الرد الإيراني يتجاوز الانتقام لاغتيال هنية
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
أمريكا تبنت وتتبنى أحلافاً وتحالفات وتمارس على العالم مختلف الحروب وأنواعها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، فيما الطرف الآخر هو اصطفاف عالمي بقيادة الصين وروسيا وإيران هي في هذا الاصطفاف مثلاً..
ولهذا فإن ما تسمى حرباً إقليمية يسعى إليها “نتنياهو” تقيدها احتمالية أن تدفع تلقائياً إلى حرب عالمية وذلك ما لا تريد أمريكا بأحلافها وتحالفاتها وما لا يريده أيضاً الاصطفاف المقابل.
بمعنى إذا استطاع “نتنياهو” جر أمريكا إلى حرب إقليمية فذلك يجعل الحرب العالمية تلقائية كنتيجة للحرب فوق قدرة أطراف التحالفات والاصطفافات عالمياً على منعها أو على التحكم بها..
ولهذا وفي ظل الرد المتوقع من محور المقاومة وعلى رأسه إيران على جريمة اغتيال إسماعيل هنية فأمريكا تبذل جهدها لمنع تحول الرد المحتمل من محور المقاومة واحتمالية رد الرد إلى حرب إقليمية، لأن الحيلولة دون حرب عالمية لايكون إلا من خلال منع الحرب الإقليمية..
ولذلك فالعالم يترقب رد محور المقاومة وكيف يكون سقفه ومن ثم كيف يتعامل مع هذا السقف لمنع الوصول إلى حرب إقليمية وبما لا يجعل الحرب العالمية تلقائية كنتيجة للإقليمية..
البعض يحلو لهم من هذا المنظور أو الاستقراء الاستنتاج بأن إيران في حالة تفاوض سري مع أمريكا للاتفاق على سقف رد محور المقاومة..
والاستنتاج على هذا النحو فيه إسفاف من رغبة استهداف إيران سياسياً وإعلامياً وحتى نفسياً لأنه يعني إن أمريكا إذا لم تستطع منع الرد فهي من يفرض السقف لرد إيران ومحور المقاومة..
المعادلة هي أن أمريكا الشريكة في كل إجرام وجرائم الكيان الإسرائيلي بقيادة النتن منذ طوفان الأقصى والإبادة الجماعية في غزة حتى اغتيال هنية وشكر لم يعد أمامها لمنع حرب إقليمية إلا فيما بعد رد إيران ومحور المقاومة، ومن المستحيل أن يسمح لها بمنع الرد أو بتحديد سقفه..
فالرد هو تلقائياً تحت سقف الاجتياح للكيان الصهيوني وعلى أمريكا أن تعالج مسألة منع حرب إقليمية أو عالمية من تحت سقف الرد الذي تحدده إيران ومحور المقاومة..
السير إلى استنتاجات تقلل من شأن وطبيعة وسقف الرد القائم القادم من إيران ومحور المقاومة هو إسفاف من سفاهات وتفاهات مطابخ التآمر الرخيص ولاترقى لاستحقاقات فهم وتحليل بالحد الأدنى، وإلا ماذا نقرأ عن الشكوى الدائمة للكيان الصهيوني من التهديد الوجودي لها والذي تمثله إيران ومحور المقاومة..
إنه ببساطة منتهى الغباء ولأن هدفه الاستغباء فذلك هو الغباء “المركب”..
منذ استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وإيران كأنما تبحث عن ذريعة لترد على استهداف رئيس إيران والمشكلة فقط حاجيتها لدليل مادي لم يتوفر لتحاجج به العالم..
إيران هي من كانت كأنما تبحث عن ذريعة لتمارس هذا الرد، وفي تقديري هو أن نتنياهو وأمريكا أعطيا إيران الذريعة التي تتمناها لتسير في هذا وبالتالي فإيران تجاوزت بعيداً التفاوض تجاه سقف الرد مع أمريكا أو حتى روسيا والصين، ولو أن هؤلاء النجساء والرخصاء في أدوارهم واستنتاجاتهم تابعوا فقط خطاب السيد حسن نصر الله وحديثه عن رد الاعتبارية للكرامة بل ولشرف إيران ماكانوا يحتاجون لكشف وانكشاف بلاهة في ذروة الجدية..
