مهرجان المسرح المصري يبدأ أولي ندواته بالحديث عن سميحة أيوب " سيدة المسرح العربي "
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
بدأت اليوم أولي ندوات مهرجان المسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، بالحديث عن سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب، وأدار الندوة الفنان الدكتور أيمن الشيوي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية ومدير المسرح القومي قائلا: أهلا بحضراتكم في أولي ندوات مهرجان المسرح المصري عن الفنانة القديرة سميحة أيوب، ومعي علي المنصة الدكتور عمرو دوارة الناقد والمؤرخ الكبير، والناقد أحمد خميس، وبحضور الدكتور أحمد مجاهد رئيس لجنة الندوات.
وبدأ الشيوي كلامه قائلا: سميحة أيوب ظاهرة فنية تستحق الدراسة، وهي فنانة شاملة وشاهدة علي عصور فنية، لأنها بدأت مبكرا، وهي بالفعل سيدة المسرح وقدمت لنا أعمالا عظيمة، كما أنها أدارت المسرح القومي من قبل باقتدار، وحققت نجاحا كبيرا في مجال الإدارة، وإذا كان الرئيس السوري حافظ الأسد قد أطلق عليها لقب سيدة المسرح، فأنا أطلق عليها لقب " ظاهرة المسرح العربي "، فسميحة أيوب نموذج لفنانة متطورة في كل شئ ونشكرها علي ما قدمته لنا من تراث مسرحي عظيم.
وقال الدكتور عمرو دوارة أن سميحة أيوب لا ينافسها أحد علي لقب سيدة المسرح العربي الذي منحه لها الرئيس الراحل حافظ الأسد وقد أطلقه في اجتماع اتحاد الفنانين العرب، وتوجت بهذا اللقب وسط كوكبة من الفنانات العربيات، فسميحة أيوب قيمة وقامة كبيرة، وقد تشرفت بإعداد كتاب عن مسيرتها ضمن اصدارات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي.
وأضاف دوارة: سميحة أيوب منتجة "شاطرة جدا"، وأنتجت العديد من الأعمال، ولم يكن هدفها الربح، وهي بالمناسبة تعي دورها الوطني، وقدمت من قبل الكثير من المسرحيات الوطنية في المسرح الحديث، حينما تولت إدارته، ومنها: " العمر لحظة" وعرض " مدد شدي حيلك يابلد"، وذلك كانوأثناء حرب الاستنزاف، وكان لديها دور قوي في دعم الفنانين ومنحهم الفرص، فهي لها أيادي بيضاء على المسرح المصري، وقدمت 95 عرضا مسرحيا، وقدمت كل أنواع العروض المسرحية، فهي أيقونة للمسرح المصري والعربي.
وقال الناقد أحمد خميس: سميحة أيوب نموذج حقيقي للخروج من النموذج المعلب للممثل، وهي دائما تعمل علي تنمية وتطوير قدراتها وتدربت علي الغناء وعزف بيانو، فهي لم تقف عند الدراسة الاعتيادية، ولكنها تعاملت مع كل الاتجاهات المسرحية وتعاملت مع الكثير من التجارب والمدارس الإخراجية، وعملت مع الكثير من المخرجين الكبار، وسوف أتوقف عند عرض لم تقدمه وهو ( كان فيه واحدة ست ) الذي كانت ستقدمه مع المخرج خالد جلال، فهي دائما تستجيب لما يحدث حولها من تطورات في الوطن، فهذا العرض كان عن ثورة يناير، ولكنه لم يخرج للنور.
وأضاف خميس: سميحة أيوب لها دور مهم في إدارة المسرح، حيث أنها، وأثناء حرب أكتوبر كانت تعرض مسرحية " ألف بوسة وبوسة"، فأوقفت المسرحية واختارت نص يتواكب مع المرحلة، وكانت حريصة على مستقبل المسرح المصري، وتتجاوب مع القضية ولديها وعي، وتجيد التعبير عن أفكارها، وعندما تتحدث في قضية، يكون لديها دائما وجه نظر، وهي علامة مهمة في مصر والوطن العربي، علامة فارقة لا يمكن تجاهلها.
مهرجان المسرح المصريمهرجان المسرح المصري، يعد حدثا فنيا مهما لعرض ملامح المسرح المصري على مدار عام كامل، إذ تتاح المشاركة في المهرجان للعروض المنتجة من مسرح الدولة والقطاع الخاص والشركات، والمجتمع المدني وفرق الهواه والمسرح الجامعي والنقابات الفنية، ومختلف الجهات الإنتاجية وفق الضوابط التي يعتمدها المهرجان، ويهدف المهرجان إلى تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس، وكذلك تطوير العروض من أجل المشاركة في صناعة أعمال تليق بعراقة المسرح المصري.
