الجزيرة:
2025-07-04@10:46:23 GMT

أوروبا تُعد خطة لمواجهة رسوم ترامب المحتملة

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

أوروبا تُعد خطة لمواجهة رسوم ترامب المحتملة

استعدادًا لولاية ثانية محتملة لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، يقوم الاتحاد الأوروبي بصياغة إستراتيجية تجارية من خطوتين تهدف إلى التخفيف من تأثير سياساته التجارية.

وتتضمن هذ الإستراتيجية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز:

تقديم صفقة تجارية سريعة لترامب والتخطيط لتدابير انتقامية مستهدفة إذا فرض ترامب تعريفات عقابية عليها.

تعريفات ترامب المقترحة

وتعهد ترامب بتنفيذ تعريفة جمركية دنيا بنسبة 10% على السلع الأجنبية، والتي يقدر مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنها قد تقلل من صادرات الاتحاد الأوروبي بنحو 150 مليار يورو سنويًا.

وتقوم إدارة التجارة التابعة للمفوضية الأوروبية بإعداد قوائم بالواردات الأميركية التي قد تواجه رسومًا بنسبة 50% أو أكثر إذا فشلت المفاوضات واستمر ترامب في فرض تعريفات جمركية أعلى، على ما ذكرته الصحيفة.

إستراتيجية الاتحاد الأوروبي خلال فترة ولاية ترامب الأولى تضمنت فرض رسوم جمركية على منتجات أميركية (رويترز)

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي للصحيفة: "يتعين علينا أن نظهر أننا شركاء للولايات المتحدة"، وأضاف:"سنبحث عن صفقات، لكننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا إذا لزم الأمر.. لن نتحلى بالخوف".

وكانت إستراتيجية الاتحاد الأوروبي خلال فترة ولاية ترامب الأولى -والتي تضمنت فرض رسوم جمركية على  عدد من المنتجات- ذات تأثير كبير على قاعدة الناخبين الأساسية لترامب.

وكانت هذه الرسوم الجمركية جزءًا من جهود إعادة التوازن بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي بقيمة 6.4 مليارات يورو في عام 2018.

وأعرب فالديس دومبروفسكيس، مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، عن أمله في تجنب المواجهات السابقة، مؤكدًا على أهمية التحالفات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في السياق الجيوسياسي الحالي.

وقال للصحيفة: "نعتقد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حلفاء إستراتيجيون وخاصة في السياق الجيوسياسي الحالي، من المهم أن نعمل معًا في مجال التجارة".

لكن استدرك بالقول: "لقد دافعنا عن مصالحنا بالرسوم الجمركية ونحن على استعداد للدفاع عن مصالحنا مرة أخرى إذا لزم الأمر".

عواقب اقتصادية

ومن المتوقع أن تلحق حرب التعريفات الجمركية ضررًا بالاتحاد الأوروبي أكثر من الولايات المتحدة، مما قد يكلف الاتحاد 1% من ناتجه المحلي الإجمالي مقارنة بـ 0.5% للولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإنها ستزيد أيضًا من التضخم في الولايات المتحدة بنسبة 1.1%، مقارنة بـ 0.1% فقط في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لجان هاتزيوس، كبير خبراء الاقتصاد في غولدمان ساكس.

ويأمل صناع السياسات في الاتحاد الأوروبي أن يتجنب ترامب تأجيج التضخم نظرًا لمخاوف الناخبين الأميركيين بشأن تكلفة المعيشة.

العجز التجاري السنوي للولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بلغ  152 مليار يورو عام 2020 (غيتي) توترات تجارية سابقة

وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، تمكن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من التفاوض على صفقات بشأن منتجات محددة، مثل لحوم البقر وفول الصويا من الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من هذه الجهود، اتسع العجز التجاري السنوي للولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي إلى 152 مليار يورو في عام 2020 من 114 مليار يورو في عام 2016. وظل العجز ثابتًا في عهد الرئيس بايدن، ليصل إلى 156 مليار يورو في عام 2023.

ونظرًا لتباطؤ النمو الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي مقارنة بالولايات المتحدة، مما يضعف الطلب، يعترف مسؤولو الاتحاد الأوروبي بالتحدي المتمثل في زيادة الصادرات الأميركية بشكل كبير.

وتهيمن السلع الأساسية على الصادرات الأميركية، في حين تشمل صادرات الاتحاد الأوروبي سلعًا عالية القيمة مثل الأدوية والسيارات الفاخرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة للولایات المتحدة یورو فی عام ملیار یورو رسوم ا

إقرأ أيضاً:

ما مستقبل الدبلوماسية الأوروبية في الملف النووي الإيراني؟

بروكسل- لم تُحقق الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على منشآت نووية إيرانية، منتصف يونيو/حزيران الماضي، هدفها المعلن بتدمير البرنامج النووي لطهران، رغم شدّتها وتواصلها لأكثر من 10 أيام.

ووفق وثائق استخباراتية أوروبية اطّلعت عليها صحيفة فايننشال تايمز، فإن نحو 408 كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، المخزَّن في المنشآت الإيرانية، لم تتعرض لأي ضرر يُذكر.

