مخاوف من السيطرة على البشر .. تقنية للتحكم بعقل الإنسان عن بعد!
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
نجح علماء في كوريا الجنوبية في تحقيق اختراق علمي بالغ الأهمية، حيث تمكنوا من ابتكار تكنولوجيا يُمكنها التحكم بعقل الإنسان عن بُعد، وهو ما يُشكل تطوراً بالغ الأهمية، وقد يؤدي إلى علاج الكثير من الأمراض لكنه في نفس الوقت قد يجعل من السهل التحكم بالبشر والسيطرة عليهم وعلى تصرفاتهم من قبل الآخرين.
التغيير ــ وكالات
وفي التفاصيل التي نشرتها جريدة “ديلي ميل” البريطانية، فإن التقنية التي تم الكشف عنها في كوريا الجنوبية هي عبارة عن جهاز للتحكم بدماغ الإنسان عن بعد وهو “بعيد المدى” و”كبير الحجم”.
وأكد العلماء أن هذا الجهاز مخصص للاستخدام في الإجراءات الطبية “غير الجراحية”، حيث إنه من الممكن أن يُسهل على الأطباء الكثير من العمليات.
وقام الباحثون في المعهد الكوري للعلوم الأساسية (IBS) بتطوير الجهاز الذي يتلاعب بالدماغ عن بُعد باستخدام المجالات المغناطيسية، واختبروا التقنية عن طريق تحفيز غرائز “الأمومة” في موضوعات الاختبار الأنثوية على الفئران.
وفي اختبار آخر، قاموا بتعريض مجموعة اختبار من فئران المختبر إلى مجالات مغناطيسية مصممة لتقليل الشهية، مما أدى إلى فقدان وزن الجسم بنسبة 10%، أو حوالي 4.3 غرام.
وبحسب الفريق البحثي الذي حقق هذا الانجاز فإن “هذه هي التكنولوجيا الأولى في العالم التي تتحكم بحرية في مناطق معينة من الدماغ باستخدام المجالات المغناطيسية”.
وقال الدكتور تشيون جين وو، مدير مركز (IBS) لطب النانو في كوريا الجنوبية، إنه يتوقع استخدام الأجهزة الجديدة في مجموعة متنوعة من تطبيقات الرعاية الصحية حيث قال إن هناك حاجة ماسة إليها.
وأضاف تشيون: “نتوقع أن يتم استخدامه على نطاق واسع في الأبحاث لفهم وظائف الدماغ، والشبكات العصبية الاصطناعية المتطورة، وتقنيات واجهة الدماغ والحاسوب ثنائية الاتجاه، والعلاجات الجديدة للاضطرابات العصبية”.
وعلى الرغم من كون التحكم بالعقل عن بُعد لا يزال ضرباً من الخيال العلمي، إلا أنَّ خبراء الصحة لاحظوا أن المجالات المغناطيسية قد استخدمت بنجاح في التصوير الطبي منذ عقود.
وكتب الدكتور فيليكس ليروي، أحد كبار العلماء في معهد العلوم العصبية الإسباني “إن مفهوم استخدام المجالات المغناطيسية لمعالجة الأنظمة البيولوجية أصبح الآن راسخاً”.
وأشار إلى أنه “تم تطبيقه في مجالات مختلفة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، وارتفاع الحرارة المغناطيسي لعلاج السرطان”.
ويقول الفريق البحثي الكوري إن الجديد الذي تمكنوا من إضافته مؤخراً هو التصنيع الجيني لمواد نانوية متخصصة، والتي يمكن ضبط دورها داخل الخلايا العصبية في الدماغ من بعيد عبر مجالات مغناطيسية مختارة بعناية. وهذه التقنية، التي تسمى رسمياً علم الوراثة المغناطيسية الميكانيكية (MMG)، قامت بتوجيه الدكتور تشيون وزملاؤه أثناء تطويرهم لتقنية تعديل الدماغ.
وأطلق الفريق الكوري على اختراعهم اسم (Nano-MIND)، أي الواجهة النانوية المغناطيسية للديناميكيات العصبية.
الوسومالتحكم الدماغ تجارب كوريا
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: التحكم الدماغ تجارب كوريا
إقرأ أيضاً:
مجازر البشر : حلقات في سلسلة ممتدة
مجازر البشر : حلقات في سلسلة ممتدة
خالد فضل
لسوء الحظ ، تحل ذكرى تلك المجزرة الوحشية مرتبطة بالتوقيت الهجري 29رمضان، وبالميلادي 3يونيو من كل عام . كأنما في ذلك تنبيه مستمر بديمومة المجازر في بلادنا ، مذابح الناس ؛ الذين هم في غالب الأحوال من المدنيين العزّل . في مفارقة تؤكد المؤكد، أنّ عدو الحياة مع الأسف هو مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية .
دعونا في الذكرى السادسة لمجزرة فض الإعتصام نناقش الأهوال والمصائب الجسام التي لحقت بالشعب السوداني خلال هذه الفترة فقط ، بالطبع هي حلقة واحدة في سلسلة ممتدة من الجرائم عبر تاريخ الدولة الوطنية منذ الإستقلال وحتى اليوم .
