سواليف:
2025-06-09@08:47:35 GMT

التبعية والتحالف

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

#التبعية و #التحالف

د. #هاشم_غرايبه
مقال الإثنين: 5 / 8/ 2024
التحالف هو اتفاق بين طرفين أو أكثرعلى توحيد قواهم ضد طرف معاد لهم، وهو أمر معتاد على مر التاريخ وأشهرها ذلك الذي تم بين دول أوروبا الغربية وأمريكا في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وحليفتها إيطاليا ومن ثم اليابان.
لكن التحالف في حقيقة الأمر لا يتحقق إلا بين قوى متكافئة وذات عدو مشترك، فحلف الناتو على سبيل المثال كان ضد المعسكر الشيوعي، لكنه كان يشترك فيه دول عاتية الى جانب أخرى متواضعة القوة، ولذلك تجد القيادة والسيطرة في يد الأقوى ( الولايات المتحدة )، فهي التي تحدد المخاطر وتشعل الحروب أو تطفئها، وبالطبع فهي تضع مصلحتها في الصدارة في كل الأحوال، لدرجة أن الدول الأوروبية القوية مثل بريطانيا وفرنسا ظلت تشعر بالمهانة عندما تجد نفسها منقادة الى ما تقرره أمريكا بانفراد، مثلما حدث في كل حروب القرن العشرين وما بعده.


هذا ما يحدث بين دول قوية وذات كيانات راسخة وديمقراطيات عريقة، فكيف يكون تحالف بين قوة عظمى وقوة صغرى؟.
مناسبة هذا الحديث هو حديث مسؤولي الكيان اللقيط عن الدور الذي يلعبه (التحالف الإقليمي) في حمايتها من الهجوم الانتقامي المرتقب من قبل إيران، كرد على عمليتي الإغتيال اللتين تمتا في بيروت وطهران.
يجب بداية أن نحدد مكونات هذا التحالف.
أنشئ هذا التحالف بداية بصورة غير معلنة، كأحد الأركان التي ارتكز عليها الغرب في دحره للدول العثمانية وذلك لأن الزعامات العربية المنضوية تحته تخشى ردة الفعل الشعبي عليه، كونه بقيادة العدو الأول للأمة، والذي يعلن ذلك صراحة ويمارسه بشكل مكشوف في كل حالة عدوان تم على الأمة منذ تأسيسه الكيان اللقيط كرأس حربة للغرب، ولم يكترث الغرب يوما بإخفاء نواياه ولا انكار أفعاله، مراعاة لمشاعر الأعراب الذين يعلنون أنهم حلفاؤه.
بعد أن استتب الأمر للكيان اللقيط، لم تعد هذه الولاءات (فهي لا ترقى الى مستوى التحالف) مهمة كثيرا، لذا بقيت بشكل تنفيذ املاءات مقابل استقرار النظام، وأصبح التنافس للتقرب من أمريكا التي باتت آلهة الأنظمة التي تعبدها من دون الله، في اثبات الولاء بمقدار تقديم الخدمات الاستخبارية للكيان اللقيط.
بعد الحملة الأخيرة المسماة الحرب على الإرهاب، استنهض كبير الآلهة “بوش” همة هذه الزعامات، بحثها على إعلان الولاء بشكل علني، واعتبر من يتخلف عن ذلك مستنكفا.
بالطبع كان يقصد بذلك كشف ظهور الجهاديين لكي يحسوا باليأس حينما يروا العدو يستفرد بهم بلا ناصر ولا معين من أمتهم، وبلا أي اهتمام بكشف عملائه أمام شعوبهم، وبيان زيف ادعائهم بانتمائهم للإسلام الذي يحرم محالفة العدو ضد مسلمين.
بالطبع لم يجرؤ أي منهم على التخلف عن هذه الدعوة، فتسابقت جميعها على تأييد هذه الحملة، وأثبتت ذلك بمشاركة قوات عسكرية تحت قيادة أمريكا، فرأينا ولأول مرة طائرات حربية عربية تقصف أهدافا في أقطار عربية حددتها لها القيادة الأمريكية، فيما لم نرها قط تغير على العدو الحقيقي الذي احتل فلسطين، أو حتى تتصدى لانتهاكه أجواءها.
السؤال الهام: بعد أن تبين لنا حجم الخدمات التي قدمها العربان لمن يقولون أنه حليفهم، ماذا قدم لهم هذا الحليف مقابلها؟.
الادعاء بأن ذلك لحماية أراضيها سخف، فليس هنالك عدو ينافس الغرب في أطماعه، فإن رهنت مقدرات وثروات الأمة بأكملها بيد الغرب، وفتحت أراضي وأجواء ومياه هذه الأوطان أمام قواعد حلف الناتو يسرح ويمرح فيها، فما الذي يطمع به أكثر!؟.
هل هنالك مردود غير البقاء على تلك الكراسي العفنة!؟.
هل عرف الآن من فرحوا بسقوط الدولة العثمانية واعتبروه تحررا للأمة العربية، أن الاستقلال موهوم، بدليل استلاب القرار في كل ديار العرب.
التحالف: هي تسمية أمريكية لتلك العلاقة من باب الكياسة ، لكن التسمية الأدق هي ..التبعية.
والتبعية هي أحد وجوه الاستعمار، لكن من غير كلف الاحتلال العسكري المباشر.
وقد رأينا فعلا الغرب حقق أحلامه بعد صراع ثلاثة عشر قرنا مع الدولة الإسلامية، بالسيطرة على كافة بقاع الأمة، فكل بقعة فيه مستباحة للمخفر المتقدم (الكيان اللقيط)، وكل حدوده محمية بأيد عربية، ومن غير حاجة أن ترفع هذه القوات النجمة السداسية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: التحالف

