بحيرة وان السحرية: جولات قوارب تأسر قلوب السياح الإيرانيين
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
عد ولاية وان الواقعة شرق تركيا، منطقة تزخر بالجمال الطبيعي والتاريخي، وقبلة للسياح الإيرانيين الذين يتوافدون إليها لقضاء إجازاتهم الصيفية، حيث يقصدها شهريا عشرات الآلاف منهم.
الموقع المميز للولاية المتاخمة للحدود مع إيران، ساهم في توافد أعداد كبيرة من السياح عبر بوابة “قابي كوي” الحدودية في الولاية، والمقابلة لبوابة “مرز رازي” على الجهة الإيرانية من الحدود.
وخلال السنوات الماضية، تحولت بوابة “قابي كوي” إلى شريان للحياة الاقتصادية للولاية التركية، حيث أدى استمرار توافد السياح الإيرانيين إلى ارتفاع نسب الإشغال الفندقي فيها.
ويحرص السياح على زيارة شواطئ بحيرة وان بشكل خاص، إضافة إلى الأماكن التاريخية والسياحية في المدينة، مما يعزز النشاط الاقتصادي ويحقق أرباحا للتجار.
وخلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، استضافت المدينة 431 ألفا و938 سائحا إيرانيا، وبذلك سجلت وان في الفترة المذكورة أكبر حركة سياحية في السنوات الأخيرة.
جمال تاريخي وطبيعي
وقال نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة وان، فوزي جليكطاش، في تصريح للأناضول، إن السياح الإيرانيين يدعمون الاقتصاد المحلي للولاية وينعشون قطاع السياحة في تركيا.
وتابع: “الولاية تستضيف شهريًا عشرات الآلاف من السياح، ما حوّل بوابة قابي كوي الحدودية بين إيران وتركيا، إلى شريان للحياة الاقتصادية لوان”.
ووصف إيران بـ”الدولة الجارة المهمة جدا بالنسبة لتركيا”، مضيفا: “إيران تحتاج إلى التجارة والانفتاح على الخارج”.
وأشار إلى أنه في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، دخل المدينة (وان) 328 ألفا و172 سائحا إيرانيا، ليرتفع هذا الرقم في نفس المدة الزمنية لعام 2024 ويصل إلى 431 ألفا و938 سائحا إيرانيا.
جهود لزيادة أعداد السياح
قال جليكطاش إن جهودا تبذل “لاستضافة وجذب نحو مليون سائح في النصف الثاني من العام الجاري”.
وأضاف خلال حديثه: “بدأنا أيضا باستقبال سياح من دول مثل العراق، وكازاخستان، وأذربيجان، وأوزبكستان (…) حيث تمكّن مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة وان من فتح مسارات جديدة لجذب السياح من شمال العراق”.
وأوضح أنهم يجرون “زيارات إلى عدة دول في إطار المساعي المنتظمة للترويج للإمكانات السياحية في وان؛ خاصة في فصل الصيف”.
وأشار إلى أن مدينة وان التي استضافت على أرضها العديد من الحضارات، تتميز إلى جانب جمالها الطبيعي والتاريخي، بمناخها البارد الذي شكل بدوره عاملا لجذب السياح.
المصدر: تركيا الآن
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيل رجاء الجداوي.. رحلة موهبة بدأت من منصات الجمال إلى قلوب الجماهير
تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الفنانة المصرية القديرة رجاء الجداوي، إحدى أبرز رموز الأناقة والفن في مصر والعالم العربي، والتي امتد عطاؤها الفني والإنساني لأكثر من ستة عقود، جمعت خلالها بين الجمال والموهبة والالتزام، منذ تتويجها بلقب ملكة جمال حوض البحر المتوسط، وحتى مسيرتها الثرية في السينما والمسرح والدراما التليفزيونية.
ولدت رجاء الجداوي، واسمها الحقيقي نجاة علي حسن الجداوي، في السادس من سبتمبر عام 1934 بمحافظة الإسماعيلية، قبل أن تنتقل للعيش في القاهرة تحت رعاية خالتها الفنانة الشهيرة تحية كاريوكا، وتلقت تعليمها في مدارس الفرنسيسكان، ثم عملت مترجمة في وكالة إعلانات قبل دخولها عالم الشهرة والأضواء.
تميزت رجاء منذ صغرها بحضورها اللافت، حيث حصلت على وشاح «سمراء القاهرة» خلال إحدى الحفلات بحديقة الأندلس، ثم فازت بلقب «ملكة جمال حوض البحر المتوسط» عام 1958، إلى جانب فوزها بلقب «ملكة القطن المصري» في مسابقة ثقافية باعتباره من أشهر المنتجات المصرية في ذلك الوقت، بفضل إجابتها الدقيقة حول أنواع القطن والفرق بينها مما أبهر الجميع، وهو ما شكل انطلاقة حقيقية في مسيرتها كعارضة أزياء محترفة.
