جائزة القلم الذهبي
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
جائزة القلم الذهبي
أمير تاج السر
منذ فترة قليلة، أعلن تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، عن جائزة كبرى للرواية، أسماها جائزة القلم الذهبي، وتمنح لعدة فروع في الرواية منها الرواية التاريخية ورواية الفنتازيا. وعين لها مجلسا استشاريا ضم أسماء يمكن الاعتماد عليها في نشاطات عدة، منها بالطبع مسألة الكتابة الروائية، ومسألة السيناريو، لأن الروايات الفائزة ستحول إلى أعمال سينمائية.
الأمر بدا مفاجئا للبعض، لأن تركي كان مهتما بالفن، وأنتج فيه كثيرا، واستضافت المملكة مهرجانات فنية وغنائية متعددة، وكلها بعيدة عن أدب الرواية الذي ينتج عادة في صمت، وتقام له ندوات ومؤتمرات هنا وهناك، وأيضا أنشئت له جوائز في الآونة الأخيرة. وبات إنتاج الرواية في الوطن العربي، بسبب تلك الجوائز، والحلم بها لدى الكتاب القدامى والجدد على حد سواء، أكثر أنواع الكتابة الإبداعية انتشارا، وصار من الطبيعي جدا، أن تجد في الأسرة الواحدة روائيين عدة، ويمكن أن تكون روائيا، ويكون أبوك أيضا روائيا، وأعرف أسرة فيها ولد في المرحلة الإعدادية يكتب رواية.
وفي الورش التي أعقدها من حين لآخر، للحديث عن أبجديات الكتابة الروائية، أفاجأ بأجداد في السبعين، وأيضا أطفال مراهقين، يأتون ممتلئين بالأمل في العثور على مداخل يسلكونها لكتابة الرواية.
كل هذا ليس سيئا بالتأكيد، والكتابة بالرغم من الأضرار التي قد تلحق بها بسبب الخطوات الكثيرة التي تسير فيها، ليست حكرا على موهوبين فقط، هناك أشخاص غير موهوبين، يستطيعون إنجاز شيء أيضا، لو امتلكوا شغفا مناسبا يمكن استخدامه.
إذن لن نلوم الجوائز برغم ما قد تكون سببته من زحام وترهل، وشخصيا اعتدت الترحيب بأي جائزة جديدة في الأدب، سواء إن كان رواية أو شعرا أو قصة قصيرة. وأذكر أنني رحبت بجائزة كتارا حين انطلقت عام 2015 وأصبحت الآن جائزة راسخة، وأيضا رحبت بجائزة غسان كنفاني في فلسطين، وشاركت في التحكيم في الدورة الأولى، وكان مفاجئا لي أن أسماء مكرسة، قدمت فيها. وأظنها الجائزة الوحيدة التي لم تتعرض لهجوم من هنا وهناك، كما يحدث كلما ظهرت جائزة جديدة، ذلك أن وجودها ارتبط بقضية تهمنا كلنا، وبكاتب لا يختلف عليه إثنان من ناحية جودة ما قدمه في حياته القصيرة، والخلود الذي لازم سيرته، ولا أظنه لازم سيرة كاتب روائي آخر في المنطقة، مع وجود أدباء فلسطينيين كبار مثل إميل حبيبي.
أيضا جائزة البوكر، أو الجائزة العالمية للرواية العربية، لم تسلم من الكلام الكثير، والثرثرة حول أصلها وفصلها وجديتها، وتجد رغم ذلك في كل عام، مئات يقدمون لها من أجل الشهرة وما تقدمه من جوائزة مالية أعتقد قد تنفع في شيء في هذه الأيام الصعبة، إن فاز بها أحد، أو حتى وصل إلى قوائمها القصيرة.
هناك جوائز محلية في بلاد كثيرة، وهذه أيضا يطرقها أهل البلاد الذين تهمهم حتى لو كانوا ينتقدونها، وذلك للسبب نفسه الذي ذكرته من الحاجة للمال، وسكة الإبداع عموما كما ذكرت عشرات المرات، ليست سكة ربح بأي حال من الأحوال، والجوائز إن حدث وحصل عليها أحد، ترفع المعنويات كثيرا، وتسد بعض الحاجات.