مهرجان المسرح المصري، يعد حدثا فنيا مهما لعرض ملامح المسرح المصري على مدار عام كامل، إذ تتاح المشاركة في المهرجان للعروض المنتجة من مسرح الدولة والقطاع الخاص والشركات، والمجتمع المدني وفرق الهواه والمسرح الجامعي والنقابات الفنية، ومختلف الجهات الإنتاجية وفق الضوابط التي يعتمدها المهرجان، ويهدف المهرجان إلى تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس، وكذلك تطوير العروض من أجل المشاركة في صناعة أعمال تليق بعراقة المسرح المصري.
مهرجان المسرح المصري تنظمه وزارة الثقافة المصرية تحت قيادة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وتحمل دورته اسم الفنانة الكبيرة " سميحة أيوب "، وتستمر فعالياته حتي يوم 17 أغسطس 2024، على مسارح القاهرة، وتتكون اللجنة العليا من الفنان محمد رياض (رئيسا) والفنان ياسر صادق (مديرا للمهرجان) ومنسق عام المهرجان أ. ماجدة عبد العليم، وأعضاء اللجنة هم: الناقدتان علا الشافعي، عبلة الرويني، الكاتب مدحت العدل، الكاتب وليد يوسف، الفنان نضال الشافعي، المخرج إسلام إمام، بالإضافة لعضوية 6 أعضاء آخرين بمناصبهم، وهم: المخرج الكبير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي،الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة والفنان القدير إيهاب فهمي رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد رياض سميحة أيوب مهرجان المسرح المصری المسرح العربی سیدة المسرح المشارکة فی سمیحة أیوب
إقرأ أيضاً:
هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة
عمّان – لم يكن افتتاح الدورة السادسة عشرة من مهرجان "كرامة سينما الإنسان" في العاصمة الأردنية عمّان حدثا سينمائيا عابرا، ولا مجرد احتفاء جديد بحقوق الإنسان عبر الفن، بل لحظة تُستعاد فيها جراح لم تهدأ، ليعود إلى الواجهة صوت الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب التي لم يمهلها الرصاص لتكبر.
فمع انطلاق فعاليات المهرجان، تحوّل فيلم الافتتاح إلى مساحة يستعيد من خلالها الحضور صدى الطفلة هند رجب، الذي اخترق حصار الحرب ووصل إلى العالم بوصفه شهادة لا يمكن محوها.
هند رجب، التي تحولت مكالمتها الأخيرة مع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني إلى واحدة من أكثر الشهادات الإنسانية قسوة في زمن الحرب على قطاع غزة، تظهر من جديد في عمّان عبر شاشة واسعة تلتقط قصة قصيرة في عمرها، كبيرة في أثرها، لتعيد طرح الأسئلة التي حاول العالم تفاديها، وتقدم واقعا لا يحتمل الصمت أو التأجيل.
بحضور جماهيري لافت، وفي مشهد يحتفي بالوعي ومسؤولية الفن، في مواجهة القضايا الإنسانية والحقوقية الكبرى، انطلقت في المركز الثقافي الملكي فعاليات الدورة الجديدة لمهرجان كرامة الذي يحمل هذا العام عنوان "بنك الحقوق"، وهو عنوان يوحي بأن الحقوق ليست مجرد شعارات، بل هي رصيد فعلي يجدر استعادته ومساءلة العالم عنه.
ليأتي حفل الافتتاح متوجا بعرض الفيلم الأردني القصير "هند تحت الحصار" للمخرج ناجي سلامة، وهو العمل الذي خص به مسرح المهرجان الرئيسي ليكون فاتحة لأيام سينمائية مكثفة تمتد حتى منتصف الشهر الجاري.
يحمل فيلم "هند تحت الحصار" مادة إنسانية متفجرة، مستندا إلى التسجيل الحقيقي لمكالمة أجرتها الطفلة هند رجب ذات الستة أعوام مع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، طالبة النجدة بعدما وجدت نفسها عالقة داخل سيارة عائلتها التي تعرضت لإطلاق نار أثناء اختبائهم في حي تل الهوا بغزة.
إعلانوبين ارتجاف صوت الطفلة ومحاولات مسعفة الهلال الأحمر رنا الفقيه طمأنتها، تتسع مساحة الحكاية لتكشف ملامح الرعب الذي عاشته الطفلة هند وحيدة في لحظات فاقت قدرة البشر على الاحتمال.