دخلت عالم التمثيل عبر فيلم «غريبة» عام 1958 مع المطربة نجاة الصغيرة، ثم شاركت في فيلم «دعاء الكروان» عام 1959 أمام فاتن حمامة، أحد روائع السينما المصرية، لتتوالى بعدها أعمالها المميزة مثل «نور العين»، «إشاعة حب» مع هند رستم وعمر الشريف وسعاد حسني، وواصلت تقديم الأدوار القصيرة لانشغالها في عروض الأزياء.
قدمت الجداوي خلال مسيرتها الفنية أكثر من 400 عمل، ومن أبرز أفلامها: «ثمن الغربة»، «أيام في الحلال»، «بريق عينيك»، «البيه البواب»، «تيمور وشفيقة»، «الثلاثة يشتغلونها»، «كركر»، «مراتي وزوجتي»، و«المش مهندس حسن».
وكانت لها بصمة خاصة في أعمالها مع الزعيم عادل إمام، حيث اشتركا في العديد من الأعمال الفنية الناجحة، من بينها «حنفي الأبهة»، «أحلام الفتى الطائر»، «عوالم خفية »، «الواد سيد الشغال»، و«الزعيم».
وفي الدراما التليفزيونية، قدمت باقة من أبرز المسلسلات التي لاقت نجاحا جماهيريا واسعا، منها «هند والدكتور نعمان»، «أوان الورد»، «نونة المأذونة»، «عائلة الحاج متولي»، «شربات لوز»، «هانم بنت باشا»، «بشرى سارة»، «حق مشروع»، «سارة».
وتألقت على خشبة المسرح في أعمال منها: «التعلب فات»، «أدب الجواز»، «نصيحة مخلصة للسيدات» و«الثعلب في الملعب».
كما خاضت تجربة التقديم التلفزيوني، عندما شاركت الإعلامي عمرو أديب في تقديم فقرة بعنوان «اسألوا رجاء " ضمن برنامج «الحكاية" على قناة «إم بي سي مصر» يومي الجمعة والاثنين من كل أسبوع.
حصدت «سمراء القاهرة» على العديد من الجوائز والتكريمات، حيث نالت جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «من 30 سنة» في حفل توزيع جوائز مجلة «دير جيست» عام 2016 بناء على تصويت الجمهور، وفي مارس 2019 كرمتها إدارة المهرجان الإسباني العربي للموضة باعتبارها أول عارضة أزياء في الوطن العربي وإحدى رموز الفن المصري، وفي أكتوبر من العام ذاته تم تكريمها في موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية ضمن كوكبة من نجوم الفن العربي والعالمي، كما كرمها مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته الرابعة في فبراير 2020 تقديرا لمشوارها الفني الطويل.
وعلى المستوى الشخصي، عاشت قصة حب وزواج مميزة مع حسن مختار حارس مرمى النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق، والذي تعرفت عليه خلال وجودها في السودان للمشاركة في مسرحية «روبابيكيا»، وتزوجا بعد أيام قليلة من لقائهما في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1970، وأنجبا ابنتهما الوحيدة «أميرة».
وكشفت رجاء الجداوي - خلال أحد اللقاءات الإعلامية - كواليس زواجها السريع قائلة بابتسامة: «كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها مباراة كرة قدم وأفهم تفاصيل اللعبة، وبعدها تزوجنا بسرعة، والحمد لله اكتشفنا أننا مكملين بعض».
رجاء الجداوي كانت دائما مثالا للالتزام الفني والإنساني وحرصت حتى اللحظات الأخيرة من حياتها على التواجد في الساحة الفنية، حيث شاركت في مسلسل «لعبة النسيان»، الذي عرض في رمضان 2020، رغم إصابتها بفيروس «كورونا» خلال تصوير العمل، وأكملت دورها حتى الأيام الأخيرة.
كما شاركت في فيلم «توأم روحي»، الذي عرض بعد وفاتها في أغسطس 2020، بمشاركة حسن الرداد، أمينة خليل، وعائشة بن أحمد، ومن إخراج عثمان أبو لبن.
وفي الخامس من يوليو عام 2020، غيب الموت الفنانة رجاء الجداوي عن عمر ناهز 85 عاما، بعد إصابتها بفيروس «كورونا» المستجد وخضوعها للعلاج بمستشفى العزل الصحي بالإسماعيلية لمدة 43 يوما حتى تدهورت حالتها الصحية إلى أن أعلنت ابنتها خبر وفاتها، تاركة وراءها إرثا فنيا ومسيرة حافلة تظل خالدة في ذاكرة محبيها.