جائزة القلم الذهبي، هوجمت من أول إعلان لها، وبعد تكوين لجنتها الاستشارية، وكتب كثيرون مستهزئين بها، واعتبروها جائزة مالية فقط لا غير، سيحصل عليها البعض هكذا بلا إنتاج.
طبعا هذا شيء يدعو للأسف، فبدلا من الترحيب بجائزة كبرى مثل هذه، يتم الكتابة ضدها منذ البداية، ولا أدري ما سبب مهاجمة كل فعل حيوي جديد، في المجالات الإبداعية؟ لكن هذه عادة لدى البعض كما يبدو، والأسلم أن نفرح بجوائز الأدب الكبرى، وندعمها في زمن كما قلت لا يهتم أحد بالأدب كثيرا، ولا يستطيع المبدع أن يعيش مبدعا فقط، من دون وظيفة يقتات منها. وأذكر في بداياتي أن عاصرت أشخاصا من جيلي، كنا نجلس في المقاهي في وسط القاهرة، كنت طالبا في نهاية دراستي، وكانوا لا يعملون ويجدون في العمل عيبا كبيرا، ودائما ما أسمع أن المبدع ليس موظفا عند أحد ولا ينبغي أن يكون موظفا، يرأسه موظف.
هذا تضخيم للفعل الإبداعي، فلا شيء يستطيع إعالة الإبداع مثل الوظيفة الثابتة التي ينبغي أن يحصل عليها المبدع، وإن تفرغ للكتابة، فلا بد من دخل ما، يسند هذا التفرغ.
أعود لجائزة القلم الذهبي، إنها جائزة حقيقية، ومتنوعة، لم تقل للرواية فقط، ولكن فصلت أنواع الروايات حتى، وبات من الممكن للكتاب الذين يبدعون في مجالات الرواية المختلفة أن يشاركوا في التقديم لها. ولا بد أن يفوز البعض طبعا، ويخسر البعض، كما هي عادة المسابقات، ولا بأس من المثابرة للذين يكتبون بجديدة واجتهاد.
الشيء الذي أريد ذكره هنا، إن كثيرا من مهاجمي الجائزة، خاصة لو كانوا كتاب رواية، لن يجلسوا مكتوفي الأيدي، أو معصوبي العيون ليطالعوا نتائجها، معظم الناس سيقدمون فيها، هذا أكيد، ولعلي أستعيد تجربة كتارا التي هاجمها البعض بشراسة حين ظهرت، ثم قدموا رواياتهم لها وبعضهم فاز.
لا نمل من استقبال الجوائز بالترحاب، إنها التعويض الأمثل للكتابة المستمرة الجادة بلا حافز طوال العمر، في حالة أن فاز بها أحد ما.
نقلا عن القدس العربي
الوسومالبوكر العربية الرواية العربية القلم الذهبي كتارا
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البوكر العربية الرواية العربية القلم الذهبي كتارا
إقرأ أيضاً:
في منافسات مونديال الأندية الهلال يودّع المسابقة.. وتشيلسي يحجز مقعده في المربع الذهبي
أورلاندو (الولايات المتحدة) «أ.ف.ب»: انتهت مغامرة الهلال السعودي في مونديال الأندية بكرة القدم عند الدور ربع النهائي، بعد خسارته أمام فلوميننسي البرازيلي 1-2 على ملعب كامبينج وورلد في أورلاندو، فيما حجز تشيلسي الإنجليزي مقعده في المربع الذهبي إثر فوزه على بالميراس البرازيلي 2-1.
وسيلعب فلوميننسي نصف النهائي مع تشيلسي الإنجليزي، في الثامن من يوليو على ملعب ميتلايف في نيويورك.
وودّع الهلال الذي حقق مفاجأة مدوية بإسقاطه مانشستر سيتي الإنجليزي 4-3 بعد التمديد في ثمن النهائي، المسابقة بعدما سجل مارتينيلي (40) والبديل هيركوليس بيريرا (70) هدفي فلوميننسي مقابل هدف من البرازيلي ماركوس ليوناردو (51).
وكان الهلال حقق مفاجأة كبيرة بإسقاطه سيتي في ثمن النهائي الذي تأهل إليه عقب حلوله ثانيا في مجموعته إثر تعادلين مع ريال مدريد الإسباني (1-1) وسالزبورغ النمسوي (0-0) وفوز على باتشوكا المكسيكي (2-0).
