداف بسبب عدد من المواقف، ومن بينها دعمه لتتبع الدورة الشهرية للنساء من جانب وكالات تطبيق القانون، في إطار معركته ضد حقوق الإجهاض.
وقد اقترح أنه يتعين على النساء اللائي يتعرضن لاعتداء في زواجهن ألا يتركن أزواجهن، حيث قال: "هذه واحدة من أخطر الخدع التي قامت بها الثورة الجنسية على الشعب الأمريكي. فقد جعلت تغيير الأزواج أسهل من تغيير ملابسهن الداخلية".نسب تصويت النساءوفيما يتوافق مع إعجابه بسياسات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، يعد فانس مؤيدا قويا للإنجاب، حيث يصف السيدات اللائي ليس لديهن أطفال بأنهن "سيدات بلا أطفال يحببن القطط". واعتبر هيلبرون، أنه لا حاجة لقول إن هذه المشاعر لا تزعج ترامب من حيث المبدأ. ولكن إمكانية مواجهة هاريس في لحظة تشير فيها استطلاعات الرأي إلى أن عددا أقل من النساء سيصوت لصالحه مقارنة بعام 2020، قد تجعله يعيد التفكير في اختياره لفانس.
وقد أشارت صحيفة بوليتكو إلى أن "النساء يشكلن الآن 51% من عدد السكان في سن التصويت في الولايات المتحدة وهن يعملن على إظهار تأثير تصويتهن منذ إلغاء قضية رو ضد وايد في يونيو 2022 (منذ قرار المحكمة العليا الأمريكية بإلغاء الحكم التاريخي الذي يحمي حق النساء في الإجهاض في قضية "رو ضد وايد" التي رفعت عام 1973، وظل قائما لنحو خمسين عاما".تخبط حملة ترامب الانتخابيةوأشار هيلبرون إلى أنه يظل من غير المرجح بالطبع أن يتخلص ترامب من فانس، لأن هذا سيظهر حالة الذعر في حملته الانتخابية ويؤكد القلق القائم بشأن تقلب ترامب وحكمه. إلا أن مشاعر ترامب بشأن فانس من غير المرجح أن تهدأ بسبب تقارير صحفية جديدة بشأن إدانته المتكررة له في عام 2016 لتورطه في اعتداء جنسي.
واختتم هيلبرون تحليله بالقول إنه على الرغم من ذلك فإن بحث ترامب عن نائب جديد له سيسمح له بالتحول إلى الهجوم في تشكيل سياق السباق الذي فقد السيطرة عليه حاليا. أما هاريس فقد نجحت على الأقل، في الوقت الراهن، في جذب الاهتمام الذي يتوق إليه ترامب. وسيفتقد ترامب التنافس ضد بايدن، الآن بعد أن دخلت هاريس السباق، وأصبح السباق حقيقيا.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات واشنطن دونالد ترامب مرشحا للرئاسة رئيس الكاتب السياسي

إقرأ أيضاً:

هل تكون «الترامبية» نهجًا سياسيًّا؟!

تعودنا أن نسمع عبارة «التقاليد الدبلوماسية» على ألسنة القادة والساسة في الدول المدنية الحديثة، حتى أن بعض الدول تتباهى بأنها ذات تقاليد دبلوماسية عريقة. والواقع أن هناك قوانينَ دولية تحكم العلاقات السياسية بين الدول، وأعرافًا ينبغي أن تُراعى في ممارسة التقاليد الدبلوماسية بين حكوماتها. ومع ذلك، فإننا نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هذه القوانين والأعراف السياسية الدولية أصبح يُضرَب بها عرض الحائط.

حقًّا إن هذه القوانين والأعراف كانت تُنتهك دائمًا في كل زمان ومكان، ولكن هذا الانتهاك كان يُخفى أو يُسوّغ في نوع من الاعتراف الضمني بعدم مشروعيته؛ بينما هو الآن يتم في العلن، بل في نوع من التباهي أحيانًا. هذه الحالة قد تجسدت أخيرًا بوضوح في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب، حتى أن هذه السياسة يمكن أن يُطلق عليها اسم «الترامبية».

فما السمات العامة التي تميز هذه السياسة الجديدة المناقضة للقوانين والأعراف السياسية؟ وهل يمكن أن يكون هذا المنحى الجديد نهجًا يُحتذى في العلاقات بين الدول؟ سأحاول فيما يلي إجمال سمات السياسة الترامبية (إن جاز أن نسميها سياسة):

سياسة ترامب لا تنفصل عن شخصيته أو بمعنى أدق عن شخصه، أعني لا تحافظ على مسافة بين ميوله ونوازعه الشخصية وبين سياسة الدولة التي يحكمها دستور ومؤسسات ومنظمات؛ ولذلك فإن كثيرًا من قراراته تصطدم بمنظمات المجتمع المدني، وتجد اعتراضًا ليس فحسب من جانب الحزب الديمقراطي، وإنما أيضًا من جانب أعضاء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه.

ومن الواضح أن السمة التي تحدد هذا المسلك هي حالة الشعور بالعظمة التي تتبدى في مسلك ترامب الرسمي وفي قراراته السياسية على السواء.

حالة الشعور بالعظمة في المسلك الرسمي قد تبدت مؤخرًا في مواقف عديدة، منها أسلوب تعامله مع بعض رؤساء الدول، ولعلنا نذكر في هذا الصدد- على سبيل المثال- لقائه منذ شهور بصحبة نائبه مع الرئيس الأوكراني زيلنسكي، وتعنيفهما له بلغة لا تليق بلغة الحوار العلني بين رؤساء الدول (رغم كل تحفظاتنا على دور ومكانة هذا الرئيس الأوكراني).

