بايدن يؤيد إصلاحات المحكمة العليا وتقييد "حصانة الرئيس"
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، تأييده تغييرات شاملة في المحكمة العليا، داعيا إلى تحديد مدة ولاية القضاة بـ 18 عاما واعتماد قانون أخلاقي ملزم وقابل للتنفيذ للمحكمة العليا.
كما يدافع بايدن عن تعديل دستوري من شأنه أن يحظر الحصانة الشاملة للرؤساء، وذلك بعد قرار المحكمة العليا الضي قضى بأن الرئيس السابق دونالد ترامب محصن من الملاحقة القضائية.
تحول في موقف بايدن
ويمثل إعلان بايدن الذي صدر الإثنين، تحولا كبيرا في موقفه تجاه أحد فروع الحكومة الثلاثة في أمريكا، بعد أن قاوم لفترة طويلة الدعوات لإصلاح المحكمة العليا.
ومنذ توليه الرئاسة، انحرفت المحكمة العليا بشكل حاد إلى اليمين، حيث ألغت قضية رو ضد وايد، وأنهت العمل الإيجابي في القبول بالجامعات، وأضعفت سلطة الوكالات الفيدرالية من خلال إلغاء قرار دام 40 عاما، وإلغاء برنامج بايدن للإعفاء من قروض الطلاب.
وكتب بايدن في مقال رأي في صحيفة "واشنطن بوست": "لقد أشرفت على ترشيحات للمحكمة العليا أكثر من أي شخص آخر على قيد الحياة اليوم، وأنا أحترم مؤسساتنا وفصل السلطات كثيرا".
وأضاف: "ما يحدث الآن ليس طبيعيا، وهو يقوض ثقة الجمهور في قرارات المحكمة، بما في ذلك تلك التي تؤثر على الحريات الشخصية. نحن الآن في خرق".
دعم المقترحات
ومن المرتقب أن يعلن بايدن رسميا عن دعمه للتغييرات خلال خطاب لإحياء الذكرى الستين لقانون الحقوق المدنية في أوستن.
ومع ذلك، فإن الدعوات طموحة إلى حد كبير في هذه المرحلة نظرا للصعوبات الطويلة التي تواجهها في التنفيذ، وتخضع حدود المدة وقواعد الأخلاق لموافقة الكونجرس، ومن غير المرجح أن يدعم مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون أيا منهما.
ويتطلب كلا المقترحين أيضا 60 صوتا لتمرير مجلس الشيوخ، ولا يشغل الديمقراطيون سوى 51 مقعدا في المجلس الأعلى، ويتطلب تمرير تعديل دستوري إزالة المزيد من العقبات.
"لا أحد فوق القانون"
ينص التعديل المقترح من بايدن، والذي يطلق عليه بايدن "تعديل لا أحد فوق القانون"، على أن "الدستور لا يمنح أي حصانة من الاتهام الجنائي الفيدرالي أو المحاكمة أو الإدانة أو الحكم بحكم العمل السابق كرئيس"
وفي مقاله الذي شرح فيه قراره، كتب بايدن، "تأسست هذه الأمة على مبدأ بسيط، ولكنه عميق: لا أحد فوق القانون. ليس رئيس الولايات المتحدة. ليس قاضيًا في المحكمة العليا للولايات المتحدة. لا أحد".
وقرار حصانة المحكمة العليا، الذي جاء على أسس أيديولوجية، جعل من غير المرجح للغاية أن يحاكم ترامب بتهمة محاولة تقويض انتخابات 2020 قبل أن يدلي الناخبون بأصواتهم في المنافسة الرئاسية لهذا العام.
فضائح المحكة العليا
وتأتي دعوة بايدن لوضع مدونة أخلاقية قابلة للتنفيذ بعد عام من الفضائح في المحكمة العليا، والتي تركزت إلى حد كبير على القاضي كلارنس توماس وافتقاره إلى الإفصاح عن الهدايا.
كما تعرض القاضي صامويل أليتو لانتقادات بسبب رفع أعلام استفزازية سياسية في منازله.
وكتب بايدن أن مدونات الأخلاق يجب أن تلزم القضاة "بالكشف عن الهدايا، والامتناع عن النشاط السياسي العام، واستبعاد أنفسهم من القضايا التي يكون لديهم أو لأزواجهم تضارب مالي أو غير ذلك من المصالح".
وقال بايدن إن حدود المدة ستسمح للرؤساء المستقبليين بتعيين قاض كل عامين وجعل ترشيحات المحكمة العليا " أكثر قابلية للتنبؤ وأقل تعسفا".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي الديمقراطية الدستورية الكبرى الوحيدة التي تمنح تعيينات مدى الحياة لقضاة المحكمة العليا.
تعليق ترامب
وبعد أن نشرت صحيفة "واشنطن بوست" لأول مرة تقريرا عن مقترحات بايدن، انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، خطة الرئيس.
وكتب بايدن "يحاول الديمقراطيون التدخل في الانتخابات الرئاسية وتدمير نظام العدالة لدينا، من خلال مهاجمة خصمهم السياسي، ومحكمتنا العليا الموقرة. يتعين علينا أن نناضل من أجل محاكمنا العادلة والمستقلة، وحماية بلدنا".
وخلال السباق الرئاسي لعام 2020، رفض بايدن دعوات الليبراليين الذين دافعوا عن توسيع المحكمة لكنه وعد بإنشاء لجنة لدراسة التغييرات المحتملة.