ولحق "الزعيم" بالأندية العربية الأربعة التي سبقته بالخروج من دور المجموعات: الأهلي المصري، الوداد المغربي، الترجي التونسي والعين الإماراتي.
في المقابل، تابع فلوميننسي نتائجه المبهرة وسلسلة مبارياته من دون هزيمة التي وصلت إلى 11 مباراة، بينما تلقى الهلال خسارته الأولى مع مدربه الجديد الإيطالي سيموني إينزاجي في خمس مباريات.
ولم يعدّل إينزاجي على تشكيلته التي فازت على مانشستر سيتي 4-3 بعد التمديد في ثمن النهائي، مبقيا الوافد الجديد المغربي عبد الرزاق حمدلله على مقاعد الاحتياط، في ظل افتقاده لأربعة لاعبين بسبب الإصابة.
ووقف اللاعبون دقيقة صمت على وفاة البرتغاليين لاعب ليفربول الإنجليزي دييجو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا قبل المباراة التي حضرها 43 ألف مشجع.
وقاد الفريق البرازيلي هجمة أخطأ البرتغالي جواو كانسيلو بإبعادها فوصلت إلى الكولومبي جابريال فوينتس الذي لعبها بدوره نحو مارتينيلي، سددها ببراعة إلى أقصى الزاوية اليسرى للحارس المغربي ياسين بونو (40).
واحتسب الحكم ركلة جزاء للهلال على أساس وجود خطأ من صامويل شافيير على البرازيلي ماركوس ألونسو، لكنه تراجع عن قراره بعد العودة إلى حكم الفيديو المساعد "في ايه آر" (45+5).
ودخل الهلال الشوط الثاني بوجه مغاير أكثر هجومية وتمكن من معادلة النتيجة حين لعب نيفيش كرة من ركنية، قابلها كوليبالي بالرأس وتهادت أمام ليوناردو الذي تابعها بسهولة في الشباك (51).
هدف عادل به المهاجم الشاب، الأرجنتيني أنخل دي ماريا لاعب بنفيكا البرتغالي الذي ودّع المسابقة، في صدارة الهدافين بأربعة أهداف.
وأنقذ بونو فريقه من هدف محقق، حين انفرد الأرجنتيني جيرمان كانو إثر خطأ فادح بالتمرير من البرازيلي رينان لودي، إلا أن المغربي نجح بالتقاط الكرة على الرغم من سقوطه على الأرض أثناء محاولته الأولى في اعتراض الكرة (55).
وتمكن البديل هيركوليس بيريرا من وضع فلوميننسي في المقدمة مجددا حين استلم تمريرة بالرأس من شافيير وسدد كرة زاحفة إلى يسار بونو (70).
وقال إينزاجي الذي تولى تدريب الفريق قبل أيام من سفره إلى الولايات المتحدة "ظهرنا بمستوى فاق كل التوقعات، لعبنا مسابقة رائعة وقد وجّهت الشكر إلى جميع اللاعبين".
وأضاف "كانت المباراة متوازنة وصعبة وحسمتها لحظة حاسمة. أهنئ فلومينينسي وأهنئ فريقي أيضا على الأداء. كانت هناك لحظات أثرت على المباراة".
بدوره، هاجم المدافع السنغالي الدولي كاليدو كوليبالي الحكم الهولندي داني ماكيلي، معتبرا أنه "لم يقم بواجبه".
وطالب كوليبالي بركلتي جزاء في المباراة، علّق على إحداها "إذا لم تكن هذه ركلة جزاء، فلا أعلم ما هي ركلة الجزاء".
وأضاف "كانت هذه فرصة حياتنا وأعتقد أن الحكم لم يقم بواجبه ثم جاء إلينا وتكلم معنا بطريقة سيئة جدا. لا أفهم لمَ كان عدوانيا مع الهلال".
بدوره، قال البرازيلي رينان لودي "قرارات الحكم جاءت بهذه الطريقة وعلينا أن نتقبلها في النهاية".
وتابع "كانت هناك ركلة جزاء لنا، وهناك بعض الشك في قرارات الحكم، لكن في النهاية المباراة انتهت على هذه الشاكلة. لسنا بصدد تقديم أعذار الآن".