وبينما أعلنت طهران نيتها تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتصاعدت حدة التوترات الإقليمية، يبقى السؤال: هل تملك أوروبا مقاربة خاصة لاحتواء التصعيد؟ وهل ما يزال لها دور يُنظر له أنه مستقل في ملفٍ باتت واشنطن وتل أبيب تديران مفاتيحه؟

صمت أوروبي

من اللحظة الأولى، بدت أوروبا مشلولة أمام التصعيد. فباستثناء وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضربات بأنها "غير قانونية"، التزمت معظم العواصم الأوروبية الصمت بدون موقف موحد أو مسار دبلوماسي جماعي.

يفسر كورت ديبوف، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بروكسل، ذلك، قائلا إن "الصمت الأوروبي بعد الضربات يُظهر أولا حالة من الارتباك في معظم العواصم الأوروبية. فهم لا يعرفون ماذا عليهم أن يفكروا: هل إسرائيل على حق؟ هل هي مخطئة؟ ماذا نعرف؟ وماذا لا نعرف؟ هل يجب ألا نكون إلى جانب إيران؟ وماذا ستقول الولايات المتحدة؟ وكل هذا حدث قبل أيام فقط من قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

وتابع "أعتقد أن هناك أيضا رغبة في تجنب مواجهة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهذه المسألة". ورغم الانتقادات، لا يرى ديبوف أن هذا الصمت يُغلق الباب بالكامل أمام دبلوماسية أوروبية مستقبلية مع إيران لأنها -برأيه- تدرك أن الاتحاد الأوروبي يلعب، في نهاية المطاف، دورا أكثر ليونة مقارنة بالولايات المتحدة.

وبسؤال إيمانويل دوبوي، رئيس معهد الدراسات المستقبلية والأمن في أوروبا، عمّا إذا كانت واشنطن تتوقع من حلفائها الأوروبيين أن يكونوا أكثر نشاطا دبلوماسيا، أجاب بشكل قاطع "في الواقع، الولايات المتحدة لا تريد من أوروبا أن تكون نشطة بأي شكل من الأشكال من الناحية الدبلوماسية، لأن دبلوماسيتهما لا تسير على نفس المسار. لذلك، لستُ متأكدا من أن موقف الاتحاد في الوقت الراهن واضح أو فعال، لأنه لا يوجد إجماع أوروبي".

إعلان

وحسب دوبوي، تنظر الولايات المتحدة إلى أي تحرك أوروبي كنوع من "محاولة إنقاذ للنظام الإيراني".

وأشار إلى الانقسام الذي ظهر خلال اجتماع المجلس الأوروبي: "كان الأمر أكثر وضوحا في هذا الاجتماع في بروكسل في 26 يونيو/حزيران، خاصة في الخلاف بين المستشار الألماني فريدريش ميرتس وماكرون. ميرتس كان أقرب إلى موقف رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، وموقفهما كان أكثر توافقا مع الخط الأميركي أو موقف إسرائيل، بينما باريس كانت متمسكة بالتزامات واضحة".

فقدان التأثير

حول إمكانية استئناف التفاوض، يرى دوبوي أن الصيغة الوحيدة المتاحة هي العودة إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة"، ويشرح: "الاتحاد الأوروبي مستعد لدفع هذه المفاوضات ولكن لها صيغة معروفة، وهي "إيه 3″ (مجموعة الدول الأوروبية الثلاث). ومع ذلك، لستُ متأكدا من أن الإيرانيين يرغبون فعلا في استئنافها مع أي طرف، ولا أظن أن إسرائيل ستسمح بذلك، ولستُ متأكدا أن الولايات المتحدة لديها مصلحة حقيقية في استئناف محادثات فيينا أو جنيف".

ويضيف أن واشنطن تفضل التفاوض المباشر مع الإيرانيين عبر قناة سلطنة عُمان، أو حتى من خلال المقترح الذي قدمته ميلوني لعقد لقاء في روما، أو حتى مع الفاتيكان.

أما عن نظرة طهران إلى أوروبا كوسيط، فيرى برتران بادي، أستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية بباريس، أن أوروبا فقدت كثيرا من تأثيرها بسبب انحيازها لإسرائيل وتماهيها مع الولايات المتحدة. ويقول إن واشنطن تسعى -على العكس- إلى تهميش أوروبا، وقد تلقّت طهران الاصطفاف الأوروبي مع تل أبيب بشكل سلبي مفضلة التعامل مع الصين أو تركيا، و"ربما حتى مع السعودية".

ولا تزال أوروبا -وفقا له- غير قادرة على الانفصال عن إسرائيل، التي تراها إستراتيجيا كنقطة ارتكاز متقدمة لها في الشرق الأوسط رغم تراجع تأييد الرأي العام الأوروبي لها. ويرى أن المأزق الأوروبي ليس تقنيا بل سياسيا، ويتجلى في عجز الاتحاد عن اتخاذ مواقف حازمة وفرض عقوبات على تل أبيب، مثل تعليق اتفاقية الشراكة معها.

