#الأديان و #الشرائع
مقال الإثنين: 29 /7 /2024
بقلم: د. #هاشم_غرايبه
الدين لغويا مشتقة من دان أي اعتقد واقتنع واتبع، وهو اصطلاحا نظام اجتماعي ثقافي يحدد لمتبعه منظومة من السلوكيات والممارسات المعينة، والأخلاق، والأفكار والمعلومات.
مصدر الدين أصلا من الخالق، وابتدأ الإنسان اتباعه منذ الإنسان الأول آدم، لكن مع تقادم الأزمان وغلبة الأهواء والمصالح ، أخذ البشر في الانحراف عنه شيئا فشيئا، حتى وصل بالمنتفعين من تحريفه وهم فئات الكهان والعرافين والزعماء الى جعل أنفسهم وسطاء بين الله والخلق، ثم حوره محتكرو الحكم الى جعل أنفسهم مكلفين من الخالق بالحكم، فظهر مفهوم العائلات الحاكمة سليلة الآلهة.
ولأن الله خفي عن إدراك البشر، فقد ابتدع هؤلاء المحرفين الأوثان، كرموز مادية تدل عليه منحوتة من الحجر، ثم تطور الأمر الى اعتبارها هي الإله، ولتعدد الأقوام عددوا الآلهة.
بلغ الانحراف منتهاه عندما أخذ الناس يعبدونها من دون الله وليس تقربا له، فأرسل الله رسالات هادية مرشدة عبر رجال انتقاهم من خيرة كل قوم حتى يصدقوهم، وبالطبع فلأن المرسل واحد، فلا يمكن أن يرسل رسالات متباينة، ويطلب من البشر اتباع أديان متعددة، بل جميعها مبنية على مبدأ واحد هو الإيمان بالخالق إلها واحدا، وبيوم الحساب لأجل أن يحرصوا على الأعمال الصالحة ويجتنبوا الإثم والعدوان.
ولأن معارف الإنسان ومتطلباته المعيشية متطورة متغيرة عبر العصور، وبحسب تباينات المكان، لذلك جعل لكل رسالة تشريعات تلائم المرسل إليهم، فكانت هنالك اختلافات بسيطة في بعض التشريعات، لكن الأصول والمبادئ التي هي الدين واحدة لم تتغير.
من هنا يخطئ من يقول بالأديان السماوية، فالدين واحد أنزله الله عبر كل كتبه ورسالاته، وأما العقائد الزائغة من معتقدات مزورة للدين فلا تعتبر دينا إلا من باب المجاز، ولذلك لم يذكر الله تعالى الدين الا بالمفرد، لأنه واحد لا يتعدد، وحتى عندما ذكر تميزه عن المعتقدات الأخرى لم يقل الأديان الأخرى بل (الدين كله): “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ” [الصف:9].
السؤال هنا: من أين إذاً جاءت التسميات: الدين اليهودي والدين المسيحي والدين الاسلامي؟.
عندما أنزل الله الرسالات على أنبيائه ليبلغها كل الى قومه، جميعهم كانوا يهدون الى افراد الله بالعبودية والربوبية والاستقامة، ومبشرين ومنذرين، لكن لم ينزل معهم جميعم تشريعاته التي هي مع العقيدة قوام الدين، بل خمسا منهم سماهم أولو العزم، أنزل معهم الدين المحتوي على أساسيات العقيدة والتشريعات الخاصة بذلك العصر وأولئك القوم، وسمى البدايات الصحف الأولى، وهي صحف ابراهيم وموسى، وبيّن محتواها في سورة الأعلى، كما أكدها ثانية في سورة النجم الآيات (36-42)، وكانت تشريعات التوراة أوسع وأعم، وظل يعمل بها الى أن نزل القرآن الذي حوى التشريعات النهائية والختامية للبشر، وبعدها أوقف تعالى اتصاله بالبشرعبرالوحي، ولذلك حمى الله القرآن من عبث البشر، لأنه الأثر المادي الوحيد الباقي مرجعا تشريعيا للبشر الى يوم الدين، وبناء على إكماله الدين بالرسالة الخاتمة، جعلها هي الدين، ولا يقبل إيمان من لا يتبعه، وحدد مسمى الدين بالإسلام.
هذا الأمر لم يوافق هوى بني إسرائيل، مثلما لم يوافق هواهم من قبل أرسال عيسى عليه السلام ليصحح انحرافهم عن الدين، فكفروا به وأنكروا رسالته رغم المعجزات التي تثبت أنه رسول الله، لذلك ليس مفاجئا اصرارهم على نهجهم في تكذيب رسل الله والكيد لهم، فقد باشروا التزوير وعبادة العجل ولما يروا التوراة، فكيف بعد موسى بقرون!.
