توترات الشرق الأوسط تهز الأسواق العالمية.. النفط والذهب في مرمى النيران
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
مخاوف متزايدة تشهدها الأسواق المالية العالمية خاصة مع زيادة واحتدام التوترات في الشرق الأوسط، والاغتيالات التي نفذتها إسرائيل تجاه مسؤولين في دول مختلفة الأيام الماضية، ما ألقى بظلاله على أسعار النفط والذهب، لترتفع العقود الآجلة للنفط، بأكثر من دولار للبرميل، وتصعد من أدنى مستوياتها خلال الـ7 أسابيع الماضية، وساعد في عدم انفجار سعر النفط وجود ضغط وتخوف نتيجة ضعف الطلب الصيني عليه الفترة الحالية.
عززت حالة التوتر عالميًا ما تمّ إصداره من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي بخصوص تقرير الوظائف الأمريكية الجمعة الماضية، ما أدى إلى زيادة المخاوف في الأسواق المالية العالمية، بحسب رانيا جول محللة أسواق المال من عمان، والتي أضافت أنَّ الأسواق يومي الأربعاء والخميس الماضيين كانت تسير بطريقة ملائمه لما وقع قبيل أيام في إيران ولبنان، حتى ارتفعت أسواق النفط والملاذات الآمنة كالذهب والدولار بعد أن كانت تسير بطريقة طبيعية.
وأضافت «جول» في تصريح لـ«الوطن» أنَّ تقرير الوظائف الأمريكية الصادر الجمعة الماضية، جاء كالصاعقة للأسواق كافة، إذ أكّدت البيانات زيادة نسب البطالة وانكماش عدد الوظائف في أمريكا مع ضعف الاقتصاد، ما أعطى مخاوف بالنسبة للأسواق لما يسمي بـ«الركود التضخمي»، وهو الأمر الذي كانت تخشاه الأسواق الفترة الماضية.
الركود التضخمي أدى لارتفاع الأسعار والتضخموأوضحت محللة أسواق المال أنَّ الفيدرالي الأمريكي كان يأمل بوجود ركودا ناعما وأن لا يحدث ركود تضخمي، لكن ما حدث هو ركود تضخمي أدى لارتفاع الأسعار والتضخم، وفيه كانت الأسواق ضعيفة وارتفعت معدلات البطالة، وباتت عدد الوظائف قليلة، مشيرة إلى أنَّ الكثير من الخبراء يتوقعون أن يخفض الفيدرالي سعر الفائدة، ويظل الفيدرالي في ورطة حقيقية ولا يعلم هل سيخفض الفائدة أم سيحارب التضخم؟ خاصة أن الدين العام للولايات المتحدة الأمريكية تعدى حاجز الـ35 تريليون دولار، وهو مستوى تاريخي لم يصل له الدين الأمريكي من قبل، ويعادل 122.5% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
زيادة التوترات بالمنطقة سيؤثر على إمدادات النفط بالشرق الأوسطالتقلبات في أسعار النفط عالميا أمرا رآه ياسر هلال خبير أسواق النفط من بيروت، ضمن التوقعات وأصول السوق، ذلك لأن قرارات أوبك+ تهدف للتحكم في الأسعار والإمدادات والعرض والطلب، فيما لاتزال الأمور تسير حاليا ضمن ذلك الاتجاه، مشيرًا إلى أنَّ ما سيغير تلك المعطيات هو التوترات المتصاعدة في المنطقة، والتي تهدد أمن وحجم الإمدادات بدول الشرق الأوسط، ذلك لأن العامل النفسي وتأثير التوترات العسكرية والأمنية والعامل الفني لهم علاقات قوية بطبيعة السوق والإمدادات فيه.
وأوضح «هلال» في تصريح خاص لـ«الوطن» أنَّ مضيق هرمز وحده يعبر خلاله 21 مليون برميل نفط يوميًا من الدول الخليجية المنتجة له، ووجود أي صراعات أو حروب حول هذا المضيق يؤثر بدوره على إمدادات النفط عالميا، وسيحدث صدمة في الأسعار، لافتًا إلى أنَّ الصراعات الحالية في دول الشرق الأوسط لن ترقى لتكون حربا شاملة، إذ أن دول المنطقة ليسوا مشاركين في الحروب الجارية حاليا، غير أن إقدام إيران على حرب مع إسرائيل سيؤثر بدوره على خطوت الإمداد تلك ويعيق وصول النفط إلى وجهته الأخيرة.
إيران لن تقطع إمدادات النفط من مضيق هرمز حال دخولها في حرب مع إسرائيلوأضاف أنَّه في حال حدوث حرب بين إيران وإسرائيل فلن تقطع الأولى إمدادات النفط من مضيق هرمز بالرغم من وجود إجماعا من قبل المراقبين حيال الضربة الإيرانية المرتقبة لإسرائيل، والتي قد تكون أقوى من الضربة الأولى التي حدثت من قبل، مشددًا على أنَ وجود حرب شاملة أو ضربة إيرانية كبيرة تجاه إسرائيل فلن تشهد قطع إمدادات النفط، خاصة أن 82% من النفط عالميًا يخرج من الدول الخليجية متوجها لدول أسيا كالصين والهند.
ويرى خبير أسواق النفط أنَّ إيران لن تهدد إمدادات النفط في مضيق هرمز من قبل إيران، لكن قد يقوم الحوثيين بهذا الأمر بشكل محدود، نظرا لعدة أمور، أولها تخوف إيران من رد الفعل الأمريكي، أو أن يكون هناك قرار أمريكي إسرائيلي كبير ضد حزب الله في لبنان، كما أن قطع إمدادات النفط سيؤثر على الصين بشكل مباشر، وليس من مصلحة إيران استعداء الصين، كما أن إيران ستدخل بمشكلة مباشرة مع سلطنة عمان وقطر والكويت والعراق، وجميع تلك الدول لديهم علاقات جيدة مع إيران.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرق الأوسط توترات إمدادات النفط الفائدة الدين الأمريكي مضيق هرمز إمدادات النفط الشرق الأوسط مضیق هرمز من قبل
إقرأ أيضاً:
هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
قالت الإعلامية هند الضاوي إن المواقف الدولية تجاه جماعة الإخوان تشهد تغيرًا واضحًا، مؤكدة أن الولايات المتحدة في عهد ترامب وعددًا من الدول الأوروبية بدأوا في ملاحقة الجماعة وتجفيف منابعها، باعتبارها جماعة إرهابية تمتلك شبكات ممتدة داخل أوروبا وخارجها، وسبق أن تورطت في عمليات إرهابية داخل القارة.
أدوات الحزب الديمقراطيوأضافت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يسعى إلى إضعاف أذرع الجماعة المرتبطة بحركة حماس لمنع أي عمليات مشابهة لهجوم 7 أكتوبر.
وأشارت هند الضاوي إلى أن جماعة الإخوان كان لها دور بارز في أحداث 2011 ضمن ما وصفته بـ"الأجندة الغربية"، باعتبارها البديل الذي جرى تجهيزه لسنوات للدول التي مرّ فيها مشروع "الفوضى الخلاقة".
صراع مع الدول المركزية القويةوأضافت هند الضاوي، أن الغرب كان يدرك أن الجماعة ستدخل في صراع مع الدول المركزية القوية في المنطقة إلى أن تحين لحظة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتفتيت بعض الدول العربية والإسلامية على أساس ديني ومذهبي، في مشهد يشبه ما حدث بعد سقوط الخلافة العثمانية.