ولعلنا نتذكر أيضًا في هذا الصدد لقائه الشهير مؤخرًا مع رؤساء وقادة الدول الأوروبية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وهو لقاء تم بثه رسميًّا بصورة علنية تعبر عن التعامل الاستعلائي مع العالم، بل مع أوروبا نفسها: إذا بدا أن ترامب قد أراد أن يُظهِر للعالم قادة أوروبا وهم جالسون أمامه بينما يجلس هو إلى مكتبه، وكأنهم تلاميذ يجلسون إلى المُعلِّم ليلقي عليهم الدروس والتعاليم التي ينبغي أن يلتزموا بها.

ولا شك في أن قبول هؤلاء القادة لأن يكونوا في هذا الوضع المُهين هو أمر يعكس وضعًا مجافيًا لأصول العلاقات الدولية، وهو وضع يعبر عن حالة من انسحاق القوى الأوروبية إزاء الهيمنة والغطرسة الأمريكية (رغم وجود أصوات داخل هذه القوى تطالب بالتحرر من هذه الهيمنة).

يرتبط شعور ترامب بالعظمة الشخصية بإيمانه بعظمة أمريكا نفسها، وبإيمانه بأنها دولة ينبغي أن تحكم العالم. وهذا يتبدى في التدخل دائمًا في سائر شؤون العالم: في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفي الحرب على غزة والسعي لتسوية الصراع لمصلحة إسرائيل، وفي السيطرة على البحر الكاريبي والتهديد بضرب فنزويلا، والتهديد بالسيطرة على جرينلاند، وما إلى ذلك.

على أن هذه السياسة في الهيمنة والتدخل في الصراعات حول العالم تقوم على أساليب انتهاز الفرص لاقتناص الصفقات. فالحقيقة أن ترامب لم ينس أبدًا أنه تاجر عقارات وصفقات تجارية، وراح يدير سياسة أكبر دولة في العالم بهذا المنطق نفسه. التاجر لا يعرف لغة الحوار التي تختلف عن لغة التفاوض، فالتفاوض لا يهدف سوى إلى الحصول على صفقة ما بأقل قدر من الخسائر. وهذه هي سياسة ترامب، وهي سياسة قد تبدت أيضًا في قرارات مصيرية عديدة، منها: سياسة العقوبات وفرض الضرائب على الواردات من الدول بحسب مدى انصياعها للهيمنة الأمريكية، وهي سياسة قد فشلت وكبدت ميزانية أمريكا خسائر طائلة. وروسيا ينبغي إرضاؤها من دون خسارة أوكرانيا باعتبارها مصدرًا للمعادن النفيسة.

وتهديد فنزويلا بالحرب، لا من أجل القضاء على المخدرات، وإنما بهدف الهيمنة عليها وضمان تبعيتها باعتبارها تنطوي على أكبر مخزون نفطي في العالم. وإعادة إعمار غزة بهدف إنشاء ريفيرا جديدة؛ واتفاقية السلام من أجل إعادة رسم فلسطين ديموجرافيًا لمصلحة الكيان الصهيوني الذي هو مجرد ذراع قوية لهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط.

ويرتبط الشعور بالعظمة بحالة من العنصرية التي تتحيز للعرق الأبيض على حساب أية أعراق أخرى. تبدى هذا مؤخرًا في القرار الصادم الذي اتخذه ترامب (في أواخر شهر نوفمبر)، الذي يحظر الهجرة من دول العالم الثالث إلى أمريكا، ومراجعة أوراق ملايين المهاجرين من الأعراق الأخرى، بل إنه قام بسب أكثر هؤلاء بأقذع الألفاظ، وبأنهم عالة على أمريكا، من دون وعي أو مراعاة لحقائق تاريخية تتعلق بالدور الفاعل لكثير من المهاجرين في سائر نواحي الدولة، بما في ذلك ما يتعلق بالأمور العلمية. السؤال الذي يبقى هو: هل هذه السياسة الترامبية يمكن أن تؤثر على السياسات العالمية باعتبارها نموذجًا يُحتذى؟ الرأي عندي أن هذه السياسة فاشلة تمامًا؛ فهي وإن كانت تدرك التغير الهائل في موازين القوى الدولية، إلا أنها تتجاهل ذلك باستمرار في اتخاذ قرارتها. وهذا الفشل يتبدى بشكل واضح في تراجع شعبية ترامب نفسه داخل بلده، وفي تراجع مكانة الولايات المتحدة نفسها.

مقالات مشابهة

  • ترامب يرفض الشائعات: أتمتع بصحة ممتازة!
  •  أحذية مسؤولين .. توقف اجتماعًا رئاسيًا
  • هل تكون «الترامبية» نهجًا سياسيًّا؟!
  • هل يستطيع الشرع استثمار التحولات العالمية في تحسين الوضع بسوريا؟
  • “يمكن أن يكشف الكثير عن الرجل”.. ترامب يوقف اجتماعا مهما ليسأل عن حجم جزء معين من الجسم!
  • توتر سياسي في هندوراس بعد اتهامات بسرقة الانتخابات وتدخل أمريكي
  • محلل سياسي: أجهزة مخابرات غربية تتعاون مع الإخوان.. ومصر واجهتهم بشرف
  • فايننشال تايمز: إبعاد توني بلير من “مجلس السلام” الذي اقترحه ترامب بشأن غزة
  • محلل سياسي: مجلس التنسيق السعودي القطري منصة استراتيجية لتوحيد الجهود بالمجالات كافة
  • محلل فلسطيني: البند الـ 17 في خطة ترامب يمهد لفرض السيطرة على إعمار غزة