لذا كان تكذيبهم للرسالة المحمدية أشد، خاصة وأنهم يعلمون أنهم لا يملكون الى تحريفها سبيلا، فلجأوا الى تفريق الدين، والتكذيب بأسسه، فنسبوا الرسالات الى الرسول وليس الى من أرسله.
هذه التسميات لم يقل بها أي نبي، قصدوا بها جعل الدين الواحد أديانا ليبقى اتباعها متشاكسون، ولقطع الطريق على متبعي الرسالات السابقة اتباع الرسالة الخاتمة حين نزولها كما أوصاهم أنبياؤهم.
ولأن اليهود (الفئة الضالة) هم الأغلبية بين بني اسرائيل، ومتمكنون في التزوير والتضليل ومتنفذون لامتلاكهم الثروة، فقد تمكنوا من تعميم هذه المصطلحات التي لم ينزل الله بها من سلطان.
لذا فلا يجوز شرعا القول أديان سماوية، بل هو دين واحد، واسمه الإسلام. مقالات ذات صلة اجتماعاتٌ دوليةٌ سريةٌ لمستقبل غزة بعد ذبحها وسلخها 2024/07/28
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الشرائع
إقرأ أيضاً:
جيل الإنترنت يفضل روبوتات الدردشة على البشر والقلق يتصاعد
وكالات
أصبح أصغر أفراد جيل الإنترنت، من المراهقين والأطفال، يلجأون بشكل متزايد إلى رفقاء الذكاء الاصطناعي في كل شيء، بدءاً من الترفيه الخفيف ووصولاً إلى النصائح العاطفية العميقة.
ووفقاً لصحيفة “نيويورك بوست”، فإن جيلي “Z” و”ألفا” يتصدران هذا التوجه الجديد الذي بات يغيّر شكل العلاقات الاجتماعية التقليدية.
وبينما تتراوح أعمار جيل Z بين 13 و28 عامًا، يمتد جيل ألفا من حديثي الولادة حتى عمر 12 عاماً، ومع تسارع وتيرة تطور أدوات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة الماضية، باتت روبوتات المحادثة الخيار الأول للمستخدمين في حالات عديدة، ما يعكس تحوّلاً عميقًا في أنماط التفاعل البشري.
في دراسة حديثة أجرتها مؤسسة Common Sense Media خلال مايو 2025، تم استطلاع آراء أكثر من 1000 مراهق أمريكي تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا.
وكانت النتائج مفاجئة: 52% منهم يستخدمون روبوتات الدردشة الذكية لأغراض اجتماعية مرة واحدة على الأقل شهريًا.
وتنوعت استخداماتهم ما بين التدرب على بدء المحادثات، والتعبير عن المشاعر، وتقديم النصائح، وحل النزاعات، وحتى الدفاع عن النفس، والأهم، أن نحو 40% منهم أكدوا أنهم طبقوا هذه المهارات فعليًا في تفاعلات اجتماعية حقيقية.
ورغم الفوائد المحتملة، حذر مؤلفوا الدراسة من آثار جانبية خطيرة، أبرزها تشكيل سلوكيات معادية للمجتمع، والتعرض لمحتوى لا يتناسب مع أعمار المستخدمين، فضلًا عن إمكانية تقديم نصائح ضارة دون رقابة كافية.
وفي فقرة صريحة من التقرير، كتب الباحثون: “لا ينبغي لأي شخص دون سن 18 أن يعتمد على رفقاء الذكاء الاصطناعي”، واعتبروا أن المنصات الحالية تفتقر إلى أدوات تحقق فعالة من العمر، مما يجعل من السهل على الأطفال تجاوز القيود والولوج إلى هذه الأدوات دون إشراف.
وأظهرت البيانات أن 33% من المراهقين يفضلون التحدث إلى روبوتات الذكاء الاصطناعي على التفاعل مع أشخاص حقيقيين، خصوصًا في المحادثات الجادة، بينما أبدى 34% من المستخدمين شعورًا بالانزعاج من نوعية الردود أو غياب الجانب العاطفي في التفاعل مع الروبوتات.
ويتضاعف القلق عندما يصبح الذكاء الاصطناعي ملاذًا لمن يعانون من مشكلات عاطفية أو نفسية حادة. إذ تشير خبراء مثل المستشارة الكندية “نيلوفر إسماعيل بور” إلى أن روبوتات الدردشة لا يمكنها فهم الأسباب العميقة وراء سلوكيات البشر أو استيعاب تعقيداتهم النفسية.
وقالت في تصريح سابق: “مهما بلغت تطورها، تظل أدوات الذكاء الاصطناعي مجرد أنظمة تعتمد على بيانات ضخمة واستجابات مبرمجة، لا يمكنها أن تحل محل دعم إنساني حقيقي، خصوصًا في الحالات الحساسة كالأفكار الانتحارية.”