عاجل | مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قرارا بعدم امتثال #إيران لالتزاماتها بالضمانات النووية pic.twitter.com/jO3hbBt7rg

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 12, 2025

في موازاة ذلك، تصاعدت الأزمة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدما صوت البرلمان الإيراني لصالح قانون يعلّق التعاون معها، مطالبا بضمانات أمنية قبل السماح بأي زيارات للمفتشين. ويحذر الخبراء من أن تعليق التعاون قد يُضعف القدرة الدولية على مراقبة البرنامج النووي الإيراني، ويفتح الباب أمام تصعيد أوسع.

لكن الخبير ديبوف يعتقد أن قدرة أوروبا على التحرك باتت محدودة للغاية وأن أكبر مشكلة واجهها الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي هي أنه وافق بشكل عام على تخصيص نسبة 5% من الإنفاق للدفاع، بناءً على طلب أو تحت ضغط من الولايات المتحدة. وهذا يُظهر -برأيه- أكثر من أي وقت مضى اعتماد أوروبا على واشنطن، وموقعا أضعف لها مقارنة بها، وخوفا واضحا من ترامب وردود فعله.

إعلان

ويختم بالقول "الاتحاد الأوروبي يُنظر إليه بشكل متزايد كناطق باسم الولايات المتحدة، وهو أمر لم يكن بهذه الدرجة في السنوات العشر الأخيرة".

???? وزير الخارجية الإيراني : أي استغلال لآلية "سناب باك" ستكون له عواقب وخيمة

حذر وزير الخارجية الإيراني السيد عباس عراقجي من أن تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات سيؤدي إلى عواقب وخيمة، منها إنهاء دور أوروبا في الاتفاق النووي وتصعيد خطير في التوترات. pic.twitter.com/sTXdIeI401

— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) May 12, 2025

دور الوسيط

ورغم ذلك، لا يُغلق الخبراء الباب تماما. فوفق الأستاذ ديبوف، لم يعد الاتحاد الأوروبي مستقلا، لكنه لا يزال قادرا على لعب دور الوسيط.

بينما يرى دوبوي أن أوروبا قد تستأنف المفاوضات فقط إذا توفرت الإرادة السياسية واستُبعد الخيار العسكري. أما بادي فيعتقد أنها بحاجة إلى مراجعة شاملة لسياستها في الشرق الأوسط، تبدأ من فك الارتباط الرمزي مع إسرائيل، قبل أن تطلب من إيران الاستماع لها.

وفي رده على سؤال للجزيرة نت حول ما إذا كانت واشنطن تتوقع من أوروبا أن تلعب دورا دبلوماسيا أكثر نشاطا، خاصة مع تهديد إيران بوقف التعاون مع الوكالة، قال جيمس روبنز، كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، والمستشار السابق لوزير الدفاع الأميركي، "نعم، من المحتمل".

وأوضح: "قالت كايا كالاس، نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، مؤخرا إن الجميع متفق -على الأقل في أوروبا- على أن إيران لا يجب أن تطوّر سلاحا نوويا. كما ناقشت مسألة تقييد برنامجها الصاروخي و"دعمها للإرهاب". هذه المواقف تتفق مع سياسة واشنطن، وقد يكون من المرحب به أن تلعب أوروبا دورا أكثر حزما في هذا الإطار".

وعن مستقبل الإطار الدبلوماسي الغربي في التعامل مع طهران، قال روبنز إن الأمر متروك لطهران. وترامب استخدم القوة المحدودة لإيقاف تقدم البرنامج النووي الإيراني وإعادة ضبط الشروط الدبلوماسية، على أمل استئناف المفاوضات. لكن إيران ردّت بفتوى تصفه بأنه "عدو لله".

ويرى أنه من مصلحة طهران أن تتفاوض لأنه السبيل الوحيد لتجنب المزيد من الضربات العسكرية الأميركية أو الإسرائيلية، "وإذا لم تُستأنف المفاوضات في الأسابيع المقبلة، فمن المرجّح أن نشهد ضربات عسكرية متجددة" على حد تقدير روبنز.

مقالات مشابهة

  • ترامب يرفع رسوم دخول المتنزهات
  • الاتحاد الأوروبي: مستعدون للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية
  • ميرتس يحذر: على أوروبا تسوية الخلاف الجمركي سريعاً مع أميركا
  • بروكسل وكانبيرا: مجالات وحدود اتفاقية الشراكة الأمنية المُقترَحَة بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا
  • الاتحاد الأوروبي يعرقل انضمام بريطانيا إلى تكتل تجاري
  • ترامب يهدد طوكيو برسوم جمركية تصل إلى 35%
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 25 مليون يورو لمواجهة أزمة الأمن الغذائي باليمن
  • عودة الفايكينغ.. لماذا ستنفق السويد أكثر من 200 مليار يورو لتطوير جيشها؟
  • مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي: سنتخذ نهجا حازما مع ليبيا بعد تزايد أعداد المهاجرين
  • ما مستقبل الدبلوماسية الأوروبية في الملف النووي الإيراني؟