من خلال معطى وسقف ونتائج رد محور المقاومة فقط تستطيع أمريكا تفعيل معالجات المنع لحرب إقليمية أو عالمية من حقيقة أن الحرب الإقليمية وعولمتها بأي قدر لا تضر فقط بمصالح أمريكا الدولة أو النظام، بل إن المتضرر الأكبر هي “الرأسمالية” التي تحكم أمريكا والصهيونية معاً، وبالتالي فإن لم تستطع أمريكا فرضه على المجرم “نتنياهو” ستفرضه الرأسمالية بقدر حجم تعرض مصالحها للخطر..
نتنياهو يستطيع تعريض أمريكا الدولة والنظام أو الإدارة للخطر ولكنه حين مجرد مس مصالح الرأسمالية سينفذ كل ما تأمره به الرأسمالية وسيتم بسهولة وتنحيته وبشكل أسهل تصفيته..
ولمن يمارسون استنتاجات في تكييف من خلال “الكيف” سنبحث عنهم بعد الرد وسنجدهم في تكييف آخر، ولكن من خلال ذات “الكيف”!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
طبول الحرب تقرع في الكاريبي: 3 مؤشرات لاقتراب المواجهة بين أمريكا وفنزويلا
أفادت مجلة نيوزويك بأن إقدام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نشر سفن حربية قبالة السواحل الفنزويلية، إلى جانب تصعيد الضغوط السياسية والاقتصادية على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، يشكل مؤشرات متزايدة على اقتراب مواجهة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
وأوضحت المجلة أن هذه الخطوات تندرج ضمن توجه أميركي أوسع لإعادة فرض النفوذ في نصف الكرة الغربي، مع تأكيد واشنطن التزامها بإحياء وتفعيل مبدأ جيمس مونرو الذي يعتبر المنطقة مجال نفوذ تقليدياً للولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، هناك ثلاثة مؤشرات رئيسية توحي بأن اندلاع حرب بين الطرفين قد يصبح وشيكاً في أي لحظة، يتمثل أولها في انتقال الولايات المتحدة من سياسة العقوبات الاقتصادية إلى مصادرة ناقلات نفط فنزويلية، ما تسبب في توتر حاد داخل قطاع الشحن البحري، وهو ما وصفه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأعمال قرصنة دولية.
أما المؤشر الثاني، فيكمن في تكثيف واشنطن عملياتها العسكرية في البحر الكاريبي تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات، وهي عمليات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى وأثارت انتقادات حقوقية واسعة، في حين تؤكد الإدارة الأميركية أنها تستهدف نظاماً تتهمه بإغراق الولايات المتحدة بالمخدرات، وفق ما نقلته المجلة.
وسجلت نيوزويك في الوقت ذاته زيادة لافتة في حركة الطيران والانتشار الجوي والبحري الأميركي قرب السواحل الفنزويلية، شملت مقاتلات متطورة وقاذفات إستراتيجية وحاملات طائرات، إضافة إلى مناورات تحاكي تنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية، في انتشار يعد من الأكبر في المنطقة منذ سنوات.
ويرى مراقبون أن هذا الحشد العسكري يعكس تراجع صبر واشنطن تجاه مادورو والاقتراب من خيارات أكثر تشدداً، حيث كتب رئيس مجلس العلاقات الخارجية مايكل فورمان في تحليل حديث أن تسامح الإدارة الأميركية مع الرئيس الفنزويلي يبدو في طريقه إلى النفاد.
في المقابل، أكدت القيادة الفنزويلية استعدادها للدفاع عن سيادة البلاد ومواردها الطبيعية، وأعلنت تعزيز قدرات الجيش، وهو ما اعتبرته المجلة مؤشراً ثالثاً على تصاعد احتمالات المواجهة العسكرية.
وشددت فنزويلا على أن الهدف الحقيقي للتحركات الأميركية يتمثل في إسقاط الحكومة والسيطرة على النفط الفنزويلي، في ظل تبادل متصاعد للتهديدات والتصعيد السياسي والعسكري، الأمر الذي يثير مخاوف متزايدة من انزلاق الأزمة إلى مواجهة مفتوحة قد تترك تداعيات خطيرة على أمن واستقرار أميركا اللاتينية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن