دير القديس هيلاريون بغزة.. أسباب إدراجه على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
بعد إدراج دير القديس هيلاريون في قطاع غزة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالخطر، تطرح تساؤلات بشأن وضع هذا الموقع الأثري الذي يعود تاريخه إلى 17 قرنا، والذي يعد من الأقدم بمنطقة الشرق الأوسط، وعن أسباب اتخاذ اليونسكو لهذا القرار.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، الجمعة، خلال اجتماع للجنة التراث العالمي في نيودلهي عن "إدراج جديد على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر: دير القديس هيلاريون/تل عامر في فلسطين".
???? BREAKING!
Just inscribed on the @UNESCO #WorldHeritage List & World Heritage in Danger List: Saint Hilarion Monastery/ Tell Umm Amer, #Palestine ????????.
➡️https://t.co/FfOspAHOlX #46WHC pic.twitter.com/22HXI6Jiic
وأوضح مدير التراث العالمي، إيلوندو لازاري، لوكالة فرانس برس أن "الطلب صدر عن فلسطين" التي تعتبر اللجوء إلى اليونسكو "الملاذ الوحيد لحماية الموقع من الدمار في الظروف الحالية" في ظل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
لماذا تم إدراجه على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر؟قالت "يونسكو" في بيان "يعترف هذا القرار بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع وواجب حمايته من المخاطر الوشيكة".
وجاء في البيان "نظرا للتهديدات الوشيكة لهذا التراث في ظل النزاع الدائر في قطاع غزة لجأت لجنة التراث العالمي إلى إجراء طارئ في إطار اتفاقية التراث العالمي".
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يوضح الصحفي من قطاع غزة، سيف السويطي، أن الدير يقع بمنطقة عمليات عسكرية بالنسبة للجيش الإسرائيلي.
ويقع الدير بالقرب محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، وبه "تواجد دائم" للجيش الإسرائيلي، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ولذلك فإن الموقع الأثري يتعرض لمخاطر "القصف الجوي، وعمليات التجريف التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي شمال مخيم النصيرات"، وحاليا يوجد "أضرار جزئية" بدير القديس هيلاريون، حسبما يضيف السويطي.
وتواصل موقع "الحرة" مع وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي لتوضيح حقيقة تعرض الدير الأثري للخطر ووجود عمليات عسكرية بالقرب منه، لكن لم يتم الرد على الأسئلة حتى تاريخ نشر التقرير.
وكذلك، لم ترد الكنيسية اللاتينية، المخولة بالتصريح الإعلامي بشأن دير القديس هيلاريون، على طلبات موقع "الحرة" للتعليق.
أين يقع الدير؟ وما أهميته التاريخية؟يقع تل أم عامر المسمى بدير "القديس هيلاريون" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ويعد من أقدم المواقع الأثرية الفلسطينية في غزة.
ويعد موقع دير القديس هيلاريون أول الأديرة الأثرية في فلسطين وأهمها، ويقع على تلة مرتفعة من الرمال، على بعد 15 كم جنوب غرب غزة، وعلى بعد 3 كم غرب النصيرات، فيما يبعد عن ساحل البحر 500 م تقريبا، ويرتفع بنحو 22 م، وفق "وزارة السياحة والآثار الفلسطينية".
وتعود آثار دير القديس هيلاريون إلى واحد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وتُعتبر بمنزلة شهادة استثنائية ومنقطعة النظير على نشأة المسيحية في المنطقة، وفق "اليونسكو".
يعود بناء تل الدير إلى عام 329 ميلادي زمن القديس هيلاريون، وهو يعتبر من أكبر الأديرة الأثرية في فلسطين من حيث المساحة والتصميم.
وتقع أطلال دير القديس هيلاريون على تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا، مما جعله مركزا للتبادل الثقافي والاقتصادي، وله أهمية تاريخية ودينية ومعمارية وثقافية استثنائية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ويمثل الدير أحد أهم المحطات التكوينية في تأسيس نمط حياة الرهبنة المسيحية في فلسطين والتي ألهمت تأسيس مراكز وأديرة رهبانية مسيحية في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط خلال القرن الرابع الميلادي في بداية الفترة البيزنطية في فلسطين.
واستمر هذا الدير في الاستخدام والتطور حتى القرن الثامن ميلادي.