إقرأ أيضاً:

تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق

9 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: تتلاشى دعوات انسحاب القوات الأمريكية من العراق وسط تأكيدات رسمية على ضرورة استمرار التحالف الدولي لمواجهة تهديدات “داعش”.

ويؤكد وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي أن أمن العراق وسوريا مترابط، مما يعزز الحاجة إلى الدعم اللوجيستي والجوي الأمريكي.

ويشير صمت الفصائل التي طالبت سابقاً بالانسحاب، إلى تغيرات محتملة في أنساق النفوذ الإقليمي.

وتثير هذه التطورات تساؤلات حول تراجع النفوذ الإيراني في ظل التوترات السياسية والأمنية.

وتكشف الضربات الأخيرة ضد “داعش”، بدعم التحالف، عن أولوية مواجهة الإرهاب على الخلافات السياسية. ويبرز هذا الواقع جدلاً حول توازن القوى بين واشنطن وطهران في العراق.

ويعزو محللون صمت الفصائل المتحالفة مع إيران في العراق إلى جملة عوامل سياسية واستراتيجية.

ويربط البعض هذا الصمت بالضغوط الأمريكية والإسرائيلية المتزايدة على إيران، خاصة بعد تهديدات واشنطن برد عسكري محتمل.

ويضيف تحليل أن تركيز الفصائل على الاستقرار الداخلي ومواجهة عودة “داعش” قلل من حدة خطابها المناهض للتحالف.

وتشير تقارير إلى أن الحوارات بين بغداد وواشنطن لإعادة تنظيم وجود التحالف ربما خففت التوترات. ويبقى هذا الصمت مؤشراً على حسابات معقدة للنفوذ وسط التحديات الأمنية.

ويأتي هذا المتغير في ظل تأكيدات “لجنة الأمن والدفاع” البرلمانية على استمرار الحاجة إلى الدعم اللوجيستي والجوي الذي يقدمه التحالف. وأوضح عضو اللجنة ياسر إسكندر وتوت أن القدرات العراقية الحالية لا تكفي لضبط الأجواء المشتركة مع دول الجوار، مشيراً إلى نجاحات القوات العراقية في تأمين الحدود السورية بمساندة التحالف.

وكشفت عمليات أمنية حديثة عن تصاعد نشاط “داعش” في مناطق نائية مثل صحراء الأنبار وجبال حمرين. ونفذت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي، في 31 يناير 2025، ضربة جوية دقيقة في منطقة الزركة بصلاح الدين، أسفرت عن مقتل سبعة إرهابيين، .

ويذكّر هذا التصاعد بأحداث 2014، عندما سيطر “داعش” على مدن مثل الموصل والفلوجة، معلناً “خلافة” مزعومة. وواجهت القوات العراقية، بدعم الحشد الشعبي والتحالف الدولي، التنظيم في معارك استمرت حتى 2017، محققة انتصارات حاسمة مثل تحرير تكريت في مارس 2015. وأسهمت الضربات الجوية للتحالف في استعادة 95% من الأراضي التي سيطر عليها “داعش” بحلول 2019.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق
  • الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على سفينة الإغاثة “مادلين” المتجهة إلى غزة
  • خبير عسكري أمريكي: دعم الغرب لأوكرانيا "هذيان مكلف" وزيلينسكي يقود بلاده نحو الهاوية
  • العراق يؤكد الحاجة لبقاء التحالف الدولي
  • خبير عسكري أمريكي: زيلينسكي فقد الإحساس بالواقع وبات خطرا على الغرب
  • العراق بين واشنطن وبغداد.. تحالف الضرورة أم احتلال مقنع؟
  • مندوب روسيا لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا: مصير أوكرانيا ليس بيد الغرب
  • العراق يطالب ببقاء قوات التحالف الدولي في سوريا
  • هل انهار التحالف؟ ..ترامب: إيلون ماسك فقد عقله
  • الترجمان: لا وجه للمقارنة بين القوات المسلحة شرقًا والتشكيلات المسلحة التي تحيط بالدبيبة