ووقف لاعبو الهلال وفلوميننسي دقيقة صمت قبل مواجهتهما، احتراما للاعب ليفربول الإنجليزي والمنتخب البرتغالي ديوجو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا إثر وفاتهما في حادث سير.
وركّزت الكاميرات على لاعبَي الهلال البرتغاليين جواو كانسيلو وروبن نيفيش اللذين بدا عليهما التأثر النفسي الشديد لوفاة زميلهما الدولي.
ويُعد نيفيش أحد أقرب أصدقاء جوتا، إذ لعب معه في ولفرهامبتون الإنجليزي كما في المنتخب.
وكتب قبل المباراة في نعيه لصديقه "(علاقتنا) أكثر من صداقة، نحن عائلة، ولن نتوقف عن كوننا عائلة فقط لأنك قررت توقيع عقد بعيد قليلا عنا".
وأضاف "حين سأذهب إلى المنتخب، ستجلس إلى جانبي على طاولة الطعام، في الحافلة، في الطائرة... ستكون دائما هناك معي، دائما".
وقال الحارس المغربي ياسين بونو بعد المباراة "ليس الأمر سهلا لأن روبن نيفيش صديق مقرّب لجوتا. كان متأثرا جدا ولم يستطع النوم قبل المباراة".
وتابع "كانسيلو أيضا، لذا كان الأمر مؤثرا علينا جميعا. أهنئهما لأننا لعبنا اليوم وقاما بعملهما على أكمل وجه".
وقدّم نيفيش تحديدا أداء كبيرا وشكّل خطورة كبيرة خاصة لدى تنفيذه الركلات الركنية التي أثمرت هدفا سجله البرازيلي كارلوس ليوناردو بعدما وصلته رأسية المُتابع للركنية كوليبالي.
وتجدد حديث إينزاجي بعد كل مباراة في المؤتمرات الصحافية حول مدى فخره باللاعبين. حتى بعد الخسارة، جدد ذلك قائلا "هنّأت كل لاعب على حدة. قدّموا كل ما لديهم داخل الملعب. خضنا خمس مباريات خلال فترة زمنية قصيرة، وهذا ضغط كبير على الفريق خاصة في مسابقة بحجم كأس العالم للأندية".
وأضاف "فخور بجميع اللاعبين وبتدريب الهلال. في نهاية الشهر سنتوجه إلى النمسا لخوض المعسكر التحضيري ومن ثم نشارك في الكأس السوبر. سنعود أقوى".
ونال الهلال الكثير من الإشادات والتهاني بعد فوزه المفاجئ على سيتي، من بينها من مهاجم الفريق النرويجي إرلينج هالاند الذي قال "تهانينا للهلال وأتمنى لهم كل التوفيق في ما هو مقبل".
واعتبر رئيس نادي الهلال فهد بن نافل أن فريقه "قارع أعتى المنافسين عاكسا ما وصلت إليه رياضة المملكة من نهضة رياضية غير مسبوقة".
فوز صعب لتشيلسي
على ملعب لينكولن فايننشال فيلد في فيلادلفيا، سجل الدولي كول بالمر (16) والحارس ويفيرتون بالخطأ في مرماه (83) هدفي تشيلسي ولبالميراس الشاب إستيفاو (53).
وكانت هذه آخر مباراة لإستيفاو بقميص بالميراس قبل انتقاله إلى تشيلسي في صفقة متّفق عليها.
وجرّب بالمر في بداية المباراة بتسديدة من خارج منطقة الجزاء تصدى لها ويفرتون (5)، ثم فعلها بتسديدة زاحفة إثر تمريرة من المدافع تريفو شالوباه (16).
وتمكن إستيفاو من التعديل من زاوية ضيقة وتسديدة قوية ارتطمت بالعارضة ودخلت المرمى، محتفلا مع زملائه والجمهور قبل الانتقال إلى ناديه المستقبلي (53).
وحصل تشيلسي على ركنية نُفذت قصيرة ووصلت إلى فرنانديس، لعبها نحو الفرنسي مالو جوستو لعبها إلى داخل المنطقة وخرج الحارس ويفرتون لالتقاطها، لكنها خادعته حين حوّلت مسارها بقدم أحد زملائه، فارتطمت به إلى المرمى (83).