ليس من العسير تفسير اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في ضوء توقيته ومكان حدوثه في العاصمة الإيرانية طهران، على أنه لا يعدو أن يكون محاولة لتأخير إبرام اتفاق يقضي بإعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى ديارهم مقابل وقف القتال، بحسب مقال في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

ويضيف المقال أنه لا يمكن تفسير عملية الاغتيال على أنها تهدف إلى مواصلة الحرب فقط، بل تتعداها إلى توسيع نطاقها لتشمل مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، بدلا من التضييق عليها أثناء استمرارها في تطوير برنامجها النووي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: واشنطن تسعى لمنع حرب إقليمية لكن نتنياهو يدمر كل شيءlist 2 of 2هل تمهد زيارة نتنياهو واشنطن لحرب إقليمية؟end of list

وفوق هذا وذاك، فإن الاغتيال هو "محاولة من إسرائيل لجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب، في إطار صراع حضارات دولي".

استغلال

ورأت الكاتبة رافيت هيشت، في مقالها بالصحيفة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل مشاعر الجمهور "الجامدة التي يتعذر فهمها"، مشيرة إلى أنه في المناخ الذي تشكل في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لن يجرؤ أي معارض على الاحتجاج، ولو قليلا، على اغتيال هنية "الذي كان من الممكن استهدافه بعد التوصل إلى اتفاق، وفي مكان مختلف".

ويصح هذا القول -وفق الكاتبة- حتى عندما يقوّض الاغتيال فرص إنقاذ الأسرى بشكل مباشر وفوري، بينما يجعل دولة بأكملها معرضة على الأرجح لتكبد أضرار جسيمة، وهي تعيش أصلا حالة من التأهب والتوتر والانقسام.

ومع أن هيشت تعتقد أن اغتيال هنية ربما ينال من معنويات حركة حماس ويؤدي إلى إضعافها في نهاية الأمر، إلا أنها ترى أن التحليل النهائي لعمليات اغتيال شخصيات من العديد من التنظيمات على مرّ السنوات الماضية يقول إنها لم يكن لها تأثير حقيقي، وليس لها بالتأكيد تأثير راسخ على الأوضاع.

لا تأثير كبيرا للاغتيالات

واستطردت قائلة إنه حتى لو زُعم أن اغتيال شخصيات رئيسية في حماس أو حزب الله اللبناني كان له تأثير في وقت من الأوقات، فإن التجارب أثبتت أن الاغتيالات لم تفتّ في عضد هذه المنظمات، بل إنها زادت من "أعمالها العدوانية".

وعلى حد تعبير المقال، فإن اغتيال هنية يحيي الإحساس "القوي" لدى أغلب الإسرائيليين بأن زمام المبادرة عاد إليهم، وأن العملية تعيد إلى إسرائيل، إلى حد ما، "كبرياءها المجروح وقدرتها المتآكلة على الردع".

ولفتت الكاتبة إلى أن الإسرائيليين أسرى تركيبة عدوانية وذكورية للغاية، ذات نزعة صبيانية واضحة.

وقالت إن أول من يدفع الثمن الباهظ لهذه السياسة ليس أولئك الذين يحددونها، بل الرهائن والأطفال والنساء والمدنيون العاجزون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات اغتیال هنیة

إقرأ أيضاً:

شهداء جراء قصف مركبة في غزة والاحتلال يتحدث عن عملية اغتيال بارزة

أكدت مصادر طبية فلسطينية، اليوم السبت، وقوع شهداء وجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمركبة غرب مدينة غزة، وذلك في إطار خروقات الاحتلال المتصاعدة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وذكرت مصادر طبية أن أربعة فلسطينيين استشهدوا جراء استهداف مركبة غربي مدينة غزة، أثناء سيرها على شارع الرشيد البحري غربي المدينة.

يأتي ذلك في خرق جديد للاتفاق الذي أنهى حرب إبادة جماعية بدأها جيش الاحتلال في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 واستمرت عامين، وخلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر طبية بإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مركبة تقل مواطنين غرب مدينة غزة، قبل أن يتم تأكيد استشهاد أربعة منهم.

وأشار شهود عيان إلى أن القصف الإسرائيلي تسبب في تضرر مركبة مجاورة للمركبة المستهدفة، فيما ادعى جيش الاحتلال أنه استهدف قياديا بارزا في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.



وقال متحدث باسم جيش الاحتلال في بيان، إن الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك"، استهدفوا "عنصرا بارزا في حماس"، مدعيا أنه كان "يهم خلال الفترة الأخيرة بمحاولات إعادة إعمار وإنتاج وسائل قتالية"، دون ذكر اسمه.

ولم يصدر على الفور تعقيب من حركة حماس على بيان جيش الاحتلال والقصف، إلا أنه في وقت سابق استشهد فلسطيني برصاص جيش الاحتلال في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، خار مناطق سيطرته بموجب الاتفاق، ضمن خروقاته المتواصلة.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر السبت، سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا عنيفا على أنحاء متفرقة من القطاع تقع ضمن المناطق التي يواصل احتلالها، بالتزامن مع مواصلته تنفيذ عمليات نسف ما تبقى من مبان سكنية.

وأسفرت الخروقات الإسرائيلية المتواصلة للاتفاق، عن استشهاد 386 فلسطينيا وإصابة 1018 آخرين، وفق أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة.

وإلى جانب الخسائر البشرية، فقد تسببت الإبادة الجماعية بدمار هائل طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قُدرت بنحو 70 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن اغتيال قيادي بالقسام في غزة وحماس تتهمها بتقويض الاتفاق
  • هآرتس: إيطاليا تعهّدت لواشنطن بإرسال قوات إلى غزة
  • بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد
  • بأمر مباشر من نتنياهو.. تقارير عبرية تكشف تفاصيل اغتيال رائد سعد في غزة
  • جيش الاحتلال يعلن اغتيال رائد سعد القيادي في حركة حماس
  • شهداء جراء قصف مركبة في غزة والاحتلال يتحدث عن عملية اغتيال بارزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال القيادي في حماس رائد سعد
  • إسرائيل تنفذ عملية اغتيال لقيادي في حماس داخل غزة
  • إسرائيل مسؤولة.. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطر
  • تهديدات داخل بيت هرتسوغ: رجل أعمال يلوّح بكشف “أسرار خطيرة” إذا مُنح نتنياهو عفوا