يمانيون – متابعات
عمليات ‏الاغتيالات التي نفذها كيان العدو الإسرائيلي في هذه المرحلة ضد دول محور المقاومة أصبحت هي أحد الأساليب الرئيسية التي يعتمدها في عقيدته العامة.

كما أنها المسار الوحيد اليوم الذي يأتي كمحاولة انقاذ نفسه من تداعيات الفشل والهزيمة التي يتعرض لها، فمن الملاحظ أنه كلما حُشِرَ هذا الكيان في الزاوية، ووصل وضعه إلى درجة السقوط والانهيار العسكري والاستراتيجي يلجأ لهذا الأسلوب كآخر ورقة يمتلكها لتلافي وقوعه في الانهيار والهزيمة الكاملة في الحرب، وهذا أمر واضح.

فخلال هذه المرحلة بدأ وضع هذا الكيان يتآكل ويراوح مكانه إلى الفشل والانهيار خلال عدوانه المفروض على قطاع غزة، فلم يستطيع أن يحقق أياً من أهدافه المفترضة سوى تعرضه لخسائر كبرى في العديد والعتاد، كما أنه فقد القدرة على الردع التي كانت ركيزته في مواجهة جبهات اسناد محور المقاومة، فجولة التصعيد التي دشنتها قوى المحور في اليمن، و لبنان، والعراق، وايران، خسر الكيان قدرة الردع بشكل كامل، وهذا ما لوحظ خصوصاً خلال العمليات المدمرة التي نفذها حزب الله في جبهات الشمال، وكذلك بعد الهجوم النوعي الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية بفضل الله تعالى لضرب هدف حيوي بمدينة “يافا” المحتلة (تل أبيب) .

وبالتالي، فإن كيان العدو الاسرائيلي يعيش واقعاً مأزوماً، ومتهالكاً، وعملياته التي حاول من خلالها ردع جبهات الاسناد لم تصل إلى نتيجة سوى المزيد من الفشل، وافتضاح كشف عورة ضعفه، وتحطم استراتيجيته الردعية، ولم يكن من المستبعد في هذه الظروف الكارثية عليه أن يهرب إلى تفعيل ورقة الاغتيالات ضد قادات دول محور المقاومة كأسلوب لينقذ قدرته على الردع.

اغتيال هنية وشكر

تقييم العمليات التي بادر بتنفيذها كيان العدو الاسرائيلي في اغتيال أحد قادة حزب الله في بيروت القائد فؤاد شكر، وكذلك في اغتياله للشهيد القائد اسماعيل هنية في طهران، هي مغامرة تقفز بالحرب إلى مرحلة جديدة كلياً، فذهاب هذا الكيان لتنفيذ هذه الحماقات الغادرة يعتبر خطأ فادحاً من جهة، وتجاوز لكل قواعد الاشتباك المفروضة على ساحة الحرب من جهة أخرى، كما أنها تعتبر خطوة انتحارية غير محسوبة التداعيات،

فسيناريوهات الرد التي يحضر لها محور المقاومة في المقدمة إيران، وحزب الله واليمن لا تنضوي حول ردود فعل محدودة، بل ستخرج الحرب من واقعها المفروض، وستضع الكيان في مرمى جحيم عمليات هجومية مدمرة، لم يسبق أن تعرض لها منذ تأسيسه.

حجم التداعيات المقبلة على كيان العدو

مستوى التداعيات التي ستأتي مع رد محور المقاومة يمكن أن نختصرها في أمرين:

1- ستدمر ما تبقى من استقرار المنظومة الأمنية والاقتصادية التي يعيشها كيان العدو الإسرائيلي، فوضعه العام سيكون تحت التهديد بصورة مستمرة، كما أنها ستعزز حالة الرعب والهجرة العكسية بين قطعان مستوطنيه في كل المناطق التي يحتلها، وأيضاً ستعمل على ارغام مختلف الشركات الاستثمارية الأجنبية على مغادرة الكيان.

2-ستنقل الحرب بكل ثقلها إلى كبرى مدن كيان العدو، وتحول مدنه “حيفا” و”يافا” المحتلتين إلى مسرح عمليات مفتوح للضربات النوعية بصورة مكثفة ومتصاعدة.

فايران من جهتها سترد بنمط غير اعتيادي، أما حزب الله سيعمل على توسيع دائرة الضربات لتشمل هذه الأعماق، والمدن الحيوية، كذلك مع اليمن الذي أصبح حالياً يطبق هذه العمليات بشكل مباشر، خصوصاً تجاه مدينة يافا المحتلة.

لذا، ما ينظر كيان العدو الاسرائيلي هو حرب مختلفة خارج قواعد الاشتباك تفوق قدرته على مواجهتها، أو احتوائها، فمهما بلغ حجم الدعم الأمريكي لن يحمي هذا الكيان من كارثية التداعيات التي ستحصل بعون الله تعالى.

– زين العابدين عثمان – باحث في الشأن العسكري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: محور المقاومة کیان العدو هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

7 شهداء من عائلة واحد ومصابون بقصف العدو الصهيوني لمنزل في جباليا

الثورة نت/وكالات استشهد عدد من المواطنين الفلسطينيين وأصيب آخرين، الليلة الماضية،وفجر اليوم الجمعة من جراء قصف طائرات العدو الصهيوني لمنزل شمال قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 7 مواطنين من عائلة واحدة وأُصيب عدد آخرون بينهم خطيرة، بقصف منزل لعائلة “نصر” بجباليا النزلة شمالي قطاع غزة. وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • مصدر بوزارة الدفاع: على المستثمرين والشركات العاملة لدى الكيان الصهيوني سرعة المغادرة
  • مصدر بوزارة الدفاع يدعو المستثمرين والشركات العاملة لدى كيان العدو لسرعة المغادرة
  • ضربات مركّزة ومواجهات ضارية .. المقاومة الفلسطينية تفتك بقوات العدو الصهيوني في عدة محاور بغزة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة 54,381 شهيدا و 124,054 مصابا
  • “المجاهدين الفلسطينية” تثمن قرار بلدية برشلونة قطع العلاقات المؤسسية مع الكيان الصهيوني
  • الدور الإماراتي في احتلال الجزر اليمنية وتحويلها إلى مناطق نفوذ مشترك مع كيان العدو الصهيوني .. ميون وسقطرى نموذجًا
  • اليمنيون يحذرون العدو الصهيوني ..لن تتمكن من ايقافنا عن اسناد غزة
  • 7 شهداء من عائلة واحد ومصابون بقصف العدو الصهيوني لمنزل في جباليا
  • إصابة فلسطيني برصاص العدو الصهيوني في رام الله