الضحايا ؛ الذين هم في الغالب بدون حصر دقيق، يتم تقديرهم بالمئات على أقل تقدير كلهم في عمر الشباب وبواكير الصبا .بمعنى آخر ، هم عماد المستقبل . تحولوا إلى رزء في الحاضر وعبء على المستقبل . رزئت أسرهم بفقدهم وفجيعة الموت لمن تأكدت وفاتهم ،وبهاجس الفقد والغياب وتوقع العودة للمفقودين ، إنّ حال الأسر التي واجهت حقيقة موت أبنائها أفضل نفسيا من حالة أسر المفقودين . وهذا عبء على المستقبل، كما هي أوضاع المصابين والمعاقين الذين سيقضون بقية أعمارهم يعانون من الإعاقة الجسدية أوالمعنوية .
الضحايا توصيفهم معلوم مكانا وزمانا ، ساعات الفجر في تلك الليلة، في الساحات المحصورة أمام بوابات القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية . من المجرم ؟ الإشتباه مبني على تصريح عضو المجلس العسكري الإنتقالي يومها شمس الدين الكباشي ؛ قوات مسلحة تضم عناصر من الجيش، الدعم السريع ، الشرطة، الأمن والمخابرات . أطلق عليها القوة المشتركة . بعض الشواهد والتقارير تشير إلى مشاركة عناصر من مليشيات تنتمي لتنظيم الإسلاميين المؤتمر الوطني التي أشار إليها علي عثمان محمد طه بكتائب الظل .
المهم أنّ تلك القوات تندرج تحت لافتة المؤسسات العسكرية والأمنية للدولة السودانية، يرتدي أفرادها الزي الرسمي لتلك المؤسسات، يفترض أنّ جميع اللوجستيات التي استخدموها في تلك المجزرة ممتلكات الدولة الوطنية بما في ذلك الحوافز المالية التي صرفت للأفراد الذين أدوا المهمة على أكمل وجه .
تمام أداء المهمة العسكرية الأمنية تمثّل في سحق المتظاهرين، حرق وتفكيك الخيام، مسح الجداريات، تنظيف وغسيل الساحات من أي آثار . أما النتيجة المباشرة التي حصدها الشعب فكانت، مآتم وأحزان وفجائع عمّت معظم الاسر السودانية، جرحى ومعاقون ما يزال بعضهم يعاني الإهمال، ومن ضمنهم خمسة شباب في الهند كان موقع صحيفة التغيير قد نشر معاناتهم على ألسنتهم قبل إسبوعين تقريبا . ولن ننسى التنويه إلى فرحة وسرور بعض الأفراد في تنظيم الإسلاميين المؤتمر الوطني الذين نسب لبعضهم القول الشنيع ( أثلجت المذبحة صدورنا) .
تلك المجزرة كانت إرهاصا مبكرا للدور القذر الذي ستلعبه مؤسسات الدولة الوطنية المعنية بالشق العسكري والأمني في البلاد . المسؤولية هنا لا تسقط بالتقادم أو التغيير في مواقف صفوف تلك المنظومة، الضحايا أرواح . والمسألة تغوص عميقا لفحص مهام تلك المؤسسات وما إذا كانت مؤسسات رابحة أم خاسرة بالفعل . وسؤال الجدوى من وجودها في هذه الحالة .
عجزت لجنة التحقيق الوطنية برئاسة الاستاذ المحامي نبيل أديب في تقديم تقرير حول ما توصلت إليه تحرياتها، لا يعلم الشعب السوداني حتى الآن هل استمعت اللجنة إلى إفادات قادة المجلس العسكري، وقيادات تلك الوحدات المشتركة أم لا . الفريق البرهان كان قد اشار في كلمة عابرة أثناء هذه الحرب الطاحنة ضد خدنه/عدوه ، قوات الدعم السريع ، إلى مسؤولية الأخيرة عن الجريمة . هل يمكنه تبرئة ساحته أمام محكمة عادلة ومستقلة . وبالتالي تتحدد المسؤولية بشكل واضح ، وينال المذنب العقاب المستحق . أم مواصلة الهروب من ساعة الحقيقة ببث دعايات الحرب وتضليلها . ومحاولة تعويم وغسيل واقعة المجزرة ضمن سياق (الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا المتمردة) . لا بأس من التحقيق في تلك الإنتهاكات، ولكن هل يتم غض الطرف عن الإنتهاكات التي ارتكبت والمليشيا لم تك متمردة ؛ بل كانت الابن البار من رحم الجيش، وساعده الذي يبطش به . ما مسؤولية الجيش وقائده عن تلك الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا تحت إمرته . هذا هو مطلب الإنصاف للضحايا ورد الإعتبار، هناك أولياء دم ، رفاق نضال سلمي باذخ ، هناك حياة تم إعدامها ظلما لمواطنين سودانيين على يدي أفراد ينضوون _من حسرة_ في مؤسسات دولتهم، موظفون في الأجهزة التي مهمتها الوحيدة هي الدفاع عن حياتهم وتوفير أمنهم .
هذه المؤسسات فشلت في القيام بواجباتها في فجر ذلك اليوم ، إنْ لم نجزم بارتكابها لتلك المجزرة .. قهل يؤتمن من يقتل الناس على حياتهم ؟ هل تصدق دعاوي الكرامة التي يطلقها من داس فعليا على كرامة الناس !!
المجد والخلود للشهداء الأخيار والشهيدات من شباب /ات بلادنا الذين قدّموا أرواحهم فداء لشعبهم . ستظل ذكرى تلك التضحيات المجيدة حاضرة تلهم الأجيال اللاحقة وتزودها بالدافع لمواصلة المسير نحو تأسيس وطن يليق ، على هدى الحرية السلام والعدالة.