ويظهر دير القديس هيلاريون على خريطة فسيفساء مادبا الأثرية من القرن السادس باسم طاباتا.
وتم اكتشاف الدير عام 1993 م أثناء عملية لتقسيم الأراضي في المنطقة، حيث يضم أنقاض كنيستين ومكانا للدفن وقاعات للعمّاد والطعام، ومرافق صحية وصهاريج مياه، إضافة إلى الأرضيات المصنوعة من الحجر الكلسي والفسيفساء الملونة والمزينة بالرسوم والنقوش المختلفة والبلاط الرخامي، وكذلك حمامات بخارية كبيرة ونافورة، بالإضافة إلى الديماس والمصلى وغرف الرهبان والساقية.
ويتكون الدير من مجموعات معمارية عديدة، محاطة بسور خارجي من الحجر المهندم المسنود بدعامات حجرية، وتشمل مساحة قدرها (137 م×75 م)، إضافة إلى احتوائه على مجموعة من القاعات والغرف والممرات بلغ عددها (245) غرفة، تعود أدوار بنائها إلى مراحل زمنية عدة، بدأت من منتصف القرن الرابع الميلادي حتى القرن الثامن الميلادي.
ويظهر الدير أهمية وأثر القديس هيلاريون ودوره في تأسيس الرهبنة في فلسطين وشرق البحر المتوسط في القرن الرابع ميلادي، والذي ساهم في انتشار الممارسات والتقاليد الرهبانية المسيحية في فلسطين وخارجها.
من هو "القديس هيلاريون"؟القديس هيلاريون ولد في قرية تسمى (طباثا)، وتبعد حوالي 7 كم عن غزة، ويعتقد أن موقع هذه القرية هو موقع (خربة أم التوت) جنوب مصب وادي غزة، وفق "وفا".
ورغب هيلاريون في تلقي النحو بالإسكندرية وفي طريقه التقى بالقديس (أنطوني) المؤسس الحقيقي للرهبنة في صحراء مصر، فتتلمذ على يديه مما أدى إلى تغير كامل في حياته.
وبعد ذلك عاد هيلاريون إلى موطنه الأصلي، ووضع صومعته للتنسك في موقع (خربة أم عامر) سنة (329 م)، في ذلك المكان المنعزل فوق تل مرتفع يشرف على الطريق بين مصر وفلسطين.
وخلال ثلاثين عاما زادت شعبية هيلاريون، فأصبح يحيط به (400) شماس، وهم الذين بدءوا بتنظيم بعض العمائر الخفيفة حول الكنيسة.
وفي سنة 362 م، وصل الإمبراطور جوليان إلى العرش الروماني الذي حكم بلاد الشام بما فيها فلسطين، فقام بتدمير الدير وإجبار هيلاريون على الهرب إلى قبرص، حيث توفي هناك سنة (371 م).
وقد قام أحد تلاميذ هيلاريون بنقل جثمانه إلى غزة، ودفنه في المكان نفسه الذي أقام فيه صومعته الأولى بـ(خربة أم عامر) في النصيرات.
ويحتوي الدير على بقايا رفات القديس هيلاريون الموجودة داخل تابوت من الرخام.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط أكثر من 39145 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قائمة التراث العالمی على قائمة فی فلسطین قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
3 أسباب تجعل حرقة المعدة أكثر شيوعاً مع التقدم في السن
فقد تستوجب بعض الوجبات التي كانت لا تُسبب أي مشكلة -مثل البيتزا أو الكاري الحار- تناول مضاد للحموضة بعد تناولها.
ومع أن أي شخص معرّض للإصابة بحرقة المعدة بغض النظر عن عمره؛ لكنها تزداد شيوعاً مع التقدم في السن. ووفقاً لأطباء الجهاز الهضمي، هناك ثلاثة أسباب رئيسية لذلك.
وحسب تقرير لموقع «هاف بوست»، إذا كنت تُعاني من حرقة المعدة بانتظام فإن معرفة السبب هي الخطوة الأولى لتقليل احتمالية الإصابة بها.
بداية، ما حرقة المعدة تحديداً؟
قبل الخوض في كيفية تجنّب حرقة المعدة، من المفيد معرفة ما يحدث بالفعل في الجسم ويسببها.
وأوضح عالم الميكروبيوم، مؤسس شركة «ريسبيوتيك»، الدكتور فيفيك لال، أن «حرقة المعدة تحدث عندما يرتفع حمض المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة».
وشرح أن هذا يحدث عادةً عندما ترتخي أو تضعف العضلة العاصرة المريئية السفلية، وهي حلقة عضلية تعمل بصفتها صماماً.
بدوره، قال إخصائي أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور ميخائيل ياكوبوف، لـ«هاف بوست»، إن حرقة المعدة تشبه إحساساً حارقاً مزعجاً في الصدر (ومن هنا جاء اسمها)، وعادةً ما تحدث بعد تناول الطعام.
ومثل لال، أوضح أن العضلة العاصرة المريئية السفلية تعمل عادةً بوابة للحفاظ على الحمض في مكانه. ولكن إذا ارتخت كثيراً أو ضعفت فقد يتسلّل الحمض مجدداً، مما يؤدي إلى حرقة المعدة.
3 أسباب تجعل حرقة المعدة أكثر شيوعاً مع التقدم في السن
ضعف عضلات المريء مع مرور الوقتأشار ياكوبوف إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لشيوع حرقة المعدة مع التقدم في السن هو ضعف عضلات المريء مع مرور الوقت، وهو أمر طبيعي يحدث مع التقدم في السن.
بالإضافة إلى ذلك، قال ياكوبوف إن الجهاز الهضمي يتباطأ مع تقدمنا في السن. وأوضح أن هذا يعني أن هناك وقتاً أطول للحمض للتحرك في الاتجاه الخاطئ. معاً، يُشكل هذان العاملان عاملَيْن مضاعفَيْن قد يزيدان من شيوع حرقة المعدة.
بعض الأدوية
يزداد احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدم في السن. وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُعاني 52.5 في المائة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاماً، و71.6 في المائة من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر؛ من ارتفاع ضغط الدم.
وبينما يُعد تناول أدوية ضغط الدم جزءاً مهماً من العلاج، صرّح إخصائي أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور علي كاظمي، لـ«هاف بوست»، بأن هذه الأدوية (خصوصاً النترات وحاصرات قنوات الكالسيوم) قد تزيد احتمال الإصابة بحرقة المعدة.
وقال لال إنه بالإضافة إلى هذه الأدوية، يمكن لبعض المضادات الحيوية والأفيونيات ومسكنات الألم التي تُصرف من دون وصفة طبية، مثل «الإيبوبروفين» أو «الأسبرين»، أن تُسهم في حرقة المعدة. وفي حين يستخدم الناس هذه الأدوية من جميع الأعمار، من المهم معرفة أنها قد تكون سبباً.
زيادة الوزن
إذا اكتسبت بعض الوزن مع تقدمك في السن، فأنت لست وحدك. بين سن 40 و66، يكتسب كل من الرجال والنساء ما بين نصف رطل ورطل واحد في المتوسط سنوياً. وقد أخبر الأطباء الثلاثة «هاف بوست» بأن هناك صلة بين زيادة الوزن وحرقة المعدة.
وقال كاظمي: «يُعتقد أن زيادة محيط الخصر تؤدي إلى زيادة الضغط داخل البطن والمعدة؛ مما يعزّز الارتجاع».
وعلاوة على ذلك، قال كاظمي إن السمنة مرتبطة ببطء الهضم. فكلما كان هضم الطعام أبطأ، زاد الوقت الذي يستغرقه للتسبّب في حرقة المعدة.
وأضاف: «في الآونة الأخيرة، ارتبطت أيضاً أدوية (GLP-1) المستخدمة لمرض السكري وفقدان الوزن، مثل (أوزمبيك) و(مونجارو)، بالارتجاع؛ بسبب تأثيرها في تأخير إفراغ المعدة».
ماذا تفعل إذا كنت تعاني من حرقة المعدة بانتظام؟
أكد الأطباء الثلاثة أن اتباع عادات معينة يمكن أن يقلّل من احتمالية الإصابة بحرقة المعدة؛ بغض النظر عن عمرك.
إذا كنت تتناول أياً من الأدوية المذكورة سابقاً والمرتبطة بحرقة المعدة، فمن المفيد استشارة طبيب الرعاية الأولية بشأن إمكانية تغيير الدواء.
وأكد كل من ياكوبوف وكاظمي أن بذل قصارى جهدك للحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلّل من احتمالية الإصابة بحرقة المعدة أيضاً.