رعب طفلةيذهب المخرج ناجي سلامة عبر بناء بصري مكثف إلى إعادة الاعتبار لهذه اللحظة الإنسانية الجارحة، مستعينا بشهادات مسعفين وشهود عيان لإظهار حجم التهديد الذي واجهه كل من حاول الوصول إلى الطفلة.
أما مدير الإنتاج غسان سلامة، فأوضح أن الفيلم هو "محاولة سينمائية لفضح الفرقة العسكرية الإسرائيلية الخاصة التي قتلت الطفلة هند"، مضيفا في حديثه للجزيرة نت أن العمل يختصر قصة موجعة لإيصالها للعالم كله، في مواجهة رواية القتلة الذين وصفوا أنفسهم بـ"إمبراطورية مصاصي الدماء".
ومن بين الأصوات التي يعيد الفيلم إحياءها صوت عمر علقم من طواقم الهلال الأحمر، والذي كان على اتصال مباشر مع الطفلة حتى اللحظة الأخيرة، ويروي علقم في حديثه للجزيرة نت أن الشهيدين يوسف وأحمد -المسعفيْن اللذين أُرسلا لإنقاذها- "وصلا إليها بالفعل، لكن جنود الاحتلال باغتوهما وقتلوهما تماما كما قتلوا هند بدم بارد".
كما حضرت العرض لينا حماد، وهي طالبة جامعية قالت إن حضورها ليس بدافع الفضول السينمائي، بل لأنها أرادت أن ترى كيف يمكن لصوت طفلة واجهت الموت أن يتحول إلى عمل فني يلامس ضمير العالم بأسره.
لتضيف حماد في حديثها للجزيرة نت أن "إنتاج الفيلم ليس مجرد قرار فني، بل هو موقف أخلاقي وفكري، يعيد طرح سؤال العدالة في وجه العالم، فبعد نحو عام على رحيل الطفلة، يأتي الفيلم ليقول إن الحكاية لم تُقفل، وإن السينما لا تُعيد الحياة إلى أصحابها لكنها تُعيد الذاكرة إلى مكانها الصحيح".
وعلى مدى أيام المهرجان، يعرض أكثر من 70 فيلما روائيا وتسجيليا وتحريكيا، بمدد طويلة ومتوسطة وقصيرة، قادمة من بلدان تمتد من فلسطين وسوريا والعراق وتونس ومصر ولبنان والسودان، إلى الهند وتركيا وأوروبا والأميركتين.
وتتوزع هذه الأعمال على قضايا إنسانية واسعة، لكنها تلتقي جميعا تحت مظلة واحدة عنوانها "حماية الإنسان وكرامته".
وتتنافس أفلام عربية وأجنبية في مسابقات المهرجان، إلى جانب عروض خارج المنافسة، وتشمل جوائز هذا العام:
أفضل فيلم وثائقي طويل. أفضل فيلم حقوقي (التي تمنحها "أنهار/ الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان"). جائزة خاصة للأفلام الأردنية القصيرة.كما تُعقد على هامش المهرجان مجموعة من الندوات، من أبرزها ندوة "ديمقراطية الصورة" ضمن الطاولة المستديرة "لازمنا اجتماع"، لمناقشة دور الصورة في تشكيل الوعي الجمعي في زمن الصراعات المتسارعة.
ومنذ تأسيسه عام 2010، شكل مهرجان "كرامة" أول منصة سينمائية دولية لحقوق الإنسان في الأردن، واستمر في شق طريقه باعتباره فضاء حرا للنقاش والحوار، متشابكا مع أكثر اللحظات الفكرية والأخلاقية حساسية في المنطقة والعالم.
إعلانومن خلال السينما والندوات والمنتديات والمعارض، رسخ المهرجان دوره كجسر للحوار الديمقراطي، وفضاء لتعزيز التفكير النقدي والمشاركة المدنية، مستقطبا جمهورا واسعا من الشباب والنساء والناشطين، إضافة إلى عشرات المخرجين والفنانين من الأردن والعالم.
طواقم الدفاع المدني في #غزة تعثر على جثامين متحللة للشهيدة الطفلة هند رجب و5 من عائلتها إلى جانب مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين توجهوا لإغاثتها قبل 12 يومًا في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/cbbaz9w3Ji
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 10, 2024
ومع نهاية عرض "هند تحت الحصار"، لم يكن الفيلم مجرد استعادة لقصة طفلة رحلت، بل بدا أشبه بمحاولة لإبقاء ذاكرتها حيّة، ولتذكير الجمهور بأن الحكاية لم تُغلق بعد، فهند رجب -رغم الغياب- لا تزال شاهدة على زمن تتقاطع فيه الأسئلة الكبرى مع صدى صوت طفلة تبحث عمن ينتشلها من تحت الحصار أو من قبضة الموت.