قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الاعتذار عن الخطأ من الأخلاق الإسلامية الرفيعة والآداب الراقية التي تحفظ الود، وتمنع القطيعة، وتديم العلاقات.

 

26 ألف طالب يتقدمون لاختبارات القدرات بكليات جامعة الأزهر.. والجمعة غلق باب التسجيل السبت المقبل.. حفل تقييم مشروعات تخرج قسم الصحافة والنشر بإعلام بنات الأزهر

وأضاف العالمي للفتوى عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك أن قبول الاعتذار، والعفو عن المخطئ يعكس سماحة النفس، ونقاء السريرة، ولين الجانب، ويصدق في صاحبه قول سيدنا رسول الله ﷺ: «وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا.

.».[أخرجه مسلم]
 


فن الاعتذار والمسامحة 


وقد وضح الأزهر الشريف عبر موقعه الرسمي الإلكتروني في حديث الدكتور أحمد السيد السعيد إن الاعتذار أدبٌ ديني، وخلقٌ اجتماعي، وهو من أقوى الصفات التي تدل على التواضع والتسامح، وهو أسلوب يُحسِّن صورة صاحبه ويُبعد عنه سوء الظن حين يصدر منه الخطأ؛ لذا وجب علينا الاعتذار عند الخطأ كما يجب علينا إعذار مَن أخطأ في حقنا والعفو عنه والصفح، وهذا ما تعلمناه من القرآن الكريم وسنة النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم-، وهدي صحابته الكرام -رضي الله عنهم-، وعباد الله الصالحين.

 

الاعتذار في القرآن الكريم 

وأشار السعيد أننا نتعلم الاعتذار في القرآن الكريم من قصة أبينا آدم وأمنا حواء -عليهما الصلاة والسلام-، وفي ذلك يقول ربنا جل وعز: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}، وفي قراءة ابن كثير: {فتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ}، وعندئذ تشعر بأن كلمات الاعتذار كانت تبحث عنه بشوقٍ ولهفةٍ؛ كما كان يبحث هو عنها، وهذا يعلمنا خلقًا قرآنيًا جميلًا؛ هو أن نُسهل للناس سبل التوبة والأوبة، ولا نضع سيف الخطأ والإساءة على رقابهم؛ لئلا نكون كفرعون الذي عيَّر سيدنا موسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-؛ إذ قال له: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ، وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.

 

إلا أن سيدنا موسى -عليه السلام- قال: {فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}، فاعتذر عن هذا الخطأ الذي بدر منه دون قصد؛ ولم يبحث عن مبررات، وقال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي…}. القرآن يعلمنا فن الاعتذار وثقافتَه من خلال قصة نبي الله نوح -عليه السلام- وقد كان حريصًا على نجاة ابنه؛ فقال له: {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا…}، وسأل ربه قائلًا: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}، لكن ماذا فعل حينما قال له ربه: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}؟ لقد اعتذر قائلًا: {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}.

 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاعتذار الود القطيعة مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأزهر الشريف

إقرأ أيضاً:

كيف تثاب المرأة في كل لحظة من يومها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب

قالت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن المرأة في كل لحظة من يومها تؤجر وتثاب إذا أحسنت النية واحتسبت ما تقوم به من أعمال يومية عند الله، حتى وإن كانت تلك الأعمال عادات حياتية مثل إيقاظ الأبناء للمدرسة أو الزوج للعمل، أو القيام بمهام المنزل.

حكم تيمم المرأة التي تضع مستحضرات التجميل .. دار الإفتاء تجيبهل يجوز للمرأة التي تضع المكياج التيمم للصلاة بدلًا من الوضوء؟ الإفتاء توضح

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد: "حتى النوم إذا احتسبت المرأة أنها تستعين به على أداء واجباتها الحياتية، فهي مأجورة عليه"، معلقة "ربنا بيجازيها على نيتها واحتسابها".

وأوضحت عضو الأزهر العالمي للفتوى، أن تخصيص المرأة وقتًا لنفسها ليس ترفاً ولا تقصيراً، بل هو من الحقوق التي كفلها الإسلام لها، مستشهدة بحديث النبي ﷺ: "إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، فأعطِ كل ذي حق حقه". 

وقالت عضو الأزهر للفتوى "سيدنا النبي ﷺ أرشد أحد الصحابة إلى التوازن بين العبادة والراحة، فقال له: صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقاً".

وعن الخلافات الزوجية التي قد تنشأ بسبب اختلاف وجهات النظر حول تنظيم الوقت، شددت على ضرورة وجود اتفاق بين الزوجين حول جدول الحياة اليومي، قائلة: "ما دمت كزوجة أقوم بكل واجباتي تجاه أولادي وبيتي، فمن حقي أن يكون لي وقت مخصص لنفسي، سواء لزيارة أهلي أو صلة رحمي أو حتى للراحة، وكل ده يتم باتفاق وتراضٍ بين الزوجين".

وحذّرت أبو قورة من الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة إذا أصبحت مضيعة للوقت بدلاً من وسيلة للاستفادة، قائلة: "الإسلام دين وسَطية، وكل إفراط أو تفريط مرفوض، حتى في وقت الراحة، منهج النبي ﷺ كان ألا نضيع أوقاتنا فيما لا ينفع، والمرأة الذكية تدير وقتها بحكمة وتوازن".

طباعة شارك الأزهر العالمي للفتوى الأزهر المرأة الأزهر للفتوى كيف تثاب المرأة في كل لحظة من يومها

مقالات مشابهة

  • عودة إذاعة المصحف المعلم للشيخ محمود خليل الحصري عبر إذاعة القرآن الكريم
  • في ذكرى وفاته.. مركز الأزهر للفتوى: الشعراوي علامة فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديثة
  • بدء إذاعة المصحف المعلم للشيخ الحصري عبر إذاعة القرآن الكريم
  • حكم رفع الصوت بالقراءة للنساء في الصلاة.. الأزهر للفتوى يوضح
  • كيف تعرف علامات قبول فريضة الحج؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • الأزهر للفتوى: كثرة الابتلاءات تزيد المؤمن قربا من الله
  • الإجازة في تلاوة القرآن الكريم.. التحديات والفوائد وأهميتها في التعليم الإسلامي
  • كيف تثاب المرأة في كل لحظة من يومها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب
  • رئاسة الشؤون الدينية تحتفي بالفائزين بمسابقة القرآن الكريم لحجاج بيت الله الحرام
  • بدء التسجيل في الدورة الصيفية لحفظ القرآن الكريم والمتون العلمية بالمسجد النبوي