وقد نفذ هذا الوعد بعد انتخابه، وأصدرت اللجنة تقريرًا من 294 صفحة للرئيس. لكنه وقبل اليوم الاثنين لم يتصرف بايدن بشأن تقرير اللجنة منذ الموافقة عليه في ديسمبر 2021.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات دونالد ترامب المحكمة العليا الكونجرس الجمهوريون الديمقراطيون الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية أميركا دونالد ترمب جو بايدن المحكمة العليا إصلاحات حصانة الرئيس دونالد ترامب المحكمة العليا الكونجرس الجمهوريون الديمقراطيون الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية أخبار أميركا المحکمة العلیا لا أحد
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد الألماني أمام أعمق أزماته منذ الحرب العالمية الثانية
حذّرت أكبر هيئة صناعية في ألمانيا من أن اقتصاد البلاد يشهد «أعمق أزماته» منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، منتقدة ما اعتبرته تقاعسا حكوميا فيما يسجل الإنتاج الصناعي تراجعا للعام الرابع على التوالي.
ومن المتوقع أن يقتصر نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2025 على مجرّد ركود، بعد عامين من الانكماش، في وقت يبدو المستشار فريدريش ميرتس عاجزا عن بلورة الوصفة اللازمة لدفع الإصلاحات وإعادة الثقة إلى الشركات.
وقال رئيس «اتحاد الصناعات الألمانية» بيتر ليبنغر في بيان: إن أكبر قوة اقتصادية في أوروبا «في حالة سقوط حر، لكن الحكومة الفدرالية لا تستجيب بالقدر المطلوب من الحزم»، محذرا من أن القطاع الصناعي يصل في نهاية 2025 إلى «مستوى متدنّ بدرجة مقلقة».
وصيغ بيان المنظمة بلغة مقلقة على أقل تقدير ووجه انتقادات للمستشار ميرتس المحافظ المتحالف مع الاشتراكيين الديموقراطيين داخل ائتلاف حكومي غير شعبي وصل إلى السلطة في الربيع، عقب انتخابات شهدت صعودا لليمين المتطرف. وقال الاتحاد: «نتوقع هذا العام تراجعا بنسبة 2% في الإنتاج، ما يعني عاما رابعا من الانكماش الصناعي. هذا ليس تباطؤا دوريا، بل تراجع بنيوي»، داعيا الحكومة إلى «انعطافة في السياسة الاقتصادية مع أولويات واضحة للقدرة التنافسية والنمو».
وأشار الاتحاد إلى أن الإنتاج انخفض في الربع الثالث «بنسبة 0.9% عن الربع السابق و1.2% على أساس سنوي».
ظلّت ألمانيا طوال سنوات استثناء داخل قارة تتراجع فيها الصناعة، مستفيدة خلال العقد الماضي من نموذج يقوم على تصدير منتجات عالية القيمة من مصانع تعمل بأقصى طاقتها بفضل الغاز الروسي الرخيص.
«إصلاحات بنيوية»
لكن جائحة كوفيد-19، وارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتراجع الابتكار، والمنافسة الصينية، وفرض الرسوم الجمركية الأمريكية، كلها عوامل بدأت تقوّض هذا النموذج، وتحوّل تدريجيا أكبر اقتصاد أوروبي إلى رجل أوروبا المريض.
وعد ميرتس في الخريف بسلسلة إصلاحات وإجراءات لتخفيف العبء البيروقراطي في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، استجابة لمطالب الشركات التي ترى في التشريعات المعقّدة عائقا أمام الابتكار ومصدرا لتكاليف إضافية.
ودافع ميرتس الأسبوع الماضي أمام البرلمان عن أدائه، معدّدا الإصلاحات التي أُقرت، من خفض الضرائب على الشركات إلى آلية تسعير الكهرباء.
لكن الصناعيين يعتبرون أن الخطوات لا تزال دون المطلوب.
وقال اتحاد الصناعات: إن «كل شهر يمرّ من دون إصلاحات بنيوية حاسمة سيكلّف مزيدا من الوظائف».
وتتحمّل سوق العمل انعكاسات التحوّل الجاري في الصناعة؛ فقد خسر قطاع السيارات 6.3% من موظفيه خلال عام واحد، أي ما يعادل 48 ألفا و700 وظيفة، بينما تراجعت اليد العاملة في قطاع المعادن 2.6% خلال عام وأكثر من 11% منذ 2019، بحسب تقرير أصدره الاتحاد .
وفي قطاع السيارات، تخطط «فولكسفاجن» لشطب 35 ألف وظيفة بحلول 2030، أي ما نسبته 29% من قوتها العاملة في ألمانيا.
وقبل أيام، حذّرت نقابة صناعة الكيميائيات والأدوية من أن الإنتاج في القطاع الكيميائي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ 30 عاما.
وفي المقابل، تبدو صناعة الأسلحة، المدفوعة باستثمارات بمئات مليارات اليورو، أشبه بطوق نجاة للحكومة التي دعت الثلاثاء إلى تعزيز التعاون بين القطاعات.
وقال وزير الدفاع بوريس بيستوريوس خلال مؤتمر صحفي: «نحتاج إلى شبكة أقوى بين الصناعة المدنية وصناعة الأمن والدفاع».
وأشارت وزيرة الاقتصاد كاتارينا رايش التي حضرت المؤتمر، إلى «تداخلات تكنولوجية» محتملة مع صناعة السيارات «التي تمتلك قدرات تحتاج إليها منظومة الدفاع بشكل ملح».
وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب»